تعرف على إبليس وتوعده لآدم وذريته
ماذا لو سجد ابليس لآدم؟! ماذا لو أطاع إبليس الأمر الإلهي كما فعلت الملائكة الكرام،…
اقرأ المزيديُعرّف الاستبداد في لغة العرب على أنه الانفراد، يُقال: اِستبدّ بالأمر، أي انفرد به دون غيره، وقد وصف ذلك عبد الرحمن الكواكبي في كتابه العظيم “طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد” فقال: (أَشدُّ مراتب الاستبداد هي حُكم الفردِ المُطلق) الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية.
ولعلَّ أبرز الشخصيات التي عُرفت بقيادتها الفردية، وحكمها المطلق لمئات الملايين من الناس: الزعيم الصيني الشهير (ماو تسي تونغ).
ولد (ماو تسي تونغ) عام 1893م في الصين، في مقاطعة “هونان“، وكان والده فلّاحاً، لكنه لطموحه العالي، أراد أن يصبح أستاذاً، فالتحق بالجامعة في العاصمة بيكين، وفي هذه الفترة، كانت البلاد تمر بثورة واضطرابات هدفتها التخلص من الحكم الملكي لسلالة “تشينغ” الطاغية.
واستمرت الأحداث (10) سنوات، تمكنت بعدها الصين من التخلص من الملكية، وقامت الجمهورية يقودها “صن يات صن”، رئيس الحزب الحاكم الجديد المسمى “كومنتانغ” الحزب الشعبي الوطني الصيني.
في عام (1918م) حدث انتصار الثورة الفاشية الشيوعية في روسيا بقيادة لينين، خلال هذه الفترة كان “ماو تسي تونغ” في الجامعة، يقرأ للينين والماركسية، فتأثر به واعتنق الشيوعية.
ثم بدأ يقود المظاهرات الطلابية ضد أي وجود أجنبي في البلاد، وفي عام (1921م) كان واحداً من (12) شخصاً، أسسوا الحزب الشيوعي في مدينة شنغهاي، وترقّى فيه حتى صار زعيماً للحزب عام(1937م).
تقوم الماركسية الشيوعية على الاشتراكية في الأديان، وأنّ السيطرة للعمال. اتفق “ماو تسي تونغ” مع هذه الفكرة حتى عام (1925م) حيث غيّر رأيه، فأضاف الفلاحين الذين كانوا أكثرية في الصين، فطُرد على إثرها من الحزب، والتفّ حوله الفلاحين وازدادت شعبيّته.
توفي “صن يات صن” أول رئيس للصين الجمهورية، الذي يُسمى بـ “أبي الأمة الصينية”، فخَلِفَه “تشانغ كاي تشيك”، الذي قام بشن حملة على قادة الميلشيات شمال البلاد بمساعدة الاتحاد السوفيتي، واستطاع توحيد كامل البلاد بزعامة الحزب الشعبي الوطني الصيني.
ثم ما لبث أن طرد الخبراء السوفييت الذين ساعدوه، ثم أردا الاستبداد بالحكم فأدخل البلاد في أتون حرب أهلية، بين الحزب الوطني الحاكم والشيوعيين، فبدأ بتطهير البلاد من الشيوعيين، فهرب “ماو تسي تونغ” مع الشيوعيين إلى الجبال في الشمال، ونظّموا هناك أول حكومة سوفييتية صينية ترتكز على الفلاحين.
اقرأ المزيد: الحلقة السادسة والعشرون: ثيودور هرتزل وتوجيه الرأي العالمي – قصة وفكرة الجزء الثاني
في سنة (1934م) أحاط القوميون بالشيوعين في الجبال، فهربوا بقيادة ماو الذي استبدّ بهم من خلال رحلة طولها 6000 ميل (10آلاف كيلو متر) نحو الحدود الغربية:
بعد هذه الرحلة، بدأ ماو بإعادة قوته المنهارة وتنشيط حركته، حتى عام (1937م) حيث اجتاحت اليابانُ الصينَ وسيطرت عليها، عندها أرسل “تشانغ” زعيم الحزب القومي الحاكم إلى “ماو” زعيم الشيوعيين، يدعوه للتعاون ضد الاحتلال الياباني.
فتعاونا لمدة 9 سنوات، ثم تعاون “تشانغ” مع الولايات المتحدة، وتلقى منها الدعم أثناء الحرب العالمية الثانية، أما “ماو” فكان يدعمه السوفييت، فقام بإنشاء المدارس السوفييتية وراح ينشر فكرها.
لما هُزمت اليابان في الحرب عام (1945م) انسحبت من الصين، وكان يسيطر “ماو” على (770) ألف كيلو متر مربع من الصين، فصرّح أنه” لن يكون هناك سلام داخل الصين، ما لم تعزز سلطة الشعب الشيوعية”، رافضاً مشاركة القوميين، فخاض ضدهم حرباً شاملة، انتصر فيها بعد 4 سنوات.
