الإسلام في العصر الحديث: تحديات وآفاق.

شكلت الحضارة الإسلامية نهضة علمية وفكرية نموذجية لقرونٍ طويلة في التاريخ، فلم يكن من الغرب إلا مواجهة هذه النجاحات بمساعٍ خفية وأخرى علنية بهدف تشويه صورة الإسلام القائم على المحبة والتسامح والود، بصورةٍ بديلة قائمة على العنف والعدوان والإرهاب، ولاتزال التحديات تواجه أبناء هذه الأمة يوماً بعد يوم بكافة المناحي الفكرية والعقيدية.

في هذا المقال دعونا نتعرف على أنواع التحديات التي تواجه الإسلام في العصر الحديث، وعلى دور الشباب المسلم في مواجهتها. 

التحديات الرئيسية التي يواجهها المسلمون اليوم.

تواجه الأمة الإسلامية اليوم العديد من الأزمات الفكرية والأخلاقية، حيث يمكن جمع هذه التحديات في أربع عناوين رئيسية:

• أزمة سلوك من نواحي متعددة (إدارية فكرية دينية..)
• أزمة تخلف وتراجع بالمقارنة مع الدول الأخرى من ناحية التعليم والصحة والإدارة.
• أزمة فاعلية وانتاجية على مستوى الفرد والحكومات والمنظمات.
• أزمة قيادة بكافة المناحي الدينية والصحية والسياسية. 

التحديات الفكرية والثقافية

تواجه الأمة الإسلامية تحديات من أطراف عديدة، تهدف إلى زعزعة الوحدة الإسلامية وتشويه صورة الإسلام في الغرب وربطها بالإرهاب وعدم تقبل الأديان والثقافات الفكرية الأخرى.

التأثيرات الخارجية وتحديات العولمة.

العولمة الثقافية من أخطر صور العولمة التي تواجه عالمنا الإسلامي، لأنها تدخّل مباشرة في عقائد الناس ومعارفهم وتصوراتهم وتسعى إلى تفكيك روح الوحدة التي تجمع أبناء الأمة الإسلامية.

الحفاظ على الهوية الإسلامية في مواجهة الثقافات المتعددة.

يواجه الشباب المسلم اليوم قوى جبارة تحاول طمس الهوية الإسلامية، من خلال تحريف المفاهيم الدينية، والعمل على إنشاء مراكز ومؤسسات تعليمية فكرية تؤثر على الثقافة العربية من خلال بث أفكار ومفاهيم مخالفة للهوية العربية والإسلامية، بالإضافة إلى بث أفكار تهدف إلى انحطاط الأمة على وسائل الإعلام بكافة أشكالها. 

التحديات الاجتماعية

تُعتبر الأسرة اللبنة الأساسية في تشكيل واستقرار المجتمعات وتقويم سلوك الفرد، و تقوم الأسرة في الإسلام على خلق توازن بين الفرد والأسرة على عكس المجتمع الغربي الذي يركز على الفردية، وتواجه الأسرة المسلمة تحديات كثيرة تهدف إلى هدمها وتفكيك ترابط الأسرة المسلمة مما يؤدي إلى خراب المجتمع.

الإسلاموفوبيا وكيفية التعامل معها.

الإسلاموفوبيا ظاهرة موجودة في العقل الغربي: سواء كانت حقيقية أم مضخمة، داخلية أم بتأثير الإعلام، وجزء من أسبابها بأيدينا، فعلينا الأخذ على أيدي السفهاء الذين يسيئون للإسلام، والردّ على بعض من يتكلم باسم الإسلام فيدعو على اليهود والنصارى، كما أنّ جزء منها ليس بأيدينا.

وعلى الجالية الإسلامية في الغرب مسؤولية كبيرة: فالغرب ليسوا على رأي واحد في هذه المسألة، بل هناك أعداد كبيرة من مفكريهم ينصفون الإسلام، كما أن  حكوماتنا تتحمل عبئ كبير، فبين أيديها أدوات لا يستطيعها الدعاة والجاليات.

