مكانة المراة في الإسلام – نساء خالدات
الحلقة الأولى
السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، نالت لقب ذات النطاقين لدورها أثناء هجرة النبي ﷺ إلى المدينة المنورة، ذات علم وحكمة وحسن تصرف، بشرت بالجنة وكانت ولادتها نصرًا للمسلمين، ربّت ولدها فصار أحد العبادلة الأربعة بطلًا مقدامًا.
كانت السيدة أسماء من أوائل المسلمين، تلقت تعاليمه وعاشت معانيه، تزوجت بالزبير بن العوام رضي الله عنه، وحفظت سر الهجرة لمّا سألها أبو جهل عن رسول الله ﷺ وأبيها، وكانت تأتيهما بالزاد والطعام إلى غار ثور، ومزقت في سبيل ذلك نطاقها فبشرت بالجنة.
أخزى الله اليهود بوالدة السيدة أسماء لابنها عبد الله، وفرح المسلمون وطافوا به في شوارع المدينة مكبّرين، ربّت السيدة أسماء ابنها عبد الله على ثلاث: (العبادة والعلم والفروسية)، فكان عَلَمًا بها جميعًا حتى غدا خليفة للمسلمين، قارع الأمويين حتى استشهد بعد أن ثبتته أمه في موقف لا نظير له لأم في التاريخ.