الإلحاد بين الوهم والحقيقة
ما هو الإلحاد؟ وهل هو دينٌ؟ أم مذهبٌ معين؟ أم هو موقف فكري وفلسفي يمكن…
Read moreيكثر الحديث اليوم عن نظرية المؤامرة في الأوساط العامة، ولكنه يقل كحوار وتنضيج، فهل نظرية المؤامرة واقع أم خيال؟
بدأ الصراع بين الحق والباطل والخير والشر منذ بداية الزمن {وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض}، والأحداث العظام التي تتوالى على أمتنا نتيجة لهذا الصراع، كما أن الأمم والدول لديها مصالح تسعى لتحقيقها فيحدث هذا الصراع بسببها أيضًا، هذا ما يقوله رافضي نظرية المؤامرة، فماذا يقول المؤمنون بها؟
يرى بعض الناس أنّ هذه الأحداث العظام التي عصفت وتعصف بأمتنا ليست عفوية (فعل ورد فعل)، بل إنها نتيجة تخطيط وتدبير، وهي جزء من مؤامرة كبرى يقوم بها الغرب بهدف السيطرة على هذه الأمة وإيقاف الخطر الأخضر الذي يسمونه “الإسلام“، وهؤلاء الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة لهم أدلة تتنوع بين: (مسائل شرعية – وثائق وأدلة).
[أ. زياد أبو غنيمة]
المقصود بالمؤامرة هو العداء للإسلام، وهذا موجود منذ بدء بعثة النبي ﷺ، ولكنها اليوم بهذا المصطلح كبّرت وضخّمت أكثر من اللازم نتيجة حالة الضعف التي نحن فيها، فلأننا ضعاف فنحن نسقط مشاكلنا على شمّاعة المؤامرات.
وهذا دليل يؤيد رافضي نظرية المؤامرة، فالتآمر عبارة عن فعل ورد فعل، فالغرب لم يخططوا لنا لنخطئ فيستغلوا ذلك.
يجيب المؤيدون لنظرية المؤامرة: بالعكس هذا يدفع الأمة لتواجه هذه المؤامرة، فلو أننا استفتينا الناس: من هو مستعد للموت في سبيل هذا الدين؟ لما وجدنا متردد، والسبب أنّ الأمة استفزت بالمؤامرات.
الأحداث الرئيسية التي أوصلتنا لما نحن فيه اليوم:
هل نحن من عملها والغرب من قام باستغلالها؟ أم أنهم من خطط لها أصلًا وبالتالي حدثت فاستغلوها؟
نحن سواء كنا نؤمن بنظرية المؤامرة أم لا، دعونا نتفق على أن الأهم من الحديث عنها والترويج لها ومحاولة إثباتها ونشرها، هو مواجهتنا لأنفسنا ونحل مشاكلنا وننظر في نقاط ضعفنا ونخطط لمصالحنا، فنحن من يعطي أعدائنا مجالًا ليتغلبوا علينا، لذلك علينا الانطلاق من أنفسنا، قال رسول الله ﷺ:
« يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت».
يجب علينا ألا نخشى المؤامرات وننشر اليأس في التغلب عليها: فالله سبحانه وتعالى أخبرنا فقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}، وبينّ لنا حال المؤمنين معها: {ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَٰنًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ}.
هناك نقاط التقاء بيننا وبين الحضارة الغربية: فليس كل ما بيننا صدام، وحرية التعبير ستنفع الإسلام أكثر من أي منهج آخر، فعلينا أن نتعاون فيها بشرط العدل والإحسان، كما علينا الحذر وقدم تسليم مقاليد أمورنا لهم، فهم رفعوا لنا شعارات الديموقراطية ولكنهم لا يزالون يرفضون التعاون مع أبرز من أفرزتهم الديموقراطية منا.
المواجهة غير محصورة في الجانب السياسي: فالفكر والأخلاق هما الأساس، وعلينا البدء بدراسة الفكر الغربي والصيني وغيرها من الأمم بدقة وواقعية بعيدًا عن التهويل والشعور بأننا مستهدفين.
الانتقال من جانب المشاعر إلى جانب العمل: كم عدد مراكز الدراسات التي لدينا بالمقارنة معهم؟ كم عدد الذين يحسنون العبرية منا بالمقارنة مع من يحسن العربية منهم؟ هم يخططون: هذا حقهم، هم يتآمرون: هذا هدفهم، هم يريدون مصالحهم: من ينكر عليهم؟! ولكن.. أليس لنا دين نريد أن ننشره؟! فأين جهدنا في ذلك؟!
نظرية المؤامرة هي مفهوم يُستخدم لوصف اعتقادات بعض الأشخاص بأن هناك مؤامرات ومخططات خفية تتعامل مع الأحداث والظواهر في العالم.
في السياق الديني والإسلامي، ترتبط هذه النظرية ببعض الاعتقادات والتفسيرات الخاصة بالقرآن الكريم.
بعض الأشخاص يقترنون بنظرية المؤامرة في القرآن الكريم بتفسيرات غير تقليدية للنصوص القرآنية.
يعتقدون أن هناك تفسيرات خفية ومخفية للقرآن تتعامل مع أحداث وشؤون العالم الحديث، وأن القرآن يحمل رسائل مشفرة تتعلق بمؤامرات دولية أو أحداث معاصرة.
هذه النظرية غالبًا ما تكون موجودة في أوساط معينة ولا تمتلك أسسًا دينية قوية.
يجب مراعاة أنه يمكن تفسير القرآن الكريم بأساليب مختلفة، ولكن يفضل أن يتم ذلك باستناد إلى الأصول التقليدية للتفسير الإسلامي وباحترام السياق والتاريخ الثقافي والديني.
تجدر الإشارة إلى أن معظم علماء الدين يعتبرون تفسير القرآن بالمؤامرات والنظريات الغير تقليدية غير مقبولة ويفضلون الالتزام بالمنهجيات التقليدية والتفسير الشرعي المعترف به.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
غاندي والسلمية و القيادة الفردية المستبدة و الايمان وأهدافه
بلى النظرية موجودة.
يرى بعض الناس أنّ هذه الأحداث العظام التي عصفت وتعصف بأمتنا ليست عفوية (فعل ورد فعل)، بل إنها نتيجة تخطيط وتدبير يقوم به الغرب بهدف السيطرة على هذه الأمة.
العداء للإسلام موجود منذ بدء بعثة النبي ﷺ، ولكنه اليوم بهذا المصطلح كبّر وضخّم أكثر من اللازم نتيجة حالة الضعف التي نحن فيها، فلأننا ضعاف فنحن نسقط مشاكلنا على شمّاعة المؤامرات.
كان هو شخصيًا أحد عناصر أول شبكة جاسوسية في القاهرة في مصر، والهدف الرئيسي لهذه الشبكة كان الحيلولة دون وصول الإسلاميين إلى حكم مصر.
نحن سواء كنا نؤمن بنظرية المؤامرة أم لا، دعونا نتفق على أن الأهم من الحديث عنها والترويج لها ومحاولة إثباتها ونشرها، هو مواجهتنا لأنفسنا ونحل مشاكلنا وننظر في نقاط ضعفنا ونخطط لمصالحنا، فنحن من يعطي أعدائنا مجالًا ليتغلبوا علينا.