أعظم ما قام به أمير المؤمنين بعد إقامة العدل الشامل في دولة الإسلام: هو الفتوحات الإسلامية في بلاد الفرس والروم، وأعظم بجيش كان بإيمانه القوي بالله قادر على تحرير بلاد شاسعة، والقضاء على دول وممالك طال بها الزمن، وهدفه الأسمى تحرير البشر من حياة العبودية، وإرشادهم إلى طريق السعادة والكرامة، والفوز بالدارين.
أسباب معركة اليرموك
عندما كان أبو عبيدة يحاصر حمص سنة 15هـ، فبدأ هرقل بحشد كل قواته في منطقة أنطاكية وشمال الشام استعداداً لمعركة حاسمة، تحرك الجيش الامبراطوري البيزنطي من أنطاكيا.
كانت الخطة كالآتي: جيش “جبلة بن الأيهم” من العرب النصارى ينطلق إلى حمص من حلب، ويحتجز الجيش الرئيسي للمسلمين في حمص، يقوم القائد “ديرجان” بتحركات ملتوية ما بين الساحل وطريق حلب حيث يصل إلى حمص من الغرب، ويتحرك القائد “غريغوري” إلى حمص من الشمال الشرقي، ويسير قناطير بمحاذاة الطريق الساحلي إلى بيروت، إلى دمشق ويفصل الجيش الرئيسي للمسلمين في حمص، وجيش القائد “ماهان” قوة احتياطية خلف جبلة وتصل حمص عن طريق حماة.
عرف أبو عبيدة مبكراً من خلال استخباراته تحركات الروم كلها، فجمع قادة جيشه واستشارهم، فأشار عليه خالد أن يخرج من حمص ويجمع كل الجيوش المنقسمة في الجابية، فأخذ أبو عبيدة برأي خالد، وأرسل إلى يزيد فأخلى دمشق، وأرسل إلى شرحبيل في الأردن، وإلى عمرو بن العاص في فلسطين، فاجتمعوا كلهم في هضبة الجابية، لقربها من جهة الجزيرة العربية، وهناك أقر أبو عبيدة بتولية خالد قائداً عاماً للمعركة.
جيش الروم في معركة اليرموك
كان الروم منضوين تحت خمسة جيوش، وصل عددهم (240) ألف مقاتل، فيهم (40) ألف فارس.
قائد جيش الروم في معركة اليرموك
قادة جيش الروم: “ماهان” ملك أرمينيا القائد العامّ للجيوش البيزنطية، و“قناطير” (أمير روسي) على رأس جيش روسي سلافي، و“جبلة بن الأيهم” ملك الغساسنة على رأس جيش من نصارى العرب، بالإضافة إلى “جريجوري” و”ديرجان” على رأس جيشين.
جيش المسلمين في معركة اليرموك
جيوش المسلمين كانت قليلة بالمقارنة مع الجيوش البيزنطية، حيث تألفت قوات المسلمين الأصلية التي دخلت الشام للفتح من أربعة جيوش عددهم (24) ألف مقاتل، ثم ازدادوا قليلاً بعد وصول خالد من العراق للنجدة في معركة أجنادين، ثم وصلوا إلى (40) ألف: فيهم ألف من أصحاب رسول الله ﷺ، فيهم نحو من مائة من أهل بدر رضي الله عنهم، أما عدد فرسانهم (10) آلاف.
قائد المسلمين في معركة اليرموك
قادة جيش المسلمين: أبو عبيدة بن الجراح، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان.
نشر الجيوش
جيش الروم
نشر ماهان جيشه الإمبراطوري مواجهاً للشرق: مع خط أمامي بطول (13) ميل، وتركت مسافات كبيرة بين كتائب الجيش البيزنطي، فكان الجناح الأيمن في النهاية الجنوبية من السهل قرب نهر اليرموك، وكان الجناح الأيسر في الشمال، على مسافة قريبة من بداية تلال “الجابية”.
