الفتح الإسلامي في رمضان
تاريخ النشر: - تاريخ التعديل: - تاريخ القدس وفلسطين معارك المسلمين التاريخ الإسلامي - جديدنا

محطات مضيئة في تاريخ المسلمين في شهر رمضان

انتصارات المسلمين في رمضان كثيرة جداً، مما يدل على أن رمضان شهر عمل، لا شهر كسل، ولا أدل على ذلك من الفتوحات العظيمة، التي جرت في شهر رمضان المبارك، وكانت سبباً في سعادة ونجاة الشعوب أصحاب الأراضي المفتوحة.

معارك عظيمة حدثت في رمضان

غزوة بدر الكبرى: الانتصار الكبير للمسلمين

  • وقعت غزوة بدر في (17مضان من السنة 2هـ).
  • كان عدد المسلمين (313) رجلًا ليس معهم إلا فارسان بقيادة رسول الله ﷺ.
  •  كان عدد المشركين (950 رجلاً و100 فارس) بقيادة فرعون هذه الأمة أبي جهل عمرو بن هشام.
  • تحرك الرسول ﷺ  إلى بدرٍ واختار مكاناً للقتال، ثم أشار الحباب بن المنذر بتغييره ليسهل على المسلمين التحكم في مصدر المياه.
  •  أرسل الله مطراً فكان برداً وسلاماً وتثبيتاً للمسلمين، ووابلاً ورجزاً على الكافرين، وقد كان الشيطان قد أصاب المسلمين أثناء نومهم، فاحتلم منهم الكثير، فنزل المطر فطهرهم بذلك.
  • بنى سعد بن معاذ عريشاً للنبي ﷺ يقود منه الجيش، وقضى الرسول ﷺ ليلته في الصلاة والدعاء والتبتل والتضرع لله تعالى قائلًا: (اللهم إنْ تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد، اللهم إن شئت لم تعبد بعد اليوم).
  • التحم الجيشان ودارت رحى حرب طاحنة، وكان المسلمون يقاتلون بنظام الصفوف، أما المشركين فكانوا يقاتلون بنظام الكرّ والفر.
  • أنزل الله المدد الإلهي بألف من الملائكة يقودهم جبريل عليه السلام، فخرج رسول الله ﷺ وهو يقول: {سيهزم الجمع ويولون الدبر}، ثم أخذ حفنةً من الحصى فاستقبل بها قريشًا، وقال: «شاهت الوجوه!»، ورمى بها في وجوههم فما من أحدٍ من المشركين إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه، فما لبثوا إلا أنْ هزموا وولّوا مدبرين.

نتائج غزوة بدر

  1. انتصر المسلمون على قريش، فقويت شوكتهم وأصبحوا مهابي الجانب في المدينة وما حولها، وذاع صيتهم في جزيرة العرب.
  2.  منيت قريش بهزيمة منكرة، اهتزّت على إثرها مكانتها بين قبائل العرب.
  3. كان عدد شهداء المسلمين (14 رجلًا): 8 من الأنصار و7 من المهاجرين.
  4. قتل من قريش (70 رجلًا) وأسر (70 رجلاً) آخرون بينهم العديد من سادتها وأشرافها.
  5. كان لغنائم المسلمين وافتداء أسرى المشركين دور كبير في انتعاش أحوال المسلمين الاقتصادية.
  6. نال المسلمون المشاركون في معركة بدر مغفرة الله تعالى، قال ﷺ: (لَعَلَ الله اطَلَعَ على أَهْلِ بَدْرٍ فقال: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ)، ولازمهم وصف «البدريون»، وكونوا الطبقة الأولى من الصحابة، واحتلوا أوائل التراجم في كتب الطبقات، وأعطاهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعلى العطاء.

