أمّتنا الإسلامية اليوم ليست بحاجة لمزيد من الأعداد؛ فأعدادنا ملايين كثيرة، ولكنّ مشكلتنا الكبيرة فيمن يقود هذه الأعداد ويوجهها التوجيه السليم، يتناول الدكتور طارق السويدان في هذه السلسلة:
يحدثنا الدكتور طارق السويدان عن تعريف القيادة وعناصره الثلاث الرئيسية، ولأن الكثير من الناس يخلطون بين مفهومي القيادة والإدارة؛ يُفرّق لنا بينهما من خلال التعامل والتركيز في كل منهما، ثم ينتقل ليجبنا من خلال تحليله وتأمّلاته عن سؤال اختلف فيه العلماء شرقًا وغربًا: هل القيادة موهبة فطرية؟ أم أنه يمكن تعلّمها واكتسابها؟، وأخيرًا ومن خلال علامات خمس يوضح لنا: كيف نكتشف الأشخاص المؤهلين للقيادة؟
هذه الصفات تشكل أساس القيادة الناجحة في الإسلام وتساهم في تحقيق الخير والنجاح للفرد والمجتمع
مراحل وخطوات التدريب على القيادة:
للقائد الفعّال خمس صفات أساسية:
أما إذا أردنا قائدًا إسلاميًا؛ فإننا نضيف عليها خمس صفات أيضاً: (الإيمان والتوحيد، الاتباع، التزكية، مفهوم الاستخلاف، إتقان العمل).
القائد والمدير هما دوران مهمان في أي منظمة أو فريق عمل، لكن لديهما دور ومسؤوليات مختلفة. إليك الفرق الرئيسي بين القائد والمدير:
يجب أن يتعاون القائد والمدير في أي منظمة لضمان تحقيق الأهداف بنجاح، حيث يقدم القائد التوجيه والإلهام بينما يدير المدير التنفيذ اليومي والموارد.
يتألف هذا المنهج من 10 أمور هامّة، يفصلها لنا الدكتور طارق السويدان، ألا وهي: (الأساس العقائدي والأخلاقي – بناء العقل والوعي – إدارة الذات – الثقافة الواسعة – فن بناء العلاقات – فن التأثير – فن الريادة – مهارات الإدارة – الاحتكاك ومعايشة القادة – التدريب العملي).
وأخيرًا يجب أن نعلم أنَّ: أهم ما في صنع القيادة بعد توفيق الله تعالى؛ توفّر الإرادة لدينا لنصنع قائدًا، وتوفّرها عند المتدرب ليكون قائدًا.
هذا العنوان للأسف لم يُطرق في عالمنا العربي، وهو علمٌ جديد وبالتالي النظريات فيه غير مثبتة إثباتًا كاملًا، كما أن المراجع فيه أمريكية حتى الآن، وفيه الكثير من وجهات النظر المختلفة، يقدّم لنا الدكتور طارق السويدان هذا الموضوع من الجانب القيادي الذي هو أحد أجزاء علم الإدارة، ويحاول ربطه ببعض الأمثلة الإسلامية في بحث نساء خالدات، كما أنّ المحتوى الذي يقدّمه هو خلاصة أبحاث، وليس وجهات نظر، والبداية فيه تكون بالحديث عن: الصفات التي تُميّز المرأة القيادية.
الناظر إلى التوجه الإداري الجديد يجد أنَّ؛ المرأة أقدر على القيادة الحديثة من الرجل، يقدم لنا الدكتور طارق السويدان مجموعة من الدراسات التي هي نتيجة أبحاث، إحداها تقارن بين الرجل والمرأة بشكل مباشر، والأخرى تتحدث عن انطباعات الرجال عن المرأة القيادية، والأخيرة تتحدث عن انطباعات النساء عن المرأة القيادية.
بدأت المرأة اليوم تأخذ دورها القيادي؛ فوصلت إلى المناصب الرفيعة: الوزارة، ورئاسة الوزراء، والقيادة في بعض الشركات الكبرى، كما أنَّ أثرها في القرار الاقتصادي بدأ يزداد أيضًا، ولكننا إذا أخذنا شريحتين متساويتين في الكفاءة والشهادات والخبرات: شريحة منَ الرجال، والأخرى منَ النساء، لوجدنا أنَّ رواتب النساء 71% من رواتب الرجال؛ لهذا وغيره لا تزال مهمة المرأة أصعب في الوصول إلى القيادة، ولكن ما هي صفات الرجال والنساء القياديين حسب انطباعات العاملين؟
الجانب النظري: (التركيز على العلوم الإنسانية وليس العلوم التقنية، وأنْ يكون المنهج متوازن يشمل جوانب الحياة المختلفة: السياسة، والاقتصاد، والمنطق، والفلسفة).
الجانب العملي: (حضور جلسات مجلس الشعب، دورات دراسة الجدوى وإنشاء المشاريع، ممارسة القيادة أثناء التدريب، والمرحلة الأخيرة هي التطبيق).
السيدة عائشة رضي الله عنها نموذج للمرأة القيادية بما امتلكت: من ذكاء، واحتكاك بالنبي ﷺ، والفرص التي جاءتها، والتدريب المبكّر).
لدينا آمال وطموحات بالإضافة إلى عوائق كبيرة في محاولة نهضة هذه الأمّة، وبداية العلاج بحُسنِ التشّخيص والفهم للمشكلات ثم معالجتها، يقسّم الدكتور طارق السويدان الأزمات التي تمر بها الأمة إلى أربع أزمات: (أزمة التخلّف – أزمة الإنتاجية – أزمة القيادة – أزمة الهوية)، ولكن الأمل في عزّ الأمة ونهضتها هو في إنشاء جيل يقود الأمة، واضح الهوية ومحدد الهدف، عن طريق تغيير الفكر بغرس العقيدة والقيم والمبادئ.
