النسوية feminism:ما مفهومها؟وماهي معتقداتها؟ وما مدى خطورتها على المجتمعات عموماً؟ وعلى المجتمع الإسلامي خصوصا؟ وأيهما ضمن حقوق المرأة بالكامل: المنطلقات النسوية أم التشريعات الربانية في تعاليم الإسلام ؟
الحديث عن الحركة النسوية بدأ بالمطالبة بحقوق المرأة الإنسانية والاجتماعية على استحياء، وانتهى به المطاف إلى الحديث عن المساواة والندية المطلقة الآن مع تجاوز تام للرجل في بعض الأحيان.
مفهوم النسوية
Feminism هي مجموعة من النظريات والحركات الاجتماعيةوالسياسيةوالأيديولوجيات التي تهدف إلى تعريف وتأسيس المساواة السياسية والاقتصادية والشخصية والاجتماعية بين الجنسين.
تتبنى النسوية موقف أن المجتمعات تعطي الأولوية للذكور، وأن النساء يعاملن بشكلٍ غير عادل في هذه المجتمعات.
يتفق النسويون والنسويات على أن الهدف النهائي هو القضاء على أشكال القهر المتصل بالنوع الجنسي، ليسمح للجميع نساءً ورجالًا بالنمو والمشاركة في المجتمع بأمان وحرية.
معظم النسويين مهتمون بشكل خاص بقضايا عدم المساواة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين النساء والرجال، ويجادل بعضهم بأن مفاهيم النوع الاجتماعي والهوية بحسب الجنس تحددها البنية الاجتماعية.
هناك الكثير من التوصيفات لمفهوم النسوية والتيارات المختلفة التي تنضوي تحت لوائها، لكن يبقى المضمون الأساسي للكلمة هو كل الأفكار المتعلقة بقضايا المرأة والتي ترمي إلى إنهاء كافة أشكال اللا مساواة والقهر على أساس النوع.
والإطار العام الذي تدور في فلكه النسوية يتمحور حول اضطهاد الرجل للمرأة، وضرورة مجابهته، وتسعى جاهدة بكل الوسائل الصحيحة والفاسدة للوصول إلى نصرة المرأة في صراعها مع الرجل.
الغاية من الحركة النسوية
إنّ النسوية بعمومها تهدف إلى الوصول إلى غاية، وهي نصر حقوق المرأة، وإلى مراجعة النُظُم السائدة في البِنْيات الاجتماعية، أو استجوابها، أو تعديلها، وإلى بيان الأسباب التي أدت إلى ظهور مصطلح: اضطهاد المرأة ماضيًا وحاضرًا، وفقدان مساواتها بالرجل.
وترى أنّ الحل هو تغيير النظام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي عن طريق العمل الجماعي.
فالنسوية حركة سياسية اجتماعية ظهرت في الغرب ابتداءً للمطالبة بحق المرأة في الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
ويرى البعضأنها فلسفة ونظرية جديدة في كل من اللغة والأدب والنقد والتاريخ والأخلاق والمعرفة جاءت على نحو مغاير للفلسفة والنظرية التقليدية؛ لكون الفلسفة والنظرية التقليدية شُكِّلت وفقًا للنظرية الذكورية، كما يقولون.
ويُصنِّفها آخرونعلى أنها أفكار ورُؤىتقوم على الدعوة إلى المساواة في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية ابتداءً، حتى تصل إلى المساواة التامة والمطلقة في كل شيء بين الرجل والمرأة.
ومن زاوية أخرى، تعتبر اتجاهًا مناهضًا للثنائية المتمركزة حول الرجل/ المرأة، تقوم فكرته على التمركز حول الأنثى، والدعوة إلى الاستغناء التام عن الرجل.
حكم النسوية في الإسلام
النسوية هي حركة عالمية ضد التشريعات الربانية وضد كل شيء، فهي قائمة على الفكر الليبرالي وهو الحرية المطلقة للمرأة في جميع الممارسات ومساواتها مع الرجل في كل الحقوق، وهذه الفكرة تناقض مبدأ العبودية لله والاستسلام لشرعه والانقياد له بالطاعة بفعل أوامره واجتناب نواهيه، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، والمرأة التي تريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي، فهذه متمردة على شرع الله لأنها تريد حكم الجاهلية.
الفكر النسوي مضاد للمبادئ الإسلامية التي أنزلها الله في كتابه وأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم: من التفريق بين الرجل والمرأة في الأحكام الشرعية، والتمييز بين الجنسين في الخصائص فكل جنس له حقوق تلائم طبيعته ووظائفه، وقد منح الشارع الرجل صلاحيات لتحقيق المصلحة وحفظ الحقوق كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾وقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى ﴾ وقوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾والأحاديث الصحيحة الواردة في هذا المعنى كثيرة.
