(بمعونة السماء لقد فتحت لكم إمبراطورية عظيمة، لكن حياتي كانت قصيرة للغاية لتحقيق غزو العالم، هذه المهمة تُرِكَتْ لكم)، هذه وصية امبراطور المغول الذي كاد أن يكتسح العالم، لولا أن هيأ الله له من جنده من وقف في وجه هذا الإعصار المدمر.
فمن هو جنكيز خان الذي وحد قبائل المغول؟ وما قصته مع العرب والمسلمين والدولة العثمانية؟
من هو جنكيز خان ؟
- سنة ( 549 هـ / 1155م ): ولد لـ “يسوكاي بهادر” فتى أطلق عليه اسم “تيموجين”.
- ” يسوكاي بهادر” هو زعيم قبيلة ( قيات) وهي من قبائل المغول، وقد سمى ولده “تيموجين” لأنه في يوم مولده انتصر والده على إحدى القبائل التي كانت تقاتله، وقضى على زعيمها الذي يحمل هذا الاسم.
- توفي والده وله من العمر (13 عاما)، فكان الحمل ثقيلا عليه لأنه أكبر إخوته، فانفض عنه حلفاء أبيه، وتآمر عليه أفراد قبيلته فلم يقبلوا به زعيما عليهم والتفوا الى زعيم آخر، فخرجت أسرته هائمة على وجهها تقاسي ويلات الحياة ومرارة العيش.
- لكنه بمساعدة أمه وبمهارته في القيادة استطاع أن يحافظ على مراعي أسرته، فتحسنت أحوالهم وبدأ الناس يتوافدون عليهم، وبدأت القبائل تخطب ودّه فازداد نفوذه شيئاً فشيئاً، واتسعت رقعة الأراضي المنضوية تحت لواءه.
- تمتع “تيموجين” بصواب الرأي، وقوة العزيمة، ونفاذ البصيرة، وكان يُجلّ العلماء ويلحقهم بحاشيته، وكان يتخذ له مستشارين من ذوي الخبرة من الأمم التي كان يجتاحها.
- أما كلمة “جنكيز خان” فتعني قاهر العالم، أو ملك ملوك العالم، وهو السلطان الأعظم عند التتار ووالد ملوكهم اليوم.
جنكيز خان و طغرل
- “طغرل” هو صديق قديم لوالد “تيموجين”.
- قام “طغرل” بمساعدة ” تيموجين” أكثر من مرة حتى استطاع ان يصبح زعيم القبائل.
- ثم ما لبث أن حدث اختلاف بينهم أدى الى نشوب الحرب، ولعل هذا الخلاف كان سببه هو أن “طغرل” رفض زواج ابنته من ابن “تيموجين “.
- قام “طغرل” بالتحالف مع “جاموقا” ضد “تيموجين”.
- نهاية الصراع كانت بانتصار “تيموجين” وفرار “طغرل” بعد هزيمة ساحقة.
- منع “تيموجين” جنوده من النهب والسلب دون إذنه، وقام بتوزيع الغنائم الحربية على المحاربين وعائلاتهم بدلاً من الأرستقراطيين، فأحبه الشعب وأطلق عليه لقب «خان» بمعنى «السيد».
جنكيز خان والمسلمين
رغب جنكيز خان بإقامة علاقة طيبة مع السلطان محمد بن خوارزم شاه، وإبرام معاهدات تجارية معه، فأرسل إليه ثلاثة من التجار المسلمين لهذا الغرض، فوافق السلطان محمد على ذلك، وتوجه عقب ذلك وفد تجاري كبير من المغول يبلغ نحو 450 تاجرًا، كانوا كلهم من المسلمين، يحملون أصنافًا مختلفة من البضائع، واتجهوا إلى مدينة “أترار”.
لكن حاكم المدينة “ينال خان” اتهمهم بأنهم جواسيس يرتدون زيَّ التجار، وبعث إلى السلطان يخبره بذلك، فصدقه وطلب منه مراقبتهم حتى يرى رأيه في شأنهم، لكن “ينال خان” قتلهم، وصادر تجارتهم، واستولى على ما معهم.
