أهمية التكافل الاجتماعي في رمضان
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - الإسلام ببساطة الأخلاق الأسرة القيادية فكر وتوعية مهارات شخصية - جديدنا

يُعدّ التكافل الاجتماعي أحد أهمّ المبادئ التي يُرسّخها الدين الإسلامي الحنيف ومن أعظم الأُسس التي يقوم عليها المجتمع المُسلم حيث يُساهم في بناء مجتمع متماسك، يُسود فيه التعاون والتراحم وتُقوى فيه أواصر المحبة والإخاء.

 

ومع حلول شهر رمضان المُبارك تُفتح أبواب الخير والعطاء وتكثرُ صور التكافل بين الناس مثل الصدقة والزكاة وموائد إفطار الصائمين والمسارعة إلى تلبية احتياجات الفقراء والمحتاجين، وسنتعرف أكثر في هذا المقال على أهمية التكافل الاجتماعي رمضان.

مفهوم التكافل الاجتماعي في الإسلام والسنة النبوية

يُؤكّد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في العديد من المواطن على أهمية التكافل الاجتماعي، ويُقدّم الإسلام نماذج رائعة لتطبيقه في مختلف نواحي الحياة، إذ يُعدّ الفرد مسؤولًا عن الجماعة، والجماعة مسؤولةٌ عن الفرد.

ويضع الإسلام التعاون الإنساني في منزلة رفيعة، ويُؤكّد على أهمية التعاون بين أفراد المجتمع لتحقيق الصالح العام للمجتمع، حيث لا تقتصر أهمية التكافل الاجتماعي على رمضان فحسب، بل هي أسلوب حياة ونظام متكامل لحياة المُسلمين، ومن أهمّ مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام:

  • الزكاة: جعلها الله فريضة واجبة على كلّ مسلم، تُؤخذ من الأغنياء وتُوزّع على الفقراء والمحتاجين.
  • الصدقة: وهي عملٌ تطوّعيٌّ يُؤدّيه المسلم ابتغاء مرضاة الله تعالى.
  • الوقف: وهو حبسُ مالٍ يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه تقرباً إلى الله تعالى، مثل حفر الآبار في المناطق الفقيرة والتبرع بأغراض المساجد.
  • كفالة اليتيم: سواءً كانت هذه الكفالة شهرية أو سنوية.
  • رعاية الجار: قال رسول الله ﷺ: “لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ”‏.‏

وقد حثّ سيدنا محمد ﷺ على التعاون والتراحم بين أفراد المجتمع، حين قال: “‏تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى‏”‏‏.‏ [صحيح البخاري – 6011].

 

 

أشكال التكافل الاجتماعي في رمضان

عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:‏ “‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي ‏.‏ قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ‏.‏ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي ‏.‏ قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ‏.‏ قَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي ‏.‏ قَالَ يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تَسْقِهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ‏”‏‏. [صحيح مسلم – 2569]‏.

يُبرهن الحديث السابق على أنَّ طريق التقرّب إلى الله يمرّ من الإحسان إلى عباده، ويمكن تلخيص أهمّ أشكال التكافل الاجتماعي التي تبرزُ في رمضان المُبارك في النقاط التالية:

إفطار الصائم

من العادات الفاضلة التي يحرص عليها المسلمون في شهر رمضان هي إطعام الطعام والتبرع لإفطار الصائمين، إذ يرونه من أفضل العبادات نظراً لكثرة الأحاديث الواردة عن رسول الله ﷺ التي تدعو إلى ذلك ومنها:

  • عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال‏: “‏مَنْ فَطَّرَ صَائمًا، كان لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أجْر الصَّائمِ شيء”. [جامع الترمذي – 807].
  • وعن عبد اللَّه بن الزُّبير، قَال أَفْطر رسُولُ اللَّه ﷺ  عنْدَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فَقَالَ:‏ “‏أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ‏”‏. [سنن ابن ماجة – 1747].

الصدقة والزكاة

تُعدّ الصدقة والزكاة من أهمّ مظاهر التكافل الاجتماعي حيث تُساعد على تخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين، وتتخذ أشكالاً مختلفة، من التبرع بالمال إلى التبرع بالطعام والملابس، إلى التبرع بالوقت والجهد في مساعدة المحتاجين، فلا تفوتوا فرصة التصدّق فهي من أفضل ما يتقرّب فيه العبد إلى ربه في هذا الشهر المبارك.

من الأحاديث التي تُؤكّد على فضل الصدقة والزكاة في رمضان:

  • عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ سُئِلَ النَّبِيُّ ﷺ أَىُّ الصَّوْمِ أَفْضَلُ بَعْدَ رَمَضَانَ فَقَالَ: ‏”‏شَعْبَانُ لِتَعْظِيمِ رَمَضَانَ‏”‏‏.‏ قِيلَ فَأَىُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ: ‏”‏صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ”‏.‏ [جامع الترمذي – 663].
  • عن اِبن عبّاس رضي الله عنهما قال: “كانَ رسولُ الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فالرسول الله ﷺ أجودُ بالخير من الريح المُرسَلة”. [متفق عليه].

