يعتبر الشغف بالشيء أحد أهم عناصر النجاح، وإذا توافق شغف الإنسان مع تخصصه ووظيفته وتطوعه فإن ذلك يعتبر أقوى توظيف لطاقات الشباب.
سنتعرف في هذا المقال على مفهوم الشغف وطريقة اِكتشافه والعثور عليه، والشغف في الحياة المهنية، وتأثيره في الإنتاجية، وماهي علامات الوصول إلى الشغف.
الشغف هو الوقود الذي أودعه الله سبحانه وتعالى في الإنسان ليدفعه نحو تحقيق أهدافه، وهو الحماسة التي تكاد لا تنتهي نحو شيء ما.
وتتنوع مظاهر الشغف عند الإنسان لتشمل جميع مناحي حياته العلمية والمهنية والنفسية والروحية والعاطفية، ويتقاطع مفهوم الشغف مع العديد من المعاني مثل الرغبة والحماسة والسعي نحو النجاح.
ويتمتع الشخص الشغوف بعدد من الصفات منها، بحثه المتواصل والمعمّق في مجال شغفه، والسعي الدائم لتحقيق ذاته إلى جانب تحلّيه بالصبر والشجاعة.
يأتي الشغف بالشيء نتيجة تبني منظومة أفكار ومعتقدات معينة، أو الرغبة في تحقيق هدف معين، كأنْ يكون لك حلم تسعى لتحقيقه ولديك من الرغبة والحماسة ما يصل لدرجة الشغف العشق لحلمك.
كما أنّ الشغف يكون مرتبط بشكل وثيق بالموهبة، فعند اكتشاف الموهبة والسعي لاستثمارها؛ يأتي الشغف كطاقة تحرك هذه الموهبة وتدفعها للظهور.
ومن إحدى تعريفات الموهبة؛ أنّها الشغف بأمر ما مع القدرة على ممارسته بسهولة واتقان، إذ يعتبر الشغف علامة أساسية من علامات الموهبة.
يتنّوع الناس في طرق معرفتهم لشغفهم، فمنهم من يعيش شغفه بشكل عفوي دون تخطيط، فهو فقط يتبع صوته الداخلي وموهبته الظاهرة لديه منذ الصغر.
والبعض الآخر قد يعيش حياته بكاملها ولا يكتشف شغفه الموجود في أعماقه، أمّا الصنف الثالث فهم من يسعون ويجتهدون في اكتشاف وتحديد شغفهم حتى يجدوه، طال الزمن او قصر.
يوجد عدّة طرق يمكن أنْ تساعد الشخص في معرفة شغفه، ونذكر منها:
لكلٍ منّا أمور يبرع فيها، بسيطة كانت كالطبخ أو معقدة مثل: الرياضيات، ويمكن للإنسان عبر تحديد هذه الأمور معرفة شغفه في الحياة، خاصة وأنّ الإبداع والبراعة في شيء محدّد يكون بدافع الشغف اتجاهه.
يمكن للحماسة تجاه مجال محدّد أنْ تكون مفتاح لمعرفة الشغف، وخاصة إذا كانت هذه الحماسة متّقدة ومدفوعة بنيّات صادقة وواضحة.
وبالتالي فإنّ الحماس سيكون رفيقاً للشغف وحافزاً إضافياً للمواصلة نحو الهدف، كأنْ يكون الشخص دائم الحماسة تجاه المواضيع والمجالات التقنية، وبالتالي فإنّ شغفه قد يكون في ذات المجال أيضاً.
القراءة عادة أساسية لدى الأشخاص الناجحين، والتركيز على مواضيع محددة للقراءة وقضاء ساعات طوال في مطالعتها دون ملل أو كلل؛ قد يلمح إلى أنّ الشغف مدفون بين صفحات هذه الكتب، فقراءة كتب العلوم وحب الاطلاع عليها؛ قد تكون مؤشراً على أنّ شغف الإنسان في ذات الاتجاه.