كيف ضمن الإسلام للمرأة حقوقها ؟
قبل الإسلام كانت المرأة في كبت فكانت تعامل كمتاع البيت، وعندما يموت زوجها يرثها الأبناء، وإن لم تكن أمه قد يعتبرها أمة عنده فيفعل بها ما يُفعل بالإماء.
عندما جاء الإسلام مكن المرأة وأعطاها حقوقاً كثيرة: سياسية واجتماعية ومالية، لكنها للأسف لا يعمل بهذه الحقوق في عصرنا الحاضر، بسبب بعض علماء الدين التقليديين وخصوصا في عصر تخلف المسلمين ضمن (400) سنة، فأصدروا فتاوى بعدم جواز التعليم للمرأة، ولا زلنا نتأثر بهذا التخلف إلى يومنا هذا.
يقول الدكتور طارق السويدان: للأسف في زمننا استعمل الدين لتحجيم المرأة، ويجب على دعاة اليوم أن يكسروا هذه القاعدة ويثبتوا أن الدين ليس عدواً للمرأة، بل هو الذي مكن المرأة، وأعطاها حقوقها.
حق المرأة في السياسة
من الحقوق التي أعطاها الإسلام للمرأة على الصعيد السياسي: مكّن لها أن تتسلم كل المناصب بما فيها رئاسة الدولة، أو قيادة الجيش (السيدة عائشة رضي الله عنها في معركة الجمل).
حق الحرية
خلص الإسلام المرأة من الاستعباد، ووفر لها حياة الأمن والأمان، مع تحمل المسؤولية الملقاة على عاقتها.
حق التملك
ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في حق التملك، ومباشرة عقود التملك والتصرفات المالية بجميع أنواعها، فالمرأة إذا بلغت وظهرت عليها علامات الرشد وحسن التصرف زالت عنها ولاية وليها أو الوصي عليها مثلها مثل الرجل، سواء أكان أباً أم غيره في حق التصرف في شؤونها المالية والشخصية.
حق المساواة
إذا كان الرجل هو رب الأسرة وحاميها وكافلها، فإنّ المرأة لا تقل شأنًا ومكانة عنه، فهي الأم والزوجة والأخت والبنت، ونواة الأسرة المرأة الصالحة في تربية الأولاد ورعاية الزوج وخدمة المجتمع.
ولنجاح بناء نواة مجتمع إسلامي متوازن: ساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الحقوق المدنية بكل أنواعها، قال تعالى في سورة الحجرات: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ فالمساواة هنا علنية، بصريح العبارة ودقيق الإشارة سواء تعلق الأمر بالعبادات أو بالمعاملات (التوحيد، الصلاة، الصيام، الحج، العلاقات الاجتماعية، الاقتصادية).
حق المرأة في التعليم
إذا كان العلم ظاهرة اجتماعية ملزمة في عصرنا الحاضر، فقد كان الأمر كذلك في الشريعة الإسلامية التي انطلقت من مبدأ العلم والتعلم والقراءة، فأول آية قرآنية نزلت بقوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ والله تعالى كرم العلماء في أكثر من آية، ودعا إلى العلم والتعلم في قوله في سورة الزمر: ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ فالخطاب للجنسين.
فـأم المؤمنين “عائشة” رضي الله عنها كانت راوية للحديث والشعر، و”حفصة” رضي الله عنها كانت تحسن القراءة والكتابة، والرسول عليه السلام يلح على تعليم المرأة، يقول: (أيما رجل كانت عنده وليدة (جارية)، فعلمها، فأحسن تعليمها، وأدبها فأحسن تأديبها، ثم أعتقها وتزوجها، فله أجران).
حق المرأة في العمل
العمل ظاهرة حياتية اجتماعية، عن طريقه يكتسب الإنسان قوته، ويضع لبنات حياته بتعاون مع أخيه باعتباره كائنا اجتماعيًا، وكرامة الإنسان في الاعتماد على نفسه، بالعمل والبحث عن مصادر العيش الكريم، وقد دعا القرآن الكريم إلى العمل في كثير من الآيات، من ذلك قوله تعالى في سورة التوبة: ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ وكما يعمل الرجل تعمل المرأة، يقول تعالى في سورة النساء: ﴿لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ﴾ فعمل المرأة مشروع.
حق المرأة في الزواج
جاء في الحديث النبوي الشريف: (لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا البكر حتى تستأذن)، فالزواج ميثاق غليظ يجب أن ينبني على رضى الطرفين لتستقيم الحياة الزوجية والأسرية.
