الثورات الفلسطينية (قصص التضحية والكفاح)
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - تاريخ القدس وفلسطين - جديدنا

الثورات الفلسطينية قصة شعب مسلم، لم يدخر وسعًا في بذل الأرواح والمهج، والتضحية بالغالي والنفيس فداء للأرض المقدسة، يشهد له تاريخ نضاله الطويل، تجلى ذلك بأفعالهم قبل أقوالهم،

يقول الشيخ رائد صلاح: (ما دامت القدس في خطر فلن ننام، وما دام الأقصى في خطر فلن ننام، وكيف ينام من هو على موعد مع العيد السعيد، مع الحق التليد، مع الوعد الأكيد؟!).

ثورة 1920 في فلسطين

تسمى: “ثورة العشرين”، و”ثورة النبي موسى”: لانها قامت في موسم فلسطيني إسلامي يسمى: “موسم النبي موسى”.

أسباب ثورة 1920

قيام اليهود باستفزاز العرب والمسلمين والتبجح بأن فلسطين لهم.

أحداث ثورة 1920

  • مقتل (5) من اليهود وجرح (211).
  • قامت بريطانيا بسحق هذه الثورة: فقتلت (4) من العرب وجرحت (24).
  • برز دور الشيخ الحاج أمين الحسيني الذي أصبح مفتي القدس فيما بعد.

نتائج ثورة 1920

  • قضت بريطانيا على الثورة وحكمت على زعمائها بالسجن (15) سنة.
  • قامت بريطانيا بعزل الحاكم العسكري البريطاني، لإشارته في تقريره أن سبب الثورة هو استفزاز اليهود للعرب.
  • صادق مؤتمر “سان ريمون”: ( على وعد بلفور بدل تأييد الحق العربي، كلف بريطانيا بالانتداب على فلسطين، فانقلب الحكم في فلسطين من حكم عسكري إلى إدارة مدنية، وعين وزير الداخلية البريطاني اليهودي السير “هيربرت صمويل” أول مندوب سامي بريطاني على فلسطين، وبحكم  أصله اليهودي الصهيوني شرع فورًا بتنفيذ المشروع الصهيوني في فلسطين).

ثورة يافا 1921

زادت استفزازات اليهود وبلغت حدّها عام (1-5-1921م)، فقامت في يافا ثورة إسلامية كبرى، وانتشرت منها إلى شمال فلسطين.

أسباب ثورة يافا

  1. أعلن المندوب السامي البريطاني “هيربرت صمويل”: (السماح ببيع الأراضي لليهود، وأصدر طوابع فلسطينية كتب عليها باللغة العبرية والعربية والإنكليزية).
  2. صدر قرار بريطاني سمح لليهود بالهجرة بمعدل (16,500) مهاجر يهودي سنويًا إلى فلسطين.
  3. تعيين الحاج أمين الحسيني مفتيًا للقدس، فقام مباشرة بمجموعة إجراءات لتثبيت الوضع الإسلامي والعربي في القدس، وخاصة حول حائط البراق، مما دفع اليهود للاحتجاج لدى حاكم القدس على إجراءات المفتي دون إذن اليهود.

أحداث ثورة يافا

  • أخذ المسلمون يهاجمون اليهود في كل مكان: فقتلوا (47) يهوديّا وجرحوا (146).
  • قام الإنكليز بقمع الثورة بقوة: (فقتلوا (48)، وجرحوا (73) من الفلسطينيين، وأخمدت الثورة بعد أسبوع واحد من قيامها).

نتائج ثورة يافا

قامت القيادة الفلسطينية بإرسال وفدها الأول إلى “تشرشل” وزير المستعمرات البريطانية، للتفاوض معه على إلغاء وعد بلفور لكن ذلك لم يجد نفعًا، فتحرك المسلمون لتجميع صفوفهم على يد الشيخ أمين الحسيني، فأسس “المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى”، والذي صار أهم قلعة للحركة الوطنية.

ثورة البراق

في (15-8-1929م) تجرأ اليهود وهجموا على المسجد الأقصى، واحتلوا الجانب الغربي عند حائط البراق.

قامت الثورة وعمّت أرجاء فلسطين: وقتل فيها (133) يهودي وجرح (369).

تحرك الإنكليز من جديد وقمعوا الثورة بقوة: فقتلوا (116) شهيدًا وجرحوا (232)، وكان الاسم الأبرز فيها هو الشيخ أمين الحسيني.

