الزكاة في رمضان: فرصة لتحسين حياة المسلمين ودعم المحتاجين
ركن عظيم من أركان الإسلام، كان سبباً عظيماً من أسباب حروب الردة التي قام بها…
Read moreكانت معركة حطين معركة فاصلة: بين المسلمين بقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي، والنصارى الصليبيين بقيادة الملك “غاي دي لوزينيان”، رغم انتصار المسلمين في هذه المعركة غير أنها لم تنهي الوجود الصليبي في فلسطين، بل استمر وجودهم بعدها قرابة (100) عام، لكن معركة حطين كانت: (بداية انقلاب الموازين لصالح المسلمين، ومقدمة لفتح بيت المقدس).
في عام (578هـ – 1182م) بدأ صلاح الدين الأيوبي الإعداد للمعركة الحاسمة، والتي خطط لها نور الدين الزنكي سابقا، فجمع بين جيوش مصر والشام وشكل قوة ضاربة واحدة في مواجهة النصارى الصليبيين، وكانت هذه مقدمات لاستعادة القدس في معركة حطين.
كان النصارى يسيطرون على معظم فلسطين، وكانت سواحلها تشكل أهمية كبيرة لوصول الامدادات بالسفن من أوروبا، أما أقوى وأخطر حصونهم فهو “حصن “الكرك” الواقع بين الشام ومصر.
ويحكمه القائد النصراني “أرناط” الذي شعر أن صلاح الدين يهدد الوجود النصراني في مصر والشام، فرأى أنْ يشغل صلاح الدين بمعركة جانبية ووصل هذا الخبيث بأفكاره إلى أن يغزو المدينة المنورة ومكة المكرمة.
وصلت أخبار “أرناط” إلى مسامع والي دمشق “عز الدين”، فجهز جيشًا سريعًا ووجهه إلى الكرك ليشغل “أرناط” عن فكرته الخبيثة، وفعلًا استطاع هذا الجيش الصغير تكبيد أطراف “الكرك” خسائر كبيرة، وأجبر “أرناط” على تأجيل فكرته الخبيثة.
أراد صلاح الدين أن يستعد في حال كرر “أرناط” فكرته، فأنشأ أسطولًا بحريًا في البحر الأحمر مهمته حماية الحجاز، لكن “أرناط” وبفكرة خبيثة بنى سفنًا داخل الحصن، ثم فككها إلى أجزاء رئيسية، ونقلها بسريّة تامة إلى ميناء العقبة وأعاد تجميعها، وانطلق بجيشه نحو مكة والمدينة.
وحاول اشغال صلاح الدين بهجمات متفرقة في الشام، لكن الأخبار وصلته وهو يحاصر أحد الحصون فأرسل إلى أخيه العادل، وبدأت المطاردة بين الجيشين، وتمكن الصليبيين من دخول بر الحجاز لكن جيش المسلمين أدركهم بمنطقة “حوراء”، ودارت المعركة هناك وانتصر المسلمون.
بعد هذه الحادثة حاصر صلاح الدين الكرك، لكن النصارى ساندوها ولم يكن مستعدًا لمعركة فاصلة معهم، وامتنع والي حلب عن مساندة صلاح الدين، فانسحب وترك حصار الكرك وتوجه نحو حلب ففتحها، ثم بضغط شعبي بقيادة علماء الموصل اضطر حاكمها للتنازل عنها لصلاح الدين.
كانت منطقة “صفورية” شديدة التحصين وتحيط بها المراعي والمياه، فلم يردها صلاح الدين مكانًا لمعركته الفاصلة، لذلك أرسل جيوشًا صغيرة تحاول استدراج النصارى للخروج منها لكنهم لم يفعلوا.
لذلك قام بمهاجمة “طبريا” ذات الأهمية الكبيرة لهم، هنا دبّ الخلاف بينهم هل يخرجون لقتال صلاح الدين؟ أم ينتظرونه؟ ثم انتصر رأي الخروج لقتال صلاح الدين في “طبرية”.
كان الطريق بين طبرية وصفورية وعرًا قليل المياه والوقت صيف، تحرك جيش النصارى في هذه الظروف الصعبة، وكان صلاح الدين قد أعدّ لهم في طريقهم الكمائن والغارات، ثم هاجم مؤخرة جيشهم فانفصلت عن بقية الجيش، ولما وصل جيشهم إلى جبل طبريا المشرف على سهل حطين خيم هناك ينتظر وصول المؤخرة.
بدأ القتال شديدًا من الصباح حتى الليل، ولم يستطع أي من الطرفين هزيمة الآخر، ولوعورة الجبل تحرك جيش الصليبيين نحو السهل لكن صلاح الدين حاصرهم وأحاط بهم من كل مكان في الجبل والسهل.
