يتحدث الدكتور طارق السويدان في هذه السلسلة عن فترة مهمة من تاريخنا الإسلامي..
فترة بدأ فيها الانحراف بالدخول على الأمة الإسلامية.. فبذل الصحابة والتابعون لهم بإحسان الجهود العظيمة من أجل إعادة الأمة لجادة الرشاد.
يقدم الدكتور هذه السلسلة بأسلوب قصة شخصية عاصرت كل هذه الأحداث والفتن
في هذه الحلقة يستعرض الدكتور طارق السويدان: الأحداث ابتداء من هجرة المسلمين للمدينة المنورة وحتى نهاية خلافة أبي بكر الصديق رحمه الله..
يتحدث لنا الدكتور عن فضل الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير: فقد كان من الفرسان والعباد والعلماء المعدودين، ويحدثنا عن نسبه ونشأته وكيف كانت ولادته فتحاً؟ قال له رسول الله: «ويل لك من الناس وويل للناس منك، والله لا تمسك النار إلا تحلة القسم»، سمي بحمامة المسجد، وكان مرجعاً للناس في مناسك الحج.
يتحدث الدكتور طارق السويدان في هذه الحلقة عن الأحداث ابتداء من خلافة عمر بن الخطاب وحتى بداية الفتنة زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
هذا ابن أبيه شعار قيل في عبد الله بن الزبير في مواقف: بعد قوله للفاروق عمر: (لم أجرم فأخاف منك، وليست الطريق ضيقة فأوسع لك)، وفي بطولاته يوم فتح تونس.
بدأت الفتنة التي يقودها عبد الله بن سبأ بالتحرك نحو المدينة المنورة وخيموا حولها، وبدأوا ينشرون شبهاتهم الدينية وانتقاداتهم لحكم سيدنا عثمان فلم يفلحوا بكسب أهلها، ثم بخديعة وغدر دخلوا المدينة واحتلوها بالسلاح، رفض أهل المدينة الانصياع لهم وأرسل سيدنا عثمان طالباً المعونة والنصر من الولاة.
علم أهل الفتنة بتحرك الجيوش نصرة للمدينة فاجتمعوا وقرروا التحرك لقتل عثمان رضي الله عنه، فحاصروه في داره ومنعوا عنه الماء، أما عثمان رضي الله عنه أمر الصحابة بوضع السلاح رافضاً أن تسفك قطرة دم في سبيله، وبعد صولات وجولات دخلوا على عثمان وقتلوه رحمه الله ولكن فسيكفيكهم الله..
يتحدث الدكتور طارق السويدان عن فضل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ومواقف نستشعرها بما جرى من أحداث مقتله، بدأ أهل الفتنة في البحث بأمر الخلافة ولكنهم اختلفوا فيمن يكون خليفة للمسلمين، ثم ضغطوا على أهل المدينة وهددوهم فتحركوا وبايعوا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
بدأ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يعمل على تثبيت الخلافة؛ لكنه في المدينة والقوة فيها لأهل الفتنة، وأهل المدينة يريدون الثأر من قتلة عثمان، والولاة من أقارب عثمان يتحرقون للثأر، فأرسل ولاة ً جدد إلى الأمصار فاستقرت له: مكة واليمن ومصر والكوفة والبصرة باستثناء الشام.
كما تجمع جيش ممن يريدون الثأر من قتلة عثمان بقيادة أم المؤمنين عائشة والزبير وطلحة وتوجهوا نحو البصرة برفقة واليها زمن عثمان.
اقترب جيش مكة بقيادة أم المؤمنين عائشة والزبير وطلحة من البصرة وبدأت المفاوضات مع والديها عثمان بن حنيف، عمل أهل الفتنة على بدء القتال بين جيشين ونجحوا في ذلك فتقدم جيش مكة وطلب من أهل البصرة أن يسلموا قتلة عثمان ففعلوا وقتل 600 منهم، وسيطر جيش مكة على البصرة.
وصل والي البصرة إلى المدينة ورأى أمير المؤمنين علي ما فعل به جيش مكة فقال: الآن حل قتالهم، فجهز الجيش وخرج باتجاه البصرة للقائهم، بدأت المفاوضات وانتهت بالاتفاق على أن تستقر الأمور لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم يأخذ هو القصاص من قتلة عثمان.
