دراسة أحداث هيأت لنزول الرسالة في مكة المكرمة
تعتبر السيرة النبوية مصدرًا هامًا للتعرف على تاريخ الإسلام وتراثه، وتعد مرجعًا مهمًا للعلماء والدعاة…
Read moreيأجوج ومأجوج قومٌ من الناس حصرهم الرجل الصالح ذو القرنين بين جبلَين، وبنى عليهم سداً، حمايةً للعباد من شرّهم وكيدهم، ويكون خرجوهم من ذلك السدّ علامةً من علامات الساعة الكبرى، فيُفسدون في الأرض إلى أن يأذن الله -تعالى- بموتهم جميعاً فيُرسل عليهم النغف فيموتون موتةً واحدةً، لكن من هم؟ وهل خرجوا الآن ويعيشون بيننا؟ وأين يقع هذا السدّ الذي يحجزهم؟ أسئلة نجيب عنها في مقالتنا هذه إن شاء الله.
.قيل أن اسم يأجوج ومأجوج اسم أعجمي، وقيل: عربي أخذ من أجيج النار وهو التهابها، وقيل: من الأجاج وهو الماء الشديد الملوحة، وقيل: من الأج وهو سرعة العدو، وقيل: من الأجة بالتشديد، وهي الاختلاط والاضطراب، وهما علامة على قبيلتين من أبناء يافث بن نوح عليه السلام.
قال الله سبحانه وتعالى:{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}.
قال الله سبحانه: { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} أمرهم أن يجمعوا كل الحديد، فجمعوا الحديد ورموه بين الجبلين {حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا} أي أشعلوا النار، فبقيت النار مشتعلة إلى أن ذاب الحديد { حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا } صار الحديد أحمر مثل النار فتركوه حتى جمد، ثم { قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا }جاء بالنحاس المذاب وأفرغه فوق الحديد زيادة في القوة.
{ فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } فلم يستطع قوم يأجوج ومأجوج تجاوزه من الأعلى أو حفره من الأسفل، كانوا كلما حفروا حفرة صغيرة تركوها إلى اليوم الثاني فتعود الحفرة كما كانت.
{قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}: هذه الرحمة لن تستمر، وسيأتي يوم ينهدم السد، ويخرج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان.
{وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ}إذا انهار السد تأتي هذه الأعداد الهائلة من قوم يأجوج ومأجوج كالأمواج فيقضوا على الناس ويسيطروا على الأرض فإذا حدث ذلك فهذا نذير باقتراب الساعة {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا}
لا يوجد ما يمنع من ذلك إذ لا يوجد نص شرعي لا من القرآن ولا من السنة يدل على كونه من الأمور الغيبية التي لا يطلع عليها الناس، بل يستفاد من نصوص الشرع عكس ذلك، وهو معرفة الناس للسد ومعرفتهم ليأجوج ومأجوج ومن الأدلة على ذلك ما يأتي:
في آخر الزمان تبدأ علامات الساعة الكبرى بظهور الدجال، ثم ينزل المسيح عليه السلام فيقتل الدجال، وفي هذه الأثناء ينهدم السدّ الذي بناه ذو القرنين ويكتسح قوم يأجوج ومأجوج الأرض، حتى يصلوا إلى الشام فيأمر الله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام أن يذهب إلى الجبال مع المؤمنين، فيصعد به إلى جبال في فلسطين قريبة من القدس.
يصل قوم يأجوج ومأجوج إلى بحيرة طبريا «فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء»، ثم يسيطرون على الأرض ولا يبقى إلا أصحاب عيسى عليه السلام الذين معه أو مستخفٍ بإيمانه، ثم يقول قوم يأجوج ومأجوج: قتلنا من في الأرض فلنقتل من في السماء، فيأخذ أحدهم حربة فيرميها إلى السماء فترجع وعلى رأسها الدم، فيقولون: قتلنا الله -تعالى الله سبحانه-، فيفتن ضعاف الإيمان ويكفرون.
يلح المسيح عليه السلام والمؤمنون بالدعاء، فيستجيب الله سبحانه ويرسل على قوم يأجوج ومأجوج “النغف” في رقابهم، وهو مخلوق صغير كالدود في أنف البعير، فيموت به قوم يأجوج ومأجوج جميعًا، قال رسول الله ﷺ: «فيرسل الله تعالى عليهم “النغف” في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله تعالى،
فيرسل الله تعالى طيرًا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله عز وجل مطرًا لا يُكِنُّ منه بيت مَدَر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة -المرآة-، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردّي بركتك».
قال رسول الله ﷺ: «يكون عيسى ابن مريم في أمتي حكمًا عدلًا، وإمامًا مقسطًا، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل ذي حمة، حتى يدخل الوليد يده في فيّ الحية فلا تضره، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتنبت الأرض نباتها كعهد آدم: حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم».
قال الله سبحانه وتعالى:{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
فتنة المسيح الدجال و الإسلام ببساطة و السيرة النبوية الشريفة و يوم القيامة العلامات الصغرى والكبرى
حفظكم الله وبارك فيكم .
سنين اسمع عنك يا شيخ طارق واليوم هداني الله وهذا انا ابداء بموقعك اتعلم منه
جزاكم الله خير