وخلاصة القول حول حكم النسوية في الإسلام
لا يوجد في الإسلام نسوية ولا إسقاط ولاية ولا تطوير وتغيير للأحكام الشرعية ولا لبرالية إسلامية فكل هذه الأفكار دخيلة على ديننا.
الذي جاء في شريعتنا هو احترام حقوق المرأة الشرعية، ورفع الظلم عنها، وقد وردت نصوص كثيرة في هذا الحق الموروث.
أوصانا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم باحترام المرأة وحفظ كرامتها، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً) متفق عليه.
عن عبد الله بن زمعة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر اليوم).
في مسند أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة)، ومعناه أضيق على الرجال تضييع حقوق المرأة وحقوق اليتيم وأشدد عليهم في ذلك.
وقد سبقنا الغرب بهذا العدل منذ زمن بعيد في سائر حقوق الإنسان وحقوق الحيوان.
اختلف الباحثون في مجال دراسة المرأة حول تاريخ ظهور مصطلح النسوية:
فترى الكاتبة “سارة جامبل” أنّ أول استخدام لمصطلح نسوي كان في عام 1805م، في دورية منارة العلم، وذلك بعد عام من ابتكار “سارة جراند”لمصطلح (المرأة الجديدة) التي تصف به الجيل الجديد من النساء اللاتي سعين إلى الاستقلال، ورفضن القيود التقليدية للزواج.
بينما نسب بعضهم أول استخدام للمصطلح إلى الفيلسوف “شارل فوربيه”.
تقول الكاتبة “حكيمة ناجي” أنّ أول ظهور للمصطلح كان في أطروحة قديمة في علم الطب عام 1871م، وكان يعني: توقف النمو لدى الذكر المريض، وانعدام الفحولة لديه.
بينما يرى آخرون أنّ المفهوم لم يتجاوز الإشارة إلى الصفات الأنثوية حتى منتصف القرن التاسع عشر.
مصطلح النسوية الذي نعرفه اليوم هو مصطلح حديث ارتبط بتيار بحثي أكاديمي ظهر في الجامعات الغربية منذ نهاية الستينيات وبداية السبعينيات، وعني بإعادة القراءة وإعادة التفكير وإعادة النظر في التاريخ؛ لكشف المركزية الذكورية التي همشت النساء وحرمتهن حقوقهن وأنكرت إسهاماتهن وفعالياتهن، وأيضاً كشف الهيمنة الذكورية على عمليات بناء المعرفة والعلوم عبر التاريخ”.
إذن المفهوم لم يكن معروفًا في بداياته –على الأرجح- أنه ترجمة لفكرة وجود المظالم على المرأة، أو الدعوة للدفاع عنها، إذ لم تتعدّ كونها مصطلحًا طبيًا في أصح الأحوال.
المراحل التي مرت بها الحركة النسوية
المرحلة الأولى:
بدأت بالدعوة إلى المساواة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، واستمرت حتى أوائل القرن العشرين الميلادي.
كان المفهوم المركزي الذي قام عليه مصطلح النسوية في تلك الموجة هو مفهوم المساواة حسب الفلسفة الليبرالية، تركَّزت المطالب النسوية آنذاك على حق التعليم، وحق الملكية، وحق الرعاية، وحق إقامة دعوى الطلاق، وحق زيادة فرص الالتحاق بالوظائف، وحق المساواة القانونية، وبشكل أكبر من غيره على حق التصويت للمرأة، أعقبت الموجة الأولى فترة ركود نسبي بسبب انشغال الرأي العام عمومًا بالحرب العالمية الأولى.
المرحلة الثانية (النظرية النسوية والنوع/الجنس):
بدأت من ستينات القرن العشرين الميلادي، واستمرت حتى منتصف سبعينات القرن العشرين الميلادي.
تأثّر مفهوم النسوية في تلك الموجة بالأفكار الاشتراكية، فأُدخل في مفهوم النسوية؛ مفهوم الاختلاف بين الجنسين، والذي فُسِّر على أنه ناتج عن التاريخ والتنشئة الاجتماعية، وإلا فإنّ المرأة والرجل نوع واحد.
كما أُدخل فيه كذلك مفهوم “النوع” بصفته أداة لتحليل العلاقات الاجتماعية، وللتمييز بين البُعد البيولوجي والبُعد الثقافي الاجتماعي.
الموجة المرحلة أو ما بعد النسوية (الأنثوية والعالمية):
ظهرت وامتدت منذ منتصف سبعينات القرن العشرين وإلى العصر الحاضر.
بدأ مصطلح النسوية في تلك الموجة يأخذ طابع العالمية من منطلق الإيمان بالتعددية، وكسر الاحتكار من أي مكان، حيث أصبح يشمل النساء في جميع أنحاء العالم؛ فظهرت النسوية السوداء، ونسوية العالم الثالث.