دخلت القوات الشيوعية شنغهاي، آخر معاقل القوميين دون مقاومة، وصار “ماو تسي تونغ”، حاكماً لأكثر من (650) مليون نسمة، وصار زعيماً مقدّساً لا منافس له.
أصدر “ماو تسي تونغ” قرارات قاسية بهدف تحويل الصين من بلد زراعي إلى بلد صناعي:
فأزال قرى زراعية بأكملها، وشكل تجمعات اشتراكية، وأعاد توزيع السكان، وأمر بحفر المناجم لإنتاج الحديد، وأعلن ما يسمى بالقفزة الكبرى إلى الأمام، وسار على منهجية ستالين في روسيا.
إقرأ المزيد: الحلقة الثانية والعشرون: بطرس الأكبر – في سبيل النهضة – قصة وفكرة الجزء الثاني
سارت الأمور كما يَشتهي “ماو” إلى أن تُوفي “ستالين”، وخَلِفه “خروتشوف”، الذي ألقى خطاباً لـ 8 ساعات، تحدث فيه عن:
اهتزّ حكم الشيوعيون في الصين فأطلق “ماو” حملة المئة وردة، التي دعا من خلالها الشعب للتعبير عن رأيه بصراحة، ولكنه في الحقيقة من خلالها بدأ يتهم كل مخالف له بالخيانة للوطن، وقام بتصفية نصف مليون إلى مليون معارض له.
عام (1966م) أردا أن ينسي الناس ما فعله فأعلن عن الثورة الثقافية، ومن خلالها حرّض الطلبة، ومناصري الشيوعية، على مهاجمة بعض القادة من الحركة الشيوعية، الذين كان لديه شك في ولائهم له، وأطلق شعار “حقٌ لك أن تثور” فجعلها ثورة بإذن الحاكم.
بمساعدة الجيش تحول “ماو” إلى أسطورة، وأطلق على أقواله القداسة ووزعت على الشعب بملايين النسخ، ولكن الثمن كان ملايين الناس من الضحايا بصراع سياسي عنيف، وصل نتيجة ذلك 71 ضابط إلى اللجنة التنفيذية للحزب.
كان “ماو تسي تونغ” يقول:
في 9 أيلول 1976 توفي الزعيم الصيني “ماو تسي تونغ” المُستبدّ، وكان عمره 82 سنة، وأقيمت في بكين مراسم تعزية حضرها مئات الألوف، لرجلٍ حوّل ثورة شعبية لحكم استبدادي بتفويض من الشعب.
ينظر الإسلام إلى الحاكم باعتباره وكيل عن الأمة في تطبيق أحكام الإسلام، بينه وبينهم عقد أن يُطبّق أحكام الإسلام عليهم، ولهم خلعه إذا خالف مقتضى هذا العقد.
(الاستبداد أصل كل فساد، وهو أكبر المُنكرات بعد الشرك والكفر، ويجب التصدّي له: باليد، أو اللسان، أو القلب وذلك أضعف الإيمان).
وأخيراً، يمكنكم الاستفادة، والاطلاع على المزيد من المقالات:
القيادات المستقبلية و تذوق الجمال و صناعة الثورة والانقلاب عليها
يُعرّف الاستبداد في لغة العرب على أنه الانفراد، يُقال: اِستبدّ بالأمر، أي انفرد به دون غيره، وقد وصف ذلك عبد الرحمن الكواكبي في كتابه العظيم “طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد” فقال: (أَشدُّ مراتب الاستبداد هي حُكم الفردِ المُطلق) الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية.
في عام (1918م) حدث انتصار الثورة الفاشية الشيوعية في روسيا بقيادة لينين، خلال هذه الفترة كان “ماو تسي تونغ” في الجامعة، يقرأ للينين والماركسية، فتأثر به واعتنق الشيوعية، ثم بدأ يقود المظاهرات الطلابية ضد أي وجود أجنبي في البلاد، وفي عام (1921م) كان واحداً من (12) شخصاً، أسسوا الحزب الشيوعي في مدينة شنغهاي، وترقّى فيه حتى صار زعيماً للحزب عام(1937م).
اهتزّ حكم الشيوعيون في الصين فأطلق “ماو” حملة المئة وردة، التي دعا من خلالها الشعب للتعبير عن رأيه بصراحة، ولكنه في الحقيقة من خلالها بدأ يتهم كل مخالف له بالخيانة للوطن، وقام بتصفية نصف مليون إلى مليون معارض له.
- علينا أن نكون متواضعين متروّين، وأن نتحصّن ضد الغرور والاندفاع الطائش، وأن نخدم الشعب الصيني، بكل أمانة وإخلاص.
- اِشحذوا عزائمكم، ولا تَخشوا التضحيات، وتغلبوا على كل الصعوبات، تكسبوا النصر.
- إِنّ الكوادر هم العامل الحاسم في تحديد الخط السياسي للدولة.
1- تركَ الأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر.
2- الغطاء الشرعي والتبرير لتصرفات الحاكم.
3- الغلو في طاعة ولي الأمر.
4- دعوى عدم الأهلية لممارسة الشورى.