فتح مكة: استعادة المدينة المقدسة

  • وقعت في (20) من شهر رمضان للعام (8) من الهجرة.
  • سببها: انتهكت قبيلةَ قريشٍ الهدنةَ التي كانت في صلح الحديبية، بإعانتها لحلفائها من بني بكرٍ في الإغارة على قبيلة خزاعة حلفاءُ المسلمين، وردّاً على ذلك جَهَّزَ النبي ﷺ جيشاً قوامه (10 آلاف) مقاتل لفتح مكة، وتحرَّك الجيشُ حتى وصل مكة فدخلها سلماً دون قتال، إلا ما كان من جهة سيدنا خالد بن الوليد.
  • حاول بعضُ رجال قريش بقيادة عكرمة بن أبي جهل التصديَ للمسلمين، فقاتلهم خالدٌ وقَتَلَ منهم اثني عشر رجلاً، وفرَّ الباقون منهم، وقُتل من المسلمين رجلان اثنان.
  • لمَّا نزل الرسولُ ﷺ بمكة، وجمع الناس حوله، قام فيهم خطيباً فعفى عن أهلها وقال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، ثم جاءَ الكعبة فطاف بها وجعل يطعنُ الأصنامَ التي كانت حولها بقوس كان معه، ويقول: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ وأمر بلال بن رباح أن يصعد الكعبة فيؤذن.

نتائج فتح مكة المكرمة

  1.  تطهير أول بيت وضع للعبادة على ظهر الأرض من مظاهر الشرك والوثنية.
  2.  دخول الكثيرٍ من أهل مكة في الإسلام، وعلى رأسهم سيد قريش أبو سفيان بن حرب، وزوجتُه هند بنت عتبة، وكذلك عكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق، وغيرُهم.
  3. أصبح الطريق ممهداً لفتح الطائف وما حولها، ومن ثم القضاء على الشرك في أرض الجزيرة العربية.

اليرموك: معركة حاسمة ضد الإمبراطورية البيزنطية

  • حاصر أبو عبيدة حمص سنة (15هـ)، فبدأ هرقل بحشد كل قواته في منطقة أنطاكية وشمال الشام استعداداً لمعركة حاسمة.
  • أشار خالد  على أبي عبيدة أن يخرج من حمص ويجمع كل الجيوش المنقسمة في الجابية، فأخذ أبو عبيدة برأي خالد، فاجتمعوا كلهم في هضبة الجابية، لقربها من جهة الجزيرة العربية، وهناك قام أبو عبيدة بتولية خالد قائداً عاماً للمعركة.
  • كان عدد الروم (240) ألف مقاتل، فيهم (40) ألف فارس. كانوا منضوين تحت خمسة جيوش، يقودهم “ماهان”.
  •  كان عدد المسلمين (40) ألف: فيهم (1000) من أصحاب رسول الله ﷺ، فيهم نحو (100) من أهل بدر رضي الله عنهم، أما عدد فرسانهم (10) آلاف فارس، بقيادة أبي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد رضي الله عنهما.
  • قام خالد بتقسيم جيشه إلى (36) كتيبة كل كتيبة تضم (800 إلى 900) مقاتل، وثلاثة كتائب للفرسان تحت كل كتيبة (200)، وتولى هو قيادة الحرس المتحركة والمكونة من (4,000) وجعلها كقوة احتياطية.
  •  كان مشاة جيش الروم مصطفين على (30) صف خلف بعضهم، وكان مشاة جيش المسلمين (3) صفوفٍ فقط؛ لقلة عدد المسلمين.
  •  استمرت المعركة (ستة أيام) طاحنة، كانت كفيلة بتغيير معالم التاريخ، أبلى المسلمون فيها أعظم بلاء، وقدموا أعظم صور الفداء والتضحية في سبيل نشر دين الله سبحانه.

نتائج معركة اليرموك

  1. كانت معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية، وأبعدها أثراً في حركة الفتح الإسلامي.
  2.  انهزم جيش الروم هزيمة قاسية.
  3.  استقر المسلمون في بلاد الشام، واستكملوا فتحها جميعا، ثم واصلوا مسيرة الفتح إلى الشمال الإفريقي.
  4. قتلى الروم على أقل تقدير (70.000) قتيل، وبعض المؤرخين أوصل العدد إلى (120.000) قتيل، وهذه لم تكن معركة وإنما مجزرة بحق الروم.
  5. عدد شهداء المسلمين لا يتجاوز (4000) شهيد رحمهم الله.

