دليلك الشامل للتخطيط والتغيير الشخصي لتحقيق أهدافك
في عالم يتسم بالسرعة والتعقيد، أصبح التخطيط والتغيير الشخصي أحد أهم الأدوات التي يمكن للفرد…
اقرأ المزيدقد يبدو العنوان مفاجئاً للكثيرين: كيف تكون أب؟ ولا شك أنّ المقصود لا ظاهر المعنى، أي أنه ليس بمجرد الزواج ثم إنجاب الأطفال عندها يصبح الأب أباً، وإنما المقصود مَنْ يستطيع ملئ موقع الأبوّة بكل جوانبه كما ينبغي وعلى المستوى المطلوب.
الموازنة بين مشاعر الحب والحزم أثناء تربية الطفل، وخاصة في سنواته الأولى يفيده كثيراً وينمي عنده عدة صفات وسلوكيات، ونستطيع مساعدة الطفل على الجمع بين الحنية والحزم من خلال:
كما يكون الطفل أكثر سعادة عندما يتربي متوازناً بين الشدة واللين والحب والحزم، فيكون أكثر استقراراً لا عدوانياً ولا عنيفاً، كما ينمو عنده شعور الإحساس بالآخرين والتعاطف معهم.
رغم هذه المتاعب العظيمة المستصحبة للتربية إلا أنّ تربية الأبناء الصالحين من أعظم استثمارات الآباء، فحين يصل الأبناء إلى مرحلة النضج والاعتماد على النَّفس؛ يظهر وفاء الأبناء لوالديهم برَدّ بعض هذا العطف والحنان والرِّعاية التي قُدمت لهم في حالة ضعفهم وحاجتهم لآبائهم، وعلى الرَّغم من صعوبةِ الوفاء للوالديْن إلا أنّه من الواجب السَّعي والمحاولة لرَدّ الجميل.
فقد أوْصى الله -عز وجل- بذلك في القرآن الكريم فقال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} [سورة الإسراء: 23]، وممَّا يُعين على برِّ الوالدين أنْ يكون الآباء قدوة لأبنائهم فعندها يكونوا بارِّين بوالديهم، يتعلمون البر والإحسان بالقوْل والعمل، ومنْ حق الأبناء أنْ يكون آباؤهم قدوةً صالحةً حسنة لهم.
“علموهم أكثر مما تساعدونهم” قاعدة ومبدأ، فالجزء الأكبر من واجبنا كآباء هو أنْ نجعل الأطفال قليلي الاعتماد علينا، ففي بادئ الأمر نحن بحاجة إلى أن نشجعهم على فعل الأشياء بأنفسهم، ونعلمهم كيف يكون لهم تفكير مستقل بذاتهم ليكونوا قادرين على حل مشاكلهم بأنفسهم، فنحن بحاجة إلى الإيمان الكامل بقدراتهم الخاصة.
لكن للأسف، فإن الوالدين يساندان في قضاء الحاجات التي يسهل على الأطفال فعلها بأنفسهم، ويبذلان قصارى جهدهما في حمايتهم من الشعور بالألم والشقاء وتوفير الأمن لهم، وهذا لا يسمح لهم بالتعلم من أخطائهم، فحتى يصبح الطفل قادراً على ارتداء ملابسه وهو في سن عامين يحتاج أن يتعلم كيفية القيام بذلك، ومازال هناك العديد من الآباء والأمهات الذين يقومون بإلباس أطفالهم حتى سن ما قبل دخول المدرسة، وهذا يحرمهم من فرصة تنمية قدراتهم والاستمتاع بإنجازاتهم.
إنّ الاعتماد على النفس من أهم المهارات التي على الأهل الحرص على تعليمها للطفل، وللأهل دورٌ أساسي في تعليم أطفالهم الاعتماد على النفس.
أيها الأب العزيز: إنَّ عين الولد بك معلقة، ونفسه بك مرتبطة، فأنت قدوته وإمامه، فكن قدوةً حسنةً له في إيمانك بالله وعبادتك له، كن قدوةً بكل ما تحمله كلمة قدوة من معان، من خلال سلوكك العملي مع أولادك، إمامك في ذلك النبي ﷺ.
التربية بالحب فقط ولا تعني أنْ نشبع الطفل حباً وحناناً وعطفاً لدرجة الدلال فلا نقول له (لا)، أو إذا رفضنا له طلب فإنه يرفض رفضنا هذا ويبكى أو يغضب فنضعف أمامه ونستجيب له، فالتدليل الزائد الذي يتبعه بعض الآباء بدافع من الحب يضره.
