الحجاب في الإسلام (عبادة أم عادة)
حكم الحجاب الشرعي: هو واجب من ترتديه تؤجر، ومن تتركه تأثم، والمؤمن الحق يتفنن في إرضاء الله، وليس في التسيب من أوامره.
اقرأ المزيدإن المتأمل في صفات أبي بكر الصديق رضي الله عنه يجده: (رحيمًا بغير ضعف، حازمًا بغير شِدَّة)، فكان بذلك الأقرب إلى صفات سيد الخلق ﷺ، فلا عجب أنْ ظلا مترافقين ومتوافقين في كل مراحل الدعوة، ولا عجب أنّ الله اصطفاه ليكون (ثَانِيَ اثْنَيْنِ)، فتلك منزلةً رفيعة لا يتبوأها إلا من كان أهلًا لها.
فما هي صفاته وأعماله التي أهلته ليكون ثاني اثنين؟ والتي استحق بها وصف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عندما نعاه فقال عنه: (رحمك الله يا أبا بكر، كنت إلفَ رسول الله ﷺ وأنيسه، ومستراحه وثقته، وموضع سرّه ومشاورته، والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله بمثلك أبداً، كنت للدين عزاً وحرزاً وكهفاً، فألحقك الله عز وجل بنبيك محمد ﷺ، ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك).
ولد سنة (50) قبل الهجرة، عام (573م)، بعد مولد رسول الله ﷺ بسنتين.
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر -وهو قريش- بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، التيمي القرشي.
الصِّدِّيق: لقبه به رسول الله ﷺبعد حادثة الإسراء والمعراج، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: لما أسري بالنبي ﷺ إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتدّ ناس كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعى رجال إلى أبي بكر، فقالوا: (هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أن أسري به الليلة إلى بيت المقدس)، قال: (وقد قال ذلك؟)، قالوا: نعم، قال: (لئن قال ذلك فقد صدق)، قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟ قال: (نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة).
العتيق: أطلقه عليه رسول الله ﷺ، قالت السيدة عائشة: دخل أبو بكر الصديق على رسول الله ﷺ، فقال له رسول الله ﷺ: (أبشر، فأنت عتيق الله من النار)، وقيل لأنه كان جميل الوجه وحسن الشكل، وهو من الألقاب المشهورة بين العرب للدلالة على جمال وجه الرجل وكرمه.
الصاحب: لقب ذكر في القرآن الكريم: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
الأتقى: لُقب به في القرآن الكريم: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى}.
الأوّاه: لقب يدل على الخشية والوجل من الله تعالى، قال إبراهيم النخعي: (كان أبو بكر يسمى بالأواه؛ لرأفته ورحمته).
أم الخير: سلمى بنت صخر بن عامر التيمية، وقد لقبت أم الخير لأنها أم أبي بكر.
أبو قحافة: عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
أسلم يوم فتح مكة، وتوفي سنة (14هـ) وله من العمر (97) سنة، ودفن في مكة.
أسماء، وعبد الله: أمهما قتيلة بنت عبد العزى.
عائشة، وعبد الرحمن: أمهما أم رومان بنت عامر بن عويمر.
محمد: أمه أسماء بنت عميس.
أم كلثوم: أمها حبيبة بنت خارجة بنت زيد الخزرجية.
من الذكور ثلاثة (عبد الله، وعبد الرحمن، ومحمد)، ومن الإناث ثلاثة (أسماء، وعائشة، وأم كلثوم).
فحُقَّ له أن يكون صاحبَ رسول الله ﷺ ورفيق دربه، وأن يخلفه من بعده على أمته.
كان أبو بكر أول من آمن بدعوة النبيﷺ، فما إن عرض عليه ﷺ الإسلام حتى أسلم، ولم يتردد لحظة واحدة، عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله ﷺ: (ما دَعوتُ أحدًا إلى الإسلامِ إلَّا كانتْ له كَبوةٌ، غيرَ أبي بَكرٍ؛ فإنَّه لم يَتلعثَمْ)، وبدأ يدعو إلى الله بنفسه وماله.
صحب النبي ﷺ في هجرته إلى المدينة، وذلك بعد ازدياد تعرض المشركين للنبي ﷺوأصحابه، فاستأذن أبو بكر رسول الله ﷺفي الهجرة فأمر رسول الله أبا بكر ألّا يعجل؛ لعلّ الله يجعل له صاحباً في الهجرة، فاستبشر أبو بكر وتأمل أن يكون رسول الله ﷺ هو رفيقه في الهجرة، فاشترى راحلتين واعتنى بهما (من باب تجهيز نفسه للهجرة).