فزع قتلة عثمان من الاتفاق وتآمروا، وفي الليل انتشروا في الجيشين وبدأوا القتل كل في الجيش الذي فيه ويصيحون غدروا بنا، فبدأ القتال وكانت موقعة الجمل التي استشهد فيها طلحة والزبير وغيرهم كثير من الصحابة الكرام، ثم جاءت السيدة عائشة على جمل بهدف إيقاف القتال فلم تنجح ودارت المعركة حول الجمل.
انتهت معركة الجمل بانتصار جيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ودخل البصرة وبويع بالخلافة، ثم انتقل إلى الكوفة وجعلها مقر الخلافة واستقرت وبايعت جميع البلاد عدا الشام، فأرسل إلى الشام جرير بن عبد الله البجلي مفاوضاً فكان الرد أنهم لن يبايعوا ما لم يقتص من قتلة عثمان، وتجهز الجيشان والتقوا في صفين وكانت المراسلات التي لم تسفر عن شيء.
مقدمات المعركة كانت حرب كتائب بين كل جيش شهراً، ثم بدأ التحام الجيشين وأثناء المعركة قتل سيدنا عمار بن ياسر الذي كان في جيش علي والذي قال رسول الله لعمار: «تقتلك الفئة الباغية»، فتوقفت المعركة إلا أن سيدنا معاوية تجاوز ذلك بقولة، فماذا قال؟ ثم حدث أن انتكس جيشه وشارف الهزيمة فأمر برفع المصاحف ودعا إلى التحكيم، فاختلف جيش علي كرم الله وجهه وتشتت أمره.
تتناول هذه الحلقة أحداث التحكيم بين جيش الشام وجيش العراق، ثم بدأ التحكيم وبعد أخذ ورد بين الحكمين اتفقا على خلع على علي ومعاوية رضي الله عنهما ولم يتفقا علي الخليفة، رفض علي رضي الله عنه التحكيم ودعا الناس للعودة للقتال، فخرجت طائفة الخوارج التي انشقت من جيش العراق وبدأت تنشر الفتن، أما أهل الشام فبايعوا معاوية رضي الله عنه.
بدأت في هذه الأثناء مصر تغلي فسار إليها عمرو بن العاص بجيش من الشام فسيطر عليها وضمها للشام وخرجت من بيعة علي بن أبي طالب، ثم بدأت الفتن في الحجاز واليمن والبصرة وفارس.
وفي ذات ليلة اجتمع ثلاثة من الخوارج ودبروا مؤامرة لاغتيال كل من: علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهم أجمعين، فدعونا نتابع ما قد حدث.. وصولاً لعام الجماعة.
تعرضت سيرة معاوية رضي الله عنه للتشويه، فيحدثنا الدكتور طارق السويدان عن فضل الصحابي كاتب الوحي ومن قال فيه سيدنا عمر: (هذا كسرى العرب).
بعد عام الجماعة واستقرار الأمور لمعاوية بدأ الفتوحات من جديد ففتح عمورية وتوجه لفتح القسطنطينية، كما حارب الخوارج الذين لم يتوقفوا عن فتنهم، وبدأ يفكر بأخذ البيعة لابنه يزيد فهل كان له ما أراد؟
في هذه الحلقة يتحدث الدكتور طارق السويدان عن خلافة يزيد بن معاوية رحمه الله، وعن بدأ تحرك الحسين بن علي رضي الله عنه بدعوة من أهل العرق رافضاً انتقال الحكم في الإسلام من الشورى إلى الوراثة، وكيف تعرض للخذلان والقتل رحمه الله.
الحديث في هذه الحلقة كان عن الأحداث بعد وفاة يزيد وابنه معاوية، وكيف خرج عبد الله بن الزبير وبويع بالخلافة وكيف استقرت له البلاد كلها عدا أجزاء من الشام، ثم ما كان من أمر بني أمية وبيعتهم لمروان بن الحكم وحربهم بقيادة الحجاج بن يوسف على عبد الله بن الزبير..
وفي الختام:
فهذه قصة الصحابة وفتنتهم العظيمة ودفاعهم عن الحق..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الثابتين على الحق..
لا تنسى مشاركة هذه المقاطع مع الأصدقاء..
استمع أيضاً إلى: حلقات سلسلة برنامج علمني التاريخ طارق السويدان mp3
سلسلة تاريخ الاندلس المفقود mp3
كما يمكنكم الاستماع لمزيد من السلاسل الصوتية على قناة اليوتيوب للدكتور طارق السويدان