ما هي أركان الإسلام ؟

أركان الإسلام أساس الدين الإسلامي، وهي الأمور التي يتوجب على كل مسلم القيام بها ليكون دينه صحيحًا ومقبولًا عند الله، فما هي أركان الإسلام؟ وكم عددها؟

تعريف الإسلام وبيان غايته العظمى 

تعريف الإسلام

لغةً: الاستسلام والخضوع والتسليم بما يُؤمر به الإنسان أو يُنهى عنه.

واصطلاحاً: يطلق الإسلام على معنيين:

1. إطلاقاً عاماً على كل ما جاء به سيدنا محمد ﷺ، فيشمل ذلك عمل القلب، وعمل اللسان، وعمل الجوارح، ويكون مرادفاً للإيمان.
2. إطلاقه على عمل الجوارح دون أن يدخل فيه الاعتقاد، وإنما يدخل فيه من عمل القلب النيات والحضور والخشوع ونحو ذلك فقط.

فالإسلام هو:

• (عقائد، وعبادات، وأخلاق، وآداب، ومعاملات، وقضاء، وسياسة شرعية)، إذا أحسن الناس فهمها والعمل بها زكا الفرد، واستقرت الأسرة، وتماسك المجتمع، وصلحت الدولة، واستقام أمر الحياة بقدر استقامتهم على أمر الله، وإذا أساءوا فهمها أو العمل بها، اختلت حياتهم الفردية والاجتماعية بقدر بعدهم عنها.
• مصدر هذا الدين هو: أ- القرآن الكريم، الذي تكفل الله بحفظه، فبقي كما أنزله الله منذ (14) قرناً، لم تتغير فيه كلمة أو حرف، ب- سنة النبي ﷺ، الذي كلفه الله ببيان القرآن، بالقول والفعل والتقرير ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44].
• أما آراء البشر وتصرفاتهم، فلا تحسب على الإسلام، لأنهم غير معصومين عن الخطأ أو الانحراف، ولأن الإسلام دين الله وشرعه وهداه، وليس هو قول فلان، ولا تصرف فلان من الناس.
• هذا هو الإسلام، الذي ندعو إليه، ونربي الناس عليه، وننادي بضرورة العودة إليه، عقيدة، وعبادة، وتربية، وأخلاقاً، وتشريعاً، وتنفيذاً.
• ندعو إليه: صافياً بلا شوائب، مستقيماً بلا انحراف، كاملاً بلا تجزئة، خالصاً بلا شراكة، سالماً من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.

غاية الإسلام

الإسلام يتكون من ثلاثة جوانب من أتقنها كاملة فقد أفلح في الدنيا والآخرة: وهي الإيمان (العقيدة)، والأخلاق، والشريعة (الأحكام).

• فالإيمان: هدفه الرئيسي (توحيد الله) والتقرب إليه وإرضاؤه.
• والأخلاق هدفها (تحقيق الرحمة والعدل).
• والشريعة (الأحكام) هدفها تثبيت (الحكم لله)، فالمصدر الرئيسي للتشريع هو الله، فإذا لم تُحَكِّم الله فأنت غير مؤمن، ومقصد الشريعة فلاح البشر من خلال (حفظ الضرورات – تلبية الحاجات – تحسين واقع الحياة).

إذاً غاية الإسلام العظمى هي: فلاح الإنسان في الدنيا والآخرة، سواء الإنسان المسلم وغير المسلم، فالإسلام لم يأت فقط للمسلمين، ولا يتعامل مع البشرية بكراهية، بل غايته إيصال الخير لكل البشر (المسلم وغير المسلم).

• من أخذ بتعاليم الإسلام وهو مؤمن به فقد أفلح في الدنيا والآخرة.
• ومن أخذ بتعاليم الإسلام ولم يؤمن فإنّ فلاحه محصورٌ فقط في الدنيا ويخسر الآخرة.
• من يعيش تحت حكم الإسلام الحقيقي (الحضارة الإسلامية) سيحظى بحياة ملؤها السعادة والهناء والعدل والاحترام، له دخل واسع، في بيئة تدعم التعليم، هكذا عاش غير المسلمين في المجتمع المسلم.

ما هي اركان الاسلام بالترتيب

1.   شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
2.   إقام الصلاة.
3.   إيتاء الزكاة.
4.   حج بيت الله الحرام أو (صوم رمضان).
5. صوم رمضان أو (حج بيت الله الحرام)

الثلاثة الأول متفق على ترتيبهم، أما تقديم الحج على الصوم أو الصوم على الحج فهو موضع خلاف لورود الحديث بروايتين: لكن الفقهاء قدّموا الصوم في كتبهم لاحتياج الناس له أكثر من الحج، فليس كل الناس لديهم القدرة على الحج، قال الإمام (النووي) رحمه الله في المجموع: “قدموا الصوم على الحج؛ لأنه جاء في إحدى الروايتين؛ ولأنه أعم وجوباً من الحج، فإنه يجب على كثيرين ممن لا حج عليه، ويجب أيضاً على الفور، ويتكرر”.

حديث اركان الاسلام 

• عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج ، وصوم رمضان) [البخاري-8] و [مسلم-16].

• عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي ﷺ فأسند ركبته إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: (يا محمد أخبرني عن الإسلام؟)، فقال له: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)، قال: (صدقت) … [مسلم-8].

شرح اركان الإسلام

 شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله

• أي لا معبود بحق إلا الله، وهذه كلمة التوحيد، ولا يصح الإسلام بدونها، ولا بد من النطق بها، ومعرفة معناها، والعمل بمقتضاها.
• وأن محمداً رسول الله؛ ومقتضاها: تصديقه في كل ما أخبر به، مما صح لنا سنده، وامتثال ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، وألا يعبد الله عز وجل إلا بما شرعه. 

إقامة الصلاة

هي أهم الأركان بعد الشهادتين، وتتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، فهي صلة وثيقة بين العبد وربه، وإقامة الصلاة: هو أداؤها على وجه الاستقامة.

• وللصلاة دورٌ كبيرٌ في إيجاد العلاقات الاجتماعية، وهنا الحكمة من صلاة الجماعة، لأن اجتماع المسلمين راغبين في الله، راجين، راهبين، مسلمين وجوههم إليه تعتبر خاصية عجيبة في نزول البركات، وتدلي الرحمة، فيحدث التعاون، والتعارف، والوحدة والاجتماع على الخير.
• ولا يصح الإسلام بدون الصلاة: فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (إنّ بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) [ مسلم-82]، وهو على ظاهره، ولم يثبت في الباب ما يخالفه، وإنما عورض باستنباطات مخالفة لفهم السلف.
• وقد صحّ إجماع الصحابة رضي الله عنهم على كفر تاركها، قال عبد الله بن شقيق العقيلي:” كان أصحاب محمد ﷺ لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ” [ الترمذي-2622].

إيتاء الزكاة

الزكاة عبادة مالية تأتي في السنة مرة واحدة، عند حولان الحول، أو عند خروج الثمار ونضوجها، ونفعها متعدٍ، ولهذا قُدّمَت على الحج والصيام، وجاءت بعد الصلاة. 

• وهي واجب مالي يُؤخذ من الأغنياء ليُردُّ على الفقراء وذوي الحاجة، من الغارمين والأرِقاء وغيرهم، وهي بذلك تمثل الحد الأدنى المفروض فرضًا للتعاون الاجتماعي، والتكافل الاقتصادي بين أبناء الأمة الواحدة، لذلك جعل الله تعالى معظم مصارفها اجتماعية بحتة، بأوسع المدلولات الاجتماعية في القديم أو الحديث على السواء.
• كما جاءت صلاة العيد لتوسع دائرة الاجتماع في الصلاة، تأتي هنا أيضًا «زكاة الفطر» لتوسع قاعدة التكافل والتعاون إلى أقصى حد.

حج بيت الله الحرام

الحج عبادة بدنية مالية؛ أما البدنية فإنّ الإنسان يفعله بنفسه، وتجزئ فيه النيابة في حق من يجوز له أن يناب عنه، وأما كونه عبادة مالية؛ لأنه يُحتاج فيه إلى مالٍ، وإلى زاد. 

•   أما الأثر الاجتماعي لفريضة (الحج) فواسعٌ شامل، ولا زالت آثاره تظهر كل يوم بجديد من حكمة الله تعالى في تشريعه، وقد أشار القرآن الكريم إلى كثير من ذلك، قال تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}.
• والمنافع المشهودة كلمة جامعة تشمل المنافع الروحية والمادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، والاقتصادية وسائر ما يطلق عليه اسم (المنفعة)،
• أما أعظم هذه الفوائد: جمع أطراف الأمة المسلمة كل عام، وما يحققه من استنفار جزء من كل إقليم سنويًا ليركبوا الأخطار والأسفار، ويقطعوا السهول والقفار، أو يمتطوا الأجواء والبحار، ويتركوا الأولاد والأهل والديار، فيجتمع المسلمون من أطراف الأرض، ويلتقي الشرقي بالمغربي، والمصري بالهندي، في مؤتمر جامع، ورحلة مباركة، ليحققوا عمليًا دعوة القرآن بالسير في الأرض، والسياحة في الآفاق، ومطالعة المشاهد المقدسة، ومنازل الوحي، التي تهب على المسلمين منها روح الإخلاص، والبذل، والعطاء والانقياد المطلق لأمر الله عز وجل.

صوم رمضان

الصيام عبادة بدنية ليست متعدية، وإنما ترك أشياء محددة بنية، وهي المفطرات، والصيام يجب في السنة شهراً واحداً، وهو شهر رمضان.

المصادر والمراجع

1. القرآن الكريم
2. الإسلام والعلمانية وجها لوجه د يوسف القرضاوي.
3. الجامع الصحيح للإمام البخاري.
4. جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي
5. صحيح الإمام مسلم
6. فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني.
7. فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم، د. علي محمد الصلابي.
8. في ظلال القرآن، سيد قطب.
9. المنهاج القرآني في التشريع، د. عبد الستار فتح الله سعيـد

الأسئلة الشائعة