لوط عليه السلام وظهور فاحشة الشذوذ
قصص الأنبياء فيها العبرُ والدروس، منها نستخلصُ علاجات وأدويّة لأمراضِ المجتمعات والبشر، قصتنا مع نبيّ يكون عمّه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، إنهُ لوط عليه السلام،
اقرأ المزيديوم القيامة آتٍ بلا شك، إلا أن موعد قدومه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى القائل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.
ولكن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه العزيز بأشراط وعلامات تأتي قبل قيام الساعة، فلا تقوم الساعة قبل قدومها.
علامات الساعة الصغرى كثيرة، بعضها ظهر وبعضها لم يحن وقت ظهوره، ولا يربطها زمن واحد بزمن فهي متباعدة، ورسول الله ﷺ بلغ الأمانة على أكمل وجه، من ذلك ما أخبرنا به عن فتن وأحداث ستأتي بعده تدل على اقتراب الساعة، وهي أصناف منها:
علامات الساعة الكبرى معدودة، لم يظهر منها شيء ولكنها إذا ظهرت تتابعت كخرزات العقد، وهي نوعان: بعضها يشير إلى اقتراب الساعة: (ظهور المسيح الدجال، نزول المسيح عيسى بن مريم، يأجوج ومأجوج)، والآخر يشير إلى حلولها فتقطع التوبة: (خروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، الريح الطيبة، نار من اليمن).
ظهوره فتنة عظيمة تشير إلى اقتراب الساعة، بل هي أعظم فتنة «ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة، ما من أمر أكبر من الدجال»، ظهوره يعد من علامات الساعة الكبرى، وسمي بالمسيح لأن عينيه ممسوحة، أما عيسى عليه السلام سُمي المسيح، لأنه كان يمسح على الناس فيشفيهم من الأمراض، يظهر الدجال في آخر الزمان فيدعي الألوهية.
يظهر المسيح الدجال بعد الملحمة الكبرى مع الروم، في منطقة بين الشام والعراق، ويبقى في الأرض «أربعون يومًا، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، جاء في وصفه أنه «رجل جسيم أحمر، جعد الرأس، أعور العين كأن عينه عنبة نافية»، «وإنّ بين عينيه مكتوب “كافر”، يقرؤه كل مؤمن»، وهو عقيم ليس له ذرّية.
ما هي قدرات المسيح الدجال؟
أخبرنا الله تعالى أنّ نزول المسيح من علامات الساعة: قال تعالى {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} [الزخرف:61].
المسيح لم يصلب وإنما رفعه الله تعالى، وألقي شبهه على أحد حوارييه فقُتل مكانه، وذلك خلافًا لم يعتقدونه من قتله وصلبه، قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (158) بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء].
ينزل المسيح في دمشق والمؤمنون متحصنون يستعدون لقتال الدجال، عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، وهو «رجل مربوع، إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل.
فيقاتل الناس على الإسلام، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون».
قوم من ذرية آدم عليه السلام، يعد خروجهم من علامات الساعة الكبرى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء].
سجنهم ذو القرنين وبنى عليهم سدّا، ثم بدأت الفتحة في سدهم زمن النبي ﷺ: دخل النبي ﷺ ذات يوم في بيته بيت زينب وهو يقول ﷺ: «ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا؛ وحلق بين إصبعيه».
ينهدم السدّ الذي بناه ذو القرنين في آخر الزمان ويكتسح قوم يأجوج ومأجوج الأرض، حتى يصلوا إلى الشام فيأمر الله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام أن يذهب إلى الجبال مع المؤمنين، ويصل قوم يأجوج ومأجوج إلى بحيرة طبريا فيشربونها، ثم يسيطرون على الأرض ولا يبقى إلا أصحاب عيسى عليه السلام الذين معه أو مستخفٍ بإيمانه.
ثم يقولون: قتلنا من في الأرض فلنقتل من في السماء، فيأخذ أحدهم حربة فيرميها إلى السماء فترجع وعلى رأسها الدم، فيقولون: قتلنا الله -تعالى الله سبحانه-، فيفتن ضعاف الإيمان ويكفرون.
يلح المسيح عليه السلام والمؤمنون بالدعاء، فيستجيب الله سبحانه ويرسل على قوم يأجوج ومأجوج “النغف” في رقابهم، وهو مخلوق صغير كالدود في أنف البعير، فيموت به قوم يأجوج ومأجوج جميعًا، ومن كثرتهم يصيب الأرض النتن وتنتشر الأمراض فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله تعالى.