ثورة القسام

أكمل الشيخ عز الدين القسام استعداداته للثورة عام (1935)، وذلك بعد (10) أعوام من التجهيز والتنظيم، فقد نظم الآلاف سرًا، وكان منهم (200) عضو منتظم معه بشكل مباشر، و(800) عضو نصير يحركون الآلاف، ووضع خطته بحيث:

  • تنطلق الثورة من جبال “جينين” قرب “حيفا” حيث يصعب القضاء عليها.
  • يتم إعلان الثورة في عدة مدن بتوقيت محدد موحد.
  • تقوم قوات الثورة بتحرير “حيفا” وتعلن منها تشكيل الحكومة الوطنية.

قام عز الدين القسام بتشكل عدة لجان للثورة :

  • لجنة الدعوة وجمع المتطوعين.
  • لجنة التدريب العسكري السري في جبال فلسطين.
  • لجنة التموين.
  • لجنة الاستخبارات وجمع المعلومات.
  • لجنة العلاقات الخارجية لتمهيد الاعتراف العربي والدولي بالدولة الجديدة.

كانت خطة الشيخ عز الدين القسام في منتهى الإحكام، وقد وزع المهام وأمر الجميع بعدم اتخاذ أي إجراء لحين إعطائه إشارة البدء، وبقي ينتظر لحظة غفلة أو انشغال من بريطانيا ليعلن ثورته، لكن أحد أنصاره قام بخطأ فادح فهاجم دورية صغيرة مرت به وزملائه فيها ضابط إنكليزي وآخر يهودي.

شعرت بريطانيا بالخطر فطوقت المكان وقصفته بالطائرات، وارتبكت القوات القساميّة واصطدمت بالقوات البريطانية، وقاتل الشيخ مع أنصاره قتال الأبطال حتى استشهد، وقضي على الثورة في مهدها.

ثورة فلسطين الكبرى 1936

قام الشيخ أمين الحسيني بتوحيد الأحزاب الفلسطينية في “اللجنة العربية العليا”، وحددت ثلاثة أهداف رئيسية:

  • إيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ومنعها منعًا باتًا.
  • منع نقل الأراضي العربية إلى اليهود.
  • إنشاء حكومة وطنية فلسطينية مسؤولة أمام برلمان منتخب.

أسباب ثورة فلسطين الكبرى

  1. اشتعلت جذوة الجهاد بعد ثورة الشيخ عز الدين القسام واستشهاده، فقام الشيخ “أمين الحسيني” بإعلان تأسيس “الحزب العربي الفلسطيني”، وشكل له ذراعًا سريًا باسم “الجهاد المقدس” يقوده “عبد القادر موسى كاظم الحسيني.
  2. قام أحد اليهود ويدعى “جابوت سكيب” بإنشاء منظمة عسكرية قومية يهودية باسم “الأرجون”، وبدأت تجمع الأسلحة فاكتشفت شحنة في ميناء “يافا” هربتها “بلجيكا” إلى المنظمات اليهودية.
  3. إعلان الإضراب العام الكبير الذي بدأ في نابلس وانتشر ليشمل كامل فلسطين، واستمر لمدة (6) أشهر كاملة احتجاجًا على الهجرة اليهودية لفلسطين، وتأسيس “اللجنة العربية العليا”.

أحداث ثورة فلسطين الكبرى

  • تجمع أنصار عز الدين القسام من جديد، بقيادة الشيخ “فرحان السعدي” خليفة القسام وصديقه الحميم.
  • هاجمت مجموعة من كتائب القسام قافلة مسلحة من السيارات اليهودية على طول (نابلس – طولكرم) بحراسة بريطانية، فقتلوا (3) يهود وجرحوا (7).
  • أعلن الشيخ فرحان الجهاد، فقبضت عليه بريطانيا وأعدمته شنقًا وهو صائم وكان عمره يناهز الثمانين.
  • عمت الثورة والمظاهرات والإضرابات عموم فلسطين: فقامت كتائب القسام بتدمير الطرق العسكرية وهدم الجسور ونسف المراكز اليهودية وضرب القوات البريطانية وقطع أسلاك الكهرباء والهاتف، بلغ عدد عملياتهم (50) عملية باليوم.
  • تحرك عبد القادر الحسيني بمجموعته من مركزه في “بير زيت”، فضرب مراكز الاقتصاد اليهودي والبريطاني، ومعسكرات الإنكليز والهاجاناة والمواصلات البريطانية.
  • قامت القوات البريطانية بحملات ضخمة، نسفت فيها المباني التي يتمركز فيها المجاهدون، ويساندها في ذلك حركة “الهاجاناة” و”الأرجون” اليهوديتين.
  • أعلن الجهاد في الوطن العربي، وقدم المتطوعون من العراق والأردن وسوريا، وقاد “فوزي القاوقجي” اللبناني (150) متطوع.

