الإبداع: طاقة كامنة بانتظار الانطلاق.

يسهم الإبداع في تشكيل مستقبل يمتاز بالتجديد والابتكار ويمتلك كل فرد طاقات كامنة للإبداع داخله إلا أنها لاتظهر إلا بتنميتها وتطويرها بطرق عديدة ومختلفة، في هذا المقال سنتعرف على مفهوم الإبداع ومصادره وطرق تطويره.

تعريف الإبداع وأهميته.

للإبداع تعريفات متعددة، منها:

• أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة.
• القدرة على حل المشاكل بأساليب جديدة.
• تنظيم الأفكار وظهورها في بناء جديد.

ويمكن أن نعرّف الإبداع بأنه: عملية الإتيان بجديد، ماذا يعني؟

عملية:

يعني أن الإبداع عملية لها خطوات ومراحل، تنتقل من الخيال إلى التحرّي، ثم التحول وبعدها الاحتضان، ثم التنوير فالتقييم، وأخيراً مرحلة التنفيذ، وليس كما يظن البعض أنّ شرارة الإبداع تأتي بلا مقدمات، أو أنه لحظة إلهام تظهر دون أساس.

الإتيان:

كلمة الإتيان تختلف عن التفكير، بمعنى أن العمل لا يُسمى إبداعًا طالما بقي مجرد فكرة في عقل صاحبها، مهما كانت تلك الفكرة رائعة وإبداعية، بل لابد أن ترى النور وتنفذ على أرض الواقع، فليست المشكلة في وجود الأفكار الإبداعية، بل في تحويل الأفكار إلى أعمال واقعية ونتائج ملموسة.

جديد:

ولا يوصف العمل بالإبداع إذا كان تكراراً لشيء آخر، بل لابد أن يكون جديدًا، ولا يشترط أن يكون جديدًا بنسبة (100%)، بل يكفي أن أجري تعديلاً على شيء موجود، لذا وضع المتخصصون نسبة للتفريق بين الإبداع والتقليد، واعتمدوها لمنح براءات الاختراع العالمية، فقالوا: إذا كانت نسبة الفرق (15%) فأكثر بين الشيء الجديد وبين الموجود في الواقع، أطلق وصف الإبداع على العمل الجديد.

تسليط الضوء على الطاقة الكامنة للإبداع.

تسليط الضوء على الطاقة الكامنة للإبداع يعد من المواضيع الجوهرية التي تساعد الأفراد والمنظمات على النمو والابتكار، والإبداع ليس مجرد مهارة يمكن تطويرها، بل هو أيضاً قوة دافعة يمكن أن تغير من طريقة تفكيرنا وعملنا وتفاعلنا مع العالم من حولنا.

مصادر الإبداع

لايتوقف الإبداع عند مصادر معينة بل للإبداع مصادر كثيرة ومتعددة، منها:

الخيال

حـاول أن تتخيل الوضـع عنـد حـل مشــكلة ما قبــل أن تبــدأ بحلها، كل تصرف له ما يقابله تعلـم أن تنظـر للأمور من الخلف إلـى الأمـام، أو مـن داخلهـا إلى خارجها، أو بالمقلوب، بهدف تصور ما ليس موجوداً أو ما هو ممكن مما يسمح بتخيل سيناريوهات جديدة وعوالم مختلفة وحلول غير تقليدية للمشكلات.

الابتكار

تطبيق الأفكار الإبداعية بطريقة تؤدي إلى خلق قيمة جديدة أو تحسين موجود، يشمل ذلك تطوير منتجات جديدة، خدمات، أو طرق عمل تحسن من الأداء أو تزيد من الرضا، الابتكار يتطلب ليس فقط الأفكار، بل والقدرة على تنفيذها بنجاح في السوق أو المجتمع.

الأصالة

إعــادة النظــر فــي أســس المشـكلة والافتراضات الأساسية قد يحول العوائق إلى فرص جديدة.

المغامرة

الاستعداد لاستكشاف الجديد والمجهول، الأشخاص المغامرون مستعدون لتحمل المخاطر وتجربة طرق جديدة وغير مألوفة في التفكير أو العمل، هذا النوع من الشجاعة ضروري لكسر الحواجز والتغلب على الصعوبات التي تعترض طريق الإبداع.

