سميت الدولة العباسية بهذا الاسم نسبة للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم، فبنو العباس هم الفرع الثاني من بني هاشم، أما الفرع الأول فهم العلويون أبناء الإمام علي كرم الله وجهه.
ومرحلة الدولة العباسية هي المرحلة الثالثة في خلافة الأمة الإسلامية، ومن كان في ذمتها، أو مجاراً عندها، فقد أتت بعد عصر الخلفاء الراشدين، ثم عصر الدولة الأموية، ثم عصر الدولة العباسية، وتعتبر ثاني السلالات الحاكمة الإسلامية.
انتقال الإمامة من أبناء علي بن أبي طالب (العلويون) إلى أبناء العباس بن عبد المطلب (العباسيون)
بعد استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما، آلت إمامة آل البيت إلى محمد بن علي (محمد ابن الحنفية).
بعد وفاة محمد بن الحنفية بالمدينة عام (81 هـ)، انتقلت إمامة أهل البيت إلى ابنه عبد الله – المكنَّى بأبي هاشم، وقد عرف أبو هاشم هذا برجاحه عقله وسعة علمه، وحسن تدبيره، ومعرفته بأحوال الفرق، فزادت شيعته بعد وفاة والده، فأخذ يدير الأمور، ويبعث الدعاة مع السرية التامة، موضحاً – في نظره – أحقيته بالخلافة، وكان أبو هاشم قدم على سليمان بن عبد الملك بدمشق، فأكرمه وأجازه، وسار أبو هاشم يريد فلسطين أو الحجاز.
فمرض في الطريق وأحسَّ بالموت، ولم يكن له ولد، فعدل إلى الحُميَمةِ، ونزل على محمد بن علي، فأوصى إليه بالإمامة، وسلم إليه كُتُب الدُّعاة وأوقفه على ما يعمل به، وصرف شيعته إليه وأمرهم بالسمع له، فانتقلت الإمامة من العلويين إلى العباسيين.
مؤسس الدولة العباسية
تسلم محمد بن علي العباسي التنظيم السري من أبي هاشم وبدأ مسار التنظيم الجديد يتغير عن القديم في بنيته الفكرية والاجتماعية وغيرها، جعل محمد بن علي العباسي الدعوة تتحرك في ثلاثة محاور:
قرية الحميمة مكاناً للتخطيط والدراسة، فهي المركز الأول للدعوة.
الكوفة للإشراف على الدعوة، ولنقل تعاليم الإمام الصادرة من الحميمة إلى الدعاة في خراسان.
وأما خراسان، فقد أصبحت مسرحاً للدعوة، كما أصبحت فيما بعد منطلقاً للعمل العسكري، وقد أكد محمد علي العباسي لقادة الدعوة، عدم ذكر اسمه، وأن تكون دعوتهم غاية في السرية.
قبل موته أوصى صاحب الدعوة ومنظمها محمد بن علي بتولي أمر الدعوة لابنه إبراهيمالإمام، وقد توفي محمد بن بالحميمة في ذي القعدة سنة (125هـ)، كان إبراهيم بن محمد، أرفع إخوته مكاناً وأعلاهم شأناً، ولما تولى قيادة الدعوة العباسية سعى في بث الدّعوة ونشرها وجدّ في تقويتها وترسيخها واجتهد في تنظيمها وإحكامها حتى أمسك به بنو أمية.
ثم أوصى بالدعوة لأخيه أبي العباس السفاح، الذي بويع بالخلافة في 12 ربيع الأول(132هـ) ثم أخرجوه إلى منبر المسجد لإعلان خلافته، وتسمى أبو العباس بأمير المؤمنين، أما لقبه السفاح فلشده بذله وعطاءه للمال، فكان يسفحه سفحاً.
يمكن تقسيم خلفاء الدَّولة العبّاسية حسب خمس مراحل، تِبعاً للتطوُّر الثقافيّ، والسياسيّ، والفكريّ، والقُدرات الخاصَّة بالخلافة.