غضب جنكيز خان، واحتج على هذا العمل الطائش، وأرسل إلى السلطان محمد يطلب منه تسليم “ينال خان” ليعاقبه على جريمته، لكن السلطان رفض الطلب، ولم يكتفِ بذلك بل قتل الوفد الذي حمل الرسالة، قاطعًا كل أمل في التفاهم مع المغول.
تحرك جنكيز خان بحملة كبيرة هدفها الدولة الخوارزمية، وتمكن بسهولة من السيطرة على المدن الكبرى مثل “أترار” و”بخارى”، و”سمرقند”، ولم يجد ما كان ينتظره من مقاومة ودفاع،
وأقدم على ارتكاب ما تقشعر لهوله الأبدان من القتل والحرق والتدمير، قتلت جيوشه سكان مدينة “أترار” عن بكرة أبيهم، وأحرق جنكيزخان “بخارى” عن آخرها، واستباحوا حرمة مسجدها “الجامع الكبير”، وقتلوا الآلاف من سكانها الأبرياء.
أبناء جنكيز خان المسلمين
بعد وفاة جنكيز خان قسمت أراضي الإمبراطورية المغولية كما أوصى مؤسسها على أبنائه الأربعة: جوجي خان، وجغطاي خان، وأوقطاي خان، وتولي خان.
- “أوقطاي خان”: وهو ثالث أبناء جنكيز خان، أصبح الخان الأعظم ( أي قائد المغول ).
- “تولي خان”: فقد استلم حكم خراسان مع أملٍ مستقبلي في التوسّع نحو العراق وديار بكر، وقد تمكن بالفعل من بسط سيطرته على كافة بلاد فارس، ووصل إلى حدود العراق، لكنه توفي في العام 1229، وخلفه ابنه “هولاكو”.
- “جوجي خان”: وهو الابن الأكبر لجنكيز خان، فقد تولّى حكم القوقاز وأجزاء من روسيا، ولاحقًا أدخل ابنه “بركة خان”، زعيم القبيلة الذهبية، الإسلام إلى المغول والإمبراطورية المغولية.
الإسلام وأولاد جنكيز خان
- عند الحديث عن رموز المغول، غالباً ما يُذكر جنكيز خان وحفيده “هولاكو”، من دون أن يتم التطرق إلى أحد أعظم قادة المغول: الحفيد “بركة خان”.
- أسلم “بركة خان” عام (1252م)، ويعود الفضل في إسلامه إلى الشيخ الصوفي “سيف الدين الباخرزي”، ثم عاد بركة خان إلى بلاده وبدأ يدعو إلى الإسلام، فأسلمت زوجته “ججك خاتون” واتخذت مسجداً من الخيام يُحمل معها أينما ذهبت.
- بعدما اعتلى “بركة خان” رئاسة القبيلة الذهبية، خلفاً لشقيقه “باتو خان”، أخذ في إظهار شعائر الإسلام، وأكمل بناء مدينة سراي (تقع مكان مدينة سراتوف الآن في روسيا) وجعلها عاصمة القبيلة الذهبية، كما بنى فيها المساجد ووسّعها، حتى صارت أكبر مدن العالم وقتها، وجعلها على السمت الإسلامي الخالص.
- جاء إسلام بركة خان وتولّيه الحكم في فترةٍ كان ابن عمه هولاكو يهاجم بلاد المسلمين، وتمكن من دخول بغداد عام (1258م)؛ قبل عامين فقط من تلقي المغول الهزيمة التاريخية من جيش “الملك المظفر قطز” في معركة “عين جالوت “الشهيرة.
أحفاد جنكيز خان
أولاد “أوقطاي خان”: (جيوك) وهو ثالث ملوك المغول بعد جده وأبيه.
أولاد “تولي خان”: 1- (مونكو خان) رابع الملوك، 2- (قوبلاي خان) خامس الملوك، 3- (هولاكو خان)
أولاد “جوجي خان”: 1- (باتو) مؤسس القبيلة الذهبية، 2- (بركة خان) زعيم القبيلة الذهبية بعد أخيه باتو.
جنكيز خان وهولاكو
هولاكو خان ابن الإمبراطور “تولي” ابن الإمبراطور “جنكيز خان” وأمه “سرغاغتاني بكي”، وهو شقيق كل من الإمبراطور “منكو خان” والإمبراطور “قوبلاي خان“ والإمبراطور “إريك بوك”.