نحن نريد أن نكون مستقلين وأعزاء، وأن نظهر الصورة الجميلة للإسلام وننبذ الإرهاب، نحن نريد أن يحترمنا الغرب ولا نذل له، نريد أن نوصل للغرب الصورة المشرقة التي عليها غالبية المسلمين.

التحديات التكنولوجية والعلمية

يواجه الشباب المسلم نوع جديد من التحديات في ظل التطور الهائل في التكنولوجيا، حيث ينجر آلاف الشباب في استخدام هذه التطورات بشكل خاطئ دون وجود أي أهداف سامية في استغلالها بنشر المعلومات الصحية عن الإسلام والدعوة إليه، بالمقابل يوجد الكثير من الشباب الذين استغلوا التكنولوجيا ووسائل التواصل الجديدة في ترغيب الشباب على السير في طريق الذي يرضاه الله تعالى.

التكنولوجيا وتأثيرها على الحياة الدينية والعلمية

تلعب التكنولوجيا دوراً إيجابياً في نشر الدين الإسلامي، من خلال تسهل الوصول إلى المعلومات، وتوفر أدوات تعزز من التعليم والتواصل بين العلماء والمفكرين.

آفاق الدين الإسلامي

آفاق الدين الإسلامي تمتد عبر مجموعة واسعة من المجالات التي تؤثر في حياة الأفراد والمجتمعات على حد سواء، وسنذكر بعض منها:

قوة الإسلام في عقيدته وأخلاقه.

تتجلى قوة الإسلام بالربط بين عقيدة السلم وبين الأخلاق الواجب التحلي بها، كحسن التعامل مع الآخرين والأمانة والإخلاص، وقد ظهرت هذه العلاقة بين العقيدة والأخلاق بالعديد من الأحاديث النبوية:

•  في هذا الحديث أقسم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا القسم: “والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن” قيل ومن يا رسول الله. قال: “الذي لا يأمن جاره بوائقه”. فهذا يبين بجلاء تام العلاقة الوطيدة بين الأخلاق والعقيدة، وحين يقول: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره”.
• وبين النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمنين كثيراً من الجوانب الأخلاقية ويربطها بالعقيدة والإيمان فيقول عليه الصلاة والسلام: “لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب من المزاحة ويترك المراء وإن كان صادقاً”.

قدرة الإسلام على حل مشكلات العصر الحديث.

التشريعات التي جاءت في الإسلام صالحة لكل زمان ومكان ولا تقتصر فقط على حل مشاكل الزمان التي نزلت فيه آنذاك، ويجب أن لا نُخدع بمشاكل العالم الإسلامي اليوم وتخلفه، فإن ذلك ليس بسبب تمسكهم بالإسلام، بل بسبب بعدهم عن الإسلام، فهم بعيدون عن الإسلام بمقدار تخلفهم وانحطاطهم بين الأمم.

جاذبية الإسلام للشباب.

لقد أولى الإسلام عناية خاصة بالشباب نظراً لدورهم الحيوي في المجتمع كأداة للإنتاج وحماة للأمة وحملة للعلم ومصدر لنشاط الأمم، ومن أبرز الجوانب التي اهتم الإسلام برعاية الشباب فيها، حمايتهم من الآفات للحفاظ على دينهم وتعزيز ولائهم لله ولدينه، لذلك أمرهم بغض البصر وحفظ الفرج وحثهم على الزواج، كما شجعهم على التمسك بالفضائل ومحاسن الأخلاق مبيناً فضلها وأثرها.

انتشار الإسلام في جميع أنحاء العالم.

بذل الرسول الكريم جهود عظيمة في سبيل نشر الدين الإسلامي في مختلف أنحاء العالم، وازداد عدد المسلمين ليصلوا اليوم إلى ما يزيد عن 2 مليار مسلم، وفي وقتنا الحالي يحاول الكثير من شباب الأمة رغم جميع التحديات، المشي على طريق الدعوة ونشر الإسلام بين الشعوب وإيصال الأخلاق الحسنة والتشريعات الواضحة التي أُمرنا بها. 

الأسئلة الشائعة

المصادر:

موقع الجزيرة

رؤية للفكر

موقع إسلام ويب