النسوية في العالم العربي
دخلت الأفكار والمقولات النسوية الغربية إلى العالم العربي بشكل متفاوت عن طريق عدة قنوات، أهمها:
البعثات العلمية إلى دول الغرب.
الأعمال التي قدمها رجالات النهضة من المثقفين العرب من المسلمين والنصارى.
عن طريق تقليد الشرائح الاجتماعية شبه الأرستقراطية للثقافة الغربية ومسالكها.
مصطلح النسوية في العالم العربي مر بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى بين عامي 1860 و1920، ظهر مصطلح النّسوية بشكل ضمني في مصر لدى مناضلات تحرير المرأة، وفيها انبثق ما يُعرف بالنسوية المتوارية (بالإنجليزية: Invsible Feminism) في المجتمع العربي.
المرحلة الثانية أواخر العشرينات حتى نهاية ستينات القرن العشرين، إذ برزت حركة نسوية أهلية منظمة في بعض الدول العربية، ولكن بدأت البلدان العربية في كبح جماح الحركة دون القضاء على استقلاليتها أو المساس بعضواتها بداية عام 1950 وحتى الستينات.
المرحلة الثالثة منذ بداية سبعينات القرن العشرين وحتى الوقت الحاضر، حيث شهدت إعادة انبعاث النشاط النسوي في بعض الدول العربية، وعليه يعتبر أواخر القرن العشرين المؤشر الزمني لقيام نسوية عربية منظّرة ومؤطرة ومحللّة لقضايا المرأة.
يعتبر “قاسم أمين” الأب الروحي النسوية العربية، إذ وُلِدت مع كتابه «تحرير المرأة» أولى مظاهر الحركة النسوية الداعية إلى تحرير المرأة، كما كتب كتاباً آخر اسمه «المرأة الجديدة»، ودعا قاسم أمين لتحرير المرأة من الإسلام؛ ويَعُدّ ذلك دعوة أصيلة تنطلق من الدين للتسوية في الحقوق بين الجنسين.
نبتت بذور النسوية وأهدافها على يديه أيضاً؛ إذ دعا إلى التسوية في الحقوق بين الجنسين، وألحّ على ضرورة تعليم المرأة ولو بالحد الأدنى للتعليم لتحقق شروط إنسانيتها كما يرى، وقد طالب أمين بوضع الطلاق في يد القضاء منعًا لتعسف الزوج في إيقاعه، في حين رأى أن تعدد الزوجات احتقار شديد للمرأة.
بعدها قامت “هدى شعراوي” بتأسيس الاتحاد النسائي العام في مصر، وبدأت تستشري الجمعيات والمنظمات النسائية المدعومة غربياً، والتي عملت في كل مجتمع وقُطر عربي بأهداف تتقاطع وتفترق وشعارات تجد صدى أحياناً، وأحيانا أخرى لا تجد.
استلمت هدى شعراوي من قاسم أمين الحراك النسوي؛ فأقنعت الجامعة المصرية عام 1908 بتخصيص قاعة للمحاضرات النسوية، كما أنها دعت إلى خلع غطاء الوجه على غير المألوف في ذلك العصر، وأسست (الاتحاد النسائي المصري) عام (1923)، وفي عام (1966) أصبح اسمه (جمعية هدى شعراوي).
ثم بدأت المنظمات والجمعيات النسوية تتأسس في الوطن العربي، بشكل منفصل.
سيقول لك الكثيرون إنها بسبب تعرض المرأة للظلم على مر العصور، لكن هذا لا يجيب عن أسئلة في غاية الأهمية:
لماذا خرجت الحركة النسوية مؤخرا فقطرغم ادعاء الكل أن المرأة مظلومة منذ آلاف السنين؟
ولماذا ظهرت الحركة النسوية في الدول المتقدمة التي تمتلك نسائها مقومات حياة أفضل من النساء وحتى الرجال في الدول النامية؟
وإذا كانت المرأة حقا تعتبر نفسها مظلومة منذ عصور فلماذا وقفت الكثير من النساء في دول كبرى مثل أمريكا وكندا وبريطانيا وأستراليا ضد الحركة النسوية في بداية ظهورها؟
أهداف الحركة النسوية
تعزيز الاعتقاد بعدم وجود فروقٍ بين الذكور والإناث، وأن الذكر مماثلٌ للأُنثى في الخصائص العقليةِ والنفسية، وزرع مصطلح “النوع” Gender لتأكيد هذا المفهوم في البنية الاجتماعية والفكرية للمجتمع، وذلك بإقرار الشذوذ، والقضاء على الزواج التقليدي بين الرجل والمرأة، وإقرار الزواج من الجنس الواحد، وتقويض الأسرة الطبيعية، ويضاف إلى ذلك كله تغيير التشريعات وتوحيدها للجنسين، واعتبار أن الأسرة والأُمومة والزواج التقليدي من أسباب قهْر المرأة.
