الحزن طبيعة إنسانية فطر الله الخلق عليها، وتحصل للإنسان بغير اختياره، فنجده يتأثر ويتألم قلبه على ما يحدث له، وهذه الجبلّة مخلوقة كغيرها من الطبائع التي طُبع عليها البشر: (كالخوف، والغضب، والفرح، والسرور).
ما المقصود بالحزن؟
المعنى اللغوي
للعرب في الحزن لغتان: إذا فتحوا ثقّلوا، وإذا ضَمُّوا خفّفوا، يقال: أصابه حَزَنٌ شديدٌ، وحُزْنٌ شديد.
قال “ابن منظور” في لسان العرب: “الحزن نقيض الفرح، ويجمع على أحزان، ويُقال رجل حزنان، ومحزان: شديد الحزن، وحزنه الأمر يحزنه وأحزانه، وهو حالة من الغمّ والكآبة باطناً، ويترجم عنه الظاهر في الغالب”، والفعل هو “حَزَنَهُ” في لغة قريش، و”أحْزَنَهُ” في لغة تميم.
والحَزَن والحُزْن: ضدّ الفرح وخلاف السّرور.
والحزن يأتي بمعنى: الهمّ، والحزونة: الخشونة، والحزن: ما غلظ من الأرض.
قال “الرّاغب”: (الحُزْن والحَزَن: خشونة في الأرض، وخشونة في النفس؛ لما يحصل فيه من الغمّ، ويضادّه الفرح، ولاعتبار الخشونة بالغم، قيل: خشّنت بصدره: إذا حزّنته، يقال: حَزِن يَحْزَن، وحَزَنْتُه وأَحْزَنْتُه).
ومن خلال ما سبق تبين أن الحزن يتمركز معناه اللغوي حول: الهمّ، والغمّ، والخشونة، والغلظة أو الشدة في الشيء، وهو ضد الفرح والسرور.
المعنى الاصطلاحي
قال “السمعاني”: الحزن: ألم القلب بفراق المحبوب.
وقال “الجرجاني”: الحزن: عبارة عمّا يحصل لوقوع مكروه، أو فوات محبوب في الماضي.
وقال “المناويّ”: الحَزَن بالفتح: ما غلظ وخشن من الأرض، وبالضم: الغمُّ الحاصل لوقوع مكروه أو فوات محبوب في الماضي، ويضاده الفرح.
وعرفه “محمد رشيد رضا” بقوله: الحزن ألمٌ يلمّ بالنّفس عند فقد محبوبٍ أو امتناع مرغوبٍ، أو حدوث مكروهٍ.
والمتدبر في المعنيين يجد اتصالًا بينهما: فالمعنى الاصطلاحي يعني: الغم أو ألم القلب الحاصل لوقوع مكروه، أو فوات محبوب، أو امتناع مرغوب. أما في اللغة: فهو بمعنى الهم والغم من جهة، ومن جهة أخرى إنَّ الخشونة والغلظة أو الشدة تحصل في النفس من الغمّ والهم، فالهم والغم سبب لخشونة النفس وغلظتها.
الحزن في الإسلام
الإسلام منهج حياة من خالق الأكوان، فلم يكن يوماً دين الحزن والشقاء، ولا دين التعاسة والويلات والدموع، وكيف يكون كذلك وقد أنزل الله عز وجل على نبيه عليه الصلاة والسلام من أول ما نزل: { طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى } [طه/1-3].
يقول الألوسي رحمه الله: “معنى الشقاء في كلامهم -يعني المفسرين- يحتمل أن يكون بمعناه الحقيقي وهو ضد السعادة” [روح المعاني: (8/466)].
فقد بعث صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة، وبالرحمة العامة في جميع جوانب الحياة، والرحمة والسماحة أسباب السعادة والهناء، وبواعث التفاؤل والإقبال، أما الشقاء والعذاب والعنت فلا تتسبب إلا بالحزن واليأس والانقطاع عن أسباب العيش في هذه الدنيا.
لكن نظرة المؤمن في سعادته وإقباله، نظرة مغايرة لأصحاب الشهوات؛ لأنه يقبل على الدنيا وهو ينظر إليها أنها مزرعة الآخرة، ولا يغرس ولا يبني فيها، إلا لأنها طريق إلى الله سبحانه وتعالى، وحين يتمتع بملذاتها فإنه يستحضر دائماً شكر المنعم، وعظيم ما أعدّ الله للعباد في الجنان، ويطلب في تمتعه نفع الآخرين والإحسان إليهم، وخاصة أهله وجيرانه وأصدقاءه وجميع من حوله، يحتسب في إدخال السرور على قلوبهم، ويعتقد أن جلب المسرات إلى الناس في كل صغيرة وكبيرة عمل صالح يتقرب به إلى الله عز وجل، كما قال عليه الصلاة والسلام: ( أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ) رواه الطبراني (12/453).