وقد كان من عادة رسول الله ﷺ أن يأتي بيت أبي بكر بكرةً وعشياً، وفي اليوم الذي أذن الله له بالهجرة أتاه في غير الوقت المعتاد، فلما رآه أبو بكر علم أنّ هنالك خطب ما، وكان عند أبي بكر ابنتيه عائشة وأسماء -رضي الله عنهما-، فطلب من أبي بكر أن يُخرج من عنده، قائلاً له: (أخْرِجْ مَن عِنْدَكَ، قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّما هُما ابْنَتَايَ، يَعْنِي عَائِشَةَ وأَسْمَاءَ)، فأخبره النبي ﷺ بأمر الهجرة.
فاستأجرا عبد الله بن أُريقط دليلاً على الطّريق، وبعد ذلك سارا حتى وصلا جبل ثور، فمكثا فيه ثلاث ليال، وكانت قريش قد جعلت مكافأة لمن يأتي برسول الله ﷺ وأبو بكر أسيرين أو مقتولين، ووصل المشركون إلى الغار، وصعد بعضهم أعلى الغار للبحث عنهما، ونظر أبو بكر الصديق إلى أقدام المشركين على باب الغار، فهمس إلى النبي ﷺ: (لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا)، فرد ﷺ بإيمان وسكينة: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟).
شهد مع النبي ﷺ كل الغزوات:
ظهرت حكمته ورباطة جأشه في مواجهة مصاب الأمة بوفاة النبي ﷺ، كما ظهرت شخصيته القوية وحنكته السياسية في اجتماع السقيفة، وقد عبر عن تواضع جم، وزهد في الخلافة حين رُشِّح لها، مزكيًا لها سالم مولى أبي حذيفة، واصفًا إياه بأنه أتقى منه، أو عمر بن الخطاب كونه أقوى منه، غير أن عمر رفض إلا أن يبايع أبا بكر، وإذا بالقوم يبايعوا أبا بكرٍ خليفةً لرسول الله ﷺ.
ذلك أنه لما علم الأنصار وفاة النبي ﷺ؛ اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة يتشاورون، وبلغ ذلك المهاجرين فقالوا: نرسل إليهم يأتوننا، فقال أبو بكر بل نمشي إليهم، فسار إليهم ومعه عمر بن الخطاب، فتحاوروا كثيرًا وكادوا يختلفون، فقال بعض الأنصار منا أمير ومنكم أمير، فقال أبو بكر: نحن الأمراء وأنتم الوزراء؛ فإن رسول الله ﷺ قال: (الأئمة من قريش)، وقال ﷺ: (أوصيكم بالأنصار خيرًا: أن تقبلوا من محسنهم وتتجاوزوا عن مسيئهم).
وقال عمر: (أنشدتكم الله هل تعلمون أن رسول الله ﷺ أمر أبا بكر أن يصلي بالناس؟) قالوا: اللهم نعم، قال: (فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقام أقامه فيه رسول الله ﷺ؟) فقالوا: كلنا لا تطيب نفسه، ونستغفر الله، وسارعوا جميعًا بالبيعة لأبي بكر، فكان لتلك البيعة الفضل في تجميع كلمة المسلمين، وتجنيبهم فتنة ضارية وانقسامًا وخيمًا، وحربًا ضروسًا بين أبناء الدين الواحد لا يعلم مداها إلا الله وحده.