صلة الرحم

يُؤكّد الإسلام على أهمية صلة الرحم، ويُعدّ شهر رمضان فرصةً ذهبيةً لتعزيز هذه الظاهرة حيث يحرص المسلمون على زيارة أقاربهم وأرحامهم في رمضان، وتقديم الهدايا والمساعدات لهم، إذ وتُساهم صلة الرحم في تقوية أواصر المحبة والترابط بين أفراد العائلة

وقد قال رسول الله ﷺ: “الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، مَنْ يَصِلْهَا يَصِلْهُ، وَمَنْ يَقْطَعْهَا يَقْطَعْهُ، لَهَا لِسَانٌ طَلْقٌ ذَلْقٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”‏.‏ [أخرجه الترمذي- 1924].

تقديم العون للمحتاجين

إنَّ تقديم العون للفقراء والمحتاجين من أهمّ مظاهر التكافل الاجتماعي في رمضان، مثل تقديم الخدمات التطوعية المجانية بمختلف المجالات حسب قدرة الفرد.

مثل تقديم الخدمات الطبية أو التعليمية أو الاجتماعية، فإذا كنت مدرّساً يُمكنك تعليم بعض الأطفال الفقراء لوجه الله، وإن كنت طبيباً خصص يوماً من أيام الأسبوع تقدم فيها الطبابة المجانية لفقراء الحيّ، وهكذا يمكن لكلِّ شخص أن يساهم من مكانه.

زيارة تقديم العون للمرضى الفقراء

تُساهم زيارة المرضى الفقراء في تخفيف آلامهم، وتُعطيهم شعوراً بالأمل والاهتمام، وعن عليٍّ رضي اللَّه عنهُ قال: سمعت رسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: 

“مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ”. [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُد].

الفوائد النفسية للتكافل الاجتماعي في رمضان

إنّ شهر رمضان هو شهر الخير والعطاء، وفيه تتجلى أروع صور التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم، وتتعدّد الفوائد النفسية للتكافل الاجتماعي في رمضان، ونذكر منها:

  1. شعورٌ بالسعادة والرضا: يُؤدّي تقديم يد العون للآخرين إلى شعورٍ عميقٍ بالسعادة والرضا، ممّا يُحسّن من الحالة المزاجية ويُقلّل من مشاعر القلق والتوتر.
  2. تعزيز الشعور بالقيمة والانتماء: يُساعد التكافل الاجتماعي على تعزيز الشعور بالقيمة والانتماء، ممّا يُعزّز من ثقة الفرد بنفسه وحُبّه للمجتمع.
  3. تنمية مشاعر التعاطف والرحمة: يُساهم التكافل الاجتماعي في تنمية مشاعر التعاطف والرحمة بين أفراد المجتمع، ممّا يُؤدّي إلى بناء مجتمعٍ مترابط ومتعاون.
  4. الشعور بالمسؤولية الاجتماعية: يُعزّز التكافل الاجتماعي شعور الفرد بالمسؤولية الاجتماعية، ممّا يُشجّعه على المشاركة في بناء مجتمعٍ أفضل.
  5. تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.
  6. شعورٌ بالإنجاز: يُؤدّي تقديم المساعدة للآخرين إلى شعورٍ بالإنجاز وتحقيق الذات.

الأسئلة الشائعة

كيف يكون التكافل الاجتماعي في رمضان؟

يتجلى التكافل الاجتماعي في رمضان بأشكالٍ متعددة، منها:

إفطار الصائمين من الفقراء والمحتاجين.
الصدقة والزكاة.
صلة الرحم.
تقديم العون للمحتاجين.
زيارة تقديم العون للمرضى الفقراء.

ما هي فوائد التكافل الاجتماعي؟

التكافل الاجتماعي له الكثير من الفوائد على مستوى الفرد والمجتمع منها:
تنمية مشاعر التعاطف والرحمة.
شعورٌ بالمسؤولية الاجتماعية.
تحسين مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.
بناء مجتمعٍ أكثر إنسانيةً وتعاونًا.
تقليل الفوارق الاجتماعية.
تعزيز الشعور بالأمان والاستقرار.
نشر مشاعر المحبة والإخاء.

ما هو مفهوم التكافل الاجتماعي؟

التكافل الاجتماعي هو شعور الفرد بالمسؤولية تجاه الآخرين، وسعيه للمساهمة في تحسين حياتهم، سواء من خلال تقديم المساعدات المادية أو المعنوية أو الخدمات التطوعية.

ما هي اعظم مظاهر التكافل الاجتماعي في الاسلام؟

من أعظم مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام:
الزكاة والصدقة.
الوقف والوصية.
كفالة اليتيم.
رعاية الجار.

 

إقرأ المزيد:

المصادر

اترك تعليقاً