السعادة والحزن في السنة النبوية
الصحابة الكرام يصفون النبي صلوات الله وسلامه عليه بأنه كثير التبسم، حتى قال عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ رضي الله عنه: “مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” رواه الإمام أحمد في “المسند” (29/245).
عن جَرِير بْن عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قال: “مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا ضَحِكَ” مسلم (2475).
أما قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن إلا كفّر الله به من خطاياه )، فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد يكفر بها من سيئاته، لا يدل على أنه مقام ينبغي طلبه واستيطانه.
وأما حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: “إنه كان متواصل الأحزان”، فحديث لا يثبت، وفي إسناده من لا يُعرف، وكيف يكون متواصل الأحزان، وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها، ونهاه عن الحزن على الكفار، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ فمن أين يأتيه الحزن؟!، بل كان دائم البشر، ضحوك السن، كما في صفته “الضحوك القتال” صلوات الله وسلامه عليه.
وأما الخبر المروي: (إن الله يحب كل قلب حزين) فلا يعرف إسناده، ولا من رواه، ولا تعلم صحته، وعلى تقدير صحته، فالحزن مصيبة من المصائب التي يبتلي الله بها عبده، فإذا ابتلى به العبد فصبر عليه، أحب صبره على بلائه.
وأما الأثر الآخر: ( إذا أحب الله عبداً نصب في قلبه نائحة، وإذا أبغض عبداً جعل في قلبه مزماراً ) فأثر إسرائيلي، قيل: إنه في التوراة، وله معنى صحيح، فإن المؤمن حزين على ذنوبه، والفاجر لاه لاعب، مترنم فرح.
وأما قوله تعالى عن نبيه إسرائيل: ﴿ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾ [يوسف: 84]، فهو إخبار عن حاله بمصابه بفقد ولده، وحبيبه، وأنه ابتلاه بذلك كما ابتلاه بالتفريق بينه وبينه .
وكذلك حين تستجمع الأحاديث النبوية التي وردت في مواقف ضحك فيها النبي صلى الله عليه وسلم تجدها تتجاوز العشرات، وفي ذلك رسائل واضحة تعبر عن حقيقة الدين، وهو مقصد الهداية إلى السعادة في الدنيا والآخرة.
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يصاب بالحزن عندما كان يجد الإعراض عن الإيمان من قومه، والكفر برسالته، وعدم الاستجابة له، والدخول في دينه، فكان القرآن يتنزل ليسليه عما يلقاه من أذى قومه، وينهاه عن الحزن.
فإعراض الكافرين عن الإيمان كان يسبب للنبي صلى الله عليه وسلم الحزن والحسرة، إما على هؤلاء؛ لأنهم لم يهتدوا؛ أو لأنهم كانوا يؤذونه صلى الله عليه وسلم فيحزن لما يلاقيه.
يقول “ابن كثير”: لا تحزن عليهم يا محمد في كفرهم بالله وبما جئت به، فإن قدر الله نافذ فيهم، وإلى الله مرجعهم فينبئهم بما عملوا، أي: فيجزيهم عليه فلا تخفى عليه خافية.
وقال “الطنطاوي”: تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم، عمَّا أصابه من حزن بسبب إصرار الكافرين على كفرهم.
أي: ومن استمر -أيها الرسول- على كفره بعد أن بلغته رسالتنا ودعوتنا، فلا يحزنك بعد ذلك بقاؤه على كفره وضلاله، فأنت عليك البلاغ، ونحن علينا الحساب، وإنك لا تهدى من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء.
2- التكذيب
النبي صلى الله عليه وسلم كان يصيبه الحزن جراء تكذيب قومه له ووصفه بالكذب، واتهامه بأن ما جاء به ليس من عند الله، وإنما هو اختلاق من قبله، وكان القرآن يتنزل يرد عليهم ويسلي النبي صلى الله عليه وسلم وينهاه عن الحزن، ومقصود الآيات ألا تحزن يا محمد على تكذيبهم لك، واتهامهم بأنك كاذب أو شاعرٌ أو ساحر، وهذه تسليةٌ للنبي عليه الصلاة والسلام.
فتكذيب الصادق واتهامه بالكذب يسبب له الحزن، ويدخل على قلبه الغم.
3- فوات الخير
الحزن على فوات الخير من علامات حياة القلب، ودليل على قوة الإيمان، وهذا النوع من الحزن مشروع، وكلما كان القلب أشد حياة كان شعوره بألم فوات الطاعة أقوى وأعظم، وكلما ضعف الإيمان في القلب قلّ شعوره بالألم.
