تعريف الإحسان وأهميته في الإسلام

الإحسان هو مفهوم يشير إلى العطاء والتصرف بالخير واللطف والعدالة تجاه الآخرين دون مراعاة مقابل مادي أو اجتماعي. إنه مبدأ أخلاقي يشمل التصرف بإيجابية والمعاملة بلطف ورحمة وإحسان مع الناس والبيئة. يعبر الإحسان عن تقديم المساعدة والدعم والعناية بالآخرين والمساهمة في تحسين حياتهم وظروفهم بشكل عام. الإحسان ليس مقتصرًا على العملات المادية فقط بل يمتد أيضًا إلى العملات العاطفية والروحية.

في السياق الإسلامي، يعتبر الإحسان واحدًا من القيم الأساسية والمفاهيم الأخلاقية الهامة التي يجب على المسلمين الالتزام بها في حياتهم اليومية. الإحسان يشمل القيام بالأعمال الصالحة والتصرف بالعدالة واللطف والرحمة والمساهمة في تحقيق الخير والسعادة للآخرين.

تعريف الإحسان 

الاحسان لغة

جذرها اللغوي (حسن) يعني الجميل المُتقَن، والإحسانُ نقيض الإساءة، ويشمل كلَّ ما يُصنع من معروف ويشاع من خيرٍ بين الخلق.

اصطلاحا

ورد المعنى الشرعي للإحسان في قول رسول الله ﷺ:

«هو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك».

قال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

الاحسان في الإسلام

قال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ}، فالإحسان صفةٌ من صفات الله تبارك وتعالى، أمر عباده بها في كافّة معاملاتهم وأحوالهم، كما وعد المُحسنين بالأجر الكبير في الدُنيا والآخرة.

تعريف الإحسان في الإسلام

الإحسان في الإسلام هو مفهوم يشير إلى الفضيلة والإحسان في التعامل مع الناس والتصرفات الإيجابية والأخلاقية. يُعتبر الإحسان واحدًا من القيم الأساسية في الإسلام وهو جزء من الأخلاق الإسلامية العامة. يمكن تعريف الإحسان في الإسلام على النحو التالي:

1. التصرف بالعدل: الإحسان يشمل التعامل بالعدل مع الناس في جميع الأمور، سواء في العلاقات الاجتماعية أو العلاقات التجارية أو غيرها. يُشجع على معاملة الآخرين بالعدل دون أي تحيز أو تمييز.
2. المساعدة والإحسان: يُشجع المسلمون على مساعدة الفقراء والمحتاجين وتقديم الدعم لهم. يعتبر ذلك جزءًا من الإحسان في الإسلام ويُعظم هذا الفعل.
3. الإحسان في العلاقات الأسرية: الإحسان يمتد أيضًا إلى العلاقات الأسرية، حيث يُشجع على تحسين العلاقات بين أفراد الأسرة والعناية بأفرادها بشكل جيد والاهتمام بهم.
4. الإحسان في العبادة: في العبادة، يُشجع المسلمون على أداء الأعمال الدينية بإخلاص وتفاني والتسبيح والدعاء والصدقة. يُعتبر الإيمان والقيام بالأعمال الصالحة جزءًا من الإحسان.

الإحسان يعتبر مفهومًا شاملاً في الإسلام يشمل جميع جوانب الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية. إنه يعبر عن تعامل الإنسان بحسن نية ورحمة وعدالة مع الآخرين ومع الله، وهو جزء مهم من القيم الدينية والأخلاقية في الإسلام.

الإحسان كما ذكر في القرآن الكريم

• الإحسان يقترن بالعدل والرحمة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
• الدعوة إلى برّ الوالدين ورحمة المستضعفين: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.
• الإنفاق في سبيل الله من صور الإحسان: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
• إعمار الأرض من صفات المحسنين: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.
• الإحسان إلى النساء واجب: {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ}.

الإحسان كما ذكر في السنة النبوية الشريفة

من لا يَرحم لا يُرحم، ولنا في نبيّنا ﷺ أسوة حسنة، حيث كان يربّي الصحابة الكِرام على معاني الجود والكرم والإحسان، فهناك من الناس من حُبّبَ له العبادة، وهناك من فضَّل العِلم، وآخرون حُبّب لهم الكرم والجود والإنفاق وإغاثة الملهوف، وللإحسان أشكالٌ كثيرة، برزت في السيرة النبوية الشريفة.

