روعة الإسلام: رحلة عبر العقيدة والشريعة والأخلاق

يبرز جمال الإسلام بغناه بالأخلاق السامية؛ فنرى المسلمين يعاملون الناس بالإحسان والتقوى والرحمة مستمدين من دينهم كل معاني الحب والرأفة والعطف، دعونا في هذا المقال نتعرف على أساسيات الدين الصحيح من خلال التعريف الصحيح للعقيدة ومصادر الشريعة الموثوقة.  

تعريف القارئ بجوهر الإسلام ومبادئه

اتباع أوامر النبي ﷺ من الأمور الجوهرية في الإسلام لما فيها من طاعة لله تعالى، ويعد القيام بالفرائض التي أمرنا الله بها بالإضافة إلى الإيمان بالله والإحسان من المبادئ الأساسية التي يبنى عليها الإسلام، والتي ذُكرت في الحديث التالي:

عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ: ” بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم ذَاتَ يَوْمٍ، إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ. حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم . فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْت . فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ! قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ. قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟. ‫‬قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ “. {رواه مسلم – 2}.

تعريف بأهمية العقيدة والشريعة في الإسلام

العقيدة والشريعة يعتبروا من أساسيات الإسلام، فالعقيدة هي أساس مايعقد الإنسان عليه قلبه والذي يؤمن به ويتبعه، أما الشريعة فهي القوانين التي أمر الله بها المسلمين لتنظيم سلوكياتهم وأفعالهم.

العقيدة في الإسلام

المقصود بالعقيدة لغة: ما يعقد الإنسان عليه قلبه صالحاً كان أم فاسداً، والعقيدة اصطلاحاً: هي الأمور التي يؤمن ويصدق بها المسلم والتي لا يخالطها أي شك أو ريب.

أهمية العقيدة

تعتبر العقيدة من الأساسيات في الإسلام لما تخلقه من توازن لدى الإنسان في تحديد الموازين التي يمشي عليها ويتبناها في حياته، أي المنهجية التي يؤمن بها والتي نقدمها على أي مصالح دنيوية.

أصول العقيدة

العقيدة في الإسلام تتكون من 6 أصول وهي، الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.

الإيمان بالله تعالى.

خلص العلماء إلى تعريف الإيمان فقالوا: (الإيمان: تصديق القلب، وإقرار اللسان، وعمل الجوارح)، يتحقق الإيمان بالله بأربعة شروط وهي، الإيمان بوجود الله والإيمان بربوبيته، والإيمان بألوهيته، والإيمان بصفاته وأسمائه.

الإيمان بالملائكة.

الملائكة عالم كامل قائم بذاته، لماذا يعرفنا الله تعالى به حتى لا نغترّ بأنفسنا، وحتى نعرف عظمته سبحانه وتعالى.

الإيمان بالكتب السماوية.

أشار القرآن للكتب السماوية التي أنزلها على أقوام وأمم مختلفة بهدف التأكيد على وحدة الرسالة الإلهية وأن الإسلام جامع لكل الديانات السماوية. 

الإيمان بالرسل والأنبياء.

الهدف من الإيمان بالرسل والأنبياء هو عبادة الله تعالى وتقواه وطاعة رسل الله عليهم السلام بكل ما نقلوه وجاؤوا به في الإسلام.

الإيمان باليوم الآخر.

الهدف من الإيمان باليوم الآخر: 

• بيان الهدف من الحياة والمصير الذي ينتظر الإنسان.
• ضبط الحياة وتوجيهها إلى تقوى الله والعمل الصالح وبيان الجزاء على هذا العمل.
• لولا الإيمان بالآخرة لعاش الإنسان بعذاب نفسي بسبب الظلم والبلاء.
• يخفف من تعلق الإنسان بالحياة الدنيا وشهواتها، ويدفعه للحياة الجادة المنتجة.
• تعزيز الشعور بأن الموت قريب منا، وهو مسألة مرتبطة بالروح نعيشها يوميًا عندما ننام.
• بيان أن الإنسان أعطي فرصة كاملة للتوبة والاستعداد قبل أن تأتي ساعة الموت.
• جعل لهذا اليوم علامات تدل على اقترابه، وفصّل لنا أحداث هذا اليوم تفصيلًا دقيقاً.

الإيمان بالقدر.

أمرنا الله تعالى بالإيمان بالقدر خيره وشره وذلك بهدف: 

• الإقدام على عظائم الأمور وترك الكسل والتواكل.
• الصبر عند نزول المصائب والثبات في مواجهة الطغيان.
• الرضا والقناعة بما قسم الله.
• زيادة السكينة وراحة النفس والقلب لدى المسلم.

الشريعة في الإسلام

الشريعة ركيزة أساسية من ركائز الإسلام وتضم كافة التشريعات من أوامر ونواهي وحلال وحرام، فمن اتبعها بالشكل الصحيح فاز برضى الله في الدنيا والأخرى.

ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ. { سورة الجاثية : 18}.

مصدر الشريعة

أجمع أهل العلم على أربعة مصادر للشريعة الإسلامية، وهم:

1. القرآن الكريم
2. السنة النبوية
3. الإجماع
4. القياس

مقاصد الشريعة 

المقاصد الشرعية هي الأحكام والتكاليف الشرعية التي أمر الله تعالى بها الإنسان، فالله لم يخلق هذا الكون عبثاً بل خلق الإنسان لعبادته ويسر الكون لإتمام ماأُمر به.

• وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات: 56}.
•  وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الجاثية: 13}.

أهمية الشريعة

للشريعة الإسلامية أهمية كبيرة وأساس في حياة المسلم وذلك لأنها تبين الأسس والقوانين التي أمر الله بها عباده وتفرق لهم بين الحلال ليتبعوه والحرام ليجتنبوه.

الأخلاق في الإسلام

الأخلاق في الإسلام هي المبادئ والقواعد التي تنظم السلوك الإنساني والتي حُددت في الإسلام بهدف تنظيم حياة المسلم وتحقيق الغاية التي خلق من أجلها.

الأخلاق كجزء لا يتجزأ من العقيدة والشريعة.

من ميزات الدين الإسلامي تكامله وشموله لكل مايمر به الإنسان نفسياً وجسدياً واجتماعياً، حيث تعتبر الأخلاق في الإسلام جزء لا يتجزأ من العقيدة والشريعة وقد أُمرنا بالتعامل بالأخلاق الحسنة كالعدل والصدق وتجنب الظن السيء بالعديد من الآيات في القرآن الكريم:

•  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. {المائدة: 8}.
• يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ. {التوبة: 119}.
• يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا. {الحجرات: 12}.

الأخلاق مع النفس، الأسرة، المجتمع، وغير المسلمين.

أحكام الأسرة في الإسلام أخذت حيز واسع منه كون الأسرة هي اللبنة الأساسية في المجتمع،  والكثير من الناس يعتبر أن  أحكام الإسلام في نطاق الأسرة أقرب إلى العبادات منها إلى المعاملات، والهدف من ذلك تعظيم علاقة الفرد بأسرته والنشوء في بيئة أخلاقية والتعامل فيها مع الآخرين في المجتمع من المسلمين وغير المسلمين.

الأسئلة الشائعة

المصادر:

موقع الإسلام سؤال وجواب

موقع الإسلام ويب