عدد خلفاء الدولة العباسية
بلغ عدد خلفاء الدولة العباسية (54) خليفة: منهم من حكم في بغداد وعددهم 37 خليفة، ثم انتقلوا إلى القاهرة بعد سقوط بغداد وعددهم (17) خليفة.
العصر العبَّاسيّ الأوَّل (132-232هـ/ 750-847م)
سُمِّي العصر العبَّاسي الأوّل بالعصر الذهبيّ للخلافة العبَّاسية، والذي ابتدأ بخلافة أبي العبّاس السفّاح سنة 132هـ، وانتهى بوفاة الخليفة الواثق بالله العبَّاسي سنة 232هـ، وفيما يأتي ذِكرٌ لخلفاء العصر العبَّاسي الأوّل، وفترة حُكم كلّ منهم:
أبو العبّاس عبد الله السفّاح: 132-136هـ
عبد الله أبو جعفر المنصور: 136-15هـ
أبوعبدالله مُحمَّد المَهدي: 158-169هـ
أبو مُحمَّد موسى الهادي: 169-170هـ
أبو جعفر هارون الرشيد: 170-193هـ
أبو موسى مُحمَّد الأمين: 193-198هـ
أبو جعفر عبد الله المأمون: 198-218هـ
أبو إسحاق مُحمَّد المُعتصم: 218-227هـ
أبو جعفر هارون الواثق: 227-232هـ
العصر العبَّاسي الثاني (232-334هـ/ 847-946م)
بدأ العصر العبَّاسي الثاني بخلافة المُتوكِّل عام 232هـ، وانتهى بعهد الخليفة المُستكفي عام 334هـ، وقد تميَّز بسقوط هيبة الخلافة، وضعف سُلطة الخليفة، وزيادة نفوذ الحُكم التركيّ فيها، ممَّا أدَّى إلى استقلال عدَّة دُوَل عن جسم الخلافة العبَّاسية.
وفيما يأتي ذِكرٌ لخُلفاء العصر العبَّاسي الثاني، وفترة حُكم كلٍّ منهم:
أبو الفضل جعفر المُتوكِّل: 232-247هـ
أبو جعفر مُحمَّد المُنتصر: 247-248هـ
أبو العبّاس أحمد المُستعين: 248-252هـ
أبو عبد الله مُحمَّد المُعتز: 252-255هـ
أبو إسحاق مُحمَّد المُهتدي: 255-256هـ
أحمد المُعتمد: 256-279هـ أبو العباس
أحمد المُعتضد: 279-289هـ
أبو مُحمَّد المُكتفي: 289-295هـ
أبو الفضل جعفر المُقتدر: 295-320هـ
أبو منصور مُحمَّد القاهر: 320-322هـ
أبو العبّاس أحمد الراضي: 322-329هـ
أبو إسحاق جعفر المُتَّقي: 329-333هـ
أبو القاسم عبد الله المُستكفي: 333-334هـ
العصر العبَّاسي الثالث (334-447هـ/ 946-1055م)
بدأ العصر العبَّاسي الثالث خلال خلافة المُستكفي، وانتهى خلال خلافة القائم، وقد تميَّز هذا العصر بالنفوذ البويهيّ الشيعيّ في العراق، والذي أفقد الخليفة سُلطته، ونفوذه.