• الإحسان يشمل كُلَّ شيء: قال رسول الله ﷺ: «إنَّ الله كتبَ الإحْسانَ على كلِّ شيءٍ، فإذا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وإذا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، ولْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ولْيُرحْ ذَبيحَتَهُ».
• الإحسان للجيران: قال ﷺ: «ما زال جبريلُ يوصيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنه سيورِّثُه».
• دعا رسول الله ﷺ للإحسان باليتامى: قال ﷺ: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما».

أهمية الإحسان في الإسلام

• الإحسان يحتل مكانة كبيرة في الإسلام، حيث يشير إلى فضيلة تفوق القيام بالأمور الروتينية إلى مستوى التميز والإتقان.
• يعبر عن حسن التصرف والتعامل في كل جوانب الحياة، سواء في العبادة أو التعامل مع الآخرين.
• يدعو الإسلام المسلمين لتحقيق الإحسان في الأعمال والسلوكيات، لأنه يساهم في إرضاء الله وصنع تأثير إيجابي في المجتمع.
• الإحسان يؤكد على أهمية الإتقان والتفوق، ويعكس قيم الإيثار والتعاطف. ي
• ساعد الإحسان في تقوية روابط المحبة والتعاون بين الأفراد والمجتمع، مما يسهم في بناء مجتمع متراحم ومزدهر .

أنواع الاحسان

1. الإحسان في عبادة الله.
2. الإحسان في القول والعمل.
3. الإحسان إلى الخلق جميعاً.

فضل الإحسان

• الإحسان هو السبيل إلى كسب محبّة الله عزّ وجل: {فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران :148].
• الإحسان سببٌ في زيادة العلم والدين: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف :22].
• المُحسن قريبٌ من رحمة الله: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف :56].
• الإحسان يُورث الذريّة الصالحة: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [الأنعام :84].
• الإحسان هو الطريقُ إلى زيادة الرزق ونيل المغفرة: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ ۚ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف :161].

الفرق بين الاحسان والإيمان والإسلام

مراتب الدين الإسلامي الثلاث، ورد تفصيلها في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاء جبريل عليه السلام بهيئة رجل يسأل رسول الله ﷺ كما يلي:

• الإسلام: المرتبة العامّة، قَاَل رَسُولُ اللهِ ﷺ: «الإسلامُ أنْ تشهد أنْ لا إله إلّا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله، وتُقيم الصّلاة وتؤتي الزَّكاة ، وتصومَ رمضان، وتحجَّ البيتَ إنْ استطعت إليه سبيلًا».
• الإيمان: هو أخصُّ وأعلى رتبةً من الإسلام، والإيمان كما ورد عن النبي ﷺ هو: «أن تؤمنَ بالله، وملائكتهِ، وكتبهِ، ورسله، واليومِ الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه».
• الإحسان: أعلى مراتب الدين عند الله، قال ﷺ عن الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

مقامات الاحسان

للإحسان مراتب ومقامات متفاوتة، تزداد بالقرب من الله تعالى والأُنس به:

• المقام الأوّل: «أن تعبد الله كأنك تراه»، وهذا مقام المشاهدة، فعندما يعمل العبد كأنه يرى ربّه، فإنّه يُحسن العمل ويتقنه على أكمل الدرجات.
• المقام الثاني: «فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، وهذا مقام المراقبة والخشية، فإن استحضر الإنسان وجود ربه واطّلاعه على كافّة أعماله وأقواله، اجتهد في فعل الخيرات واجتناب الموبقات.

جزاء الاحسان

وعَدَ الله تعالى المُحسنين بأجرٍ عظيم في الدنيا والآخرة، يقول النبي ﷺ: «إذا دخل أهل الجنّة الجنّة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون ألم تبيض وجوهنا، ألم تدخلنا الجنة، وتنجّنا من النار، قال: فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل». ثمَّ قرأ عليهم ﷺ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ}، والزيادة هي رؤية الله سبحانه وتعالى.

وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.

كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:

الإنفاق في سبيل الله و الايمان وأهدافه

الأسئلة الشائعة