كيف كان الرسول يقضي يومه ” الإنسان الكامل “
كيف كان الرسول يقضي يومه, رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هو القدوة لكل مسلمٍ…
Read moreمن هم المنافقون؟.. صفات المنافقين وخطرهم
لم يكن ظهور المنافقين في صدر الإسلام إلا شكلاً من أشكال المكائد التي تحاك لهدم هذا الدين العظيم، وقد حرص المنافقون منذ ظهورهم على الإساءة لمن حولهم، إلى درجة إساءتهم للنبي ﷺ.
سنتعرّف في هذا المقال على صفات المنافقين وخطرهم على المجتمع والدين، وما هي السورة التي نزلت بحق المنافقين، وآيات القرآن الكريم التي ورد فيها ذكرهم.
النفاق لغةً: هو إظهار الإنسان خلاف ما يبطن أو يُخفي بداخله، أما النفاق في الإسلام فينقسم إلى قسمين بمعنى يشابه المعنى اللغوي.
يقول ابن القيم في كتابه صفات المنافقين: “النفاق هو الداء العضال الباطن الذي يكون الرجل ممتلئاً منه، وهو لا يشعر، فإنه أمر خفيّ على الناس، وكثيراً ما يخفى على من تلبَّس به: فيزعم أنه مُصلح وهو مفسد“.
جاء ذكر النفاق والمنافقين في القرآن الكريم بكثير من المواضع، كما خصص الله سبحانه سورة تحمل اسم “سورة المنافقون” بدأت بقوله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون:1].
كما اقترن ذكر المنافقين بالذم والوعيد في كتاب الله، كقوله تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145]، وهو النفاق الأكبر المتعلق بالعقيدة كما أوّله علماء التفسير.
وساوى الله سبحانه وتعالى بين الكفار والمنافقين بضرورة محاربتهم وجهادهم، كما ساوى سبحانه بينهم بمصيرهم المحتوم في جهنّم، وذلك في الآية التي وردت في موضِعَين من القرآن الكريم بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة: 93] – [التحريم: 9].
أما النفاق الأصغر فقد ذكره النبي ﷺ في حديث يُبَين خصال المنافق، إذ قال النبي ﷺ: (أَرْبَعُ خِلالٍ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خالِصاً: مَن إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا عاهَدَ غَدَرَ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ، ومَن كانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يَدَعَها) [البخاري – 3178].
للمنافقين عشرات الصفات التي يتصفون بها، والتي تظهر عليهم بالرغم من محاولتهم إخفاء ذلك، وعلى المسلم معرفة هذه الصفات حتى يعرف المنافقين ويحذرهم ويجاهدهم، وأيضاً ليراقب نفسه خشية أن يحمل صفة من هذه الصفات وهو لا يدري.
وقد ذكر النبي ﷺ صفات أو خصال المنافق، التي إن كانت فيه كلّها كان منافقاً خالصاً، ومن كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق، وهذه الصفات هي: (الحديث الكاذب، ونقض الوعد، والغدر بعد العهد، والفجور في الخصام، وخيانة الأمانة).
وهناك العديد من صفات وعلامات المنافقين التي وردت في القرآن الكريم والسنّة النبوية، والتي أحصاها العلماء، ونذكر من هذه الصفات:
يعتبر خطر المنافقين أشد وأعظم من خطر الكفار وحتى المشركين، لأن ضررهم خفّي وقد لا يشعر المؤمنون به، أما الكفر والشرك فهو واحد وبيّن.
ولخطورة النفاق والمنافقين دلالات كثيرة نذكر منها:
صفات المنافقين كثيرة، منها الكذب والخيانة ونقض العهد والغدر الفجور في الخصام.
المنافقين عند الله الذي يبطنون الكفر ويُظهرون الإيمان.
سبب نزول سورة المنافقون هو عبد الله بن أُبي بن سلول.
وذلك أنَّ رسول الله ﷺ خرج إلى الغزو مع أصحابه، وكان معهم بعض الأعراب، الذين كانوا يسارعون إلى الآبار ليملئوا منها بركاً من الماء، ويكوّموا حولها الحجارة، ويغطوها بقطع من الجلد؛ لمنع الآخرين من الاقتراب والشرب منها.
فجاء رجل من الأنصار لسقي جماله، فضربه أعرابي على رأسه بقطعة خشب، فأصابه، فاشتكى الرجل إلى رأس المنافقين عبد الله بن أبيّ ابن سلول، الذي أمر أصحابه بأن لا ينفقوا على من عند رسول الله ﷺ حتى يتفرّق الأعراب من حول الرسول ﷺ.
ثم قال ابن سلول لأصحابه: عندما نعود إلى المدينة سيخرِج الأعزُّ (ويقصد نفسه) منها الأذلَّ (ويقصد النبي ﷺ حاشاه)، فلما سمع زيد بن الأرقم كلام ابن سلول؛ أخبر عمه الذي أخبر بدوره النبي ﷺ.
عندما سأل النبي ﷺ ابن سلول عن قوله؛ أنكر ذلك وأقسم أنه لم يقل هذا القول، فصدّقه رسول الله ﷺ وكذّب زيداً، الذي تعرض للوم الشديد من عمّه، وأنه لم يجني من قوله سوى مقت النبي ﷺ والمسلمين له.
وقال زيد بن الأرقم عن ذلك: "فَوقَع عليّ من الغَمّ مَا لَم يقع على أحد قطُّ، فَبَينما أنَا أسير مع رَسُول اَللَّه ﷺ، إِذ أَتانِي فَعرَك أُذُني، وَضحِك فِي وَجهِي، فمَا كان يَسرنِي أنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا، فَلمَّا أصْبحْنَا قرأ رَسُول اَللَّه ﷺ وَسلَّم سُورَة المنافقين".