وفيما يأتي ذِكرٌ لخُلفاء العصر العبَّاسيّ الثالث، وفترة حُكم كلّ منهم:
أبو القاسم عبد الله المُستكفي: 333-334هـ
أبو القاسم الفضل المُطيع: 334-363هـ
أبو بكر عبد الكريم الطَّائع: 363-381هـ
أبو العبّاس أحمد القادر: 381-422هـ
أبو جعفر عبد الله القائم: 422-467هـ
العصر العبَّاسي الرابع (447-656هـ/ 1055-1258م)
بدأ العصر العبَّاسي الرابع خلال خلافة القائم، وانتهى بوفاة المُستعصِم، وقد تميَّز هذا العصر بانتقال النفوذ، والسُّلطان إلى السلاجقة الأتراك؛ حيث كان السلاجقة أفضل من البويهيّين في إجلالهم للخُلفاء العبَّاسيين؛ باعتبارهم من أهل السُّنة، ومن الجدير بالذكر أنَّ حال الخلافة قد تغيَّر في هذا العصر؛ حيث بدؤوا باستعادة نفوذهم، ثمّ استقلُّوا بحُكم بغداد، ثمّ العراق، وظلُّوا مُدَّة ستّة وستّين عامًا لم يقعوا فيها تحت أيّ نفوذ، إلى أن بدأ المغول حركاتهم التدميريّة؛ حيث وصلوا إلى بغداد، وأسقطوا الخلافة العباسيّة،
وفيما يأتي ذِكرٌ لخُلفاء العصر العبَّاسي الرابع، وفترة حُكم كلّ منهم:
أبو جعفر عبد الله القائم: 422-467هـ
أبو القاسم مُحمَّد المُقتدي: 467-487هـ
أبو العبّاس أحمد المُستظهِر: 487-512هـ
أبو منصور الفضل المُسترشِد: 512-529هـ
أبو جعفر منصور الراشد: 529-530هـ
أبو عبد الله مُحمَّد المُقتفي: 530-555هـ
أبو المُظفَّر يوسف المُستنجِد: 555-566هـ
أبو مُحمَّد الحسن المُستضيء: 566-575هـ
أبو العبّاس أحمد الناصر: 575-622هـ
أبو نصر مُحمَّد الظاهر: 622-623هـ
أبو جعفر منصور المُستنصِر: 623-640هـ
أبو أحمد عبد الله المُستعصِم: 640-656هـ
العصر العباسي في القاهرة (659–922هـ) – (1261-1517م)
بدأ هذا العصر عندما سمع المستنصر بالله الثاني بانتصار المماليك في معركة عين جالوت ثم توجه إلى القاهرة فأثبت نسبه ثم بايعه السلطان بيبرس بالخلافة. وانتهى عندما دخل سليم الأول 1517م مصر فاتحاً.
وفيما يأتي ذِكرٌ لخُلفاء العصر العبَّاسي في القاهرة، وفترة حُكم كلّ منهم:
المستنصر بالله الثاني، أبو القاسمة 659- 660هـ
الحاكم بأمر الله الأول، أبو العباس 660- 701هـ
المستكفي بالله، أبو الربيع 701 – 736هـ.
الواثق بالله الثاني، أبو إسحق 736 – 742هـ
الحاكم بأمر الله الثاني، أبو العباس 742 – 753هـ.
المعتضد بالله الثاني، أبو الفتح، أبو بكر 753 – 763هـ
المتوكل على الله الأول، أبو عبد الله 763 – 779هـ، ثم مرة ثانية 785- 788هـ، والثالثة 791 – 808هـ.
المستعصم بالله الثاني، أبو يحيى 779- 779هـ، ثم مرة ثانية 785 – 791هـ.
الواثق بالله الثالث، أبو حفص 788 – 785هـ.
المستعين بالله الثاني، أبو الفضل 808 – 816هـ.
المعتضد بالله الثالث، أبو الفتح 816- 845هـ.
المستكفي بالله الثالث، أبو الربيع 845- 854هـ.
القائم بأمر الله الثاني، أبو البقاء 854- 859هـ.
المستنجد بالله الثاني، أبو المحاسن 859- 884هـ.
المتوكل على الله الثاني، أبو العز 884- 903هـ.
المستمسك بالله، أبو الصبر 903- 914هـ، ثم مرة ثانية 922 – 923هـ.
المتوكل على الله الثالث 914- 922هـ، ثم مرة أخرى حتى 923هـ.
نقل العباسيون عاصمة الدولة، بعد نجاح ثورتهم، من “دمشق”، إلى “الكوفة”، ثم “الأنبار”قبل أن يقوموا بتشييد مدينة “بغداد” لتكون عاصمة لهم، والتي ازدهرت طيلة ثلاث قرون من الزمن، وأصبحت أكبر مدن العالم وأجملها، وحاضرة العلوم والفنون.