4- فوات النصر والغنيمة
المقاتل إنما يقاتل لأجل أن ينتصر على خصومه، ويحصل على فائدة مأمولة من وراء هذا النصر، والمسلم عندما يقاتل يبتغي بقتاله وجه ربه ورفع راية دينه، فإذا فاته النصر، وحلت به الهزيمة، فإنه يحزن، ولكن الذي ينبغي فعله إذا حلت الهزيمة وأصابه الحزن ألا يتمادى في الحزن حتى لا يوهن من عزمه ويفت في عضده.
والحزن بسبب فوات النصر والغنيمة أمر طبيعي؛ لأن النفوس مجبولة على الحرص على العز والكرامة وتصاب بالحزن إذا فاتتها المحبوبات، وحلّت بها المكروهات، وقد حصل للصحابة الكرام غم وحزن في غزوة أحد، وهذه الآية الكريمة تصور لنا ذلك.
5- النجوى السيئة
النَّجوى: السِّرُّ بين الاثنين، وتكون أيضًا بمعنى المسارّة.
وقيل: النَّجوى: ما يكون من خلوة اثنين أو أكثر يسرّون شيئًا ويتناجون به، والسّرار ما كان بين اثنين.
والنجوى قد تكون في الخير، وقد تكون في الشر.
6- ترك الأهل والولد
من أسباب الحزن ترك الأهل والولد والابتعاد عنهم، إما لسفر أو سجن، أو غيرهما، فالقلب عادة عندما يفارق صاحبه أهله وأحبابه يشعر بالحزن ويصاب بالألم، وكم ذرفت من عيون، وسالت من دموع حال الفراق ووقت الوداع.
وقد جاء في القرآن الكريم أن ترك الولد مما يسبب الحزن، وذلك في قصة يعقوب عليه الصلاة والسلام وقصة أم موسى عليه السلام.
فيعقوب عليه السلام: كان يحب ولده يوسف عليه السلام حبًّا شديدًا، ولا يريد أن يفارقه ساعة لخوفه عليه أن يصيبه أذى، كما أن فراقه يصيبه بالحزن، وعندما طلب أخوة يوسف من أبيهم أن يترك معهم أخاهم يوسف ليذهب للعب والرعي، أجابهم بخوفه على يوسف من أن يأكله الذئب وهم في غفلة.
يقول القشيري: (يحزنني أن تذهبوا به لأني لا أصبر عن رؤيته، ولا أطيق على فرقته، هذا إذا كان الحال سلامته، فكيف ومع هذا أخاف أن يأكله الذئب).
وقال الرازي: (اعلم أنهم لما طلبوا منه أن يرسل يوسف معهم اعتذر إليهم بشيئين: أحدهما: أن ذهابهم به ومفارقتهم إياه مما يحزنه لأنه كان لا يصبر عنه ساعة، والثاني: خوفه عليه من الذئب إذا غفلوا عنه برعيهم أو لعبهم لقلة اهتمامهم به).
أما أم موسى عليها السلام: فإنها لما وضعت موسى خافت عليه من فرعون وجنوده أن يقتلوه، لأنهم كانوا في ذلك الوقت يقتلون كل مولود ذكر من بني إسرائيل، فأوحى الله إليها أن تضعه في تابوت ثم تلقيه في اليم.
لا شك أنَّ الخوف كان يسيطر على جميع أركانها وجوانحها والحزن يملأ قلبها، كيف تترك ولدها في ذلك الصندوق مرميًّا به في البحر، حقًّا إنه موقف عصيب.
فإذا كانت الأم تحزن لفراق ولدها، لأنه ذاهب إلى عمل سينقضي بعد فترة من الزمن، أو أنه مسافر وسيرجع بعد أيام، فكيف بقلب أم موسى على فقد ولدها والمخاطر تحدق به من كل مكان.
ولكن كانت عناية الله ورعايته تحوطان موسى عليه السلام، فحفظه الله سبحانه وتعالى ورده إلى أمه سالمًا معافى ولا قلق ولا خوف عليه بعد ذلك.
7- فقد الأحبة
فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان على حبّ أقاربه وأصحابه وإخوانه، وعندما يصاب في واحد منهم فإنه يحزن، وهذا أمر طبيعي، فالوالدان يحزنان على فقد ولدهما، والعكس، والزوج على زوجته، والعكس، وكل محبوب للقلب إذا فارقه يحزن لفراقه.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى عن نبيه يعقوب عليه السلام عندما فقد ولده المحبوب يوسف عليه السلام أنه حزن حزنًا شديدًا حتى ابيضت عيناه من شدة الحزن، وكثرة البكاء.