كان (الجناح الأيمن) بقيادة غريغوري، و(الجناح الأيسر) لقناطير، قلب الوسط من جيش ديرجان (يمينا)، وجيش الأرمن لماهان (يسارا)، وكلاهما تحت القيادة العامة لديرجان.
ضم الرومان فرق الخيالة الثقيلة، فرقة الدروع، التي وزعت بالتساوي بين الجيوش الرومانية الأربعة، ووضع كل جيش المشاة في المقدمة، والفرسان كقوة احتياطية في الخلف.
نشر ماهان جيش العرب المسيحيين والذي يمتطي الخيول والجمال كقوة للمناوشات، التي تحجب الجيش الرئيسي لحين وصوله.
قام غريغوري باستخدام سلاسل لربط أقدام الجنود: كانت السلاسل بطول عشر رجال، واستخدمت كدليل على الشجاعة التي لا تهتز، عملت هذه السلاسل أيضاً كضمان لعدم حدوث أي ثغرة ممكن أن تحدث من قبل فرسان العدو، وكان المشاة مصطفين على (30) صف خلف بعضهم.
جيش المسلمين
قام خالد بتقسيم جيشه إلى كتائب: (36) كتيبة كل كتيبة تضم (800-900) مقاتل، وثلاثة كتائب للفرسان (200)، وتولى هو قيادة الحرس المتحركة (4,000) وجعلها كقوة احتياطية.
اصطف الجيش الإسلامي على طول 12 ميل مواجهة الغرب: وجناحه الأيسر إلى جهة نهر اليرموك على مسافة ميل ونصف من بداية الأودية وادي العلن. جناح الجيش الأيمن على جهة طريق الجابية، قلب الجيش الايسر كان تحت قيادة أبو عبيدة.
وتولى شرحبيل ابن حسنة قيادة (قلب الجيش الأيمن)، وكان (الجناح الأيسر) تحت لواء يزيد بينما (الجناح الأيمن) تحت قيادة عمرو بن العاص.
اسندت القلب والجناحين بفرق الخيالة لتستخدم كقوة احتياطية أثناء الهجوم المعاكس؛ في حالة التراجع تحت ضغط الجيش البيزنطي.
وخلف المركز يقف الحرس المتحرك تحت قيادة خالد، وفي حالة انشغال خالد في قيادة الجيش الأساسي، يتولى ضرار بن الأزور قيادة فرقة الحرس المتحرك.
نشر خالد المشاة صفوفا ثلاثة فقط؛ لقلة عدد المسلمين مقابل 30 صف للروم.
أراد ماهان أن يخبر قوة جيش المسلمين: فأرسل جبلة بن الأيهم مع قوته الخفيفة من العرب المسيحيين للقيام بجس نبض جيش المسلمين، إلا أنه تم صد هذه القوة من قبل الخيالة المتحركة، ثم لم تحدث أي مناوشات أخرى خلال الشهر.
أحداث معركة اليرموك
اليوم الأول
بدأ بمبارزات دامت لمنتصف النهار كان النصر فيها لصالح المسلمين، حيث قتل عبد الرحمن بن أبي بكر، خمسة من قواد الروم، مما دعا القائد العام للجيش البيزنطي “ماهان” لبدء القتال، حرصاً على معنويات جيشه، وبدأ بتراشق النبال العنيف الذي تسبب بإصابات كبيرة في صفوف المسلمين ليلتحم الطرفان بعدها.
