جمعنا لكم كل حلقات سلسلة من روائع حضارتنا يقدمها الدكتور طارق السويدان يتحدث فيها عن محطات في تاريخنا وحضارتنا قصص فيها الكثير من الحكم والموعظة
يتحدث الدكتور طارق في هذه السلسلة عن روائع القصص في التاريخ الإسلامي.
اختار فيها صفات محددة على أن يكون فيها شيء من التفصيل حتى يستمتع فيها المتلقي، وأن تكون فيها حبكة تتعقد فيها الأمور، لتحدث بعدها تغيرات في أحداثها، و الأهم من ذلك أن يكون في القصة معنى ودرس فالتاريخ معلم عظيم للأخلاق والقيم.
ويبحث الدكتور عن القصص التي لها علاقة بواقعنا حتى نعيد تربية الأجيال على معاني معينة نستلهمها من خلال هذه القصص ومن العبرة الأساسية فيها.
يتحدث الدكتور طارق السويدان عن قصة إسلام عدي بن حاتم الطائي ، والده كان معروفاً عند العرب بمكارم أخلاقه، خضعت له طيء لجوده وكرمه وأخلاقه فصار سيداً مطاعاً فيهم، فلما مات سَيدُ عليهم ابنه عدي.
: في يوم من الأيام جلس عدي مع قومه يتداولون الأخبار عن تقدم جيوش المسلمين إلى القبائل العربية ودعوتهم للإسلام، : وعند سماعه عن عدل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعن عدم تفريقه بين العبد والسيد فرفض أن يدخل الإسلام!
: هرب عدي إلى حلفائه من بني غسان،وجاء جيش المسلمين على رأسهم علي بن أبي طالب إلى قبيلة طي وأسر منهم، أخذ الأسرى إلى المدينة المنورة وكان من بينهم سفانة بنت حاتم أخت عدي ، ليخلي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عنها وعن الأسرى الباقين.
: ذهبت سفانة إلى مكان الذي هرب إليه أخيها، وطلبت منه الذهاب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ووافق عدي مقابلة النبي الكريم ، فماذا حدث بعد ذلك وما الحديث الذي دار بينه وبين النبي عندما التقيا ؟
يحكي لنا الدكتور طارق السويدان عن قصة فتى أتى مع والديه من خراسان إلى قرية صغيرة بجانب القيروان.
بحث فيها والده عن علم لولده ، ووجد له مكاناً في حلقة علم عند شيخ وكان عمر طفله حينها سبعة سنوات وتعجب الشيخ وطلبة العلم من قدراته الاستثنائية لهذا الطفل.
بدأ أسد تحصيل علومه من شيخه في الحلقة، وبعد ذلك وصل إلى أسئلة لم يجد لها إجابة عند شيخه وعند علماء الآخرين في القرية الصغيرة.
ليتجه بعدها إلى القيروان وينهل من علم علمائها، وكان مواظباً على العلم وشغوفاً به،وسمي في القيروان بطالب العلم، حتى بدأت الأسئلة التي لا إجابة لها تكثر من جديد!
ليسأل من أعلم من على الأرض فأجابوه بإجابة متفق عليها من كل العلماء الذين في القيروان،أعلم على الأرض حينها الإمام التابعي الجليل مالك بن أنس، أمام أهل المدينة وصاحب المذهب المالكي،ليذهب إلى المدينة ويأخذ العلم من الإمام مالك و يألف هناك كتاب ” الأسدية”.
بعد وفاة الإمام مالك عاد أسد إلى القيروان ليعلم العلماء، وعينه الأمير زيادة الله الأغلبي قاضياً للإفريقية بجانب ابن محرز.
يحكي لنا الدكتور طارق السويدان عن قصة جرت أحداثها بعد الفتح الإسلامي لسمرقند على يد قتيبة بن مسلم الباهلي.
أرسل كهنة سمرقند برسول إلى الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز يشكون فيها قتيبة، وكانت شكواهم بأن قتيبة هاجمهم من دون أن يخيرهم بين الإسلام أو الجزية.
وعند وصول الرسول إلى دمشق بدأ يبحث عن دار الخليفة العادل (كما أخبروه الكهنة)،ووصل إلى بيته، فماذا حدث بعد ذلك؟ وماذا تصرف الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز؟
يحكي لنا الدكتور طارق السويدان عن قصة رواها ابن الطبري وكان شاهداً عليها بنفسه، وهي قصة أبى غياث المكي وزوجته لبابة، رجل فقير كاد الجوع يهلك به، و عمره ستة وثمانون سنة.
طلبت زوجته منه ذات مرة أن يلتمس لهم شيئاً، ليخرج أبو غياث ويتجول في أزقة مكة وطرقها الضيقة، حاول أن يجد أي طريقة للبحث عن رزقه ولم يجد، وأحس بجوفه يلتهب التهاباً من العطش بسبب الصيام، فظل يسير حتى وصل إلى جنوب مكة فوجد جداراً تحته ظل فجلس تحت ظل الجدار.
بدأ يفكر بالموت وأن يترك أهله لله عز وجل، وقال: “لعل الموت أحب من الشقاء الذي هو فيه” فظل على هذا الحال وأخذ يحفر التراب الذي حول جسمه.
بينما يفكر في الآخرة وهو يحفر بيده وإذ بشيء يقع بين يديه فسحبه وإذ هو بحزام ( هميان) وهو النوع من الأحزمة الذي توضع فيه قطع الذهب، فحركه وإذ بصوت رنين فعرف أن هذا الحزام فيه ذهب، فماذا تصرف أبو غياث بعد ذلك؟ ندعوكم للاستمتاع للقصة كاملة لمعرفة ذلك.