من أعظم مناقب الصديق رضي الله عنه قاطبة أنه وُصِف بأوصاف رسول الله ﷺ، تقول عائشة رضي الله عنها: ” خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا قِبَلَ الحَبَشَةِ، لَقِيَهُ ابْنُ الدَّغِنَةِ، فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي، فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسِيحَ فِي الأَرْضِ، فَأَعْبُدَ رَبِّي، قَالَ ابْنُ الدَّغِنَةِ: إِنَّ مِثْلَكَ لاَ يَخْرُجُ وَلاَ يُخْرَجُ، فَإِنَّكَ تَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ، وَأَنَا لَكَ جَارٌ، فَارْجِعْ فَاعْبُدْ رَبَّكَ بِبِلاَدِكَ،
فقد وصف ابنُ الدَّغِنَة أبا بكر رضي الله عنه بالأوصاف نفسها التي وصفت بها خديجة رضي الله عنها رسولَ الله ﷺ، وذلك على غير اتفاق بينهما، ولم يوصف بهذه الصفات مجتمعة أحد غيرهما، حتى نقول إنَّ هذه الصفات كانت تُجْمَع للأشراف الكرماء، إنما كان اجتماع هذه الصفات في شخص واحد أمرًا فريدًا في هذا المجتمع، ولعلَّ هذا الذي يُفَسِّر لنا الدرجة العالية التي وصل إليها الصديق رضي الله عنه في ميزان الإسلام؛ فالرجل كان يُقَدِّم ما لا يُقَدِّمه غيره، ويفعل ما لا يستطيع أحدٌ أن يُنافسه فيه.
مرض أبو بكر الصديق سنة (13هـ)، وقد اختُلف في سبب وفاته، فذكرت السيدة عائشة أنه اغتسل في يوم بارد فحمّ ومرض خمسة عشر يومًا حتى مات، وقيل أنه سُمّ، ومات يوم الاثنين، وله من العمر (63) سنة، كعمر رسول الله ﷺ، وقد أوصى أن تغسله زوجه “أسماء بنت عميس”، وأوصى ابنته عائشة أن يُدفن إلى جوار صاحب دربه رسول الله ﷺ، وصلى عليه عمر بن الخطاب، ونزل قبره عمر وعثمان وطلحة وابنه عبد الرحمن.
استمرت خلافة أبي بكر الصديق سنتين وثلاثة أشهر، كانت مليئة بالإنجازات العظيمة والأحداث الخطيرة، وكانت مسرحًا للعديد من الحوادث الجسام التي كادت تعصف بدولة الإسلام في مهدها، لولا أن هيأ الله لها هذا الرجل الذي استطاع بحكمته وحزمه أن يصل بالمركب إلى شاطىء الأمان، رجل امتزجت فيه الشدة بالرحمة، والحكمة بالقوة، واللين بالحزم.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
سيرة عمر بن الخطاب و سيرة عثمان بن عفان و سيرة علي بن ابي طالب
ولد سنة (50) قبل الهجرة، عام (573م)، بعد مولد رسول الله ﷺبسنتين
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك، بن النضر وهو قريش
أطلقه عليه رسول الله ﷺ، قالت السيدة عائشة: دخل أبو بكر الصديق على رسول الله ﷺ، فقال له رسول الله ﷺ: (أبشر، فأنت عتيق الله من النار)، وقيل لأنه كان جميل الوجه وحسن الشكل وهو من الألقاب المشهورة بين العرب للدلالة على جمال وجه الرجل وكرمه.
لقبه به رسول الله ﷺبعد حادثة الإسراء والمعراج، عن عائشة: ((لما أسري بالنبي ﷺ إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس كانوا آمنوا به وصدقوه، وسعى رجال إلى أبي بكر، فقالوا: (هل لك إلى صاحبك؟ يزعم أن أسري به الليلة إلى بيت المقدس)، قال: (وقد قال ذلك؟)، قالوا: نعم، قال: (لئن قال ذلك فقد صدق)، قالوا: أوتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟ قال: (نعم، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة)).
كان أبو بكر أول من آمن بدعوة النبيﷺ، فما إن عرض عليه ﷺ الإسلام حتى أسلم، ولم يتردد لحظة واحدة، عن عبد الله بن مسعود فقال قال رسول الله ﷺ: (ما دَعوتُ أحدًا إلى الإسلامِ إلَّا كانتْ له كَبوةٌ، غيرَ أبي بَكرٍ؛ فإنَّه لم يَتلعثَمْ)،
مرض أبو بكر الصديق سنة (13هـ)، ومات يوم الاثنين، وله من العمر (63) سنة، كعمر رسول الله ﷺ،
اختُلف في سبب وفاته، فذكرت السيدة عائشة أنه اغتسل في يوم بارد فحمّ ومرض خمسة عشر يومًا حتى مات، وقيل أنه سُمّ
أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه هو أول خليفةٍ للمسلمين وأوّل الخلفاء الرّاشدين وسيّد المسلمين الأوّل الذين نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به، وكان صاحبه وأقرب الناس إليه، وهو من أثبَتِ المؤمنين إيمانا وأقْواهم حرصاً على دين الله تعالى