تسعى الحركة النسوية – عبر تكريس مفهوم “الضحية” – إلى تأكيد أن المرأة ضحية للهيمنة الشيطانية للرجل، التي تبناها بوعيه، وأَدَّت إلى هذه الحالة الوضيعة للمرأة؛ فالمرأة في نظرهم ضحية لاغتصابه، وضحية لعنفه، وضحية لتحرشه الجنسي، وضحية في جميع المواقف التي تجمع بينها وبين الرجل، وأن المرأة غيرُ ملزمةٍ بتحمُّل كل هذه الأضرار، بل ينبغي حمايتها منه، لاسيَّما وأنها لم تعد بحاجة إلى الزواج من رجل لتوفير احتياجاتها الاقتصادية.
التأكيد على مفهوم الاغتصاب، والعمل على تثبيت هذا المفهوم عن طريق دراسات ومقالات تؤكد أن جميع الرجال يمارسون الاغتصاب للنساء، وقد ظهر كتاب مشهور يروِّج لهذه النظرية (جميع الرجال مغتصبون)، ووَفقًا لهذه النظرية فإن أيَّة علاقةٍ لا تخضع لرغبة المرأة تعدُّ اغتصابًا حتى ولو كانت من قبل الزوج.
إعطاء المرأة الحريةَ المطلقةَ في مجالات العلاقات الجنسية، وكذلك إعطاؤها الحق أن تحدِّد نوعها الجنسي الذي تريده، وأن تمارس العلاقة الجنسية مع مَن يروق لها خارج أو داخل إطار الزواج، واعتبرت أن التحكُّم في عملية الإنجاب هو حقٌّ خالصٌ للمرأةِ دون زوجها.
تشجيع الزواج من نفس الجنس “الشواذ“، والمطالبة بحمايته دوليًّا، والاعتراف به؛ حتى لا تشقى المرأة بالحمل والإنجاب.
تتفاخر معظم القيادات المُنظِّرة للحركة النسوية المعاصرة بأنهنَّ كُنَّ أو لا يَزَلنَ يتعاطينَ الجنس مع بنات جِنسِهن، وعلى رأسهن الكاتبات المعروفات المنظِّرات للنسوية، وهذا الارتباط والاتصال بين الحركة النسوية والسحاقية أمرٌ مشهور ومعروف.
أشكال النسوية
تنقسم النسوية إلى ثلاثة مدارس تقليدية رئيسية:
النسوية الليبرالية – والنسوية الراديكالية – والنسوية الاشتراكية/الماركسية، والتي تُعرف أحيانًا باسم «المدارس الثلاث الكبرى» للفكر النسوي.
ثم ظهرت أشكال جديدة من النسويات منذ أواخر القرن العشرين، تتبع بعض فروع النسوية الميول السياسية للمجتمع الأكبر بدرجة أكبر أو أقل، أو تركز على موضوعات محددة مثل البيئة.
نسوية ليبرالية
لها عدة أسماء أخرى مثل: النسوية الإصلاحية، أو الحركة الرئيسية، أو الحركة النسوية البرجوازية.
يرى الاتجاه النسوي الليبرالي أن حل مشكلة المرأة يكمن في تغيير القوانين والسياسات بصورة إصلاحية.
من الممكن حل مشكلة المرأة بدون أحداث أي تغيير جذري في المجتمع، فكل ما نحتاجه هو تغييرات إصلاحية.
ينظر النسويون والنسويات ذوي الاتجاه الليبرالي لقضية المرأة من منظور فردي، كل امرأة كفرد قادرة على تحقيق ذاتها والمساوة مع الرجل حتى في ظل المجتمع الذكوري.
في النسوية الليبرالية لا ينظر للطبقة أو الأثنية أو الجنسية الخاصة بالمرأة كعامل ذو أهمية كبيرة، فكل امرأة قادرة على الاختيار والتغيير حتى تصبح مساوية للرجل.
نسوية أصولية (راديكالية)
ترى النسوية الأصولية أن مشكلة المرأة تكمن في شكل تنظيم المجتمع فتدعو إلى إعادة ترتيب جذرية في المجتمع للقضاء على سيادة الذكور.
تعتبر أن التسلسل الهرمي الرأسمالي الذي يسيطر عليه الذكور هو السمة المميزة لاضطهاد المرأة، وترى بضرورة الاقتلاع الكلي وإعادة بناء المجتمع.
