استغلال عشر ذي الحجة وتحصيل الثواب الأعظم
قال الله تعالى ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ…
Read moreالمرأة المسلمة لها مكانة عظيمة في ديننا، ولدينا نماذج وقدوات مضيئة من النساء، نساءٌ خالدات صنعن علامات في تاريخ أمتنا، في هذا المقال نتناول حياة أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها.
زينب بنت جحش رضي الله عنها صاحبة النسب والشرف في قريش، وأمها: أميمة بنت عبد المطلب عمّة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تفوق بنات قريش جمالاً ونسباً ومكانة، أسلمت وهاجرت إلى المدينة المنورة، وبدأ يأتيها السادة من قريش خاطبين؛ فأرسلت أختها حمنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستشيره.
فأشار عليها رسول الله أن تتزوّج ممن يعلمها أمور دينها: (زيد بن حارثة)، فغضبت أختها وقالت: (يا رسول الله، أتزوج ابنة عمك من مولاك؟!)، ثم ذهبت إلى زينب تخبرها: فغضبت أشدّ من أختها، ثم أرسلت إلى رسول الله تستوضحه.
نزل قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، فقالت: (زوّجني ممن تشاء يا رسول الله)، وأطاعت رغم عدم رضاها، فزوّجها زيداً، لنعلم أنَّ الإسلام لم يلغي قيمة الحسب والنسب والمكانة الاجتماعية، ولكنه يثبّت في الأفهام أنَّ الدِّين أعلى منها قيمة.
لم يسر زواج زينب من زيد على الوجه الأمثل، فزينب تتعامل تعامل السَّادة والأشراف، ولم يصبر زيد على ذلك فأراد أن يطلقها لكن رسول الله أمره بالتروّي والصّبر، ثم جاءه مرة أخرى فقال:
{أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ}، سبحان الله! زينب وزيد كلاهما صالحين مؤمنين ولكن الحياة الزوجية تحتاج لأكثر من ذلك.. فالأرواحُ جنودٌ مُجنّدة: ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
بعد ذلك جاء الأمر الإلهي: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا}، فكان في ذلك:
فكانت زينب تتباها فتقول لنساء النبي: (زوجكنّ أهاليكنّ وزوّجني الله من فوق عرشه)، (إن الله أنكحني في السماء)، (أنا أكرمكنّ ولياً -الله- وأكرمكن سفيراً -جبريل-).
عاشت زينب مع رسول الله حياة سعيدة بلا خلاف، وكانت سعيدة مرتاحة، وكانت من خير الناس وشهدت لها ضرتها السيدة عائشة فقالت: (لم أرَ امرأة قطُّ خيرًا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثًا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشدَّ ابتذالاً لنفسها في العمل الذي يُتصدَّق به، ويُتقرب به إلى الله).
في وليمة زواج زينب أطال بعض الناس البقاء وأخذوا يكثرون الحديث، فنزل التوجيه الإلهي لهم: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}.
كما أنه أثناء العرس: جاء عمر بن الخطاب، وقال: (يا رسول الله يدخل عليك البَرُّ والفاجر، فهلا أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب)، فنزلت آيات الحجاب: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}.
كان عمر زينب لما تزوّجت رسول الله 35 عاماً، وفي آخر حياة رسول الله سألته زوجاته عن أسرعهن لحاقاً به فقال: «أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا»، فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، فَكَانَتْ أَطْوَلَهنّ يَدًا زَيْنَبُ، لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ»، فقد كانت تلقّب بـ (أم المساكين)، وتوفيت عام 20هـ زمن خلافة الفاروق عمر بن الخطاب وكان عمرها 50 عاماً.
زينب بنت جحش رضي الله عنها صاحبة النسب والشرف في قريش، وأمها: أميمة بنت عبد المطلب عمّة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تفوق بنات قريش جمالاً ونسباً ومكانة
أرسلت زينب بنت جحش أختها حمنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستشيره.
فأشار عليها رسول الله أن تتزوّج ممن يعلمها أمور دينها: (زيد بن حارثة)، فغضبت أختها وقالت: (يا رسول الله، أتزوج ابنة عمك من مولاك؟!)، ثم ذهبت إلى زينب تخبرها: فغضبت أشدّ من أختها، ثم أرسلت إلى رسول الله تستوضحه.