بعد سلسلة من الصراعات على تولي السلطة بين أمراء البيت الحاكم، تولى “منكوخان” الحكم وعمل على إقرار الأمن وإعادة الاستقرار وإقامة الإصلاحات والنظم الإدارية، واختيار القادة الأكْفَاء لإدارة شئون ولاياتهم.
ثم اتَّجه نحو الفتح والغزو وتوسيع رقعة بلاده؛ فجهز حملتين كبيرتين لهذا الغرض، فأرسل أخاه الأوسط “قوبيلاي” على رأس حملةٍ لفتح أقاليم الصين الجنوبية، وعيّن أخاه الأصغر “هولاكو” على رأس حملةٍ لغزو إيران والقضاء على الطائفة الإسماعيلية وإخضاع الخلافة العباسية.
حملة هولاكو على إيران
لم يكن هولاكو قد جاوز السادسة والثلاثين من عمره حين عَهِدَ إليه أخوه بهذه المهمة، فخرج على رأس جيشٍ كبيرٍ قُدِّر بنحو (120 ألف) جنديٍّ من خيرة جنود المغول، بالإضافة إلى كبار القادة والفرسان، وأوصى الخان الأكبر أخاه بعدة وصايا قبل التحرُّك:
- أن يلتزم بالعادات والتقاليد ويُطبِّق قوانين جدِّه جنكيز خان.
- أن يكون هدفه هو إدخال البلاد من ضفاف نهر “جيحون” حتى مصر في دولة المغول.
- أن يُعامل من يخضع لسلطانه معاملةً طيبة، ويُذيق الذل من يُبدي المقاومة حتى ولو كان الخليفة العباسي نفسه.
حقَّق هولاكو هدفه الأول بالاستيلاء على قلاع طائفة الإسماعيلية سنة (654هـ=1256م)، وكان لقضاء المغول على هذه الطائفة المنحرفة وقعٌ حسنٌ وأثرٌ طيِّبٌ في نفوس العالم الإسلامي، وعمَّه الفرح على الرغم ممَّا كان يُعانيه من وحشيَّة المغول وسفكهم للدماء؛ وذلك لأنَّ الإسماعيلية كانت تبثُّ الهلع والفزع في النفوس، وتُشيع المفاسد والمنكرات والأفكار المنحرفة.
هولاكو في بغداد
مضى هولاكو في تحقيق هدفه الآخر بالاستيلاء على بغداد والقضاء على الخلافة العباسية:
- أرسل إلى الخليفة المستعصم بالله يتهدده ويتوعده، ويطلب منه الدخول في طاعته وتسليم العاصمة.
- الخليفة رفض هذا الوعيد وقرر أن يقاوم، على الرغم من ضعف قواته وما كان عليه قادته من خلاف وعداء.
- ضرب هولاكو حصاره على المدينة المنكوبة التي لم تكن تملك شيئاً يدفع عنها قدَرَها المحتوم.
- دخل المغول بغداد سنة (656هـ= 1258م).
- ارتكب هولاكو وجنوده من الفظائع ما تقشعر لهوله الأبدان.
- اهتزَّ العالم الإسلامي لسقوط الخلافة العباسية التي أظلَّت العالم الإسلامي أكثر من خمسة قرون، حتى إنَّهم ظنُّوا أنَّ العالم على وشك الانتهاء، وأنَّ الساعة آتية عمَّا قريب؛ لهول المصيبة التي حلَّت بهم، وإحساسهم بأنَّهم أصبحوا دون خليفة، وهو أمرٌ لم يعتادوه منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
انتهاء أسطورة المغول في عين جالوت
- شرع هولاكو بعد سقوط بغداد في الاستعداد للاستيلاء على بلاد الشام ومصر، لكن جاءت الأنباء إلى هولاكو بوفاة أخيه “منكوخان” وكان عليه أن يكون قريبًا من عمليَّة اختيار خان جديد للمغول، ويُساند ترشيح أخيه الأوسط “قوبيلاي” لهذا المنصب، فأبقى قوَّةً من عساكره تحت إمرة أمهر قوَّاده كيتوبوما (كتبغا) لإتمام عملية الغزو.
