الطاعات والأعمال التي كان يمارسها النبي في رمضان
رسول الله ﷺ هو القدوة الحسنة لمن أراد التوفيق في الحياة الدنيا، والفوز بالحياة الآخرة،…
اقرأ المزيدغاية العبد الصالح أن يتقرب إلى الله عز وجل من خلال الأقوال والأعمال التي تكون حسنة وخالصة لله عز وجل، وذلك من أجل الحصول على الأجر العظيم من عند الله، ويستطيع المسلم تحصيل هذا الأجر في أي مكان وأي زمان لأن المسلم يعرف أن كل أمره بيد الله سبحانه وتعالى، ومن عظيم نعم الله علينا قول الله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46].
فما هي الباقيات الصالحات التي ذكرها الله في كتابه الكريم ووعد المؤمن الجزاء الكبير عليها؟ وما سبب تسميتها؟ وما هي فضائلها؟
يمكن لنا أن نقسم الباقيات الصالحات من حيث معناها إلى قسمين:
1- الكلمات الأربع
2- الأعمال الصالحة
يدخل تحتها جميع الأعمال الصالحة مثل: (الصوم، والصلاة، والحج، والزكاة)، وأهمها “الصلاة”، حيث قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} فهي أول شيء يحاسب عليه العبد، فهي مفتاح لكل شيء، كما أنها هي التي تميز بين المسلم والكافر.
لهذه الكلمات تأثيرها على قلب المسلم، فذكر الله تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، وينبغي أن يكون لها تأثير في حياته فلا تمر على لسانه دون تفكر أو تبصر، ودون أن تهديه للتي هي أقوم، إنّ لهذه الكلمات معان عظيمة نحاول الوقوف مع بعضها.
التسبيح تنزيه لله تعالى عن كل نقص وتعظيم وتوقير له جل جلاله، وهذا لا يمكن إلا بمعرفة الله تعالى وأسمائه وصفاته، وكلما عرف العبد ربه كلما ازداد تعظيماً له وتوقيراً، ومن المعاني التي ينبغي أن ننزه الله تعالى عنها:
الحمد لا بد أن يسبقه إقرار الإنسان بنعم الله تعالى عليه واعترافه بجميل إحسانه سبحانه، فالقلب السليم هو الذي يحمد الله تعالى على كل نعمة وإن رآها الناس بسيطة، والحق أنّ كلّ النعم عظيمة لكن البعض لا يقدر النعمة حق قدرها حتى يفقدها كلياً أو جزئياً.
وقد علّمنا النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كيف نؤدي شكر الله تعالى على نعمه في يومنا وليلتنا، قال رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ، إِلَّا أَدَّى شُكْرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ) [ السنن الكبرى للنسائي].
لا إله إلا الله هي أصل الإسلام، ومعناها: أنه لا معبود بحقٍ إلا الله، وهو أن يعتقد الإنسان أن الله واحد في ذاته، وعبادته، وصفاته، المستحق لها وحده.
للتكبير شأنٌ عظيمٌ، فثوابه عند الله جزيل، وقد امتلأت نصوص الكتاب والسنة في ذكر ثوابه، والحثّ عليه، والترغيب به، ولهذا كانت شعائرنا تحوي في ألفاظها لفظ التكبير، بل لا تنعقد الصلاة إلا بلفظ التكبير، قال الله تعالى: { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}.
التكبير من أوائل ما كلف به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} [المدثر: 1 – 3]، وهذه الآية وقعها شديد وتأثيرها عجيب، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
(سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ؟» قَالُوا: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: ” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ، فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا، فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ، قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا – قَالَ ثَوْرٌ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ – الَّذِي فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الْآخَرُ، ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، فَيُفَرَّجُ لَهُمْ، فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا) [صحيح مسلم].
تسليم المسلم بأن العزّة والقوّة لله وحده دون سواه، وأنه لو أراد شيئاً يقول له كن فيكون، ولا يستطيع أحدٌ نفع من أراد الله ضرّه، ولا إلحاق ضررٍ بمن أراد الله حفظه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (ألا أُعلِّمُك -أو ألا أَدُلُّك على- كلمةٍ من تحتِ العرشِ من كنزِ الجنةِ؟ تقول: لا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله، فيقول اللهُ: أسلمَ عَبدي واستسلَم).