يقول الإمام البغوي: «وذلك أن يعقوب عليه السلام لما بلغه خبر بنيامين تتام حزنه وبلغ جهده، وتهيج حزنه على يوسف فأعرض عنهم، قال مقاتل: لم يبصر بهما ست سنين، وقال قتادة: يردد حزنه في جوفه ولم يقل إلا خيرًا. قال الحسن: كان بين خروج يوسف من حجر أبيه إلى يوم التقى معه ثمانون عامًا، لا تجف عينا يعقوب، وما على وجه الأرض يومئذ أكرم على الله من يعقوب.
وفي بكاء يعقوب وحزنه دليل على جواز التأسف والبكاء عند التفجع، ولعل أمثال ذلك لا تدخل تحت التكليف؛ فإنه قل من يملك نفسه عند الشدائد، ولقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم فعندما مات ولده إبراهيم حزن رسول صلى الله عليه وسلم ودمعت عيناه الشريفتان، وقال: (إنّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون).
ولكن الحزن عند نزول المصيبة يجب ألا يتجاوز المشروع، ويتعدى الممنوع، فلا يسخط صاحبه بقول أو فعل، ولا يعترض على أقدار الله النازلة بلسان؛ ولا يصيح وينيح، ولا يلطم الخد ولا يشق الثوب، بل يصبر ويحتسب، ويسترجع.
أنواع الحزن
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله: “منزلة الحزن، ليست من المنازل المطلوبة، ولا المأمور بنزولها، وإن كان لا بد للسالك من نزولها”، ولم يأت الحزن في القرآن إلا منهياً عنه، أو منفياً:
وسرُّ ذلك أن الحزن يوقف الإنسان عن العمل الصالح، ولا مصلحة فيه للقلب، وأحب شيء إلى الشيطان أن يحزن العبد ليقطعه عن سيره، ويوقفه عن سلوكه، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [المجادلة: 10].
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة أن يتناجى اثنان منهم دون الثالث، لأن ذلك يحزنه، وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن) فهو قرين الهم، والفرق بينهما أن المكروه الذي يرد على القلب، إن كان لما يستقبل أورثه الهم، وإن كان لما مضى أورثه الحزن، وكلاهما مضعف للقلب عن السير، مقتر للعزم.
ولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع، ولهذا يقول أهل الجنة إذا دخلوها: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [فاطر: 34]، فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن، كما يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم .
1- قراءة القرآن الكريم والاستماع إليه في مختلف الأوقات، إذ إنّ له القدرة العالية على إراحة النفس وتهدئة الأعصاب. 2- مرافقة الأشخاص الإيجابيين والمرحين، الذي يخرجون الإنسان من المزاج النكد. 3- التواصل والتفاعل مع الأهل والأصدقاء والحصول على الدعم المعنويّ والنفسيّ منهم. 4- تبسيط الأمور، لأن تعقيدها يؤدي إلى شعور الإنسان بالحزن المضاعف وعدم القدرة على الخرج من الحالة. 5- التوع في الأعمال الخيرية المختلفة التي تحسّن من الحالة الشعوريّة. 6- ممارسة مختلف التمارين الرياضية التي تريح النفس وتجدد الطاقة وتخلّص الجسم من الطاقة السلبية فيه. 7- إيقاف السلبية والأفكار السوداء، والتطلع للحياة بإيجابية وفرح وسعادة، أو كما يقال النظر للنصف المليء من الكأس لا الفارغ، والتوقّف عن التشاؤم. 8- التركيز على أمورٍ تجلب السعادة بدل التفكير في الأمور السلبية والسيئة. 9- كتابة المذكرات، لرؤية التطورات على الشخصية بعد فترةٍ من الزمن كما أنّ إفراغ المشاعر والأفكار على الورق يريح النفس ويخلصها من حزنها وضيقها. 10- قراءة بعض الأدعية قبل البدء باليوم وقبل إنهائه والتوجه للنوم براحةٍ واطمئنان.
ما هو الحزن في الإسلام؟
الإسلام منهج حياة من خالق الأكوان، فلم يكن يوما دين الحزن والشقاء، ولا دين التعاسة والويلات والدموع، وكيف يكون كذلك وقد أنزل الله عز وجل على نبيه عليه الصلاة والسلام من أول ما نزل: ( طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى ). فقد بعث صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة، وبالرحمة العامة في جميع جوانب الحياة، والرحمة والسماحة أسباب السعادة والهناء، وبواعث التفاؤل والإقبال، أما الشقاء والعذاب والعنت فلا تتسبب إلا بالحزن واليأس والانقطاع عن أسباب العيش في هذه الدنيا .
هل سينتهي الحزن؟
نعم سينتهي لكن لفئة واحد فقط وفي زمن واحد فقط: سينتهي لأهل الجنة فقط عند دخولهم الجنة فيقول أهل الجنة إذا دخلوها: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [فاطر: 34]