يحكي لنا الدكتور طارق السويدان عن قصة جرت أحداثها في أثناء حصار الصليبيين لعكا، عندما أرادوا الثأر من المسلمين لهزيمتهم في معركة حطين.
وفي إحدى ليالي الحصار جرت أحداث قصة هيلانة ولويس، كانت ليلة هادئة وكما يصفها الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى كل شيءٌ كان مظلم ظلمة القبر.
حينها عم الهدوء في جيش النصارى و جيش صلاح الدين الأيوبي ونام الناس وارتاحوا إلا الحراس وخيام قليلة ومن بين هذه الخيام خيمة في معسكر النصارى، كانت على أطراف المعسكر بعيدة عن جيش المسلمين وعن عكا وهي من خيم النساء.
ينبعث من الخيمة ضوء خافت، ويسمع منها صوت ضعيف لإمراة تتحدث لصاحبتها هيلانة، وتسألها لما هي حزينة وتصبرها على فراق زوجها لويس وأنه مات في سبيل النصرانية لتصمت بعدها…
فماذا حدث بعد ذلك؟ ندعوكم للاستمتاع للقصة كاملة لمعرفة ذلك.
يحكي لنا الدكتور طارق السويدان قصة المعتمد بن عباد في نهاية حكمه، بعد تمزق دولة الأندلس إلى دويلات صغيرة،طمع الأسبان بالأندلس و بدأوا بالهجوم على دويلة تلو الأخرى.
تحرك المعتمد وبدأ يراسل من تبقى من ملوك الطوائف ليتوحدوا في جيش واحد، ليقفوا أمام الأسبان النصارى و الذين جاءوا من الشمال (جهة فرنسا) و لم يستجب الملوك له ليقترح علماء الدين عليه بمراسلة يوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين في المغرب وقالوا له : “إن لم تفعل شيئاً فستضيع الأندلس” وتحت إصرار العلماء عليه قام المعتمد بمراسلة ابن تاشفين ليساعدهم للصمود أما الكفار.
استجاب يوسف و ذهب بجيشه إلى الأندلس، وتوحد مع بقية الموجودين في الأندلس ،واستطاعوا هزيمة الأسبان وليعود بعدها إلى المغرب، وعاد ملوك الطوائف للاقتتال فيما بينهم، فماذا حدث بعد ذلك؟ ندعوكم للاستمتاع للقصة كاملة لمعرفة التفاصيل.
يحكي لنا الدكتور طارق السويدان عن قصة جرت أحداثها من بعد سقوط آخر إمارة إسلامية في الأندلس و استيلاء النصرانيين عليها.
برغم إعطاء المواثيق للمسلمين الموجودين في الأندلس في حال استسلامهم أنهم سيحمونهم و يحموا المساجد وأن يعطوهم حرية دينية.
ووقع على هذه المواثيق ملك و ملكة أسبانيا وعبدالله الصغير، وبعد ذلك تم نقض جميع تلك العهود فأخذوا أملاكهم وحولوا المساجد إلى كنائس أو اسطبلات ، واستمر التعامل من قبل النصارى بهذا الشكل إلى أن جاءت فترة سميت بمحاكم التفتيش.
وكانت من مهام هذه المحاكم أن تبحث عن أي شخص تبدو عليه مظاهر الإسلام، وكانت تجبره على ترك هذا المظهر و التحول إلى النصرانية و التحدث باللغة الأسبانية التي تم فرضها بدلاً من اللغة العربية.
اضطر الآباء والأمهات حينها بعدم التحدث باللغة العربية أمام أبنائهم وتعليمهم لها لكي لا يفتضح أمرهم و أن يقتادوا إلى محاكم التفتيش،وفي هذه الأثناء حدثت حينها قصة محمد الصغير.
فما قصته؟ندعوكم للاستمتاع للقصة كاملة لمعرفة ذلك.
يحكي لنا الدكتور طارق السويدان عن قصة فتاة نصرانية تدعى مارييت والتي كانت قلقة على غياب زوجها الذي ذهب إلى قتال المسلمين للدفاع عن بيت المقدس بعد ما بقى تحت نفوذهم لمدة ثمانية وثمانون سنة.
كانت قلقة أن يصيبه مكروه ويخيل لها أنه قتل وأن طفلها الصغير يتيماً فتنزل دموعها على وجه الطفل فيستيقظ مذعوراً ويبكي، ظل الخبر معدوماً عن زوجها حتى غربت الشمس.
يدق الباب وأذ بزوجها يخبرها عن أحاديث النصر، خرجت بعدها معه إلى الاحتفالات المقامة بمناسبة النصر وأخذ يحدثها عن المسلمين وعن صلاح الدين وبأنه رجل خبيث و غادر وصفات أخرى ليس فيه، وكلما زاد في الوصف ضمت طفلها إلى صدرها وأشارت عليه بالصليب وتسجير فيه وفي القديسين جمعياً، بأن لا يصيبها ولا يصيب ابنها شر من صلاح الدين وأن لا ترى وجه المخيف.
حضرت الاحتفالات المقامة في الكنيسة لترجع بعدها وتنام وأغمضت عينيها على خيالاتها ،وهي في النوم بدأت تسمع أصواتاً في حلم مزعج، ماذا حدث بعد ذلك؟ دعونا نستمع للقصة كاملة.
ختامًا : استمعنا في هذه السلسلة مع الدكتور طارق السويدان إلى روائع القصص من التاريخ الإسلامي، والتي اختارها الدكتور من كتاب (قصص من التاريخ) لشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.
: قدمها الدكتور في أسلوب يسهل على المتلقي، قدم فيها بعض القصص التي فيها عبرة ودروس للأجيال ، وهذه القصص قد حدثت في فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي.