حقيقة الخلاف بين عظيما الإسلام عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد
قامت الدولة الإسلامية على أيدي رجال أقوياء، كان بين أبرزهم الخليفة عمر بن الخطاب: الذي…
Read moreالتغيير هو الشيء الوحيد الثابت في حياتنا، وهو عملية الانتقال من واقع غير مرغوب به إلى رؤية منشودة، لكنك ستجد من يكره التغيير ويحبّ الرتابة، هؤلاء يفتقدون عادة إلى الطموح والحافز للتطور، وستجد من يكره التغيير؛ لأن هدف التغيير إصلاح الأوضاع الفاسدة، فمن يستفيد من بقاء الفساد سيقاوم التغيير بكل قوة.
وحديثنا عن شخصية رائعة كانت نموذجًا في التغيير الإيجابي، إنه “مالكوم اكس”.
ولد مالكوم اكس واسمه ليتل -أي صغير- عام (1925م) في مدينة “اوماها” في ولاية “نبراسكا” الأمريكية، كان والده قسيسًا مسيحيًا وناشطًا سياسيًا في أكبر منظمة للسود، وكانت العنصرية في أشد حالتها في تلك الفترة.
كانت نشأة مالكوم اكس سلسلة من المآسي المتلاحقة:
لما بلغ مالكوم اكس السادسة من عمره، قتل والده بصورة وحشية على يد الجماعة العنصرية: (هشموا رأسه، ثم ألقوه على سكة حديدية فجاءت الحافلة فدهسته وفارق الحياة)، ثم أصدروا تقريرًا مفاده أنه قد انتحر.
كانت الصدمة كبيرة للعائلة، وأصبحت أمه ذات (34) سنة أرملة تعول سبعة أطفال، فعملت خادمة في بيوت البيض الذين أساؤوا معاملتها وخاصة لعلمهم بتاريخ زوجها، ثم إن سلطات الولاية حجبت عنها الإعانات، وفي عام (1939م) أصيبت بانهيار عصبي فأدخلت مصحة للأمراض العقلية.
تجرع مالكوم اكس مرارة فقد الأب والأم، وأصبح مع إخوته تحت راعية الدولة التي وزعتهم على ملاجئ مختلفة، وفي حياته الجديدة أُلحق بمدرسة، لكنه عاش حياة تسكع وسرقة وجريمة حتى طرد من المدرسة وعمره (16) سنة، ثم ألقي القبض عليه وأودع سجن الأحداث.
استكمل تعليمه الثانوي في السجن ، فجعل حياته فيه امتداد لمسيرته خارجه، لكن استجَدّ عليه المناقشات الفكرية التي كانت تجري بين السجناء فلفتت انتباهه، ثم وصلته مجموعة رسائل من إخوته كانت سبباً في تغيير حياته، يبلغوه فيها أنهم اعتنقوا دينًا خاصًا بالسود، قادرٌ على إنقاذهم من سيطرة الشيطان الأبيض.
هذا الدين كان أجزاء مبعثرة من تعاليم الإسلام، أتى بها رجل ادعى النبوة اسمه “محمد فراد”، ودعا له رجل اسمه “إلايجا محمد” الذي يعد المؤسس الحقيقي لجماعة اسمها “أمة الإسلام” في أمريكا (NOI)، واعتبر نفسه وريثًا لذلك النبي، ومن تعاليمهم:
يبقى الدين رغم انحرافه فيه معاني الخير والرحمة، فأسلم مالكوم اكس على أفكار أمة الإسلام، هذه النقاشات وهذا الدين الجديد دفعه للقراءة فداوم في مكتبة السجن، والتهم آلاف الكتب، كان يقرأ (15) ساعة في اليوم، فقرأ للأديان ولمعظم فلاسفة الشرق والغرب، وبدأ يدخل في مناظرات أكسبته خبرة في مخاطبة الجماهير والحوار.
هذا التغيير الجذري هو أعلى درجات التغيير، إذ ارتفع به من حياة التسكع والضياع، إلى حياة الاطلاع والفكر العميق، وبدأ يدعو السجناء السود إلى حركة “أمة الإسلام” ويريهم الأخلاق الحسنة، فبدئوا يقبلون عليه، فاصطلح حال الكثير منهم، فأصدرت إدارة السجن عفوًا بحقه بعد سبعة سنوات فلم يكمل مدته.
بعد خروجه ونظرًا للعلم الذي اكتسبه والقدرة الخطابية، أصبح الداعية الأول لأمة الإسلام خلف مؤسس أمة الإسلام “إلايجا محمد”، ثم عينه “إلايجا محمد” المتحدث الأول باسم الحركة، وهنا غير اسمه من “ليتل” إلى “اكس” -من الصغير إلى المجهول-، فقد أراد إعلان رفضه للعبودية للبيض فهو لا يعلم اسمه الحقيقي ذو الأصول الإفريقية.
أصبح “مالكوم اكس” نجمًا إعلاميًا، وأحد زعماء الحركة القومية السوداء، فصار قياديًا بارزًا وصاحب قضية ينافح عنها، من شخص مستسلم لظروفه إلى مقاوم يحاول التغيير، ولكنه اختلف مع “مارتن لوثر كينغ” (الزعيم الرئيسي للسود) فـ”مارتن” كان يدعوا إلى التعايش مع البيض وعدم كراهيتهم، أما “مالكوم اكس” فكان يدعو لكراهيتهم ومحاربتهم.
قرر “مالكوم اكس” الذهاب للحج في مكة عام (1964م) من أجل جمع التبرعات لجماعة “أمة الإسلام”، هذه الرحلة غيرت حياته بشكل جذري فقد فوجئ بالإسلام الحقيقي. قضى في مكة (12) يوم اكتشف فيها أنّ الإسلام الحقيقي مختلف بشكل جذري عن أفكار أمة الإسلام وإلايجا محمد،
فقال: (لم أشهد في حياتي أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إنّ أمريكا بحاجة إلى فهم الإسلام لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها).
كما تغيرت نظرته للرجل الأبيض: فلم يعد شيطانًا بل أصبحت نظرته عادلة منصفة، فرأى أن هناك أشرار من السود كما أنّ هناك أخيار من البيض، ثم سافر إلى مصر بعد الحج والتقى شيخ الأزهر “حسنين مخلوف” رحمه الله، وتعلم المزيد عن الإسلام الحقيقي من علماء الأزهر.
فأعلن إسلامه من جديد، وغير اسمه مرة أخرى من “مالكوم اكس” إلى “الحاج مالك الشاباز”، لقب “الشاباز” كان لعالم أفريقي أثبت أن الأفارقة كلهم قبيلة واحدة، فاعتبر مالكوم نفسه ينتمي لهذه القبيلة.
عند عودته إلى أمريكا أعلن براءته من مبادئ أمة الإسلام العنصرية، وحاول أن يقنع زعيمها “إلايجا محمد” بأخطائه وانحرافه، ودعاه لزيارة الكعبة ليرى بنفسه، لكنه رفض وغضب بشدة، فشكل “مالك الشاباز” جماعة جديدة سماها (جماعة أهل السنة).
بدأ “مالك الشاباز” يكرر شعاره (الاقتراع أو الرصاصة) في خطاباته، فصار بطلًا عند الشباب السود من جهة، و من جهة أخرى اعتبرته الحومة الأمريكية ومخابراتها أكبر خطر على أمريكا، وزادت شهرته حتى طغت على “إلايجا محمد” وجماعته: فقام إلايجا محمد بشن هجومٍ مباشرٍٍ عليه بالحملات الإعلامية، بل إنهم أضرموا النار في بيته ليقتلوه وأهله لكنه نجا.
وهاجمته الصحف الأمريكية أيضًا ، وصارت شهرته تنافس شهرة “مارتن لوثر كينغ”، بل إن مذكراته انتشرت كالنار في الهشيم، فقرأها أنصاره وأعداؤه، وشعر أنه سيتعرض للاغتيال فقال: (أنا الآن أعيش زمن الاستشهاد).
عام (1965م) و أثناء إلقاء “مالكوم اكس” خطابًا، قام ثلاثة من جماعة أمة الإسلام التي يقودها “إلايجا محمد” باغتياله أمام الناس، فأطلقوا عليه (16) رصاصة، فمات شهيدًا رحمه الله.
نتعلم من قصة مالكوم اكس رحمه الله تعالى دروسًا أهمها:
وختامًا- يقول مالكوم اكس: (عندما يشعر الناس بالحزن لا يفعلون شيئًا أكثر من البكاء على حالهم، أما عندما يغضبون فإنهم يحدثون تغيرًا).
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
البطانة الفاسدة و القيادة الفردية المستبدة و الايمان وأهدافه
ولد مالكوم اكس عام (1925م) في مدينة "اوماها" في ولاية "نبراسكا" الأمريكية.
أتى بها رجل ادعى النبوة اسمه "محمد فراد"، ودعا له رجل اسمه "إلايجا محمد" الذي يعد المؤسس الحقيقي لجماعة اسمها "أمة الإسلام" في أمريكا (NOI)، واعتبر نفسه وريثًا لذلك النبي.
قرر "مالكوم اكس" الذهاب للحج في مكة عام (1964م) من أجل جمع التبرعات لجماعة "أمة الإسلام".
التقى شيخ الأزهر "حسنين مخلوف" رحمه الله.
أطلق شعاره: (الاقتراع أو الرصاصة).
ماشاء الله مقالة جميلة جدا وقصة بطل رحمه الله