- وقبل أن يُغادر هولاكو الشام (سنة 658هـ=1260م) أرسل إلى قطز رسالةً كلَّها وعيد وتهديد، يدعوه فيها إلى الاستسلام وإلقاء السلاح،
- كان قطز على قدر الحدث العظيم والخطب الجلل، فقتل رُسل هولاكو، وخرج للقتال ولم ينتظر قدوم المغول، والتقى الفريقان في (15 من رمضان 658هـ=24 من أغسطس 1260م) في موقعة “عين جالوت” بفلسطين، وحمل المسلمون على المغول الذين كانوا تحت قيادة كتبغا حملةً صادقة، وقاتلوهم باستبسالٍ وشجاعةٍ من الفجر حتى منتصف النهار، فكتب الله لهم النصر، وهُزِم المغول هزيمةً منكرةً لأوَّل مرَّةٍ في تاريخهم، بعد أن كانت القلوب قد يئست من النصر عليهم.
هولاكو بعد الهزيمة
- حاول هولاكو أن يثأر لهزيمة جيشه في عين جالوت، ويُعيد للمغول هيبتهم في النفوس؛ فأرسل جيشًا إلى حلب فأغار عليها ونهبها، ولكنَّه تعرَّض للهزيمة بالقرب من حمص في المحرم (659هـ= ديسمبر 1260م) فارتدَّ إلى ما وراء نهر الفرات.
- ولم تُساعد الأحوال السياسية المغولية في أن يُعيد هولاكو غزواته على الشام ويستكمل ما بدأه؛ فبعد موت “منكو خان” تنازع أمراء البيت الحاكم السلطة وانقسمت الإمبراطورية المغولية إلى ثلاث خانات مستقلة، استقلَّ هولاكو بواحدة منها هي خانية فارس، ثم دخل هولاكو في صراع مع بركة خان زعيم القبيلة الذهبية، ومغول القبجاق (جنوب روسيا) واشتعلت الحرب بينهما.
وفاة هولاكو
تُوفِّي هولاكو بالقرب من مراغة وهو في الثامنة والأربعين من عمره في (663هـ /1265م)، تاركًا لأبنائه وأحفاده مملكة فسيحة عُرفت بإيلخانيَّة فارس.
جنكيز خان والعثمانيين
- قَدِمَ العثمانيون الأتراك من بلاد الشرق وهم من أصول مغولية، أيّ من أبناء البشرة الصفراء إذا جاز التعبير، فدائمًا ما يحدث خلط كثير بين أصول هؤلاء الأقوام وموطنهم في الأناضول، ونتيجة للغزو المغولي بقيادة جنكيز خان على العراق ومناطق شرق آسيا الصغرى.
- توفي “كندز ألب” في العام التالي لنزوح عشيرته إلى حوض دجلة، فترأس العشيرة ابنه سليمان، ثم حفيده “أرطغرل” الذي ارتحل مع عشيرته إلى مدينة “إرزينجان|، وكانت مسرحًا للقتال بين “السلاجقة” و”الخوارزميين”، فالتحق بخدمة السلطان “علاء الدين” سلطان قونية، إحدى الإمارات السلجوقية التي تأسست عقب انحلال دولة السلاجقة العظام، وسانده في حروبه ضد الخوارزميين، فكافأه السلطان السلجوقي بأن أقطع عشيرته بعض الأراضي الخصبة قرب مدينة “أنقرة”.
- غير أن أرطغرل كان ذا طموحات سياسية بعيدة، فلم يقنع بهذه المنطقة التي أقطعه إياها السلطان السلجوقي، ولا باللقب الذي ظفر به، ولا بمهمة حراسة الحدود والحفاظ عليها؛ بل شرع يهاجم باسم السلطان ممتلكات البيزنطيين في الأناضول، فاستولى على مدينة “أسكي شهر” وضمها إلى أملاكه، واستطاع أن يوسع أراضيه خلال مدة نصف قرن قضاها كأمير على مقاطعة حدودية، وتوفي في سنة (1281م) عن عمر يُناهز التسعين عامًا، بعد أن منح لقب كبير آخر هو “غازي”، تقديرًا لفتوحاته وغزواته.
