كان العالم يعيش على ضوء الشموع الخافتة، حتى جاء المخترع العظيم توماس اديسون، وأبدع المصباح الكهربائي، فالإبداع أنْ تأتي بشيء جديد يفيد العالم، والمبدعون موجودون في كل مكان وزمان، والقليل منهم من تدخل أفكاره حيز التنفيذ، والأقل من يكون إبداعه فعالًا، والنادر هو الذي يحقق إبداعات فريدة تغير البشرية.
ومن هؤلاء بطل مقالة اليوم “توماس اديسون”.
ولادة اديسون
ولد توماس أديسون في (11 فبراير من عام 1847م)، في مدينة “ميلانو” في ولاية “أوهايو” الأمريكية.
العبقرية عند اديسون: (عبارة عن 1% الهام، و 99% جهد).
يقول توماس: (والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي، حينها شعرت بأن لحياتي هدف، فأصبح وجودي ضروريا لأجلها، وعاهدت نفسي ألا اخذلها)، كانت والدته تقوم بتدريسه في المنزل، وأسهمت قراءته لكتب “باركر” العلمية كثيرًا في تعليمه.
الموقف الرائع للأم يتجلى بشكل واضح في حياة اديسون، فهي آمنت بقدرات ولدها وقامت بدعمه وتشجيعه، ثم ان اديسون لما رأى حجم الدعم المقدم له من والدته زاد من ثقته بنفسه، وزاد إصراره على النجاح، وعزم على عدم خذلان امه.
حياة توماس اديسون
اضطر اديسون الى بيع الحلوى والصحف في القطارات، وهو في عمر (8) سنوات، كما باع الخضار لتعزيز دخله، منذ صغره تعلم ان الجد والاجتهاد هما أساس الحياة والنجاح وليس الخيال.
منذ طفولتهكانيطرح الأسئلة: ويبحث عن علة الأشياء ويكتشف ذلك بنفسه، من شدة مراقبته لكل شيء، عندما يرى الطيور يحدث نفسه بالطيران: لماذا لا اطير؟!
بدأ بإجراء التجارب منذ صغره: اتى بصديق له يسمى “مايكل”، وكان هذا الصديق لا يرد له طلبا، فكان اديسون يجري عليه بعض التجارب، سقاه يوما ما نوعا من الغازات، بهدف أن يجعله أخف من الهواء حتى يتمكن مايكل من الطيران كالبالون، وامتلأ جوف مايكل بالغازات فسبب له آلامًا حادة، نقل على إثرها إلى المشفى، وجاء والد توماس فضربه بشدة.
في عام 1866 وحين كان يبلغ 19 عامًا، عمل بمكتب وكالة الأنباء “أسوشيتد برس”، طلب إديسون المناوبة الليلية مما أتاحت له متسعًا من الوقت لممارسة إثنين من هواياته المفضلة وهما: (القراءة، والتجريب)، إلا أن تسليته تلك كلفته وظيفته في نهاية المطاف.
كان محبا للعمل ليلًا نهارًا، يشعر بسعادة غامرة في عمله، كان يبقى الساعات الطوال داخل مختبره، حدثت قصة له مع زوجه، إذ دخل مرة إلى مختبره ولم يخرج، وبقي لمدة يومين، فلما خرج هاجمته زوجه قائلة: لابد لك من أخذ إجازة لترتاح بها، قال: أين أذهب؟ قالت: إلى مكان ترتاح فيه، قال سأذهب إلى مكان أرتاح فيه، وعاد الى مختبره، (إذا عملت ما تحسن ستنتج، أما إذا عملت فيما تعشق ستبدع).
لم يكن النجاح حليفه دائمًا، كان يقوم بآلاف التجارب، حتى إن أحدهم واساه على فشل تجاربه، فقال له: (لا تواسيني فقد اكتشفت آلاف الطرق التي لا تؤدي إلى نتيجة).
صفات اديسون
ظهرت عليه منذ صغره بوادر الشخص المبدع: فهو يمتلك خيالًا واسعًا، لديه حب الاستكشاف، وتجربة الأفكار الجديدة، التي هي أساس الإبداع.
اختراعات توماس اديسون
يعد اديسون أحد المتمكنين من: (الإبداع الإنتاجي، والإبداع الإختراعي، والإبداع التطويري)، وكان يعمل بعينين: (الأولى: على المعمل، والثانية: على السوق والعملاء).
الفونوغراف (مسجل الصوت)
بدأ توماس إديسون مسيرته في “نيوآرك” بولاية “نيو جيرسي”، حيث اخترع المُكَرِّر الآلي وغيره من الأجهزة التلغرافية المتطورة، ولكن الاختراع الذي أكسبه الشهرة لأول مرة كان في سنة (1877) حيث اخترع (الفونوغراف)،
وكان هذا الإنجاز غير متوقع على الإطلاق حتى من قبل عامة الجمهور؛ لاعتباره سحريًا، أصبح إديسون يُعرف باسم “ساحر مينلو بارك” في نيو جيرسي.