لا تدعم النسوية الانفصالية العلاقات المغايرة جنسياً بين الجنسين، وهكذا ترتبط بالنسوية المثلية ارتباطًا وثيقًا.
تنتقد النسويات الأخريات النسوية الانفصالية على أنها تميز بين الجنسين.
النسوية الماركسية الاشتراكية
نشأت الأشكال المادية للنسوية من الفكر الماركسي الغربي، وألهمت عددًا من الحركات المختلفة (والمتداخلة كذلك)، والتي تتشارك جميعها في نقد الرأسمالية وتركز على علاقة الأيديولوجيا بالنساء.
ترى النسوية الماركسية أن الرأسمالية هي السبب الجذري لاضطهاد المرأة، وأن التمييز ضد المرأة في الحياة المنزلية والتوظيف هو نتيجة للأيديولوجيات الرأسمالية.
الذي يميز النسوية الاشتراكية عن النسوية الماركسية القول أن تحرير المرأة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال العمل على إنهاء كل من المصادر الاقتصادية والثقافية لاضطهاد المرأة.
النسوية البيئية
اتجاه نسوي يرى رابط وثيق بين اضطهاد المرأة والقضايا البيئية.
يرى النسويون من هذا التوجه أن التدمير البيئي وقهر المرأة كلاهما ناتج عن استغلال الرجل لمحيطه، فالرجل في النظام البطريركي يملك الأرض ويستغلها ويقهر المرأة.
هذا التاريخ المشترك من القهر على يد الرجل يخلق تشابه وصلة بين المرأة والطبيعة.
نسوية الجنوب (ما بعد الاستعمار)
تهتم نسوية ما بعد الاستعمار (نسوية الجنوب) بقضايا المرأة بصورة عالمية.
تنتقد اتجاهات النسوية في الشمال بأنها تصدر نظرتها لمشاكل المرأة في المجتمعات المرفهة على أنها مشاكل المرأة بصورة عالمية.
تهتم النسوية ما بعد الاستعمار بالتلاقي بين الأيدولوجيات الذكورية والاستعمار والعنصرية.
تأتي قضية حقوق المرأة كفرع من فروع حقوق الانسان، في صدارة القضايا المعاصرة ومحط اهتمام الأمم المتحدة المتزايد بأوضاع النساء في العالم والتي تعمل على حماية وتعزيز حقوق المرأة، من خلال الاتفاقيات الدولية والمؤتمرات الدولية التي تُركِّز على ضرورة” تمتع النساء تمتعًا كاملاً ومتكافئا بجميع حقوق الإنسان، وعلى أن يكون هذا أولوية من أولويات الحكومات عليها تحقيقها باتخاذ كل التدابير اللازمة لمحاربة الاعتداءات على هذه الحقوق.
ثم قامت الحركة النسوية، وشهدتتطوّرًا كبيرًا وخطيرًا في ستينيات القرن الماضي مع انتشار العلمانية والاباحية والانانية والتخبط الفكري، حيث نشأت حركات نسوية متطرفة تتبنى ايديولوجية خاصة بالمرأة بعيدة كل البعد عن حقوق المرأة، والدعوة إلى أفكار تتنافى وقيم العدالة والاخلاق والقيم والأديان تؤدي إلى الفوضى والعبث بالفرد والأسرة والمجتمع.
ثم تحوّلت الحركة النسوية من حركة اجتماعية لتحرير المرأة عبر منحها حقوقها الاساسية إلى حركة خاصة بتحرير المرأة من جنسها” كأنثى”، واعتبارها كيانًا قائمًا بذاته منفصل عن الرجل وعلى صراع معه.
فنتج عددًا من المفاهيم والأفكار التي تتعارض مع طبيعة الإنسان وفطرته التي خلقه الله عليها، وتتعارض مع قيم وعقائد الناس.
خلاصة القول
هذا التيار الفكري خطير ويهدد أمن المجتمع ويهدد ثقافة بناتنا وهو كالسرطان ينتشر في أوساط المراهقات بصورة سريعة لا سيما عند ضعف الوازع الديني وضعف التربية الاجتماعية وغياب الرقيب وإذا سقطت الأسرة ضعفت البنية الداخلية وقل الولاء للوطن وتفككت اللحمة بين المجتمع وكانت العاقبة وخيمة.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
الأبعاد الثقافية للسرديات النسوية المعاصرة في الوطن العربي – رشا ناصر العلي.