- بعد أرطغرل تولّى زعامة الإمارة ابنه عثمان، فأخلص الولاء للدولة السلجوقية على الرغم مما كانت تتخبط فيه من اضطراب وما كان يتهددها من أخطار.
تيمورلنك
كان تيمور من أصل تركي ومنغولي، ومن غير المحتمل أن يكون سليلًا مباشرًا من كليهما، لكنه يمتلك سلفًا مشتركًا مع جنكيز خان من جهة والده، في حين اقترح مؤلفون آخرون أن والدته قد تكون من نسل خان هو الفاتح التركي المغولي الذي أسس الإمبراطورية التيمورية في أفغانستان الحديثة وإيران وآسيا الوسطى وما حولها، وأصبح أول حاكم من السلالة التيمورية.
سيطر تيمور على خانات الجاغاطاي الغربية بحلول عام (1370م)، وقاد حملات عسكرية عبر غرب وجنوب ووسط آسيا والقوقاز وجنوب روسيا، وبرز بصفته أقوى حاكم في العالم الإسلامي بعد أن هزم القبيلة الذهبية والدولة المملوكية في مصر وسوريا والإمبراطورية العثمانية الناشئة وسلطنة دلهي المتداعية في الهند.
الإمبراطورية التيمورية
- أسس تيمور الإمبراطورية التيمورية عبر هذه الفتوحات، لكنها تقسمت بعد وفاته بوقت قصير.
- قام تيمور بتنظيم جيش ضخم معظمه من المغول، وبدأ يتطلع إلى بسط نفوذه، فاتجه إلى خوارزم.
- انطلقت جيوش تيمورلنك تفتح أذربيجان، وتستولي على إقليم فارس، وتُغِير على أصفهان التي كانت قد ثارت على نوابه، وبلغ عدد القتلى فيها سبعين ألفًا، أقام تيمورلنك من جماجمهم عدة مآذن.
- كان تيمورلنك قد بلغ الستين عاماً، لكن هذا لم يوهن من عزيمته في مواصلة الغزو، ولم يركن إلى الراحة والخلود إلى ما حققه من قوة ونفوذ، والتمتع بمباهج الجاه والسلطة.
- فلما سمع بموت “فيروز شاه” ملك الهند من غير ولد وحصول اضطرابات بعده، استغل فترة الضعف هذه، وعزم ثم احتل (دلهي) وقام بتدميرها وتخريبها.
- ولم تُشبِع هذه الانتصارات طموح تيمورلنك الجامح وإسرافه في الغزو وشغفه بفتح البلاد والمدن، فانطلق في الاناضول، واصطدم بالجيش العثماني بقيادة “بايزيد الأول”.
- استعد بايزيد لملاقاة الغازي الجامح الذي تقدم بجيش جرار قوامه 300 ألف جندي، وبعد أن استولى على سيواس والتقى بالجيش العثماني بقيادة بايزيد في معركة هائلة عُرفت باسم “معركة أنقرة” وانهزم بايزيد هزيمة ساحقة، ووقع في الأسر هو وأحد أبنائه، ولم يتحمل السلطان العثماني فمات كمدًا في الأسر.
وفاة تيمور لنك
لم يكد يستقر في سمرقند حتى أعد العدة لغزو الصين، وكان الجو شديد البرودة حين خرج لغزوته الأخيرة لكنه عاند نصائح أطباءه واستمر بحملته، وعانى جيشه قسوة البرد والثلج،
ولم تتحمل صحته هذا الجو القارس، فأصيب بالحمى التي أودت بحياته، ويقال مات بفعل مستحضر معمول من تقطير الخمر صنعه له أطبائه بناء على أوامره ليقاوم البرد، حيث أذاب كبده في (807 هـ / 1405م)، بعد أن دانت له البلاد من «دلهي» إلى دمشق.
قوانين جنكيز خان
بعدما استطاع جنكيزخان بسط سلطته اتجه إلى إصلاح الشؤون الداخلية:
سنة (603هـ/1206م) قام بإنشاء مجلس للحكم يسمّى (قوريلتاي) فنظم دولته، ووضع دستورًا للبلاد أطلق عليه (قانون الياسا) لتنظيم الحياة، وذلك بعد أن رأى أن الآداب والأعراف والتقاليد المغولية لا تفي بمتطلبات الدولة الجديدة، فأعاد النظر في بعضها، وقبل بعضها الآخر، ورد ما رآه غير ملائم.