سجل الفونوغراف الأول على اسطوانة من القصدير، ولكنه كان ذو جودة صوت سيئة، ويمكنه القيام بالتسجيلات لمرات قليلة فقط، فكان ذلك أحد الأسباب التي شجعت توماس اديسون على الاستمرار بالعمل على “الفونوغراف الكامل”.
مختبر البحوث الصناعية (مينلو بارك)
كان إنشاء أول مختبر للبحوث الصناعية في مينلو بارك بولاية نيو جيرسي هو ابتكار إديسون الرئيسي، فقد تم بناء المختبر من الأموال التي جناها من بيع التلغراف (Quadruplex)، ومينلو بارك أصبحت أول مؤسسة أنشأت لغرض الإنتاج والتطوير المستمر للاختراعات التكنولوجية.
معظم الاختراعات المنتجة هناك كانت تعزى قانونيًا لإديسون، على الرغم من أن العديد من الموظفين قاموا بتنفيذ الأبحاث والتطوير تحت إدارته، أعطى إديسون التعليمات لموظفيه لتنفيذ توجيهاته في إجراء البحوث، وكان يقودهم بشدة لتحقيق النتائج.
المصباح المتوهج
لم يخترع إديسون أول مصباح كهربائي، ولكنه اخترع أول مصباح متوهج عملي من الناحية التجارية، فقد سبقه العديد من المخترعين في صناعة المصابيح المتوهجة، وكان هناك مخترعين آخرين سبق لهم صنع المصابيح الكهربائية المتوهجة لكنها غير عملية تجاريًا،
من بعض عيوب تلك المصابيح أنها: (قصيرة الأجل للغاية، وذات تكلفة إنتاجية عالية، وتسحب الكثير من التيار الكهربائي؛ مما يصعب تطبيقها على نطاق تجاري واسع).
قام اديسون باجراء (292) تجربة فاشلة في ابتكار ينير للإنسانية الليل، ولشدة صلابته وعزمه الذي لا يلين وصل إلى ما أراد، وكان ذلك من أكثر التجارب إثارة في تاريخ العلم، فقد انكب أديسون على العمل في مختبره يحدوه الأمل في التوصل إلى المصباح الكهربائي.
وشاع خبر آنذاك أن أديسون يريد إضاءة العالم، وبدأت الصحف بنشر الخبر وكان تعليقها هو: أن الأمر هذا فوق طاقة البشر، لكن أديسون استمر بالعمل مع (40) عاملًا ليل نهار في (مينلوبارك)، يبذلون جهدهم في سبيل تحقيق الهدف الذي يعتقد العلم استحالة الوصول إليه، وكلما فشلوا يخبرهم أنّ هناك طريقة أفضل لأداء العمل.
تركز البحث على إيجاد سلك حراري يشتغل وقتًا طويلًا، وجربوا لأجل ذلك المعادن واحدًا بعد الآخر دون جدوى، وأصبح المعمل في (مينلوبارك) كخلية النحل، تدب فيه الحركة والنشاط، وفي عام 1879م جرب أديسون الكربون في كرة زجاجية مفرغة ليتخلص من الأوكسجين الموجود في الهواء، ومع أنه استخدم أفضل المفرغات وكل المعادن إلا أنه وجد نفسه بعيدًا عن الهدف المطلوب،
في عام (1879م) وبالتحديد في (21 أكتوبر) حصد أديسون ثمار جهده، حيث وضع قطعة من المكربن داخل خيوط القطن ثم فرغ الهواء من الكرة الزجاجية، ولما تمت التوصيلات اللازمة؛ استدعى أديسون العمال ليشاهدوا التجربة، ثم أدير التيار الكهربائي فتوهج الفتيل،
وحبس الجميع أنفاسهم وهم يتوقعون لهذه التجربة مصير سابقاتها، وهم يتوقعون أن الفتيل سيحترق في أي لحظة، ولكن الضوء استمر ساطعًا في ثبات (عشر دقائق،عشرون دقيقة، نصف ساعة، ثم ساعة، ساعات تلو ساعات، والكل شاخصون إلى هذا الضوء).
وبعد انقضاء (45) ساعة بدقائقها أو أكثر بقليل، وصل المصباح لحد النهاية، و بذا اخترع أديسون المصباح الكهربائي المتوهج، ولم يهدأ بال أديسون لكنه استمر في العمل محاولًا إثبات صلاحية مصباحه في المجال التجاري، باحثًا عن أفضل أنواع الفتيل،
وقد تبين في النهاية أن “الخيزران الياباني” هو أفضل مادة لهذه الغاية، فجهز منه أسلاكًا حرارية تكفي لصناعة ملايين المصابيح الكهربائي.
أصبح (أديسون) منشغلًا أكثر من أي وقت آخر بتسويق مصابيحه، ومن أجل ذلك كان عليه بناء محطات لتوليد الكهرباء، ومن ثم استطاع صناعة: (البريز، والمفتاح الكهربائي، والمولد، والبطارية، والفاصمة المنصهرة -فيوز-).
شركة اديسون للاضاءة
مهمتها تزويد نيويورك بالنور والتدفئة.
اخترع جهاز لقياس الاستهلاك الكهربائي
حتى يسمح لعملائه بدفع الفاتورة المناسبة مع استهلاك الطاقة، لكن هذا الجهاز كان يعمل مع التيار المستمر حتى عام 1982، حتى تم التغيير الى التيار المتردد.
محطة توليد الطاقة الكهربائية (DC)
حصل أديسون على براءة اختراع نظام توزيع الكهرباء في عام (1880)، وهو عامل أساسي للاستفادة من اختراع المصباح الكهربائي:
وفي 17 ديسمبر 1880 أسس إديسون شركة إديسون للإضاءة، أنشأت الشركة في عام 1882 أول محطة طاقة كهربائية مملوكة من قبل مستثمر في بيرل ستريت نيويورك.
وفي يوم 4 سبتمبر 1882 شغّل إديسون محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تعمل بنظامه لتوزيع الطاقة الكهربائية في بيرل ستريت، والتي وفرت 110 فولت تيار مستمر (DC) لعدد 59 من العملاء في مانهاتن.
إيجاد بديل للمطاط المستخدم في صناعة الإطارات
بالتعاون مع “هنري فورد” و”هارلي فايرستورن”، كان هذا النوع من المطاط يستورد من خارج أمريكا، فأرادوا صنع البديل له من داخل أمريكا، فأخذ اديسون يجرب مئات المواد علّ أحدها يصلح لصنع الإطارات، لكنه لم يتوصل لاختراع الاطار الحالي، فترك نتائج مهمة جدا استكملت بعد وفاته بناءً على أساسيات تجاربه.
الأوسمة والميداليات التي حصل عليها
وسام أديسون: تم إنشاؤه عام 1904 من قبل مجموعة من الأصدقاء والمقربين لاديسون، وبعد أربع سنوات دخلت الجمعية الأمريكية للمهندسين الكهربائيين في اتفاقية مع المجموعة؛ لتقديم جائزة الميدالية كجائزة كبرى،
منحت أول ميدالية في عام 1909 لتومسون، كما منحت “لنيكولا تيسلا” في عام 1917، وتعتبر تلك الميدالية أقدم جائزة تُقدم في مجال الهندسة الكهربائية والإلكترونيات.
حاز اديسون (1093) براءة اختراع.
وفاة توماس اديسون
عندما توفي أطفئت جميع أنوار ومصابيح أمريكا؛ اعترافًا منها لاديسون باختراعه لها، وتم تكريمه أنه رجل الألفية.
وأخيرًا، يمكنكم الاستفادة، والاطلاع على المزيد من المقالات:
والدته، يقول توماس: (والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي، حينها شعرت بأن لحياتي هدف، فأصبح وجودي ضروريا لأجلها، وعاهدت نفسي ألا اخذلها)
هل كان غنيا منذ صغره؟
اضطر اديسون الى بيع الحلوى والصحف في القطارات، وهو في عمر (8) سنوات، كما باع الخضار لتعزيز دخله،
ما هي اختراعات اديسون؟
1-الفونوغراف (مسجل الصوت) 2-مختبر البحوث الصناعية (مينلو بارك). 3-المصباح المتوهج. 4-اخترع جهاز لقياس الاستهلاك الكهربائي. 5-محطة توليد الطاقة الكهربائية (DC). 6-إيجاد بديل للمطاط المستخدم في صناعة الإطارات
من الذي اخترع المصباح المتوهج؟
لم يخترع إديسون أول مصباح كهربائي، فقد سبقه العديد من المخترعين في صناعة المصابيح المتوهجة، ولكنه اخترع أول مصباح متوهج عملي من الناحية التجارية،
كيف تم تكريم أديسون؟
1-وسام أديسون: تم إنشاؤه عام 1904 من قبل مجموعة من الأصدقاء والمقربين لاديسون. 2-الجمعية الأمريكية للمهندسين الكهربائيين اتفقت مع مجموعة أصدقاء اديسون؛ لتقديم جائزة الميدالية كجائزة كبرى، منحت أول ميدالية في عام 1909 لتومسون، كما منحت "لنيكولا تيسلا" في عام 1917، وتعتبر تلك الميدالية أقدم جائزة تُقدم في مجال الهندسة الكهربائية والإلكترونيات. 3-عندما توفي قامت أمريكابإطفاء جميع الأنوار والمصابيح أ اعترافًا منها لاديسون ، وتم تكريمه أنه رجل الألفية.