ثم بعد سقوط بغداد أصبحت عاصمتهم “القاهرة”.
خريطة الدولة العباسية
مدة حكم الدولة العباسية
استمرَّت الخلافة العبَّاسية وفق التأريخ الهجري ما يقارب (791) سنة، بين (132 – 923هـ)
ووفق التأريخ الميلادي ما يقارب (767) سنة، بين (750- 1517م).
لكنها قسمت على مرحلتين:
حكم الدولة العباسية في بغداد: استمر منذ مرحلة الوصول إلى الخلافة سنة (132 – 656هـ)، وحتى سقوط بغداد على يد المغول سنة (750- 1258م).
رمزية الخلافة العباسية لإضفاء صفة شرعية لحكم المماليك في القاهرة: حيث انتقل من بقي من بني العباس إلى القاهرة وتم إحياء الخلافة من جديد، لكن لخدمة مصالح أمراء المماليك ليحكموا باسم الخليفة، وكان ذلك بين عامي (659 –922هـ) (1261-1517م)
العاصمة
تاريخ الخلافة
مدة الخلافة حسب التأريخ الهجري
مدة الخلافة حسب
التأريخ الميلادي
بغداد
(132-656هـ) – (750- 1258م)
524 سنة
508 سنة
القاهرة
(659–922هـ) – (1261-1517م)
263 سنة
256 سنة
اخر خلفاء الدولة العباسية
آخر خلفاء الدولة العباسية في بغداد كان الخليفة أبو أحمد عبد الله المُستعصِم: 640-656هـ وقد قتله المغول لما اجتاحوا بغداد.
أما آخر الخلفاء ذوي الرمزية الدينية في القاهرة، فكان الخليفة المتوكل على الله الثالث، وقد أسقط من قبل العثمانيين (923هـ).
أسباب سقوط الدولة العباسية
أسباب النصر من جانب التتار:
أقام جنكيزخان دولة التتار ثم خلفه من بعده ابنه أوقطاي، ثم وصل للحكم “منغو خان” الذي بدأ يفكر بإسقاط الخلافة العباسية، فأسند حكم بلاد فارس وما حولها لأخيه “هولاكو”، والحق يقال إنّ تخطيط وإعداد هولاكو كان مبهرا وعظيما.
بدأ هولاكو عمله سنة (649هـ) في حميّة شديدة وإتقان، وصبر على الإعداد مدة (5) سنوات:
عمل على إصلاح الطرق الممتدة من الصين إلى بغداد وبنى الجسور؛ لتأمين الإمدادات وتسهيل حركة جيوشه.
عقد تحالفات سياسية من أجل محاصرة المسلمين في بغداد، هذه التحالفات لم تكن مكلفة، فقد كانوا يوقعون مع ملوك يصبحون أتباعًا لهم، ويكلفونهم ببعض المهام، ويهبونهم بعض الألقاب الفخرية، ويسمحون لهم بالعيش تحت سلطتهم، ومن هؤلاء كان ملك أرمينيا “هيثوم” الذي عاد بعد التوقيع منتشيًا بسياسته الحكيمة.
قام بعمل تحالفات مع الصليبين وحملاتهم في البلاد الإسلامية.
عقد تحالفات مع بعض الأمراء المسلمين، في بعض الولايات الصغيرة الذي خافوا على ملكهم ولم يبالوا بحال الأمة {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
توج هولاكو استعداداته العسكرية والسياسية، بوصوله إلى شخصية نافذة في بلاط الخلافة العباسية، الوزير الخائن “ابن العلقمي” الذي بقي في منصبه (14) سنة أمسك خلالها بمفاصل الدولة، فلما راسله هولاكو وافق على مساندته مقابل أنْ يكون له منصب في مجلس الحكم الذي سيدير البلاد.