تناول الدستور أمورًا متعددة لتنظيم الحياة بالدولة الناشئة، وألزم أجهزة الدولة بتطبيق بنودها والعمل بموجبها، وشدد على معاقبة المخطئين.
وصايا جنكيز خان
- سعادتنا الكبرى هو أن يتشتت عدوك، من أجل دفعه قبلك، لرؤية المُدن تحولت إلى رماد، لمعرفة أولئك الذين يحبونه غارقين في البكاء، وتضعه في حضن زوجاته وبناته.
- بمعونة السماء لقد فتحت لكم إمبراطورية عظيمة، لكن حياتي كانت قصيرة للغاية لتحقيق غزو العالم، هذه المهمة تُرِكَتْ لكم.
- ليس كافيًا أن أكون ناجحًا، كل الآخرين يجب أن يفشلوا.
- أنا عقاب الرب، فماذا فعلت لكي يبعث الله عليك عقاب مثلي.
- إذا جسدي مات، اسمحوا لجسدي أن يموت، ولكن لا تدع بلدي تموت.
- أنا على استعداد للتضحية بنصف شعب المغول لكي يستقيم النصف الثاني.
وفاة جنكيز خان
توفي سنة (624هـ / 1227م) بالقرب من مدينة “تس جو”، ودُفن في منغوليا، وخلف امبراطورية مترامية الأطراف، مرهوبة الجانب، وخلفه على هذه الإمبراطورية العظيمة ابنه “أوكتاي“.
المراجع
- المغول في التاريخ، فؤاد عبد المعطي الصياد، دار النهضة العربية – بيروت، 1970م.
- تاريخ المغول، عباس إقبال ترجمة عبد الوهاب علوب، المجمع الثقافي أبو ظبي، 1420هـ=2000م.
- المغول: السيد الباز العريني دار النهضة العربية بيروت 1981م.
- تاريخ الدولة المغولية في إيران: عبد السلام عبد العزيز فهمي، دار المعارف القاهرة، 1981م.
- جامع التواريخ، (تاريخ هولاكو خان)، رشيد الدين فضل الله الهمداني.
- تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس.
- تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة أ.د. محمد سهيل طقّوش.
- تيمورلنك دكتور مظهر شهاب
- المرسال: https://www.almrsal.com/post/267039
- https://ar.wikipedia.org/wiki
- موقع قصة الإسلام د. راغب السرجاني https://www.islamstory.com/ar/artical
الأسئلة الشائعة
هل مات جنكيز خان مسلما؟
لم يدخل جنكيز خان في الإسلام ومات على ديانته.
ماذا فعل جنكيز خان والمسلمين؟
رغب جنكيز خان بإقامة علاقة طيبة مع السلطان محمد بن خوارزم شاه، وإبرام معاهدات تجارية معه، فأرسل إليه ثلاثة من التجار المسلمين لهذا الغرض، فوافق السلطان محمد على ذلك، وتوجه عقب ذلك وفد تجاري كبير من المغول يبلغ نحو 450 تاجرًا، كانوا كلهم من المسلمين، يحملون أصنافًا مختلفة من البضائع، واتجهوا إلى مدينة “أترار”.
لكن حاكم المدينة “ينال خان” اتهمهم بأنهم جواسيس يرتدون زيَّ التجار،وقام بإعدامهم،
غضب جنكيز خان، واحتج على هذا العمل الطائش، وأرسل إلى السلطان محمد يطلب منه تسليم “ينال خان” ليعاقبه على جريمته، لكن السلطان رفض الطلب، ولم يكتفِ بذلك بل قتل الوفد الذي حمل الرسالة، قاطعًا كل أمل في التفاهم مع المغول.
تحرك جنكيز خان بحملة كبيرة هدفها الدولة الخوارزمية واستطاع أن يحتل كل أراضيها
من الذي قضى على جنكيز خان؟
لم يستطع أحد أن ينال منه، لكنه مات بعد انقضاء أجله.