تعرف على الدولة الأموية من التأسيس إلى السقوط
تعتبر الفترة الأموية من أعظم الفترات في تاريخ الإسلام العظيم، فقد تركت آثارها العميقة في…
Read moreالمسلمون لا يعرفون من بين ما نزل بهم من الخطوب والويلات خطباً أشدَّ هولاً من غزوات التتار، التي اكتسحت المدن الإسلامية وأتت على ما كان من مدنية وثقافة، تاركين وراءهم أطلالاً دارسة.
تعتبر معركة عين جالوت من المعارك العظيمة في التّاريخ الإسلامي، وهي ذات أهمية كبيرة؛ إذ إنها تعد الانتصار الأول على المغول الذي أوقف زحفهم على بلاد المسلمين، كما كانت مقدّمة لتوحيد البلاد وتحريرها من القبضة الصّليبيّة، وأثمرت نتائج عظيمة لا يزال أثرها حتى الآن.
فما هي أسباب هذه المعركة؟ وكيف جرت أحداثها؟
وما هي الدروس والعبر التي نستخلصها منها؟
كانت مصر تئن من الصراعات الداخلية بعد وفاة الملك الصالح أيوب وابنه توران فليس هناك أيوبي مؤهل لقيادة الدولة، فبدأت الصراعات بين كبار القادة من المماليك والذين انقسموا بين:
بويع نور الدين علي بن أيبك البالغ من العمر خمسة عشر سنة حاكماً لمصر، وتولى سيف الدين قطز الوصاية الكاملة عليه، وهرب الكثير من قادة المماليك البحرية وعلى رأسهم الظاهر بيبرس، ولكن الفتن ما زالت تشتعل.
كانت الأزمة الاقتصادية تشكل تحدياً كبيراً في الإعداد للمعركة، فجمع قطز العلماء واقترح أن تفرض ضرائب لدعم الجيش، عندها أفتى العز بن عبد السلام بأنه لا يجوز فرض ضرائب إلا بعد:
قبل سيف الدين قطز فتوى العز بن عبد السلام وبدأ بنفسه وأمر الوزراء والأمراء أن يفعلوا ذلك، فانصاع الجميع.
وقعت معركة عين جالوت في أرض فلسطين قرب مدينة نابلس، في بلدة عين جالوت، وكان ذلك في 15 من شهر رمضان لعام 658 هـ الموافق لـ 1259م.
كانت قيادة المسلمين بيد السلطان المملوكي سيف الدين قطز، ومعه القائد الظاهر بيبرس.
أما المغول فكانوا بقيادة “كتبغا” نائب هولاكو.
لعب بيبرس دوراً عظيماً في بداية المعركة، حيث قام بتدمير الحرس الأمامي المغولي بقيادة “بيدرا”، ثم تطهير منطقة العمق الفلسطيني من أي وجود مغولي؛ بل إنه توغل في الشام حتى وصلت إلى البقاع وحمص كنوع من أنواع التمويه، واستدراج العدو لمنطقة أخرى غير منطقة المعركة الفاصلة وكانت مقدمة للانتصار على المغول.
إنَّ حديث المعارك الإسلامية التي استطاع المسلمون أن يستردوا بها هيبتهم ليس للاطلاع فحسب، بل دائمًا يُعيد التاريخ نفسه، ومن معركة عين جالوت يستطيع المسلم أن يُفكر كيف يمكن له أن يُعيد التاريخ، ومن العبر في تلك المعركة:
الخاتمة
قال تعالى: ﴿إن الله لا يصلح عمل المفسدين﴾
هل يمكن لأمة تحقيق أهدافها السامية بتمزق الصف واختلاف الكلمة؟
التاريخ ينطق بشواهده واحداثه، وهو شاهد صادق أمين
وأخيراً يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
فتح القسطنطينية و تاريخ الاندلس
وقعت معركة عين جالوت في 15 من شهر رمضان لعام 658 هـ الموافق لـ 1259م.