النسوية والدراسات الدينية – رندة أبوبكر.
https://ar.wikipedia.org/
https://www.marefa.org/
http://www.saaid.net/
الأسئلة الشائعة
ما النسوية؟
Feminism هي مجموعة من النظريات والحركات الاجتماعية والسياسية والأيديولوجيات التي تهدف إلى تعريف وتأسيس المساواة السياسية والاقتصادية والشخصية والاجتماعية بين الجنسين. • هناك الكثير من التوصيفات لمفهوم النسوية والتيارات المختلفة التي تنضوي تحت لوائها، لكن يبقى المضمون الأساسي للكلمة هو كل الأفكار المتعلقة بقضايا المرأة والتي ترمي إلى إنهاء كافة أشكال اللا مساواة والقهر على أساس النوع. • والإطار العام الذي تدور في فلكه النسوية يتمحور حول اضطهاد الرجل للمرأة، وضرورة مجابهته، وتسعى جاهدة بكل الوسائل الصحيحة والفاسدة للوصول إلى نصرة المرأة في صراعها مع الرجل.
ما حكم النسوية في الإسلام؟
• النسوية هي حركة عالمية ضد التشريعات الربانية وضد كل شيء، فهي قائمة على الفكر الليبرالي وهو الحرية المطلقة للمرأة في جميع الممارسات ومساواتها مع الرجل في كل الحقوق وهذه الفكرة تناقض مبدأ العبودية لله والاستسلام لشرعه والانقياد له بالطاعة بفعل أوامره واجتناب نواهيه قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ والمرأة التي تريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي فهذه متمردة على شرع الله لأنها تريد حكم الجاهلية. • الفكر النسوي مضاد للمبادئ الإسلامية التي أنزلها الله في كتابه وأخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم من التفريق بين الرجل والمرأة في الأحكام الشرعية والتمييز بين الجنسين في الخصائص فكل جنس له حقوق تلائم طبيعته ووظائفه، وقد منح الشارع الرجل صلاحيات لتحقيق المصلحة وحفظ الحقوق كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾وقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى ﴾ وقوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ﴾والأحاديث الصحيحة الواردة في هذا المعنى كثيرة. - لا يوجد في الإسلام نسوية ولا إسقاط ولاية ولا تطوير وتغيير للأحكام الشرعية ولا لبرالية إسلامية فكل هذه الأفكار دخيلة على ديننا.
ما هي حقوق النسوية؟
تعزيز الاعتقاد بعدم وجود فروقٍ بين الذكور والإناث، وأن الذكر مماثلٌ للأُنثى في الخصائص العقليةِ والنفسية، وزرع مصطلح "النوع" Gender لتأكيد هذا المفهوم في البنية الاجتماعية والفكرية للمجتمع، وذلك بإقرار اللواط، والقضاء على الزواج التقليدي بين الرجل والمرأة، وإقرار الزواج من الجنس الواحد، وتقويض الأسرة الطبيعية، ويضاف إلى ذلك كله تغيير التشريعات وتوحيدها للجنسين، واعتبار أن الأسرة والأُمومة والزواج التقليدي من أسباب قهْر المرأة. 2- تسعى الحركة النسوية - عبر تكريس مفهوم "الضحية" - إلى تأكيد أن المرأة ضحية للهيمنة الشيطانية للرجل، التي تبناها بوعيه، وأَدَّت إلى هذه الحالة الوضيعة للمرأة؛ فالمرأة في نظرهم ضحية لاغتصابه، وضحية لعنفه، وضحية لتحرشه الجنسي، وضحية في جميع المواقف التي تجمع بينها وبين الرجل، وأن المرأة غيرُ ملزمةٍ بتحمُّل كل هذه الأضرار، بل ينبغي حمايتها منه، لاسيَّما وأنها لم تعد بحاجة إلى الزواج من رجل لتوفير احتياجاتها الاقتصادية. 3- التأكيد على مفهوم الاغتصاب، والعمل على تثبيت هذا المفهوم عن طريق دراسات ومقالات تؤكد أن جميع الرجال يمارسون الاغتصاب للنساء، وقد ظهر كتاب مشهور يروِّج لهذه النظرية (جميع الرجال مغتصبون)، ووَفقًا لهذه النظرية فإن أيَّة علاقةٍ لا تخضع لرغبة المرأة تعدُّ اغتصابًا حتى ولو كانت من قبل الزوج.
4- إعطاء المرأة الحريةَ المطلقةَ في مجالات العلاقات الجنسية، وكذلك إعطاؤها الحق أن تحدِّد نوعها الجنسي الذي تريده، وأن تمارس العلاقة الجنسية مع مَن يروق لها خارج أو داخل إطار الزواج، واعتبرت أن التحكُّم في عملية الإنجاب هو حقٌّ خالصٌ للمرأةِ دون زوجها. 5- تشجيع الزواج من نفس الجنس "الشواذ"، والمطالبة بحمايته دوليًّا، والاعتراف به؛ حتى لا تشقى المرأة بالحمل والإنجاب. 6- تتفاخر معظم القيادات المُنظِّرة للحركة النسوية المعاصرة بأنهنَّ كُنَّ أو لا يَزَلنَ سحاقيات يتعاطينَ الجنس مع بنات جِنسِهن، وعلى رأسهن الكاتبات المعروفات المنظِّرات للنسوية، وهذا الارتباط والاتصال بين الحركة النسوية والسحاقية أمرٌ مشهور ومعروف.