عين جالوت: هزيمة المغول وحماية العالم الإسلامي

  • وقعت معركة عين جالوت في أرض فلسطين قرب مدينة نابلس، في بلدة عين جالوت، وكان ذلك في 15 من شهر رمضان لعام 658 هـ الموافق لـ 1259م.
  • بعد القضاء على عاصمة الدولة العباسية في بغداد، استمر المغول بقيادة هولاكو في تدمير البلاد الإسلامية.
  •  قام قائد المغول هولاكو بإرسال رسالة إلى حاكم مصر السلطان سيف الدين قطز فيها تهديد له ولحكمه، ويدعوه إلى الاستسلام والخضوع وتسليمه بلاده، إلا أن السلطان سيف الدين قطز  رفض ذلك وبدأ يجهز جيشه للخروج للقائهم.
  • سلك سيف الدين قطز في ترتيب جيشه نهجاً جديداً في التخطيط العسكري، حيث كوّن في مقدمة الجيش فرقة كبيرة على رأسها بيبرس، وجعلها تتقدم وتظهر تحركاتها بينما يتخفى بقية الجيش.
  • أعطى كتبغا إشارة البدء لقواته بالهجوم على المقدمة التي ظن أنها كل الجيش، ونفذ بيبرس وجنوده تراجعاً سريعاً ليستدرجوا جيش المغول لداخل سهل عين جالوت.
  • ثم نزل جيش المسلمين الرئيسي من خلف التلال إلى ساحة المعركة، وأسرعت فرقة قوية لغلق المدخل الشمالي لسهل عين جالوت، وبذلك أحاطت قوات جيش المسلمين بالتتار من كل جانب واحتدم القتال فرمى قطز خوذته وأخذ يصرخ: (وا إسلاماه… وا إسلاماه).
  • تقدم أمير من أمراء المماليك واسمه جمال الدين آقوش الشمسي واخترق صفوف التتار حتى وصل لكتبغا وقتله، وبذلك انهارت عزيمة التتار وبدأوا بالهرب وارتفعت راية الإسلام.

نتائج المعركة

  1. انتصر المسلمون على التتار انتصارًا عظيمًا ومشرفًا أدى إلى طرد التتار وإبعادهم عن بلاد الشام.
  2. تجاوز المسلمون الهزيمة النفسية التي كانوا يعانون منها جراء توغل التتار في البلاد الإسلامية.
  3. عودة العزة والهيبة للأمة الإسلامية التي عانت من الانكسار لمدة ستين سنة.
  4. عودة الوحدة بين بلاد الشام ومصر وكونت تحالفًا صلبًا استراتيجيًا ضد أي هجمة على المسلمين.

حصار بيت المقدس: تحرير القدس وتأسيس الخلافة الأموية

  • بعد فتح دمشق، كتب أبو عبيدة إلى أهل إيلياء يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، أو يبذلون الجزْية، أو يؤذنون بحربٍ، فأَبوا أن يُجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم في جنوده، وكان قد سيّر نحو القدس سبعة جيوش، على رأسهم: (يزيد، وخالد، وشرحبيل، ومعاوية).
  • كان “عمرو بن العاص” قد ضرب حصارًا شديدًا على المدينة المقدسة، وكان “أرطبون الروم” قد فرّ إلى بيت المقدس، فلما وصلت إليه الأخبار عن تجمع الجيوش الإسلامية لفتح المدينة المقدسة، أحس بالخوف الشديد، فهو لم ينس هزيمته المذلة أمام عمرو بن العاص في “معركة أجنادين”، وقد كان عمرو لوحده، فكيف إذا اجتمع عمرو بن العاص وأبو عبيدة وخالد بن الوليد؟!
  • طال حصار القدس واستمر (4) أشهر، قطع فيها المسلمين على الروم كافة سبل النجاة وضيقوا عليهم، ولكن الروم لم يستسلموا.
  •  بعث أسقف القدس للمسلمين يتساءل عن سبب فتحهم للقدس، فأجابه أبا عبيدة بأنها بلاد الأنبياء ومسرى الرسول ﷺ، وأنهم لن يتركوها أبدًا إلى أن يملكهم الله إياها كما ملكهم غيرها، فسألهم عن مطلبهم؟،
  •  فأجابوا: إحدى ثلاث: (إما الإسلام، أو الجزية والصلح، أو القتال)، فرضي الأسقف بالصلح، ولكنه قال لهم بأن لا يدخلها إلا عمر.
  •  فكتب أبو عبيدة كتابا إلى عمر، فقرر أمير المؤمنين المسير لاستلام مفاتيح القدس، وكان ذلك سنة (16 هـ).