كانت قيادة المسلمين بيد السلطان المملوكي سيف الدين قطز، ومعه القائد الظاهر بيبرس.
• استمر المغول تحت حكم هولاكو -حفيد جنكيز خان- في تدمير البلاد الإسلامية، حتى دخلوا بغداد وأسقطوا الخلافة العباسية وقتلوا الخليفة العباسي المستعصم.
• تقدم المغول إلى دمشق وحلب وفلسطين حتى وصلوا غزة، وبدأوا الاستعداد لاحتلال مصر.
• قام قائد المغول هولاكو بإرسال رسالة إلى حاكم مصر السلطان سيف الدين قطز فيها تهديد له ولحكمه، ويدعوه إلى الاستسلام والخضوع وتسليمه بلاده، إلا أن السلطان سيف الدين قطز قد رفض ذلك وبدأ يجهز جيشه للخروج للقائهم.
سلك سيف الدين قطز في ترتيب جيشه نهجاً جديداً في التخطيط العسكري، حيث كون في مقدمة الجيش فرقة كبيرة على رأسها بيبرس، وجعلها تتقدم وتظهر تحركاتها بينما يتخفى بقية الجيش.
أعطى كتبغا إشارة البدء لقواته بالهجوم على المقدمة التي ظن أنها كل الجيش، ونفذه بيبرس وجنوده تراجعاً سريعاً ليستدرجوا جيش المغول لداخل سهل عين جالوت.
في هذا الوقت نزل جيش المسلمين الرئيسي من خلف التلال إلى ساحة المعركة، وأسرعت فرقة قوية لغلق المدخل الشمالي لسهل عين جالوت، وبذلك أحاطت قوات جيش المسلمين بالتتار من كل جانب واحتدم القتال فرمى قطز خوذته وأخذ يصرخ: (واإسلاماه... واإسلاماه(.
تقدم أمير من أمراء المماليك واسمه جمال الدين آقوش الشمسي واخترق صفوف التتار حتى وصل لكتبغا وقتله، وبذلك انهارت عزيمة التتار وبدأوا بالهرب وارتفعت راية الإسلام.
1) انتصار المسلمين على التتار انتصارًا عظيمًا ومشرفًا أدى إلى طردهم وإبعادهم عن بلاد الشام.
2) تجاوز المسلمون الهزيمة النفسية التي كانوا يعانون منها جراء توغل التتار في البلاد الإسلامية.
3) عودة العزة والهيبة للأمة الإسلامية التي عانت من الانكسار لمدة ستين سنة.
4) عودة الوحدة بين بلاد الشام ومصر وكونت تحالفًا صلبًا استراتيجيًا ضد أي هجمة على المسلمين.
سميت معركة عين جالوت بهذا الاسم لأنها وقعت في أرض فلسطين قرب مدينة نابلس في بلدة اسمها (عين جالوت).
وقعت معركة عين جالوت في فلسطين مدينة نابلس بلدة عين جالوت
تعرض المقال بشكل رائع لتفاصيل معركة عين جالوت التاريخية وأهميتها في إنهاء عصر الفتوحات المغولية. يتميز المقال بأسلوب سلس وسهل الفهم، ويقدم رؤية متعمقة لأسباب النجاح الذي حققه المماليك في هذه المعركة الحاسمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصور والخرائط التوضيحية التي تم استخدامها تعزز فهم القارئ للأحداث التي وقعت في تلك الفترة الزمنية المهمة. بشكل عام، هذه المقالة هي قراءة شيقة ومثيرة للاهتمام لأي شخص يرغب في تعمق معرفته بتاريخ المنطقة والأحداث الحاسمة التي شكلت مسار التاريخ فيها.
جزاك الله خيرا، كما أن لا بد من الإشارة إلى دور العلماء بقدر كاف في النهوض بالأمة ودورهم الإيجابي في إصلاح الراعي والرعية، خاصة فتوى الإمام العز بن عبد السلام في ما عرف ” أمراء للبيع ” …