نتائج ثورة فلسطين الكبرى

  • بلغ عدد العمليات الجهادية خلال الثورة (4) آلاف عملية، سقط فيها أكثر من (3) آلاف شهيد، واعتقل (3) آلاف، وقتل فيها من اليهود والإنكليز (400).
  • لم تستطع بريطانيا بوحشيتها إخماد الثورة، فأوعزت إلى الحكام العرب الذين وجهوا إلى الشيخ أمين الحسيني واللجنة العربية العليا، نداء دعوة للتهدئة مفاده: (لقد تألمنا كثيرًا للحالة السائدة في فلسطين، نحن بالاتفاق مع إخواننا ملوك العرب والأمير عبد الله أمير الأردن، ندعوكم إلى السكينة حقنًا للدماء، معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل في فلسطين).
  • استجابت اللجنة العربية العليا لتدخل الحكومات العربية، وبسبب نقص الخبرة السياسية ركنت للوعود العربية والحل السلمي، والذي لولاه لكانت نهاية الوجود اليهودي والبريطاني في فلسطين حسب محللين، وأوقف المجاهدون عملياتهم العسكرية مؤقتًا، حتى لا يشقوا الصف الفلسطيني، لحين الاطلاع علة نتائج الوعود العربية.
  • أرسلت بريطانيا لجنة “بيل” الملكية، فقامت بالتحقيق بأسباب الثورة العربية الكبرى، فالتقت القادة والزعماء السياسيين والعسكريين من الطرفين العربي واليهودي، واستمرت (8) أشهر هدأت فيها الثورة تمامًا، ثم أصدرت اللجنة البريطانية توصياتها: غير المتوقعة بالنسبة للعرب في (7-7-1937م) التي نصت على: (تقسيم فلسطين لدولتين: واحدة يهودية، والثانية عربية تدمج مع الأردن)، وكان العرب ينتظرون إنشاء دولة فلسطينية لها برلمان تضمن فيه بريطانيا لليهود حقوقهم.
  • حاول العرب ثني بريطانيا عن موقفها ولكنها لم تعبأ لهم، فأشعلت كتائب القسام الجهاد من جديد، وقامت باغتيال حاكم الجليل البريطاني اللواء “أندروز”، وحرك عبد القادر الحسيني كتائبه وهاجم مراكز البريطانيين، فقام البريطانيون بحل اللجنة العربية العليا، ونفوا خمسة من كبار الشخصيات الفلسطينية، ولا حقوا الحاج أمين الحسيني، وأنشؤوا محاكم التفتيش العسكرية، وسلحوا اليهود وشكلوا لهم جيشًا، واستدعوا المزيد من قواتهم، وقاموا بالخداع والمكر ولكن ذلك لم ينطلي على الثوار، حتى قامت الحرب العالمية الثانية.

حرب 1948

خرجت بريطانيا وأمريكا منتصرتين بعد الحرب العالمية الثانية، وقامتا بدعم قيام دولة لليهود في فلسطين، وخاض الفلسطينيون صراع مريرًا انتهى بالنكبة، وإعلان الأمم المتحدة قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.

أسباب حرب 1948

  1. قيام الهاجاناة اليهودية باحتلال قرية القسطل، فقامت معركة يقودها عبد القادر الحسيني انتهت باستشهاده نتيجة خذلان الدول العربية له.
  2. بعد سقوط “القسطل” ارتكبت العصابات اليهودية مذبحة دير ياسين، فقتلت (250) من الرجال والنساء والأطفال على مرأى ومسمع من العالم كله.
  3. قيام المجلس الوطني اليهودي بإعلان إنشاء دولة يهودية مستقلة في فلسطين.

أحداث حرب 1948

اشتعلت المظاهرات في العالم العربي والإسلامي، وتحت الضغط الشعبي تحركت جيوش سورية ولبنان والأردن والعراق ومصر منتظرة انسحاب البريطانيين، ثم ساندهم الشباب المتطوعون من الحركات الإسلامية وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمون.

قبل دخول المعركة: أصدرت القوات العربية الخاضعة بالأساس لسلطة البريطانيين عدة قرارات تظهر الخيانة:

  • إلغاء منظمة الجهاد المقدس التي يرأسها أمين الحسيني.
  • إلغاء جيش الإنقاذ والهيئة العربية العليا التي تمثل الفلسطينيين.
  • نزع سلاح الفلسطينيين وحصر المعركة بالقوات الرسمية فقط.

