التسامح مفتاح خير عظيم
يُعلمنا الإسلام التسامح مع الناس عندما يُسيئون إلينا، فيجعلُ مَقصدنا الأسمى في حركاتِنا وسكناتنا رضا الله تعالى، فنحنُ نُعطي لنعالجَ أنفُسنا من الشحّ، ونبذلَ ابتغاَء ما عند الله من الدرجاتِ العُلى
اقرأ المزيدانتشرت ظاهرة الحديث عن تأثير السحر والجن بشكل كبير في هذا الزمان، وأُلفت فيها كتبٌ كثيرة، وانتشرت ظاهرة الذين يعالجون منهما بشكل كبيرٍ أيضًا.
سنتناول موضوع السحر والجانّ، ونفهم فيهما دين الله كما نزل وكما ينبغي، حيث لا شك أننا مدعوون للتحصين من شرهما فندعوا الله أن يحفظنا من الجن والشياطين، ولكن ما الذي يجوز لي وما الذي يحرم عليّ في هذا التحصين؟
عالم الجن: عالمٌ خفيٌ غيبي، وحقيقة وجود الجن من الحقائق التي لا تقبل الشك أو الجدال، فلم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن، ولا في أن الله أرسل محمدًا ﷺ إليهم، وفي وجود الجن تواترت أخبار الأنبياء تواتراً معلوماً بالاضطرار، ومعلوم بالاضطرار أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة، بل مأمورون منهيون.
كما أن الأدلة على وجود الجن من القرآن كثيرة، فالله سمّى سورة كاملة باسمهم “الجن”، وقص فيها من أخبارهم وأقوالهم الشيء الكثير، وأما أحاديث السنة الدالة على وجودهم فأكثر من أن تحصر.
فمن قدرة الله أن يخلق هذا العالم، والله علمنا ما نحتاجه عن هذا العالم فقط، ولم يطلعنا عليه بكامله لأننا لسنا بحاجة لمعرفة كل شيء عنه.
السحر: علم كامل يتعلمه الإنسان، يؤثر في خيال وأعين الناس فيستطيع سحرهم، ولا يؤثر عليهم تأثيرًا كاملًا.
يقول “ابن قدامة”: السحر عقد ورقى وكلام يتكلم به، أو يكتبه أو يعمل به شيئًا يستطيع أن يؤثر في بدن المسحور، أو عقله، أو قلبه، من غير مباشر له، وهذا قول “الشافعي”، وذهب أصحابه إلى أنه لا حقيقة له بل تخييل.
حرّم الإسلام السحر تحريمًا قطعيًا، وقد صنّفه من كبائر الذنوب، وحتّى أنّه يصلُ بمن يطلبه أو من يعملُ عليه إلى الخروج من دائرة الإسلام؛ ذلك لأنَّ السحر والشعوذة تقترنان بالشياطين.
وقد اتفق جمهور العلماء على أنّ تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام.
نقول للذي يتعامل مع الجن: كيف له أن يتعامل معه دون رؤيته؟
قال “الإمام الشافعي”: (من زعم أنه رأى الجن بعينيه، أبطلنا شهادته إلا أن يكون نبي).
جرت إحصائية بين شريحة من الناس حول تأثير السحر والجن في حياة الناس، وكانت النتيجة كالتالي:
بعض العلماء قالوا: الجن يمكن لهم أن يؤثروا على بدن الإنسان، ويدخلوا بطريقة خفية لا يمكن لنا معرفتها كوننا لا نستطيع رؤيتهم، وقد ذكر لنا النبي ﷺ ذلك فقال: (إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).
لكنه لا وجود لحديث صحيح صريح حول مسألة تلبس الجان بالبشر، فكل الأحاديث التي ذكرت تلبس الجن بالناس: (إما ضعيفة، وإما مختلفٌ حول صحتها)، والعقيدة لا تؤخذ من المختلف عليه، فالعقيدة من العقد ومن التأكد، فلا تؤخذ من حديث حسن أو ضعيف، بل تبنى العقيدة على الصحيح.
المؤيدين لفكرة تلبس الجن بالبشر: يعتمدون على قول الله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}، والرد على هذا الدليل: العرب كانت تقول عن الإنسان المصروع تخبطه الشيطان، لكن ليس هناك دليل صحيح أن الجني يمكن له التلبس بالإنسي، بل الدليل عكس ذلك.
