ما هي أركان الإيمان ؟
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - العقيدة في الإسلام - جديدنا

أركان الإيمان هي أعمدة الدين، بها يتحقق الإيمان بالله تعالى، ومكانها القلب، أما أركان الإسلام فهي العبادات التي بها يتحقق إسلام الإنسان.

  • فما هي أركان الإيمان؟ وما المقصود بها؟
  • وما هي الأدلة القرآنية على أركان الإيمان؟
  • وماذا أخبرنا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام عنها؟

 

تعريف الايمان

الإيمان لغة: التصديق، قال تعالى عن إخوة يوسف مع أبيهم: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ [يوسف:17] أي: بمصدِّقٍ لنا.

الإيمان شرعاً: هو الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو رب كل شيء ومليكه، وأنه وحده المستحق لأن يفرد بجميع أنواع العبادة، وأنه المتّصف بصفات الكمال المُنزّه عن كل عيب، وتفصيل الإيمان بالله تعالى يكون بالإيمان بأقسام التوحيد الثلاثة: (توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات).

 

كم أركان الإيمان وما هي؟

أركان الإيمان ستة:

  1. الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
  2. الإيمان بالملائكة.
  3. الإيمان بالكتب السماوية المُنَزّلة.
  4. الإيمان بكافة الرسل.
  5. الإيمان باليوم الآخر.
  6. الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.

 

حديث أركان الإيمان

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بينما نحنُ عندَ رسولُ اللهِ ﷺ ذاتَ يومٍ، إذْ طلعَ علينا رجلٌ، شديدُ بياضِ الثيابِ، شديدُ سوادِ الشعرِ، لا يُرَى عليه أثرُ السفرِ، ولا يعرفُه منّا أحدٌ، حتى جلسَ إلى النبيِّ ﷺ، فأسندَ ركبتيه إلى ركبتيه، ووضعَ كفّيه على فَخِذيه وقال: يا محمّدُ، أخبرني عن الإسلامِ؟.

فقال رسول الله ﷺ: (الإسلامُ أنْ تشهدَ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ، وأنَّ محمّداً رسولُ اللهِ، وتقيمَ الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصومَ رمضان، وتحجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليه سبيلاً).

قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسألُه ويصَدِّقُه. قال: فأخبرني عن الإيمان؟

قال: (أن تؤمن باللهِ، وملائكتِهِ، وكتبِهِ، ورسلِه، واليوم الآخر، وتؤمِنَ بالقدرِ خير وشرِه).

قال: صدقتَ، قال: فأخبرني عن الإحسان؟

قال: (أنْ تعبدَ اللهَ كأنّكَ تراه، فإنْ لم تكنْ تراه فإنّه يراك).

إلى أن قال: (يا عمر أتدري مَنِ السائل؟) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (إنّه جبريلُ، أتاكُم يعلّمكم دينكم). [مسلم-8].

 

أركان الإيمان في القرآن

  1. قال الله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة:177].
  2. وقوله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر:49].

في الآية الأولى ذكر الله تعالى خمسة أركان وهي:

  1.   الإيمان بالله
  2.   الإيمان باليوم الآخر.
  3.   الإيمان بالملائكة.
  4.   الإيمان بالكتب.
  5.   الإيمان بالنبيين.

وفي الآية الثانية ذكر الله تعالى الركن السادس، وهو الإيمان بالقدر.

أما أركان الإيمان مفصلة في القرآن:

  • ركن الإيمان بالله تعالى قال تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة:136].
  • ركن الإيمان بالملائكة: ورد الركن الثاني من أركان الإيمان وهو الإيمان بالملائكة في قوله تعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الشورى:5]، وورد أيضاً ذكر الإيمان بالملائكة في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً [النساء: 136].
  • ركن الإيمان بالكتب السماوية: وقد وردت آيات عدة في القرآن الكريم عن الإيمان بالكتاب والرسالات السماوية، منها قوله تعالى ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ [البقرة:285] وهذه الآية تجمع أربعة من أركان الإيمان، وكذلك في قوله تعالى  ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء:136]،فترك أركان الإيمان ومنها الإيمان بالكتب السماوية من الضلال.
  • ركن الإيمان بالرسل: الركن الثالث من أركان الإيمان هو الإيمان بالرسل جميعهم وقد ورد ذلك في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً [النساء:150].
  • ركن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان باليوم الآخر هو الركن الرابع من أركان الإيمان وورد في قوله تعالى: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ [التغابن: 7].
  • ركن الإيمان بالقدر خيره وشره: عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ولأن الله يعلم ما لا يعلمه العباد يجب عليهم الإيمان بالقدر وتقبله خيره وشره؛ لأن ذلك هو الخيار الصحيح والأفضل حتى ولو لم يعلم العبد ذلك في وقته، ويعتبر الإيمان بالقدر خيراً وشراً الركن الخامس من أركان الإيمان حيث ورد قوله تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ [الحديد:22].

 

شرح أركان الإيمان

1.    الإيمان بالله

ويكون من خلال توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، أي عبادة الله الواحد الأحد، والإيمان بكماله وصفاته وأسمائه التي وردت بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

2.    الإيمان بالملائكة

التصديق الجازم بأن لله ملائكة موجودين في السماوات والأرض، مخلوقين من نور، وأنهم كما وصفهم سبحانه (عباد مكرمون)، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

  • من الملائكة من ذكر الله أسمائهم في القرآن الكريم: (جبريل وميكائيل وإسرافيل ورضوان ومالك وهاروت وماروت).
  • ومنهم من ذكر الله عملهم المخصوص كحملة العرش، والحفظة، والكتبة، وملك الموت.
  • عدد الملائكة لا يحصيه إلا الله سبحانه وتعالى.
  • هم ليسوا إناثاً لأن الله أنكر على الكفار وصفهم الملائكة بالإناث.
  • للملائكة قوة عظيمة، إذ أهلك الله تعالى قرية كاملة بصرخة أحدهم، وقلب جبريل عليه السلام مدائن قوم لوط فجعل عاليها سافلها.
  • الملائكة تموت عند النفخ في الصور يوم القيامة حين لا يبقى إلا الله تعالى.