عن سمرة بن جندب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله تعالى أربع، لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) [مسلم في صحيحه].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنّ الله اصطفى من الكلام أربعاً: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال سبحان الله، كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال الله أكبر، فمثل ذلك، ومن قال لا إله إلا الله، فمثل ذلك، ومن قال الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة)، قال المنذري في الترغيب: رواه أحمد وابن أبي الدنيا والنسائي واللفظ له، والحاكم بنحوه، وقال: صحيح على شرط مسلم.
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر: أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) [صحيح مسلم].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يأوي إلى فراشِه لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا حول ولا قوةَ إلا بالله العليِّ العظيمِ، سبحان اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، غُفِرَتْ له ذنوبُه ولو كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ).
وفي المسند، وسنن الترمذي، ومستدرك الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما على الأرض رجل يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر) حسّنه الترمذي، وصححه الحاكم، وأقره الذهبي.
عن محمد بن عقبة بن أبي مالك عن أم هانئ قالت: أتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله دلني على عمل، فإني قد كبرت وضعفت وبدنت، فقال: (كبري الله مائة مرة، واحمدي الله مائة مرة، وسبحي الله مائة مرة، خير من مائة فرس ملجم مسرج في سبيل الله، وخير من مائة بدنة، وخير من مائة رقبة) [أبو داود وابن ماجه].
في حديث أخرجه النسائي، وصححه ابن حبان والحاكم عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الباقيات الصالحات: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والله أكبر والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْسًا، فَقَالَ: (مَا تَصْنَعُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟) قَالَ: أَغْرِسُ غَرْسًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى غَرْسٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ؟» قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ يُغْرَسُ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ. [المستدرك على الصحيحين وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ” وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ جَابِرٍ].
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
تأثير الجن والسحر بين الإنكار والإثبات و الإسلاموفوبيا – معناها وحقيقتها
و الحجاب في الإسلام (عبادة أم عادة)
قيل: هي الصلوات الخمس وهو قول عبد الله بن عباس وسعيد بن جبير وغير واحد من السلف.
وقيل: كل عمل صالح من قول أو فعل يبقى للآخرة، وهو الصحيح.
وقال الجمهور: الباقيات الصالحات هي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم،
أي أنها تبقى للإنسان بعد موته يجدها يوم القيامة أمامه فهذه الباقيات الصالحات خيرٌ من الدنيا وما فيها خيرٌ ثواباً وخيرٌ أملا
1- أحب الكلام إلى الله تعالى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله تعالى أربع، لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر). مسلم في صحيحه.
2- أحب إلى النبي مما طلعت عليه الشمس
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر: أحب إلي مما طلعت عليه الشمس). صحيح مسلم
3- تكفير الذنوب والخطايا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يأوي إلى فراشِه لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ، وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا حول ولا قوةَ إلا بالله العليِّ العظيمِ، سبحان اللهِ، والحمدُ لله، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، غُفِرَتْ له ذنوبُه ولو كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ).
4- تعدل صدقات مجتمعات
عن محمد بن عقبة بن أبي مالك عن أم هانئ قالت: أتيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله دلني على عمل، فإني قد كبرت وضعفت وبدنت، فقال: (كبري الله مائة مرة، واحمدي الله مائة مرة، وسبحي الله مائة مرة، خير من مائة فرس ملجم مسرج في سبيل الله، وخير من مائة بدنة، وخير من مائة رقبة).. أبو داود وابن ماجه .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِهِ وَهُوَ يَغْرِسُ غَرْسًا، فَقَالَ: (مَا تَصْنَعُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟) قَالَ: أَغْرِسُ غَرْسًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى غَرْسٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ؟» قُلْتُ: مَا هُوَ؟ قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ يُغْرَسُ لَكَ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ شَجَرَةٌ) [المستدرك على الصحيحين وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ” وَلَهُ شَاهِدٌ عَنْ جَابِرٍ].