المغول وسقوط الدولة العباسية
في الحديث عن المغول وسقوط الدولة العباسية سننطلق من جانبين: جانب المغول الذين أخذوا بأسباب النصر وهذه الأسباب حيادية من يأخذ بها ينتصر،
اقرأ المزيدفي روائع قصص التابعين نماذج وعبرٌ وقدوةٌ للشباب في كل زمان، من هؤلاء العظماء الإمام “محمد بن الحنفية“، هو أشهر أبناء الإمام علي بن أبي طالب بعد سيّدا شباب أهل الجنة: الحسن والحسين، يقول عنه الإمام الجنيد: (لا أعلم أحدًا أخذ عن علي وأفاد منه أكثر من محمد بن الحنفية).
في أواخر حياة النبي ﷺ كان جالسًا مع علي بن أبي طالب فقال: (يا رسول الله، أرأيت إنْ وُلد لي ولد مِنْ بعدك، أفأسمّيه باسمك؟ وأكنّيه بكنيتك؟ قال: نعم)، ودارت الأيام وتوفي رسول الله ﷺ ثم لحقت به ابنته السيدة فاطمة الزهراء، فتزوّج الإمام علي بخولة بنت جعفر بن قيس الحنفية، فولدت له محمدًا وعرف بابن الحنفية؛ تميزًا له عن أبناء السيدة فاطمة.
كان محمد بن الحنفية يعرف ويقدّر لأخويه مكانتهما، فقد حدثت بينه وبين أخيه الحسن جفوة فأرسل إليه برسالة يقول فيها: إنّ الله عزّ وجل فضّلك عليّ:
فبادر الحسن إليه وصالحه.
عاش محمد مع أبيه وأخذ منه الزهد والعبادة والعلم والشجاعة والفصاحة والبلاغة، وبلغ من شجاعته أنه كان يحمل الراية في معارك أبيه، سُئل يومًا: ما لأبيك يقحمك في المهالك دون أخويك الحسن والحسين؟، فقال: (ذلك أنّ أخوي ينزلا من أبي منزلة عينيه، وأنزل أنا منزلة يديه، فهو يحمي عينيه بيديه).
أرسل ملك الروم إلى معاوية يقول له: (إنّ الملوك عندنا تراسل الملوك، ويطرف بعضهم بعضًا بغرائب ما عندهم، وينافس بعضم بعضًا بعجائب ما في ممالكهم، فهل تأذن لي أن يكون بيني وبينك ما يكون بينهم؟ فاستجاب له معاوية،
فوجّه له ملك الروم رجلين من عجائب الرجال: أحدهما طويل وجسيم مفرط فيهما، وأما الثاني فقوي غاية في القوة كأنه وحش مفترس، وقال: أفي مملكتك من يساويهما طولًا وقوّة؟
فاستشار معاوية عمرو بن العاص، فقال: أما الطويل فأعرف من يزيد عليه: قيس بن سعد بن عبادة، وأما القوي فاحترت في أمره، فقال عمرو: هناك رجلان وكلاهما عنك بعيد:
(محمد بن الحنفية وعبد الله بن الزبير)، قال معاوية: إنّ محمد بن الحنفية ليس عنا ببعيد، فقال عمرو: أتظن أنّه يرضى على جلالة قدره وسمو منزلته أنْ يتقاوى مع رجل من الروم على مرأى من الناس؟ فقال معاوية: إنه يفعل ذلك وأكثر من ذلك إذا وجد فيه عزًّا للإسلام.
فأرسل معاوية إلى قيس بن سعد وإلى محمد بن الحنفية وانعقد المجلس:
وفيه ظهر طول قيس على الرومي؛ ولكن قيس جاء ببنطال له وقاسه على نفسه، ثم رماه للرومي فوصل إلى صدره فضحك الناس.
وأما محمد بن الحنفية فقال للترجمان: قل له إن شاء يجلس وأكون قائمًا ثم أعطيه يدي، فإما أن يجلسني وإما أن أقيمه، فاختار الرومي أن يكون هو جالسًا -فهذا أسهل له-، وفعلًا أخذ محمد بن الحنفية بيد الرومي فأقامه وعجز هو عن إجلاسه، ثم غضب الرومي وطلب المبادلة، وكذلك غلبه محمد فأجلسه، فعاد الرجلين إلى ملكهما مغلوبين.
بلغ عبد الملك خبر محمد مع ابن الزبير، فأرسل إليه كتابًا يتلطف فيه ودعوه أن يستقر في الشام، فخرج محمد بن الحنفية بمن معه إلى “الأبلة” في أطراف الشام،
فأنزلهم أهلها أكرم منزل، وجاوروهم أحسن جوار، وأحبوا محمد بن الحنفية، وعظموه، فلما بلغ ذلك عبد الملك بن مروان، شق عليه الأمر، واستشار خاصته، فقالوا: إما أن يبايع لك، وإما أن يرجع من حيث جاء.