في كثير من الأحيان يكون النفور من الشيء علامة قوية لمعرفة الشخص لذاته، وهو بمثابة رسالة قوية توجّه الإنسان للاطلاع على النقيض الذي سيكون فيه الشغف، فإذا كان الإنسان كارهاً للظلم والتفاوت الطبقي، فإنّ شغفه قد يكون في مجال العدالة والإنصاف، كأنْ يكون محامياً على سبيل المثال.
هناك العديد من اختبارات تحليل الشخصية التي تساعد في معرفة وتحديد الشغف، وأحد أشهر هذه الاختبارات المعتمدة مقياس DISC لأنماط الشخصية.
ويعتبر المقياس بمثابة أداة لمعرفة نمط الشخصية من بين 39 نمطاً للشخصية عبر قياس أربع أبعاد رئيسية تم تسمية المقياس DISC وفقاً لها، وهي:
ويساعدك هذا المقياس في التعرّف أكثر على ملامح شخصيتك، وتحديد نوع العمل المناسب أكثر بالنسبة لك، ويقدم المقياس اقتراحات لتعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف لديك، ويساعدك أيضاً في تحديد مدى ملائمتك لوظيفة معيّنة من غيرها.
على الشباب بأنّ يعمل في المجال الذي يحبّه ويتعلمه، خاصة إذا كانت النيّة البدء بمهنة أو إطلاق مشروع ريادي، لأنّ الابتعاد عن هذا المجال ليس هو الطريقة الأمثل في استثمار ما تعلمه الشخص.
ويُفضل دائماً أنْ تتوافق عند الإنسان أربعة أمور؛ أنْ يكون شغفه هو نفسه تخصصه هو نفسه وظيفته هو نفسه تطوعه حيث يكون فيه توظيف أقوى لطاقات الشباب، وكل واحدة تخدم وتحرك وتدعم الأخرى.
أثبتت دراسة علمية أجُريت في جامعة يورك الكندية وشملت بيانات 530 مديراً ومهنياً كندياً، وخريجي ماجستير إدارة الأعمال، أنّ هناك عدة أسباب تدفع الأفراد إلى استمرار عملهم في وظائفهم، ومن بين هذه الأسباب؛ الشغف بالمهنة.
وبيّنت الدراسة أنّ المدراء والمهنيين عندما يحققون أهدافاً بدافع الشغف في مهنتهم فإنهم يميلون إلى إنجاز المزيد من العمل وشعورهم بالمزيد من الرضا عن وظائفهم.
وأظهرت الدراسة أنّ هؤلاء الأفراد لديهم مستويات أعلى من الرفاهية والصحة النفسية.
بالمقابل فإنّ فقدان الشغف لدى هؤلاء المدراء والمهنيين يزيد من قابلية شعورهم بعدم الرضا حتى عن علاقاتهم الأسرية، ويميلون للشعور بالمعاناة النفسية.
وبالرغم من أنّ بعض أفراد الدراسة يعتقدون أنّه لا ينبغي للمرء أنْ يعمل لساعات طويلة؛ إلا أنّ الكثير منهم يفضل ذلك لشغفه الشديد بالعمل.
هناك العديد من العلامات التي تشير إلى امتلاكك الشغف بتحقيق حلمك ومن هذه العلامات:
معنى الشغف هو الطاقة الكامنة في دواخل الإنسان، والتي تدفعه نحو إنجاز ما يحبه.
من أسباب فقدان الشغف؛ التكرار وتجنب التجديد، وربط الشغف في أهداف مرحلية قصيرة الأجل بعيدة عن القيم العليا.
يعيد الإنسان شغفه من خلال تجديد النوايا وربطها بأهداف عليا سامية.
قد ينتهي الشغف بعد مرور الوقت إذا لم يتم تنشيطه ودعمه بالحماسة اللازمة وربطه بالقيم العليا السامية.