إضافة لذلك كان مجموع القوات الرسمية العربية (24) ألف مقاتل فقط، وهي ضعيفة التنسيق فيما بينها، تريد مواجهة جيشًا يهوديًا منظمًا ومدربًا وصل تعداده لـ (70) ألف مقاتل يهودي،

رغم كل ما سبق، استطاع المتطوعون والجيوش العربية تحرير العديد من المدن الفلسطينية، ثم حاصروا القدس وفيها (100) ألف يهودي، فتحرك مجلس الأمن ووجه نداء لوقف إطلاق النار، فانسحب جيش الإنقاذ التابع لجامعة الدول العربية، وبقي القتال مستمرًا بالمجاهدين والمتطوعين، ثم ضغطت الدول عليهم فأعلنت الهدنة لمدة أربعة أسابيع.

مع بداية الهدنة توقفت الجيوش العربية، لكن اليهود أنشأوا معسكرات التدريب في أوروبا، وجاءتهم الأسلحة المتطورة من أمريكا وبريطانيا، ثم شكلوا جيش الدفاع الإسرائيلي، وانتهت المفاوضات بشكل جديد من التقسيم رفضه اليهود قبل العرب،

وعاد القتال وظهرت آثار الدعم والاستعداد اليهودي، ففكوا الحصار عن القدس، وقصفوا القاهرة وعمان، وانسحبت الجيوش العربية دون قتال يذكر.

نتائج حرب 1948

  • وقعت الدول العربية اتفاق الهدنة مع إسرائيل.
  • اعترفت معظم دول العالم بإسرائيل وانضمت رسميًا إلى الأمم المتحدة.
  • دمر اليهود (478) قرية، وارتكبوا (34) مجزرة راج ضحيتها الأطفال والنساء، وشردوا (800) ألف فلسطيني.
  • سيطر اليهود على (78%) من أرض فلسطين، وكان قبل الحرب (82%) من أرض فلسطين بيد الفلسطينيين،
  • عاد المجاهدون إلى دولهم فاعتقلوا وأودعوا السجون.

إقرا أيضاً: فلسطين من بعد النكسة

وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.

كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:

الإسراء والمعراج و الماسونية و تاريخ الأندلس

الأسئلة الشائعة

ما دوافع ثورة يافا؟

أعلن المندوب السامي البريطاني "هيربرت صمويل": (السماح ببيع الأراضي لليهود، وأصدر طوابع فلسطينية كتب عليها باللغة العبرية والعربية والإنكليزية).
صدر قرار بريطاني سمح لليهود بالهجرة بمعدل (16,500) مهاجر يهودي سنويًا إلى فلسطين.
تعيين الحاج أمين الحسيني مفتيًا للقدس، فقام مباشرة بمجموعة إجراءات لتثبيت الوضع الإسلامي والعربي في القدس، وخاصة حول حائط البراق، مما دفع اليهود للاحتجاج لدى حاكم القدس على إجراءات المفتي دون إذن اليهود.

متى حدثت ثورة يافا؟

زادت استفزازات اليهود وبلغت حدّها عام (1-5-1921م)، فقامت في يافا ثورة إسلامية كبرى، وانتشرت منها إلى شمال فلسطين.

ماذا سميت ثورة 1920 في فلسطين ؟

"ثورة العشرين"، و"ثورة النبي موسى": لانها قامت في موسم فلسطيني إسلامي يسمى: "موسم النبي موسى".

ما هي نتائج الثورة الفلسطينية الكبرى؟

1-بلغ عدد العمليات الجهادية خلال الثورة (4) آلاف عملية، سقط فيها أكثر من (3) آلاف شهيد، واعتقل (3) آلاف، وقتل فيها من اليهود والإنكليز (400).
2-لم تستطع بريطانيا بوحشيتها إخماد الثورة، فأوعزت إلى الحكام العرب.
3-استجابت اللجنة العربية العليا لتدخل الحكومات العربية، وبسبب نقص الخبرة السياسية ركنت للوعود العربية والحل السلمي،
4-أرسلت بريطانيا لجنة "بيل" الملكية،ثم أصدرت اللجنة البريطانية توصياتها:التي نصت على: (تقسيم فلسطين لدولتين: واحدة يهودية، والثانية عربية تدمج مع الأردن)، وكان العرب ينتظرون إنشاء دولة فلسطينية لها برلمان تضمن فيه بريطانيا لليهود حقوقهم.
5-حاول العرب ثني بريطانيا عن موقفها ولكنها لم تعبأ لهم، فأشعلت كتائب القسام الجهاد من جديد،

من كان قائد الثورة الفلسطينية الكبرى؟

الشيخ "أمين الحسيني"

متى حدثت الثورة الفلسطينية الكبرى؟

عام 1936

اترك تعليقاً