فكتب إليه عبد الملك يعرض عليه عرضاً مغرياً قال: (أنت رجل لك بين المسلمين ذكر ومكانة، وقد رأيت ألا تقيم في أرضي إلا إذا بايعتني،
فإن بايعتني فلك مني مئة سفينة، قدمت علي أمس من القلزم، فخذها بما فيها، وبمن فيها، ولك معها ألف ألف درهم مع ما تفرضه من فريضة لنفسك، ولأولادك، ولذوي قرابتك، ومواليك، ومن معك، فإن لم تبايعني، فارجع من حيث أتيت، وإن أبيت، فتحول عني إلى مكان، لا سلطان لي عليه).
فأرسل إليه محمد: (من محمد بن علي إلى عبد الملك بن مروان سلام عليك، إني أحمد الله الذي لا إله إلا هو إليه، أما بعد: فلعلّك تتخوّف مني، وكنت أحسبك عارفًا بحقيقة موقفي من هذا الأمر، ووالله لو اجتمعت عليّ هذه الأمة كلها إلا أهل قرية واحدة ما قبلته ولا قاتلتهم عليه،
وقد نزلت بمكة فأراد عبد الله بن الزبير أن أبايعه فلمّا أبيت أساء جواري، فكتبت إليّ أنت تدعوني إلى الإقامة ببلاد الشام، فنزلت ببلدة في أطراف أرضك؛ لرخص أسعارها، وبعدها عن مركز سلطانك، فكتبت إليّ بما كتبت! ونحن منصرفون عنك إنْ شاء الله).
لما استقرّ الأمر للأمويين: فقضى عبد الملك بن مروان على عبد الله بن الزبير، أرسل له محمد بن الحنفية يقول: (إلى عبد الله عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من محمد بن علي، أما بعد:
فإني لما رأيت هذا الأمر أفضى إليك وبايعك الناس؛ كنت كرجل منهم، فبايعتك لواليك في الحجاز، وبعثت إليك ببيعتي هذه مكتوبة، والسلام عليك)، عندها أرسل عبد الملك إلى الحجاج واليه يأمره برعايته والمبالغة في إكرامه.
لم يطل الحال بابن الحنفية فقد اختاره الله للقائه، وتوفي رحمه الله.
هو أشهر أبناء الإمام علي بن أبي طالب بعد سيّدا شباب أهل الجنة: الحسن والحسين، يقول عنه الإمام الجنيد: (لا أعلم أحدًا أخذ عن علي وأفاد منه أكثر من محمد بن الحنفية).
اختلف المؤرّخون في مكان دفنه، فمنهم مَن قال: دُفن بين مكة والمدينة، ومنهم مَن قال: دُفن في الطائف، ومنهم مَن قال: دُفن في مقبرة البقيع.
قصة تسمية محمد بن الامام علي بمحمد الحنفية، هي: في أواخر حياة النبي ﷺ كان جالسًا مع علي بن أبي طالب فقال: (يا رسول الله، أرأيت إنْ وُلد لي ولد مِنْ بعدك، أفأسمّيه باسمك؟ وأكنّيه بكنيتك؟ قال: نعم)، ودارت الأيام وتوفي رسول الله ﷺ ثم لحقت به ابنته السيدة فاطمة الزهراء، فتزوّج الإمام علي بخولة بنت جعفر بن قيس الحنفية، فولدت له محمدًا وعرف بابن الحنفية؛ تميزًا له عن أبناء السيدة فاطمة.
لما استقرّ الأمر للأمويين: فقضى عبد الملك بن مروان على عبد الله بن الزبير، أرسل له محمد بن الحنفية يقول: (إلى عبد الله عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين من محمد بن علي، أما بعد:
فإني لما رأيت هذا الأمر أفضى إليك وبايعك الناس؛ كنت كرجل منهم، فبايعتك لواليك في الحجاز، وبعثت إليك ببيعتي هذه مكتوبة، والسلام عليك)، عندها أرسل عبد الملك إلى الحجاج واليه يأمره برعايته والمبالغة في إكرامه.
لم يطل الحال بابن الحنفية فقد اختاره الله للقائه، وتوفي رحمه الله.
سُئل يومًا: ما لأبيك يقحمك في المهالك دون أخويك الحسن والحسين؟، فقال: (ذلك أنّ أخوي ينزلا من أبي منزلة عينيه، وأنزل أنا منزلة يديه، فهو يحمي عينيه بيديه).
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات