إنّ المتأمل للتاريخ العربي والإسلامي خلال القرون الخمس الماضية، يجد أنّ نكسة (67) -رغم فداحتها- كانت السبب في إيقاظ الأمة، فقد كنا نعيش في وهم كبير وخداع شديد، فبدأت الأمة تلتفت للإسلام قائدا لها ولا تصدق أنظمتها الفاسدة، وبدأت الحركات الإسلامية تنشر الوعي الحقيقي في الأمة، بعد أنْ غاب عنها منذ سقوط الخلافة الإسلامية.
حرب 1967
اندلعت الحرب بين إسرائيل والجيوش العربية في (5-6-1967م) ، بدأت إسرائيل المعركة فدمّرت الطائرات المصرية والسورية والأردنية وهي على مدرجاتها، وكانت إذاعة صوت العرب في القاهرة تبث أخبار الانتصارات العربية خلال أيام الحرب الستة، لكن بعد أنْ انقضت أيامها ظهرت الكارثة.
أسباب حرب 1967
اعتبار إسرائيل الأحداث التي تلت (العدوان الثلاثي) تشكل تهديدا لأمنها: ومن أبرزها جهود التسلح التي تبذلها مصر بقيادة “جمال عبد الناصر”، ونشاط سوريا ضد المستعمرات الإسرائيلية على الجبهة السورية وأمام الجبهة الأردنية.
قرار القمة العربية (1964م) في القاهرة بتحويل مياه نهر الأردن في كل من سوريا ولبنان، وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية (1965م).
مطالبة مصر بسحب قوات الأمم المتحدة من سيناء وبدء حشد جيشها في سيناء، وإغلاقها “مضيق تيران” بالبحر الأحمر في وجه الملاحة الإسرائيلية، وهو ما اعتبرته اسرائيل بمثابة إعلان رسمي للحرب عليها.
تحالف دول الطوق: زار الملك حسين القاهرة ووقع اتفاقية دفاع مشترك مع مصر، وبذلك تم تحالف (سوري – مصري – أردني) معلن ضد إسرائيل.
أعلنت الدول العربية استعدادها لمعركة المصير وتحرير فلسطين، فاستنفرت دول الطوق (مصر وسوريا والأردن ولبنان)، وأرسلت عدة دول عربية قواتها للمساندة.
نتائج حرب 1967
احتلت إسرائيل: الضفة الغربية، وغزة، وسيناء، والجولان.
دخل اليهود الى المسجد الأقصىوهميغنون: (حط المشمش على التفاح، دين محمد ولّى وراح)، (محمد مات خلّف بنات)، (يا لثارات خيبر).
تدمير سلاح الجو المصري والسوري والأردني: دمرت (393) طائرة من أصل (416) وكانت قد مضت (80) دقيقة الأولى من المعركة، ومازالت الطائرات على الأرض .
استشهد فيها: (10) آلاف مقاتل مصري، (6) ألاف أردني، (ألف) سوري، ناهيك عن آلاف الجرحى، بالإضافة إلى تهجير (33) ألف فلسطيني.
تغيرت معادلة الأنظمة العربية: من تحرير أرض فلسطين التي احتلت في (1948م)، إلى تحرير الأراضي المحتلة في (1967م)، ونسيت أراضي الثامن والأربعون، واضطرت تحت الضغط الشعبي لفسح المجال للعمل الفدائي الفلسطيني.
من أعظم الخسائر كانت احتلال القدس وتدنيس المسجد الأقصى، ثم تغطرست إسرائيل فأعلنت توحيد القدسالشرقية والغربية وإعلانها عاصمة أبدية غير قابلة للتفاوض.
أسباب هزيمة 1967
هزيمة العرب في حرب عام 1967 كانت نتيجة لعدة أسباب:
التوترات الإقليمية: تصاعدت التوترات بين إسرائيل ودول عربية مثل مصر وسوريا والأردن، مما أدى إلى تصاعد الأزمات وزيادة التحشيد العسكري.
المفاوضات السياسية: تعثرت المفاوضات السياسية وفشلت محاولات التسوية الدبلوماسية، مما أدى إلى تصاعد التوتر والاستعداد للصدام العسكري.
العدد والتكنولوجيا العسكرية: كانت إسرائيل تمتلك تكنولوجيا عسكرية متقدمة ومزيد من الجنود والمعدات العسكرية.
هجوم مفاجئ: شنت إسرائيل هجومًا مفاجئًا وسريعًا في الصباح الأول من الحرب، مما أذهل القوات العربية وأسفر عن انتزاع مساحات واسعة من الأراضي.
دعم دولي: تلقت إسرائيل دعمًا دوليًا، بينما كان الدعم للدول العربية محدودًا.
هذه العوامل المتراكمة أدت إلى هزيمة الدول العربية في حرب 1967 وانتزاع إسرائيل لمساحات كبيرة من الأراضي المحتلة.
المواقف العربية والدولية من النكسة
اجتمع العرب في قمتهم في الخرطوم في شهر (7) وأعلنوا اللاءات الثلاث: (لا للصلح، لا للتفاوض، لا للاستسلام).
اجتمع مجلس الأمن (2-11-1967م) وأصدر قرار: “وجوب انسحاب إسرائيل من أراض احتلتها”: فصارت معركة العرب الدبلوماسية هي إضافة الألف واللام لكلمة “أرض”.
قررت الأمم المتحدة: “وجوب إنهاء حالة الحرب، ووجوب احترام سيادة كل دولة في المنطقة”، فثبتت لإسرائيل سيادتها.
جاءت عدة مشاريع للسلام أجهضتها إسرائيل بغطرستها.
أعمال المقاومة الفلسطينية بعد النكسة
بدأت المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي بشكل جديد، فأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اختطاف طائرة اسرائيلية، وبدأت العمليات الفدائية بمعدل (12) عملية في الشهر.
وفي (15-2-1968م) هاجمت إسرائيل (25) قرية ومخيم للاجئين في الأردن، فاستشهد (56) لاجئا فلسطينيا وجرح (82).
صعّدت حركة فتح عملياتها، واشتبكت بالتنسيق مع المخابرات الأردنية في “معركة الكرامة”، وصدّت الهجوم الإسرائيلي، وكسرت حصاره لقرية الكرامة.
بدأ العمل الفدائي يتوسع ويبني له قواعد في الأردن ولبنان، وشاركت الحركة الإسلامية في هذا العمل دون أنْ تنضم لحركة فتح، فكان لها معسكراتها الخاصة المسماة بـ “معسكرات الشيوخ”، ووصلت عدد العمليات الفدائية إلى (52) في الشهر والواحد.
كانت الدول العربية لا تعترف بحركة فتح قبل النكسة، ولكن بعدها وصلت الحركة إلى قيادة “منظمة التحرير الفلسطينية” التي أنشأتها جامعة الدول العربية، وصار “ياسر عرفات” رئيسًا للمنظمة.
المعارك التي حدثت بعد النكسة
عملية الحزام الأخضر
عملية قامت بها حركة فتح بالاشتراك مع معسكرات الشيوخ، فهاجموا ثلاث معسكرات صهيونية في نفس الوقت، فقتلوا وأصابوا أعداد كبيرة، ودمّروا نادٍ للضباط ومحطات وقود وغيرها، وسقط (60) قتيل إسرائيلي.
حرب الاستنزاف
بعد النكسة استمرت الحرب بمناوشات محدودة لنحو ثلاث سنوات، استهدفت خلالها غارات سلاح الجو الإسرائيلي المدنيين المصريين أملا في إخضاع القيادة السياسية المصرية، واستعان المصريون بالخبراء السوفييت وصواريخ الدفاع الجوي السوفياتية لتأمين العمق المصري.
وشهدت الحرب أيضًا معارك محدودة: بين إسرائيل وكل من سوريا والأردن والفدائيين الفلسطينيين.
وفي (7 أغسطس 1970م) انتهت المواجهات، بقرار الرئيس عبد الناصر والملك حسين قبول مبادرة “روجرز” لوقف إطلاق النار.
لم تؤدي الحرب إلى تغييرات في خطوط وقف إطلاق النار، ولم تنجح المساعي الهادفة للتوصل إلى تسوية سلمية بسبب التعنت الإسرائيلي، وإنما سادت حالة من اللا سلم واللا حرب، والتي أدت بدورها إلى نشوب حرب أكتوبر بعد ثلاث سنوات.
المناطق التي احتلتها اسرائيل عام 67
خسرت فلسطين المزيد من الأراضي بعد الحرب، إذ أسفرت “حرب الستة أيام” أو “نكسة حزيران” عن خسارة: (القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة)، إلى جانب احتلال إسرائيل لـ (هضبة الجولان السورية) و(شبه جزيرة سيناء المصرية).
خسائر حرب 67
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
اندلعت الحرب بين إسرائيل والجيوش العربية في (5-6-1967م) ، بدأت إسرائيل المعركة فدمّرت الطائرات المصرية والسورية والأردنية وهي على مدرجاتها، وكانت إذاعة صوت العرب في القاهرة تبث أخبار الانتصارات العربية خلال أيام الحرب الستة، لكن بعد أنْ انقضت أيامها ظهرت الكارثة.
من كان رئيس فلسطين بعد النكسة؟
"منظمة التحرير الفلسطينية": يرأسها "ياسر عرفات"
ماذا فعلت المقاومة الفلسطينية بعد النكسة؟
1-أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اختطاف طائرة اسرائيلية، وبدأت العمليات الفدائية بمعدل (12) عملية في الشهر. 2-في (15-2-1968م) هاجمت إسرائيل (25) قرية ومخيم للاجئين في الأردن، فاستشهد (56) لاجئا فلسطينيا وجرح (82). 3-صعّدت حركة فتح عملياتها، واشتبكت بالتنسيق مع المخابرات الأردنية في "معركة الكرامة"، وصدّت الهجوم الإسرائيلي، وكسرت حصاره لقرية الكرامة. 4-بدأ العمل الفدائي يتوسع ويبني له قواعد في الأردن ولبنان، وشاركت الحركة الإسلامية في هذا العمل دون أنْ تنضم لحركة فتح، فكان لها معسكراتها الخاصة المسماة بـ "معسكرات الشيوخ"، ووصلت عدد العمليات الفدائية إلى (52) في الشهر والواحد.. 5-كانت الدول العربية لا تعترف بحركة فتح قبل النكسة، ولكن بعدها وصلت الحركة إلى قيادة "منظمة التحرير الفلسطينية" التي أنشأتها جامعة الدول العربية، وصار "ياسر عرفات" رئيسًا للمنظمة.