بلقيس ملكة سبأ – نساء خالدات
نتحدثّ في هذا المقال: عن امرأة ذات ملك عظيم، وهبها الله رجاحة العقل والحكمة والفطنة التي لم يمتلكها الكثير من الرجال، إنها "بلقيس" ملكة سبأ.
اقرأ المزيدأقام المسلمون الأول حضارة عظيمة ربطت شرق الأرض بغربها، ثم وقعت في مشكلات جذرية أدت إلى الانحدار، ترجع إلى أسباب أهمها أن الأمة تخلت عن هويتها وفكرها وراحت تسعى وراء الأشكال، مبتعدة عن قوانين النصر والتمكين، وبهذا فإنها لن تصل إلى الحضارة أبداً، فكيف انحدرت أمتنا؟ وما أسباب ذلك الانحدار؟
التاريخ لأمة من الأمم لا يتحرك بشكل مستقيم؛ ولكن يمر بفترات الاتجاه فيها صعود وأخرى نزول، فلا يعني الصعود عدم وجود هزائم ولا النزول أنه لا يوجد انتصارات.
أعداء المسلمين يركزون على نقاط الضعف وهي موجودة، أما بعض المسلمين يركزون على فترات الزاهرة وهي موجودة، والصواب التوازن وهذا ينطبق على جميع الحضارات.
هناك ظاهرة واضحة لدى الأمم الأخرى: وهي أن منحنى الصعود الحضاري يأخذ لديهم فترة طويلة جداً أم الانحدار فسريع جداً، فعلى سبيل المثال:
صعود دولة الروم الشرقية أخذ مئات السنين حتى وصلت إلى القمة، أما صعود الفرس فقرابة ألفي سنة.
أما انحدار الروم في الشام: أول هجوم للمسلمين عليها كان سنة 12 هـ ثم انتهى وجودها في الشام بعد معركة اليرموك سنة 15هـ ثلاث سنوات فقط، بينما انحدار الفرس في العراق: أول هجوم كان سنة 12هـ ثم هزمت في القادسية سنة 14هـ، والأندلس: أول هجوم كان سنة 92هـ ثم في ثلاث سنوات 95هـ أكمل المسلمون فتح الأندلس.
هذا شيء مطرد في كل الأمم التي هاجمها المسلمون، والمبهر في الموضوع: أنه عندما تمت مهاجمتها لم تكن؛ ممزقة، أو جيوشها قليلة، ولا ضعيفة اقتصادياً ولا إدارياً ولا تكنولوجياً، ولا من ناحية العلوم الإنسانية، بل ما أشبه اليوم بالأمس.
كل الأمم مرت بفترة طويلة من الصعود وفترة قصيرة من الانهيار إلا أمة الإسلام، والذي أسقط الامبراطوريات القديمة أمام المسلمين اجتماع أمرين اثنين:
ثم في عام واحد عادت الجزيرة وتماسكت الأمة، والأعجب من هذا أنه خلال 4 أعوام هاجمت أعظم امبراطوريتين وانتصرت عليهما وفتحت العراق والشام ومصر، هذا منحنى تاريخي لم يحصل في أمة من الأمم.
ثم الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية، ثم ثورة الشريف حسين، وأخيراً اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الأمة بين بريطانيا وفرنسا.
بدأ انهيار الأمة الحضاري في فترة الحكم العثماني، ولذلك الانهيار أسباب ومؤشرات:
في فترة الصعود: نشأة المدارس الفقهية ووضعت القواعد للاجتهاد فكان العلماء يأتون بالجديد.
أما في فترة الانحدار: راحوا يتفننون باختصار ما ألفه السابقون، فغدا الفقه غير مفهوماً للعامة ثم حتى لطلاب العلم، فجاءت شروح المختصرات، ثم شرح الشرح، حتى وصل في بعض الأحيان لسبع حواشي في الكتاب الواحد، وانعزل الناس عن العلوم وانتشر الجهل بين الناس.
كان الفكر المتميز الذي قدمته هاتان الحركتان يقوم على:
ثم من بهي الخولي في فن الدعوة فكتب (تذكرة الدعاة)، ثم طرح فكرة الإسلام نظام شامل للحياة: (دين ودولة – عقيدة وشريعة – سياسة واقتصاد)، فبدأت نهضة غير عادية.
وبعدها بدأ يتحول العمل الإسلامي إلى عمل مؤسسي: فنشأت أول لجنة زكاة، وبنوك إسلامية، وجامعات إسلامية، ومؤسسات إعلامية إسلامية.
يقول رسول الله ﷺ:
«تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكاً عاضّاً فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكاً جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة».
وفي الختام: لا تنسى مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
التاريخ لأمة من الأمم لا يتحرك بشكل مستقيم؛ ولكن يمر بفترات الاتجاه فيها صعود وأخرى نزول، فلا يعني الصعود عدم وجود هزائم ولا النزول أنه لا يوجد انتصارات.
ظاهرة واضحة لدى الأمم الأخرى: وهي أن منحنى الصعود الحضاري يأخذ لديهم فترة طويلة جداً أم الانحدار فسريع جداً،
اجتماع أمرين اثنين:
انحلال أخلاقي شديد: عندما تصبح قضية الإنسان أن يعيش لنفسه وشهواته يسقط ولا يقاوم.
قوة خارجية متماسكة: هذه النقطة وجدت سابقاً لكنها اليوم لم توجد بعد لإسقاط الغرب.
بدأ من الهجرة إلى المدينة فلا حضارة دون دولة، واستمر في الصعود حتى عام 10هـ عام الردة الذي ارتدت فيه كل الجزيرة العربية ولم يثبت إلا ثلاثة مدن (المدينة – الطائف – مكة)، ثم في عام واحد عادت الجزيرة وتماسكت الأمة، والأعجب من هذا أنه خلال 4 أعوام هاجمت أعظم امبراطوريتين وانتصرت عليهما وفتحت العراق والشام ومصر، هذا منحنى تاريخي لم يحصل في أمة من الأمم.استمر الصعود والفتوحات حتى 25هـ فتنة مقتل عثمان، فتوقفت الفتوحات زمن خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 5 سنوات، ثم بعد انتهاء عصر الخلفاء الراشدين ومقتل الإمام علي وتنازل الحسين رضي الله عنه لسيدنا معاوية عام 41هـ عاد مؤشر الصعود حتى 600 سنة والأمة هي المتفوقة والقائدة للحضارات والعلوم.
بدأ الانحدار ولكن العجيب أن الانحدار استمر 800 سنة، خلافاً لكل الحضارت التي كانت تنهار بسرعة كبيرة، والمرحلة الأخيرة كانت عام 1908م يوم عزل السلطان عبد الحميد على يد جمعية الاتحاد والترقي بقيادة أتاتورك، ثم الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية، ثم ثورة الشريف حسين، وأخيراً اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الأمة بين بريطانيا وفرنسا.
بدأ انهيار الأمة الحضاري في فترة الحكم العثماني، ولذلك الانهيار أسباب ومؤشرات:
1-العلم الشرعي أصبح للخاصة وليس للعامة: حصر بين العلماء وطلاب العلم ولم بعد للعامة قدرة عليه.
2-توقف الاجتهاد.
جزاكم الله خيرا سيدي
مقال مختصر و جميل
تصحيح للأية الكريم: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} المجادلة، آية 21