المثابرة

المثابرة هي القدرة على الاستمرار في السعي وراء الأهداف رغم الصعوبات والتحديات، والاستمرار في تطوير وصقل الأفكار حتى تصل إلى شكلها النهائي المطلوب.

فوائد الإبداع في مختلف جوانب الحياة

يُعد الإبداع مهارة أساسية ضرورية للنجاح في جميع جوانب الحياة. فهو يُساعد على حلّ المشكلات، وتحسين التواصل، وتعزيز الإنتاجية، وخلق فرص جديدة، سنذكر بعض من فوائد الإبداع بمجالات مختلفة:

في مجال العمل

يساعد التفكير الإبداعي على إيجاد حلول جديدة للمشاكل وتحسين كفاءة العمليات، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف بشكل أسرع، وإيجاد فرص جديدة للنمو والتوسع وخلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة.

في مجال التعليم

يُساهم الإبداع في جعل عملية التعلم أكثر تشويقاً وجاذبية، مما يُحفز الطلاب على المشاركة الفعالة وتحليل المعلومات وتقييمها من منظور مختلف وإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات.

في الحياة الشخصية

يقلل الإبداع التوتر والقلق لدى الأشخاص، ويعزز الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة ويساعد على بناء علاقات قوية ودائمة.

عوائق الإبداع

يمكن أن تواجه عملية الإبداع العديد من العوائق التي تحد من قدرة الفرد عن ممارسة مهاراته الإبداعية، أبرز هذه العوائق:

التوتر والخوف

التوتر من أكبر أعداء الإبداع، حيث يُعيق قدرة العقل على التفكير بوضوح وإيجاد حلول جديدة، ويُسبب الخوف من الفشل أو النقد جموداً في التفكير ويمنع الفرد من تجربة أفكار جديدة وإبداعية.

القيود والتقاليد

في بعض الأحيان تكون القيود والتقاليد الاجتماعية العائق الرئيسي في قدرة الفرد على التفكير خارج الصندوق وإيجاد أفكار جديدة وإبداعية.

نصائح عملية لتحفيز الإبداع واكتشاف الطاقات الكامنة

لتحفيز الإبداع واكتشاف الطاقات الكامنة، يمكن اتباع مجموعة من النصائح العملية التي تساعد الأفراد على تفيز وتطوير قدراتهم الإبداعية، منها:

القراءة

القراءة تُساعد على توسيع مدارك الفرد وتُحفز إبداعه، خاصة الكتب التي تُثير اهتمام وشغف الفرد، والقراءة تثري عقل الفرد بأفكار ووجهات نظر جديدة ومختلفة.

ممارسة الهوايات

تجربة هوايات جديدة وممارستها تُساعد على تنمية مهاراتك الإبداعية.

التواصل مع المبدعين

تبادل الأفكار والخبرات مع أشخاص مبدعين يُساعد على تحفيز إبداعك ويوجد الكثير من الأفكار التي تمكنك من التواصل مع المبدعين، كالمشاركة في ورش العمل وحضور فعاليات ثقافية.

عدم الخوف من الفشل

الفشل جزء من عملية التعلم، لا تدع الخوف من الفشل يمنعك من تجربة أشياء جديدة، والتعلم من الأخطاء يعتبر أحد الطرق المحفزة للإبداع والتطور. 

الثقة بالنفس

الاعتقاد بقدراتك الإبداعية وقدرتك على ابتكار أفكار جديدة هو أساس الإبداع، ولا تدع الشكوك والمخاوف تُعيق إبداعك، وكن إيجابياً وركز على نقاط قوتك، واحتفِ بإنجازاتك، مهما كانت صغيرة.

الأسئلة الشائعة

المصادر

كتاب قواعد الإبداع العشرون – الدكتور طارق السويدان

إقرأ المزيد:

روعة الإسلام: رحلة عبر العقيدة والشريعة والأخلاق

الإسلام في العصر الحديث: تحديات وآفاق.

الإسلام والمرأة: حقوق ومسؤوليات.

أهمية العلم في الإسلام