إسلام القائد الرومي (جرجة بن توذرا)
هو أحد قادة الجيش البيزنطي؛ خرج لمبارزة وكان خالد قد خرج له، فدار حديث جميل بينهما، فقال جرجة: يا خالد أصدقني ولا تكذبني فإن الحرّ لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟
قال خالد: لا، قال جرجة: فبِمَ سُمِّيت سيف الله؟ قال خالد: إن الله عز وجل بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا عنه ونأينا عنه جميعاً، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا باعده وكذبه، فكنت فيمن كذبه وباعده وقاتله، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به فتابعناه، فقال ﷺ: «أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين»، ودعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك، فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
قال جرجة: صدقتني، ثم أعاد عليه جرجة: يا خالد أخبرني إلامَ تدعوني؟ قال خالد: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما جاء به من عند الله.
قال جرجة: فمن لم يجبكم؟ قال خالد: فالجزية ونمنعهم.
قال جرجة: فإن لم يعطها؟ قال خالد: نؤذنه بحرب ثم نقاتله.
قال جرجة: فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم إلى هذا الأمر اليوم؟ قال خالد: منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا شريفنا ووضيعنا وأولنا وآخرنا.
ثم أعاد عليه جرجة: هل لمن دخل فيكم اليوم يا خالد مثل مالكم من الأجر والذخر؟ قال خالد: نعم وأفضل. قال جرجة: وكيف يساويكم وقد سبقتموه؟
قال خالد: إنا دخلنا في هذا الأمر، وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا، تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتب، ويرينا الآيات، وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا.
قال جرجة: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني ولم تألفني؟ قال خالد: بالله لقد صدقتك، وما بي إليك ولا إلى أحد منكم وحشة، وإن الله لولي ما سألت عنه.
فأسلم جرجة وقاتل إلى جانب المسلمين، واستشهد في ذلك اليوم.
اليوم الثاني
قرر ماهان شن الهجوم المباغت عند الفجر، وذلك عندما يكون جيش المسلمين غير مستعد، ولكن خالد كان قد وضع حرسا قوياً خلال الليل، مما أفقدهم عنصر المفاجئة التي كانوا يخططون لها.
ودارت المعركة وتراجع كل من جانبي الجيش المسلم، الميمنة والميسرة، لكن النساء تدخلن في الوقت المناسب وأخذن يشحنن همم رجال المسلمين، فعادوا للقتال بهمة قوية.
ثم تدخل خالد بفرقته السريعة التنقل مرة في الميمنة ليوقف تقدم الروم، وبعدها في الميسرة، فعاد الجناحان إلى مواقعهما عند بدء المعركة، وكان القتال في هذا اليوم شديدا على المسلمين.
اليوم الثالث
تركز هجوم الروم في هذا اليوم على الميمنة، التي كانت تحت قيادة عمرو بن العاص وكان يقابله “قناطر”، وقلب الجيش الإسلامي من الجانب الأيمن تحت قيادة شرحبيل يقابله ماهان.
وبدأ الهجوم على لواء عمرو بن العاص الذي استطاع في البداية الصمود، قبل أن يلعب التفوق العددي للروم دوره ليتراجع جنود عمرو بن العاص إلى الوراء بإتجاه معسكرهم.
كما بدأ جنود شرحبيل في قلب الميمنة بالتراجع، وتدخلت سرايا الخيالة المسلمين لصد الهجوم بالالتفاف عن يسار الروم، أي من الطرف الشمالي لكل لواء.
وبعدها تدخل خالد مجدداً بمجموعته سريعة التنقل ليهاجم جند ماهان المتقدمين ضد لواء شرحبيل، وتم صد الهجوم وتراجع الروم إلى أماكنهم الأصلية كما كانت قبل بداية المعركة.
اليوم الرابع يوم فقد العيون
خطط ماهان لهجوم مماثل على الميمنة، بسبب إنهاكها في اليوم السابق فقد تراجع شرحبيل أمام جيش الأرمن المدعم بشكل قوي من الخيالة العرب المسيحيين بقيادة جبلة، كما تراجع عمرو بن العاص أمام جيش “قناطر”، وتعرض شرحبيل للضغط الشديد وبدأت علائم الإنهاك على جنده.