والطفل الذي اعتاد الحصول على كل شيء دون تقديم المقابل، يصل لمرحلة من الزهد ويفقد الإحساس بالإعجاب، كما ينمو لديه طباع مثل: الطمع والأنانية، وينشأ إنسان غير قادر على العطاء وراغب دائماً في الحصول على الأشياء دون مقابل.
تعدّ الخلوة أمراً مهماً لبناء أي علاقة جيدة، فما بالك حين تكون العلاقة التي نتحدث عنها هي تلك التي تجمعك بطفلك.
تقول الأستاذة «كلوفر»: “من الممكن أنْ يكون ذلك لعشرين دقيقة في اليوم أو حتى لخمس دقائق، وبوسعك دمج الوقت هذا مع نشاطات: كجلي الصحون سوية وغنائك لأغنية ما، بيتُ القصيد هنا هو أنّ اهتمامك يجب أنْ يكون منصبّاً على طفلك، والمهم حقًا هو أنْ تركز على طفلك، أي أنْ تطفئ التلفاز، وتغلق هاتفك، وتنزل إلى مستواهم وتختلي بهم”.
أيها الأب وأيتها الأم: لا عذر لكما عند الله، ثم لا حجة لكما عند الطفل بعدم وجود الوقت المخصص للجلوس معه فهذا حقه: “وأعطِ كلَّ ذي حقٍّ, حقـَّه” وهذه أمانة المسؤولية.
لا شيء يعطي الأطفال نشوة كالثّناء، فالمديح يجعلهم يشعرون بأنهم يحظون بحبّ أهاليهم وبأنّهم متميّزون، وتنصح الأستاذة «كلوفر» الوالدين قائلة: “ترقّبا صدور فعل حميد عنهم وأثنيا عليه، حتى وإن لم يكن ذلك الفعل سوى لعبهم مع أخ أو أخت لهم لخمس دقائق، فمن شأن ذلك أن يحفّز السلوكيات الحميدة وأن يقلّل من الحاجة إلى اللجوء إلى معاقبتهم”.
عادة ما يكون طلب الصفح أمراً صعباً، لا على كبار السن فحسب بل على الأطفال أيضاً، وتعليم الطفل كيفية طلب الصفح والتعبير عن ندمه من أصعب المهام التي تقع على عاتق الوالدين، لأنهم في الواقع يعتذرون بطرق غير مألوفة وأحياناً غير مفهومة بالنسبة للكبار.
الأطفال متعاطفون بطبعهم، ومن أجل أنْ يعتذر إلى الآخرين يجب أن يتحمل الطفل مسؤولية أفعاله ويستوعب أولاً ما يشعر به الطرف الآخر، ولا بد حتماً من تقديم النموذج لهم، لذلك يجب على الكبار في كل مرة يرتكبون فيها خطأ أو يردون الفعل بشكل سلبي أن يعبروا عن أسفهم عن ذلك، ولا يعتبر الاعتذار ضعفاً بل مظهراً من مظاهر القوة.
أيها الأب: كن صاحباً ساحباً لإبنك، فللصحبة أثرٌ عظيمٌ جداً في نفس الولد، وتجعل قلبه كالصفحة البيضاء التي ينطبع عليها كل ما يريده الأ .
فاشغل وقت ولدك بصحبتك له، واستيقظ قبل أنْ يُسرق طفلك وأنت عنه غافل، فصحبتك تدخل السرور على قلبه، وتجعله يحكي لك كل أموره، وتصبح سريرته لك علانية، فصاحبْه وشجعه وامدحه، وأكثر من الثناء عليه.
فليس عملًا بطوليًا أن تنجب طفلًا، بل إنه مغامرة خطرة ذات طريقين لا ثالث لهما، فإما أن تكون أباه الذي يجلّ، وإما أن تصير عدوه الذي يكره!
لكي تصبح أبًا جيدًا عليك أن تكون مربيًا ومثالًا يحتذي به وعطوفًا على أولادك بغير ضعف.
● لا ييأس من إصلاح أبنائه
● يزرع في قلب أبنائه الأمل
● دائم الانشغال على أبنائه
● الخوف على أبنائه من الفتنة
● الحوار أمر هام بين الأب وأبنائه
● حريص على استقامة أبنائه
يجب أن يُظهر الأب حبه واهتمامه العميق بأبنائه بالتواصل العاطفي والعناق والصبر والتفهم.
شعورٌ دافئٌ ومُخيفُ في ذات اللحظة، ما الذي بإمكاني فعله لهذا الإنسان الذي يحمل اسمي ودمائي وجيناتي وملامحي وطباعي؟ هل سوف أستطيع العبور به إلى بر النجاح أم سوف أكون العقبة العظمى أمام مسيرته