فالنبي ﷺ قال: (رُفِع القَلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبي حتَّى يحتلِمَ، وعن المجنونِ حتَّى يَعقِلَ)، فلو كان الجان له سيطرة على هذا الإنسان، ويستطيع أن يتحكم بتصرفاته، فلماذا لم يذكره النبي ﷺ فيمن رفع القلم عنهم؟
وإن فسرنا مسّ الشيطان بمعنى التلبس؛ عندها يكون أيوب عليه السلام قد تلبسه الشيطان (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب)، وهذا لا يعقل.
يرى الدكتور طارق سويدان: (الشيطان لا يستطيع تلبس الإنسان، ولا يملك أي سلطان إلا الوسوسة)، فهذا إبليس يقول في القرآن الكريم: (وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم).
الله يقول عن الجن: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا)، بينما الإنس يصفهم الله بقوله: (وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)، فعندما يستجيب الإنسان للشيطان يستجيب له بإرادته، وليس لأن الشيطان قد سيطر عليه.
بعض العلماء قالوا: السحر حقيقة واقعة بنص القرآن والسنة.
وبعضهم قال: السحر خيال قد يؤدي إلى الحقيقة، فقد يقع على حواس الإنسان، كما كان يحدث مع النبي ﷺ، فكان يخيل إليه أنه أتى أهله وهو لم يأتهم، فهذه قضية تخييلية، وتأثيرها نفسي وليس بدني.
مذهب أبو حنيفة النعمان في العقيدة: السحر ليس له حقيقة، ولا يؤثر في الإنسان، ولا يغير فيه شيء، والدليل قول الله تعالى: (فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم)، يسحر ما تتخيله ولا يسحرك، قال تعالى: (فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى).
السحر هو علم خالص يتعلمه الناس، فالله سبحانه وصفه أنه علم وليس قدرة، (يعلمان الناس السحر)، (وما يعلمان من أحد)، (يتعلمون منهما ما يفرقون به..)، وبنفس الوقت يذكر لنا القرآن إنّ السحر ليس بحقيقة إنما هو خيال، (فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم).
يقول “ابن قدامة المقدسي”: السحر عبارة عن رقى وعقد وكلام وشيء مكتوب يؤثر في بدن المسحور من غير مباشرة بقدر الله عز وجل: (وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله).
فالسحر يؤثر في بدن المسحور بكيفية ما، في أمر قدري كوني، جعله الله من قبيل الابتلاء، فربما يخيل للمسحور أنه فعل شيئًا وهو لم يفعله،
وقد يسيطر على “الضفيرة الشمسية” كما تكلم بعض الأطباء الغربيين في هذه المسألة (تقع شاكرا الضفيرة الشمسية فوق السُّرة وتعدُّ مصدراً لقوة الشخصية، وتقدير الذات، والقدرة على السيطرة والثقة بالنفس وحب الظهور، كما أنَّها تؤثر على الهضم والبشرة والوزن)، وهذه التأثيرات قد تكون حقيقة وليست خيالًا.
السحر الحقيقي: يرتبط ارتباطًا مباشرًا مع الجن.
السحر المجازي: هو الشعوذة وهو الاستفادة من خصائص المواد كتمدد الزئبق عند تعريضه للشمس أو الحرارة فيتمدد الزئبق ويتشكل بأشكال متعددة.
ختامًا
هذه المسألة ليست من أصول الدين بل مسألة فرعية، ولا بد للمصاب الموهوم أن يطرق باب الطب أولًا، ثم لا مانع من طرق باب المعالجين بالرقى من الشيوخ الثقات، والأفضل أن يرقي نفسه بنفسه معتمدًا على الله ملتجئًا إليه.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
الإسلام ببساطة و “الملائكة والجن” من عالم الغيب
و الشريعة الإسلامية – مقاصدها وخصائصها
حرّم الإسلام السحر تحريمًا قطعيًا، وقد صنّفه من كبائر الذنوب، وحتّى أنّه يصلُ بمن يطلبه أو من يعملُ عليه إلى الخروج من دائرة الإسلام، وذلك لأنَّ السحر والشعوذة تقترنان بالشياطين.
وقد اتفق العلماء على أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام.
حرّم الإسلام السحر تحريمًا قطعيًا، وقد صنّفه من كبائر الذنوب،
وقد اتفق العلماء على أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام.
قال تعالى:
• (يعلمان الناس السحر).
• (وما يعلمان من أحد).
• (ويتعلمون منهما ما يفرقون به..).
• (فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم).
• (فلما ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى).
الشيطان يستطيع دخول جسم الانسان بواسطه سحر أو عين عن تجربه شخصيه حقيقيه