بدأ الوزير ابن العلقمي تطبيق اتفاقه مع هولاكو، فاستطاع اقناع الخليفة المستعصم تخفيض ميزانية الجيش، حتى لا يثير حفيظة المغول، فنزل تعداد جيش الخلافة من (100) ألف إلى (10) آلاف، وأهمل الاستعداد والجهاد في سبيل الله.
متى انتهت الدولة العباسية
الدولة العباسية انتهت رسمياً في عام 1258 ميلاديًا عندما سقطت العاصمة العباسية بغداد بيد الجيش المغولي بقيادة هولاكو خان. هذا الحدث الذي يُعرف بغزو بغداد عام 1258، أسفر عن تدمير العاصمة بغداد بشكل شديد ونهاية الدولة العباسية ككيان حاكم.
بعد هذا الحدث الكارثي، تراجعت سلطة الخلافة العباسية بشكل كبير وأصبحت مجرد هيكل شكلي بدون سلطة حقيقية. بينما استمرت بعض الفروع العباسية الجانبية في البقاء، إلا أنها فقدت السلطة والتأثير الكبير في الأحداث الإسلامية والسياسية.
لهذا السبب، يُعتبر سقوط بغداد عام 1258 عادةً نهاية الدولة العباسية ككيان حاكم معترف به، وبداية فترة طويلة من الانقسامات والفوضى في العالم الإسلامي.
أسباب الهزيمة من جانب الدولة العباسية
أسباب السياسية
اتساع رقعة الدولة تحوّل لعامل ضعف؛ نتيجة تجاوز بعض الولاة سلطاتهم واستقلالهم بالحكم عن العاصمة.
استعانة الخلفاء العباسيين بالعجم في إدارة البلاد: فاستعانوا بالفرس أولًا، ومن بعدهم بالترك الذين بلغوا مراتب عالية في القيادة، وازداد نفوذهم على حساب الخلفاء.
أسباب الدينية
ضعف شخصية الخليفة العباسي فقد كان مترددًا سهل الانقياد يميل إلى الترف والملذات.
أسباب اقتصادية
كثر الفساد نتيجة لضعف الخلفاء واتجهوا إلى اللهو والترف، فازداد اسرافهم، وبددوا الأموال على الملذات، وزاد الفقر بين الناس مما ساهم بنشر الفوضى في البلاد، وبدأت حركات التمرد على الخليفة.
أسباب اجتماعية
ضعف الجبهة الداخلية لبغداد، فقد حصلت فتنة بين السنّة والشيعة، عهد الخليفة إلى ابنه بفض النزاع، لكن بدل أنْ يحلّ النزاع أغار على بني بكر من الشيعة وارتكب فيهم الفظائع وسفك الدماء وهتك الأعراض.
كيف سقطت رمزية الخلافة العباسية المتمركزة في القاهرة
الخلافة العباسية لم تكسب في إحيائها في القاهرة كثيرًا، وذلك لأن الخلفاء العباسيون في مصر أصبحوا يفوضون السلاطين المماليك في إدارة شئون البلاد العامة دون تدخل منهم، واقتصر دورهم على حضور حفلات السلطنة وولاية العهد، وتهنئة السلاطين بالشهور والأعياد.
ومنذ أن أقيمت الخلافة العباسية في القاهرة تمتع السلاطين المماليك بمكانة ممتازة بين ملوك العالم الإسلامي؛ باعتبارهم حماة الخلافة والمتمتعين ببيعتها، كما حظيت القاهرة بشهرة دينية علمية واسعة بعد أن صارت حاضرة الخلافة العباسية الجديدة.
في عام 923 هـ دخل العثمانيون مصر وسافر الخليفة العباسي المتوكل على الله محمد آخر الخلفاء العباسيين الهاشميين إلى دار السلطنة العثمانية والتقى بالسلطان العثماني سليم الأول وتنازل له عن الخلافة.