فيرسل الله تعالى طيرًا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله عز وجل مطرًا فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة -المرآة-، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردّي بركتك».
بعد وفاة المسيح عيسى بن مريم بسنين قليلة يبدأ انتشار الضلال من جديد، ويظهر الكفر والشرك بين الناس، عندها تبدأ علامات الساعة التي تقطع التوبة وتعلن عن النهاية، وأولها خروج الدابة أو طلوع الشمس من مغربها، أيهما ظهر أولًا فتتبعه الأخرى مباشرة.
قال تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ} [النمل:82]، جاء في صحيح مسلم حديثها وفيه:
اسمها الجساسة، كثيرة الشعر، من كثرة شعرها لا يعرف رأسها من دبرها، وتتميز بأنها لم تولد من أبوين، وإنما أخرجت من الأرض إخراجًا، يعطيها الله سبحانه القدرة على الكلام فتحدث الناس فتفهمهم ويفهمونها، ثم تختم الناس فتميز الكافر عن المؤمن.
طلوع الشمس من مغربها من العلامات التي تقطع التوبة وتعلن النهاية، كما خروج الدابة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لا تقوم السَّاعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت، فرآها الناس؛ آمنوا أجمعون، فذاك حين {لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا}» [البخاري ومسلم].
تبقى هذه العلامة ثلاثة أيام متتالية، ثم تعود إلى دورتها الطبيعية، ويعيش الناس بعدها أجيال، المؤمن مؤمن والكافر كافر، حتى يأذن الله سبحانه وتعالى بفناء البشرية.
بعد ظهور الدابة وطلوع الشمس من مغربها، يعيش الناس أجيال ثم يأذن الله سبحانه بفناء البشرية، فيرسل ريحًا طيبة «من اليمن، ألين من الحرير، فلا تدع أحدًا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته»، ويقول ﷺ: «لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله».
وفي صحيح مسلم: «يبعث الله ريحًا طيبة، فتأخذ المؤمنين من تحت آباطهم، فتقبض روح كل مسلم، ويبقى سائر الناس، يتهارجون فيها تهارج الحمر -يعني: تبقى الفاحشة علنًا في الشوارع- وعليهم تقوم الساعة».
آخر علامات الساعة الكبرى نار تخرج من عدن تسوق الناس إلى محشرهم؛ أي تقوم بإرغام الناس إلى أرض المحشر ألا وهي الشام، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنّ النبي ﷺ قال: «ستخرج نار قبل يوم القيامة من حضرموت -وفي رواية: من عدن- تحشر الناس، قالوا: فيم تأمرنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالشام».
تقوم الساعة على شرار الخلق حيث: (لا دين، ولا قرآن، ولا كعبة)، وقد جمع الناس في مكان واحد.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
الرسول الإنسان و الإسلام ببساطة و السيرة النبوية الشريفة
وذلك لأنه حسب كل عقيدة يؤمن الشخص بها أنه ماذا يحدث قبل يوم القيامة بيوم الدخان - الدجال – الدابة - طلوع الشمس من مغربها - نزول عيسى - يأجوج ومأجوج - خسف بالمشرق وبالمغرب وبجزيرة العرب.
القيامة باتت قريبة بالفعل، فبعد ظهور جميع العلامات الصغرى لن يتبقى لنا إلا انتظار العلامات الكبرى والتي ستأتي تباعاً كأنها حبات المسبحة المنفرطة، ثم تقوم الساعة كما أخبرنا الله وهو اليوم الذي سيحاسب فيه الجميع، فنسأل الله أن يغفر لنا ويعفو عنه في هذا اليوم الصعب على جميع البشر.
وقد أخفى الله عز وجل وقت قيام الساعة؛ ليتميز المحسن من المسيء، وليكون العبد دومًا على حذر من أمرها، ويجهتد في فعل الصالحات، ويحرص على مزيد القرب من الله عز وجل، قال سبحانه في محكم كتابه: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} [طه: 15]".
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)، وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن من أشراط الساعة أن يرفع العِلم، ويظهر الجهل، ويفشوا الزنا، وتشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيّم واحد) رواه البخاري ومسلم.
قال صلى الله عليه وسلم: (إن يوم القيامة يكون في يوم جمعة، وما من دابة إلا وهي مصيخة تنتظر النفخ في الصور يوم الجمعة).
جزاكم الله خيرا سيدي أن نورتم عقولنا، شكرا جزيلا لمجهوداتكم، حفظنا الله وإياكم