من اخترع النسوية؟
اختلف الباحثون في مجال دراسة المرأة حول تاريخ ظهور مصطلح النسوية: • فترى الكاتبة "سارة جامبل" أنّ أول استخدام لمصطلح نسوي كان في عام 1805م، في دورية منارة العلم، وذلك بعد عام من ابتكار "سارة جراند" لمصطلح (المرأة الجديدة) التي تصف به الجيل الجديد من النساء اللاتي سعين إلى الاستقلال، ورفضن القيود التقليدية للزواج. • بينما نسب بعضهم أول استخدام للمصطلح إلى الفيلسوف "شارل فوربيه".
ما الذي تطالب به النسوية؟
تعزيز الاعتقاد بعدم وجود فروقٍ بين الذكور والإناث، وأن الذكر مماثلٌ للأُنثى في الخصائص العقليةِ والنفسية، وزرع مصطلح "النوع" Gender لتأكيد هذا المفهوم في البنية الاجتماعية والفكرية للمجتمع، وذلك بإقرار اللواط، والقضاء على الزواج التقليدي بين الرجل والمرأة، وإقرار الزواج من الجنس الواحد، وتقويض الأسرة الطبيعية، ويضاف إلى ذلك كله تغيير التشريعات وتوحيدها للجنسين، واعتبار أن الأسرة والأُمومة والزواج التقليدي من أسباب قهْر المرأة. 2- تسعى الحركة النسوية - عبر تكريس مفهوم "الضحية" - إلى تأكيد أن المرأة ضحية للهيمنة الشيطانية للرجل، التي تبناها بوعيه، وأَدَّت إلى هذه الحالة الوضيعة للمرأة؛ فالمرأة في نظرهم ضحية لاغتصابه، وضحية لعنفه، وضحية لتحرشه الجنسي، وضحية في جميع المواقف التي تجمع بينها وبين الرجل، وأن المرأة غيرُ ملزمةٍ بتحمُّل كل هذه الأضرار، بل ينبغي حمايتها منه، لاسيَّما وأنها لم تعد بحاجة إلى الزواج من رجل لتوفير احتياجاتها الاقتصادية. 3- التأكيد على مفهوم الاغتصاب، والعمل على تثبيت هذا المفهوم عن طريق دراسات ومقالات تؤكد أن جميع الرجال يمارسون الاغتصاب للنساء، وقد ظهر كتاب مشهور يروِّج لهذه النظرية (جميع الرجال مغتصبون)، ووَفقًا لهذه النظرية فإن أيَّة علاقةٍ لا تخضع لرغبة المرأة تعدُّ اغتصابًا حتى ولو كانت من قبل الزوج.
4- إعطاء المرأة الحريةَ المطلقةَ في مجالات العلاقات الجنسية، وكذلك إعطاؤها الحق أن تحدِّد نوعها الجنسي الذي تريده، وأن تمارس العلاقة الجنسية مع مَن يروق لها خارج أو داخل إطار الزواج، واعتبرت أن التحكُّم في عملية الإنجاب هو حقٌّ خالصٌ للمرأةِ دون زوجها. 5- تشجيع الزواج من نفس الجنس "الشواذ"، والمطالبة بحمايته دوليًّا، والاعتراف به؛ حتى لا تشقى المرأة بالحمل والإنجاب. 6- تتفاخر معظم القيادات المُنظِّرة للحركة النسوية المعاصرة بأنهنَّ كُنَّ أو لا يَزَلنَ سحاقيات يتعاطينَ الجنس مع بنات جِنسِهن، وعلى رأسهن الكاتبات المعروفات المنظِّرات للنسوية، وهذا الارتباط والاتصال بين الحركة النسوية والسحاقية أمرٌ مشهور ومعروف.
لماذا النسوية ضد الدين؟
هذا التيار الفكري خطير ويهدد أمن المجتمع ويهدد ثقافة بناتنا وهو كالسرطان ينتشر في أوساط المراهقات بصورة سريعة لا سيما عند ضعف الوازع الديني وضعف التربية الاجتماعية وغياب الرقيب وإذا سقطت الأسرة ضعفت البنية الداخلية وقل الولاء للوطن وتفككت اللحمة بين المجتمع وكانت العاقبة وخيمة