متى انتهت الدولة العباسية
دخل المغول بقيادة “هولاكو” بغداد عاصمة الخلافة، وكان يقود جيشهم “كتبغا” الملقّب بشارب الدماء، فأقدموا على مجزرة راح ضحيتها(800) ألف مسلم على أقل تقدير لدى المؤرخين، ووصل الأمر إلى أنْ يأخذ المغولي (40) رجلاً من المسلمين ويأمرهم أنْ ينتظروه ليأتي بسيف أو سكين ليقتلهم به، واستمرت المذبحة (40) يومًا.
دخلوا إلى مكتبة بغداد، وقاموا بإلقاء ما تحويه من نفائس الكتب والمخطوطات في النهر وعبروا عليها.
غرقت شوارع بغداد بالدم ثلاثة أيام، وخربت المساجد، ودمرت الحضارة الإسلامية في حاضرة الدولة العباسية.
دخل هولاكو قصر الخليفة، وأمر بإحضار الخليفة المستعصم، وقام بقتله هو وأبناءه وأعمامه وأقاربه وكل الأعيان في بغداد، وأعلن الباقين عبيدًا له، كان ذلك في 9 صفر 656هـ.
أصدر هولاكو أمراً بإيقاف القتل لأن الهواء فسد نتيجة انتشار الجثث في الشوارع، فخشي على جيشه.
رحل هولاكو إلى همدان بعد أن ترك في بغداد قوم من (3) آلاف مقاتل.
تاريخ الدولة العباسية راغب السرجاني
قامت الدولة العباسية على أنقاض الخلافة الأموية، وقد كانت جهود الدعاة العباسيين أحد العوامل الرئيسية في إسقاطها، وإقامة صرح الدولة العباسية على أيدي الموالي في خراسان خاصة.
يعَدُّ قيام الدولة العباسية بالطريقة التي قامت بها انقلابًا في مسيرة التاريخ الإسلامي؛ إذ إن الخلافة الراشدة قد قامت على أساس الشورى، ثم قامت الدولة الأموية – في نشأتها – على نفس الأساس بعد تنازل الحسن بن علي لمعاوية رضي الله عنهم جميعًا، ولكن الدولة العباسية قامت بالخروج المسلح على الحاكم القائم دون شورى من المسلمين، كما كانت دماء المسلمين الأمويين هي وقود نار الثورة العباسية، وذلك أمر غير مسبوق في الإسلام.
مؤسس الدولة محمد بن علي العباسي، لكن أول خليفة عباسي أخذ البيعة من الناس هو ابنه أبو العباس السفاح .
هل الدولة العباسية شيعية ام سنية؟
كان مصطلح الشيعة السائد آنذاك يعني مشايعة ومناصرة آل البيت، وليس المقصود منه ما يعرف اليوم من مذهب سياسي يحمل الطابع الديني.
أسباب سقوط الدولة العباسية؟
• أسباب السياسية 1. اتساع رقعة الدولة تحوّل لعامل ضعف؛ نتيجة تجاوز بعض الولاة سلطاتهم واستقلالهم بالحكم عن العاصمة. 2. استعانة الخلفاء العباسيين بالعجم في إدارة البلاد: فاستعانوا بالفرس أولًا، ومن بعدهم بالترك الذين بلغوا مراتب عالية في القيادة، وازداد نفوذهم على حساب الخلفاء. • أسباب الدينية • ضعف شخصية الخليفة العباسي فقد كان مترددًا سهل الانقياد يميل إلى الترف والملذات. • أسباب اقتصادية • كثر الفساد نتيجة لضعف الخلفاء واتجهوا إلى اللهو والترف، فازداد اسرافهم، وبددوا الأموال على الملذات، وزاد الفقر بين الناس مما ساهم بنشر الفوضى في البلاد، وبدأت حركات التمرد على الخليفة. • أسباب اجتماعية • ضعف الجبهة الداخلية لبغداد، فقد حصلت فتنة بين السنّة والشيعة، عهد الخليفة إلى ابنه بفض النزاع، لكن بدل أنْ يحلّ النزاع أغار على بني بكر من الشيعة وارتكب فيهم الفظائع وسفك الدماء وهتك الأعراض.