معركة بلاط الشهداء (بواتييه)

قائدها والي الأندلس عبد الرحمن الغافقي، والذي قرر أن يفتح القسطنطينية من خلال فتح أوروبا كلها، فتوغل في بلاد فرنسا بهذه النية الحسنة، حتى وصل إلى مدينة بواتييه، واصطدم بشارل مارتيل، وحدثت معركة عظيمة ذهب فيها الكثير من شهداء المسلمين، ولو قدّر الله نصر المسلمين لكانت أوروبا تدين بدين الإسلام اليوم.

معركة الزلاقة

  • بعدما تمزقت الأندلس إلى (22) دويلة، قرر النصارى بقيادة ألفونسو السادس، أن يفتحوا إشبيلية، أهم ولايات الأندلس، وكانت تحت إمرة “المعتمد بن عباد”، فاستعان بالقائد المسلم العظيم “يوسف بن تاشفين” حاكم دولة المرابطين في المغرب العربي، والذي يعد الخليفة الراشد السادس أو السابع (الخلفاء الراشدون الأربعة، ثم الحسن بن علي، ثم عمر بن عبد العزيز، ثم يوسف بن تاشفين).
  •  قام وزراء المعتمد بن عباد بنصحه بعدم الاستعانة بيوسف بن تاشفين، لأنه سيخسر ملكه، فقال مقولة رائعة: (لئن أرعى الجمال أحب إليّ من أن أرعى الخنازير).
  • ضحى المعتمد بن عباد بملكه حتى لا تذهب الدولة لغير المسلمين.

معركة شقحب

  • جيوش جرارة للمغول بلغت 130 ألف مقاتل بقيادة “قطلوشاه” تعبر نهر الفرات، وتتجه صوب حماة فاستولوا عليها، ثم انطلقت فرقة عسكرية مغولية باتجاه “القريتين”، وهي منطقة قرب حِمْص، فتمكَّن المماليك من الانتصار على الفرقة المغولية وأبادوها، وهي معركة مهَّدت للمعركة الفاصلة في شقحب.
  • كان هذا الانتصار مهما لرفع الروح المعنوية للمماليك، لكن المغول قرروا الاستيلاء على حماة، ومنها انطلقوا إلى دمشق، فالتقى أخيرا الجيش المصري بقيادة الناصر بالجيش الشامي  في منطقة مرج الصفر، وبالتحديد في قرية تُسمى شَقْحَب جنوب دمشق وانتظر لقاء الجيش المغول.
  • قُبيل اللقاء شرع السلطان والخليفة العباسي “أبو الربيع سُليمان المستكفي بالله” في شحذ الهِمَم، وترتيب الجيش، وكان للفقهاء والعلماء وعلى رأسهم العلامة ابن تيمية دور محوري في رفع الروح المعنوية، فقد بشَّر الناس وثبَّتهم وهُم على خط القتال قائلا: “إنكم لمنصورون، والله إنكم لمنصورون!”، ثم دخل شهر رمضان يوم الجمعة، وتضرَّع الناس في صلاة التراويح أن ينصر جيش المسلمين، وجلسوا يرتقبون الأخبار.
  • في نهاية المطاف، هرب قائد المغول “قطلوشاه” مع نفر قليل من أنصاره باتجاه الفرات، فغرق بعضهم ومات البعض الآخر في صحراء العراق، وكان انتصار المماليك على المغول بشرى عارمة في العالم الإسلامي.
  • وهكذا كانت معركة “شقحبالفصل العسكري الأخير في إنهاء أسطورة المغول العسكرية في المنطقة.

 

وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء

كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:

فتح القسطنطينية والسلطان محمد الفاتح و تاريخ فلسطين القديم (من النشأة حتى الإسلام)

و الخلافة العثمانية – دولة حملت الراية و أسباب انحدار الحضارة الإسلامية

الأسئلة الشائعة

من أشهر انتصارات المسلمين في رمضان معركة؟

غزوة بدر الكبرى التي آذنت بميلاد دولة الإسلام محروسة بجيش غايته إعلاء راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ليفوزوا برضا الله و يحوزوا جنته.

ما هي الحروب التي حدثت في رمضان؟

غزوة بدر - فتح مكة - معركة اليرموك - حصار وفتح بيت المقدس - معركة بواتييه في فرنسا - معركة الزلاقة - معركة شقحب - معركة عين جالوت - معركة العاشر من رمضان (6 أكتوبر 1973)

اول غزوة خاضها المسلمون في رمضان

غزوة بدر الكبرى

 

اترك تعليقاً