فأمر خالدٌ أبا عبيدة ويزيد ببدء الهجوم على الجيش؛ لإشغاله وتخفيف الضغط عن شرحبيل وعمرو، وعدم تمكين الروم من القيام بالهجوم الشامل، وتمكن خالد من القيام بمناورات ذكية أدت إلى تراجع الأرمن، ودام ذلك طوال بعد الظهر، وبعد فقدان الدعم الأرمني تراجع كذلك السلاف بقيادة “قناطر” ليعود الجميع إلى أماكنهم.
أما جانب أبي عبيدة اشتد القتال عليه وحققوا نجاحات، فتعرض الجند المسلمين إلى رمي عنيف بالنبال أدى إلى فقدان الكثير لبصرهم نتيجة إصاباتهم في عيونهم، منهم: (أبو سفيان، والمغيرة بن شعبة)، فسمي ذلك اليوم بيوم فقد العيون، وتراجع الجيشان إلى الخلف.
عندما لاحت علائم الهزيمة إذا بعكرمة بن أبي جهل ينادي من يبايعه على النصر أو الشهادة، فلبى نداءه (400) من المقاتلين المجاهدين وقاتلوا محاولين وقف الروم، وأوقفوا زحف الروم بعد مقتلهم جميعاً، ولكنهم قتلوا عدداً أكبر بكثير من الروم، وأصيب عكرمة وابنه عمرو إصابة مميتة في هذه الوقعة، وعرف عكرمة بنجاح المسلمين بصد الهجوم وحمد الله قبل أن يموت متأثراً بجراحه، ومات على أقدام خالد.
اليوم الخامس
خرج رجل من جيش الروم ليفاوض أبا عبيدة على هدنة، لكن خالد أقنعه بالرفض لأنه عرف أن عزيمة الروم على القتال لم تعد كالسابق.
وكان المسلمون حتى الآن قد إتخذوا إستراتيجية دفاعية في الأعمال القتالية، فقرر الآن القائد خالد التحول إلى الهجوم، وأجرى تغييرات على فرق الخيالة، وجمعهم في كتيبة واحدة تحت قيادته، وجعل وحدته السريعة في قلبها.
وخطط خالد باستخدام هذه السرية الجديدة لمهاجمة الفرسان الروم بغرض عزلهم عن المشاة الروم، بحيث يصبح المشاة الذين يشكلون نواة الجيوش البيزنطية دون أي حماية من الفرسان تقيهم من الهجمات الجانبية والخلفية، وفي نفس الوقت خطط لشن هجومٍ على الميسرة البيزنطية لردها بإتجاه الجرف إلى الغرب.
اليوم السادس
بدأ هذا اليوم بمنازلة من غريغوري يطلب أبا عبيدة: وللعلم إن أبا عبيدة فارس صلب مغوار لكن ليس كصلابة غريغوري، فما كان من أبي عبيدة إلا أن توجه إلى خالد، وسلمه راية الجيش، وجعله أميراً للجيوش إن لم يعد، ثم خرج أبا عبيدة وتبارزا فترة من الزمن، فتظاهر عريغوري بالانسحاب فتبعه أبا عبيدة ثم استدار غريغوري فجأة ليباغت أبا عبيدة، فإذا بسيف أبي عبيدة يطعنه فيموت، فكبر المسلمون، وأعطى خالد الأوامر بالهجوم الشامل.
بدأت ميسرة جيش المسلمين بقيادة يزيد، والقسم الأيسر من القلب بقيادة أبي عبيدة بالقتال على جبهتيهما، هاجم خالد بسرية الخيالة الموحدة الميمنة البيزنطية، وفي الوقت نفسه شطر قِسماً من مجموعة الخيالة لمهاجمة الطرف الأيسر من الميسرة البيزنطية، بينما قام عمرو بن العاص بشن الهجوم على الميسرة الرومية البيزنطية التي كانت بقيادة قناطر.
بداية التشتت الرومي
تراجعت قوات قناطر بإتجاه القسم الأيسر من قلب الجيش الرومي بقيادة ماهان، لعدم تواجد الدعم من فرق الخيالة، الذين انشغلوا بصد هجوم الفرسان المسلمين،
فاستغل عمرو بن العاص هذا الموقف وشن هجوماً على الجانب الأيسر من قلب جيش الروم، فوقع القسم الأيسر من قلب الجيش البيزنطي باختلال في التوازن؛ بسبب ضغط أعداد الجنود السلاف المتراجعين.
وشدد شرحبيل بن حسنة قائد قلب الأيمن من من هجومه على القلب الرومي من الأمام، فعندها تقهقر الجناح الأيسر للجيش البيزنطي وراح المسلمون يستغلون ذلك ويتابعون تقدمهم.
أمر خالد الفرسان بترك القتال والعودة لعزل الخيالة البيزنطيين عن مشاتهم، وإبعادهم عن الجيش البيزنطي بشكل كامل بإتجاه الشمال.
قتال الخيالة
قام ماهان باستدعاء كافة الخيالة الروم للتجمع خلف قلب الجيش البيزنطي؛ لتنظيم هجوم معاكس ضد الخيالة المسلمين، ولكن ماهان لم يكن سريعاً فقد تقدم خالد سريعاً لمهاجمة الخيالة أثناء تجمعهم من الجهتين الأمامية والجانبية بينما كانوا في مناورات التحضير للهجوم المعاكس، وذلك لأن فرسان المسلمين مسلحين بشكل خفيف فكانوا يستطيعون الهجوم والتراجع بسرعة والعودة للهجوم مرة أخرى، فهربالخيالة البيزنطيين بإتجاه الشمال في فوضى والعشوائية تاركين المشاة لمصيرهم،
ثم اتجه خالد إلى قلب جيش الروم البيزنطيين بقيادة ماهان، وهاجمهم من الخلف، وكان الأرمن من المقاتلين الأشداء الذين كانوا على وشك النصر على المسلمين قبل يومين عندما قاموا باختراق جيش المسلمين، ولكن تحت الضغط من إتجاهات ثلاثة: (فرقة الخيالة بقيادة خالد من جهة الخلف، وجنود عمرو من اليسار، وجنود شرحبيل من الأمام)، ودون دعمٍ من الفرسان الروم، لم يكن للأرمن أي فرصة بالصمود فهزموا.
بعد نظر خالد العسكري
بعد هزيمة الأرمن هُزمت الآن كافة الجيوش البيزنطية، فتشتت البعض بشكل عشوائي مرعوبين، والبعض تراجع بانتظام بإتجاه الغرب نحو وادي الرقاد.
عندما وصلت قوات البيزنطيين إلى المعبر الضيق على النهر، كانت مجموعة من فرسان المسلمين بقيادة ضرار بن الأزور بانتظارهم، كجزء من خطة خالد الذي كان قد أرسل في الليلة السابقة سرية من الخيالة ً تقدر بـ (500) رجل لسد المعبر الضيق الذي يبلغ عرضه (500) متر فقط.
فتقدم جنود المشاة المسلمون من الشرق، وفرسان خالد بن الوليد من جهة الشمال ليصلوا إلى الوحدة الخيالة المسلمين التي تراقب المعبر الضيق من جهته الغربية، وإلى الجنوب كان هناك الوادي والتي تراجعت إليه القوات البيزنطية وبدأ الحصار.
وادي اليرموك يحتضن جثث قتلى الروم
بدأت المرحلة النهائية من المعركة: عندما اندحر القسم الأكبر من القوات البيزنطية بإتجاه الوادي تحت تأثير القتال من جهة الأمام، بينما كانوا يتراجعون بإتجاه المركز نتيجة الهجوم من الجانب، حيث نجم عن ذلك اختلال التوازن في الجيش.