3.    الإيمان بالكتب السماوية

الإيمان بالكتب السماوية هو التصديق الجازم بأن لله كتباً أنزلها على أنبيائه ورسله.

  • من الكتب السماوية التي سماها الله عز وجل في كتابه: (الزبور، التوراة، الإنجيل، صحف إبراهيم، وصحف موسى، والقرآن الكريم).
  • الكتب التي أنزلها الله غير القرآن قد حصل فيها تحريف وتبديل وتغيير، ولم يحفظ إلا القرآن الكريم، لأن الله تعالى وكّل حفظ الكتب السابقة لأهلها فلم يحفظوها، أما القرآن الكريم فقد نكفل الله بحفظه بنفسه سبحانه.

4.    الإيمان بالرسل

هو التصديق الجازم بأن لله رسلاً، أرسلهم لإرشاد الخلق في معاشهم ومعادهم، فحكمته جل جلاله اقتضت ألا يهمل خلقه، فأرسل لهم رسلاً مبشرين ومنذرين.

  • الرسل معصومون عن الكذب والخيانة وكتمان الرسالة، كما أنهم معصومون من الكبائر، أما الصغائر فقد تقع منهم، والكتاب والسنة يدلان على ذلك.
  • ذكر القرآن الكريم 25 نبياً وهم: آدم، إدريس، نوح، صالح، إبراهيم، هود، لوط، يونس، إسماعيل، إسحاق، يعقوب، يوسف، أيوب، شعيب، موسى، هارون، اليسع، ذو الكفل، داوود، زكريا، سليمان، إلياس، يحيى، عيسى، محمد، صلوات الله عليهم جميعاً.

5.    الإيمان باليوم الآخر

الإيمان باليوم الآخر: هو التصديق الجازم بكل ما جاء في القرآن الكريم، وما أخبر به النبي مما يكون بعد الموت من فتنة القبر، وعذابه، ونعيمه، والبعث، والحشر، والنشر، والصحف، والميزان، والحساب، والصراط، والحوض، والشفاعة، وأحوال الجنة والنار، وما أعد الله لأهلها من نعيم وعذاب.

6.    الإيمان بالقدر

هو التصديق الجازم بأن كل خير وشر فهو قضاء الله وقدره، وأنه الفعّال لما يريد، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشورته، وأن كل أمر مكتوب في اللوح المحفوظ.

  • أمر الله القلم عند بداية الخلق بكتابة مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة، وكل ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ.
  • أنواع القضاء ثلاثة: قضاء يستوجب الصبر – قضاء يستوجب المعالجة – قضاء أنت حر فيه.

أ‌.   فالذي يستوجب الصبر: كل ما يحدث للإنسان خارجاً عن إرادته كموعد ولادتك وموتك ووالديك والذكاء والوسامة والقبح و…. وهذه أمور يجب تقبلها وعدم الاعتراض على حكمة الله تعالى فيها.

ب‌.   الذي يستوجب المعالجة: ارتباط الأسباب بالمسببات فقضاء الجوع يعالج بالأكل، وقضاء المرض يعالج بالدواء.

ت‌.   الذي أنت حر فيه: سلوكك تجاه التكاليف الشرعية، وهل تعصي أم تطيع؟ ومتى ما رفعت عنك حرية الاختيار رفعت عنك التكاليف.

  • الرضا بالقضاء هو التسليم وسكون القلب وطمأنينته للقضاء الذي قضى الله به سبحانه وتعالى لحكمة يعلمها.

 

المصادر والمراجع

  1. القرآن الكريم
  2. مختصر العقيدة الإسلامية د طارق السويدان
  3. الإيمان بالله د علي محمد الصلابي.
  4. صحيح الإمام مسلم.

 

الأسئلة الشائعة

ما هي اركان الاسلام وما هي أركان الإيمان؟

· أركان الإسلام خمسة:
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله – إقامة الصلاة – إيتاء الزكاة – صوم رمضان – حج البيت من استطاع إليه سبيلا.
· أركان الإيمان ستة:
الإيمان بالله سبحانه وتعالى - الإيمان بالملائكة -الإيمان بالكتب السماوية المنزلة - الإيمان بالرسل.
الإيمان باليوم الآخر - الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.

ما هو الفرق بين الإيمان والإسلام؟

الفرق بين الإيمان والإسلام:
الإيمان يراد به: الأعمال الباطنة، وهي أعمال القلوب كالإيمان بالله تعالى، وحبه وخوفه ورجائه سبحانه وتعالى والإخلاص له.
وأما الإسلام: فيراد به الأعمال الظاهرة التي قد يصحبها الإيمان القلبي، وقد لا يصحبها فيكون صاحبها منافقا أو مسلما ضعيف الإيمان

كم هي أركان الإيمان وما هي بالترتيب؟

أركان الإيمان ستة
1. الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
2. الإيمان بالملائكة.
3. الإيمان بالكتب السماوية المنزلة.
4. الإيمان بكل الرسل.
5. الإيمان باليوم الآخر.
6. الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.

اترك تعليقاً