نزل قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، فقالت: (زوّجني ممن تشاء يا رسول الله)، وأطاعت رغم عدم رضاها، فزوّجها زيداً، لنعلم أنَّ الإسلام لم يلغي قيمة الحسب والنسب والمكانة الاجتماعية، ولكنه يثبّت في الأفهام أنَّ الدِّين أعلى منها قيمة.
كانت زينب بنت جحش تدبغ وتخرز وتبيع ما تصنعه وتتصدق على المساكين.
كان عمر زينب لما تزوّجت رسول الله 35 عاماً، وفي آخر حياة رسول الله سألته زوجاته عن أسرعهن لحاقاً به فقال: «أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا»، فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، فَكَانَتْ أَطْوَلَهنّ يَدًا زَيْنَبُ، لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ»، فقد كانت تلقّب بـ (أم المساكين)، وتوفيت عام 20هـ زمن خلافة الفاروق عمر بن الخطاب وكان عمرها 50 عاماً.
في زوجاها من رسول الله بيان لـ:
- قضية الأنساب قضية ثانوية بالنسبة لقضية الدّين.
- المودّة والمحبّة ليست بيد الإنسان، فقد يكون الطرفان أتقياء ومع ذلك لا يتفقان.
- شرع الله الطلاق رحمة بالعباد.
- إنهاء أمر التبني في الإسلام: مطلوب رعاية الأيتام والإحسان إليهم ولكن دون النسب.
- الله تعالى يقرر ويحكم ما يشاء: زوّج زينب مِنْ زيد ثم طلّقها منه، ثم زوجها من رسول الله.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
المبشرون بالجنة من الرجال والنساء
زينب بنت جحش رضي الله عنها صاحبة النسب والشرف في قريش، وأمها: أميمة بنت عبد المطلب عمّة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تفوق بنات قريش جمالاً ونسباً ومكانة
أرسلت زينب بنت جحش أختها حمنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستشيره.
فأشار عليها رسول الله أن تتزوّج ممن يعلمها أمور دينها: (زيد بن حارثة)، فغضبت أختها وقالت: (يا رسول الله، أتزوج ابنة عمك من مولاك؟!)، ثم ذهبت إلى زينب تخبرها: فغضبت أشدّ من أختها، ثم أرسلت إلى رسول الله تستوضحه.
نزل قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}، فقالت: (زوّجني ممن تشاء يا رسول الله)، وأطاعت رغم عدم رضاها، فزوّجها زيداً، لنعلم أنَّ الإسلام لم يلغي قيمة الحسب والنسب والمكانة الاجتماعية، ولكنه يثبّت في الأفهام أنَّ الدِّين أعلى منها قيمة.
كانت زينب بنت جحش تدبغ وتخرز وتبيع ما تصنعه وتتصدق على المساكين.
كان عمر زينب لما تزوّجت رسول الله 35 عاماً، وفي آخر حياة رسول الله سألته زوجاته عن أسرعهن لحاقاً به فقال: «أَسْرَعُكُنَّ لَحَاقًا بِي أَطْوَلُكُنَّ يَدًا»، فَكُنَّ يَتَطَاوَلْنَ أَيَّتُهُنَّ أَطْوَلُ يَدًا، فَكَانَتْ أَطْوَلَهنّ يَدًا زَيْنَبُ، لِأَنَّهَا كَانَتْ تَعْمَلُ بِيَدِهَا وَتَصَدَّقُ»، فقد كانت تلقّب بـ (أم المساكين)، وتوفيت عام 20هـ زمن خلافة الفاروق عمر بن الخطاب وكان عمرها 50 عاماً.
في زوجاها من رسول الله بيان لـ:
- قضية الأنساب قضية ثانوية بالنسبة لقضية الدّين.
- المودّة والمحبّة ليست بيد الإنسان، فقد يكون الطرفان أتقياء ومع ذلك لا يتفقان.
- شرع الله الطلاق رحمة بالعباد.
- إنهاء أمر التبني في الإسلام: مطلوب رعاية الأيتام والإحسان إليهم ولكن دون النسب.
- الله تعالى يقرر ويحكم ما يشاء: زوّج زينب مِنْ زيد ثم طلّقها منه، ثم زوجها من رسول الله.