وفي اليوم التالي: حاول جيش الصليبيين اختراق جيش المسلمين والوصول إلى الماء، لكن صلاح الدين ورجاله الأبطال صمدوا في وجههم.
تقدم “ريموند” حاكم طرابلس بأقوى فرسانه يهاجم أطراف المسلمين، فجاءت الأوامر بالانسحاب أمامه حتى إذا ظن أنه فتح ثغرة وفك الحصار، جاءته مجموعة من المسلمين وعزلته عن بقية جيش الصليبيين، فخاف واستمر هاربًا نحو طرابلس.
ثم هبتّ ريح في وجه جيش النصارى، فأمر صلاح الدين جنده أن يشعلوا الحشائش بالنار، فاجتمع على الصليبيين الريح والدخان والعطش والحرّ، فانسحبوا نحو الجبل وضغط عليهم المسلمون فتركوا (صليب الصلبوت) الذي صلب عليه المسيح حسب اعتقادهم، وكانوا قد أحضروه لرفع معنوياتهم، فأحبطت عندما خسروه.
اشتد ضغط المسلمين على الصليبيين، وبدأ يسقط منهم القتلى ويستسلم الكثيرون، فقتل (30) ألف وأسر (30) ألف، ولم يبقى مع ملكهم سوى (150) فارس يدافعون عنه، حول خيمة نصبوها له في الجبل، ثم تسلل عدد من مقاتلي المسلمين فأسقطوا الخيمة وأسر ملك النصارى، فلما رأى صلاح الدين ذلك خرّ ساجدًا لله رب العالمين.
يقول المؤرخون عن هذا المشهد: (من نظر إلى القتلى يومها يقول لم ينج منهم أحد! ومن نظر إلى الأسرى يقول لم يقتل منهم أحد!).
غنم المسلمون الكثير في معركة حطين، وارتفعت أصواتهم بالتهليل والتكبير، فقد انتصر (12) ألف مسلم على جيش جرار قوامه (63) ألف من الصليبيين، وأمر صلاح الدين أن تنصب له خيمة في حطين، فبات فيها مصليًا شاكرًا لله رب العالمين.
توجه صلاح الدين بجيشه نحو دمشق يسوق الأسرى، ولم يتعرض النصارى لمثل هذا الذل من قبل، فقد كان المسلم الواحد يجر وراءه (30) من الأسرى الصلبيين مربوطين في حبل واحد، وانخفض سعر العبيد والرقيق في أسواق دمشق وزهد بهم الناس، حتى أنّ أحدهم عُرض للبيع بدرهم واحد، ولم يجد له مشتري فابتاعه أحد المسلمين بنعليه.
لما بلغت الهزيمة “ريموند” حاكم طرابلس الذي فرّ من حطين، أصاب قلبه الهمّ والحزن فانفطر ومات غمًا، ثم تحرك صلاح الدين إلى عسقلان وأدار من خلالها معارك التحرير في فلسطين، وخلال شهرين فقط استطاع أن يفتح:
(عكا، والناصرة، وحيفا، ونابلس، وجنين، وبيسان، ويافا، وصيدا، وبيروت، والرملة، وبيت لحم، والخليل)، ثم بدأت الاستعدادات العظيمة لفتح بيت المقدس.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
معارك المسلمين مع الروم و معركة عين جالوت
لأنها قامت على سهل حطين
يوم الجمعة (24 ربيع الآخر 583هـ) الموافق شهر (7 سنة 1187م)،
تجرأ "أرناط" وهاجم قافلة للحجاج المسلمين فقتل وأسر وسلب ما فيها، فغضب صلاح الدين وأقسم على أن يقتل "أرناط" بيديه، ثم ألغى اتفاقية الهدنة بينه وبين مملكة القدس، واستنصر المسلمين للجهاد من كل مكان، م باغت صلاح الدين جيوش النصارى في منطقة "صفورية" ليلًا فقتل وأسر، ولما سمع النصارى بالخبر شعروا بالخطر، فاجتمعوا على توحيد قواتهم في معركة فاصلة، وأمروا عليهم الملك "غاي دي لوزينيان" فخرج بجيش قوامه (63) ألف إلى صفورية.
الناصر صلاح الدين الأيوبي
انتصر (12) ألف مسلم على جيش جرار قوامه (63) ألف من الصليبيين.
فقتل (30) ألف وأسر (30) ألف، ولم يبقى مع ملكهم سوى (150) فارس يدافعون عنه، حول خيمة نصبوها له في الجبل،
يقول المؤرخون عن هذا المشهد: (من نظر إلى القتلى يومها يقول لم ينج منهم أحد! ومن نظر إلى الأسرى يقول لم يقتل منهم أحد!)