كثير من الشباب اليوم بدأوا يتبنون فكرًا غربيًا انبهارًا بالمنتصر، هذا سيبقينا في أزمة إلى أن تتغير الأفكار، وكثير من الآباء والأمهات لا يربّون أبناءهم وإنما هم يرعونهم، الرعاية تقديم الاحتياجات أما التربية فهي علاج الخلل وتنمية المزايا في أمور 5 أساسية: (غرس العقيدة الفكر والقيم، بناء الاهتمامات النافعة ومتابعتها، تنمية المهارات، العلاقات والأصحاب الصالحين، القدوات)، ولصناعة الشاب القائد نحتاج إلى النقاط الآتية: (الرؤيا المرشدة – التوازن – التحكم بالذات – القدرة على التأثير في الآخرين).
صفات القائد الشاب المسلم: (الإيمان والتوحيد – الاتباع للرسول ﷺ – تزكية النفس – إدراكه لدوره في الاستخلاف في الأرض)، مهمة القائد المسلم تتجاوز القائد التقليدي، فالله عزّ وجل جعل المؤمن خليفته: خليفة من الله في حكم الأرض وعمرانها، والنبي ﷺ بعث رحمة للعالمين، ولكن ليس كلُّ مسلم قائد، وليس كل قائد مسلم محبوبٌ أو فعّال، فما هي علامات الشباب المؤهلين للقيادة؟
خمسة مصادر لصناعة القائد: (الفطرة: وهي موهبة يعطيها الله سبحانه وتعالى، التربية القيادية للشباب: لها منهجية نستطيع من خلالها جعل الأطفال قادة، التجربة العملية في سن مبكرة: حياة الرفاهية وعدم تحمل المسؤولية تقتل القيادة في النفوس، كما أن العلوم الإنسانية هي التي تصنع القادة، التطبيق والممارسة، الاستعانة والتوكل على الله سبحانه)، وأما أماكن صناعة القادة فهي: (في البيت – في المدرسة – في المجتمع وخاصة في الإعلام – في مراكز صناعة القادة والتدريب القيادي).
الحديث عن الأسرة القيادية يحتاج إلى تفصيل في أجزائها، وإذا فصّلنا ونظرنا سنجد الرجل والمرأة والشابّ والفتاة، ولكن في كثير منَ الأحيان يُهمل دور الطفل، الكثير من الناس يتصورن موضوع الطفل القائد مبالغة، ولكنّ علماء القيادة يجمعون على أنَّ أفضل مرحلة لصناعة القادة: تكون في أول 7 سنوات من حياة الإنسان، ولكن هل يفهم الأطفال القيادة؟ وهل يفرقون بين القائد والإنسان العادي؟
أقيم بحث عام 1996م في نيويورك، شمل 80 طفلًا أعمارهم بحدود 7 إلى 8 سنوات، عنوانه: كيف يرى الأطفال القائد؟ أعطوا كل طفل على حدة ورقة وألوان وطلبوا منه أن يرسم قائدًا، ثم أخذوا هذا الرسم وحللوه، وبدأوا يسألون الطفل أسئلة بناء عليه:
تابعوا معنا إجابات الأطفال على هذه الأسئلة وغيرها في هذا المقطع.
نصائح الباحثين للمربّين وأولياء الأمور: (إدخال القيادة إلى المناهج والحديث حوله، ربط القيادة بحل المشاكل مع توسيع مفهومها لديهم، إعطاء الأطفال الفرصة في اتخاذ القرار، تعريف الأطفال بقادة خارج سياق السياسة والرياضة والمنزل، تعويد الأطفال على المشاركة وليس على التقليد، مناقشة الطفل في قدراته وفرصه القيادية، التركيز على مهارات الاتصال وفن التعامل مع الناس).
منهجية إعداد الطفل القائد: (الرؤية المرشدة – الثقة – الفضول وحب التعلم – الجرأة – الاستماع – التوازن – الشجاعة في العلاقات – سعة أفق التفكير).
مصادر قيادة الأطفال: (الفطرة – الطفولة المبكرة – التجارب المبكرة – الاستكشاف العلمي والمشاركة – القراءة في العلوم الإنسانية).
نصائح تربوية: (لا تقل ما لا تعمل – تجنب الضرب والامتناع عنه – دع الطفل يقرر الأمور التي في مستواه – التصرف السليم عندما يخطئ الطفل – إذا أخطأت معهم اعترف بالخطأ أمامهم – اعهدوا إليهم بالمسؤوليات – لا تستهزؤوا بهم – لا تملوا من المدح الصادق – عوّدوهم على القراءة وهم صغار – أحبّوهم بلا شروط وأظهروا لهم ذلك – استعينوا بالله سبحانه وتعالى على تربيتهم).
أسأل الله لكم ولكل من تحبّون: حسن التأسي بالنبي ﷺ في كونه قائداً قد ربّى قادة.
وختاماً: لا تنس مشاركة هذه المقاطع مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستماع لمزيد من السلاسل الصوتية: المبدعون و النجاح في الحياة و نساء خالدات
الاتجاهات الحديثة في تطوير الإدارة العامة القيادة ومنهج اعداد القادة
والمزيد عبر موقع الدكتور طارق السويدان