فقد الجيش الرومي المتحالف كل المعلومات والارتباطات، فهوى بعضهم في الجرف، بينما سقط الآخرون قتلى أو أسروا لتنتهي بذلك معركة اليرموك.
استأذن خالد أبا عبيدة بمتابعة فلول ماهان المتجهة إلى دمشق، وقد كانت المعارك تنتهي بهرب الجيش المنكسر، لم يكن يتوقع ماهان وجنوده المنهزمون متابعة خالد لهم، لكن خالد فاجأهم واشتبك معهم ليقتل ماهان.
نتائج معركة اليرموك
كانت معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية، وأبعدها أثرا في حركة الفتح الإسلامي:
فقد لقي جيش الروم هزيمة قاسية.
واستقر المسلمون في بلاد الشام، واستكملوا فتح مدنه جميعا، ثم واصلوا مسيرة الفتح إلى الشمال الإفريقي.
فقد الروم على أقل تقدير (70.000) قتيل، وبعض المؤرخين أوصل العدد إلى (120.000) قتيل، وهذه ليست معركة وإنما مجزرة بحق الروم.
أما عدد شهداء المسلمين فكان لا يتجاوز (4000).
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
عندما كان أبو عبيدة يحاصر حمص سنة 15هـ، فبدأ هرقل بحشد كل قواته في منطقة أنطاكية وشمال الشام استعداداً لمعركة حاسمة، تحرك الجيش الامبراطوري البيزنطي من أنطاكيا.
كم كان عدد جيش المسلمين وجيش الروم؟ وقادة كل جيش؟
جيش المسلمين (40) ألف: فيهم ألف من أصحاب رسول الله ﷺ، فيهم نحو من مائة من أهل بدر رضي الله عنهم، أما عدد فرسانهم (10) آلاف. جيش الروم كان الروم منضوين تحت خمسة جيوش، وصل عددهم (240) ألف مقاتل، فيهم (40) ألف فارس. قادةجيش المسلمين: أبو عبيدة بن الجراح، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان. قادة جيش الروم: ماهان" ملك أرمينيا القائد العامّ للجيوش البيزنطية، و"قناطير" (أمير روسي) على رأس جيش روسي سلافي، و"جبلة بن الأيهم" ملك الغساسنة على رأس جيش من نصارى العرب، بالإضافة إلى "جريجوري" و"ديرجان" على رأس جيشين.
كيف قسم خالد جيش في مقابلة جيش الروم الهائل؟
قام بتقسيم جيشه إلى كتائب: (36) كتيبة كل كتيبة تضم (800-900) مقاتل، وثلاثة كتائب للفرسان (200)، وتولى هو قيادة الحرس المتحركة (4,000) وجعلها كقوة احتياطية. نشر خالد المشاة صفوفا ثلاثة فقط للمشاة، لقلة عدد المسلمين مقابل 30 صف للروم.
من هو جرجة بن توذرا؟
هو أحد قادة الجيش البيزنطي؛ خرج لمبارزة وكان خالد قد خرج له، فدار حديث جميل بينهما، انتهى بإسلام جرجة وقتاله في صف المسلمين ونيله الشهادة في أول يوم للمعركة.
كم يوما استمرت المعركة؟ ومن انتصر في نهايتها؟
استمرت ستة أيام، وانتهت بنصر المسلمين على الروم
ما نتائج المعركة؟
1-لقي جيش الروم هزيمة قاسية. 2-واستقر المسلمون في بلاد الشام، واستكملوا فتح مدنه جميعا، ثم واصلوا مسيرة الفتح إلى الشمال الإفريقي. 3-فقد الروم على أقل تقدير (70.000) قتيل، وبعض المؤرخين أوصل العدد إلى (120.000) قتيل، وهذه ليست معركة وإنما مجزرة بحق الروم. أما عدد شهداء المسلمين فكان لا يتجاوز (4000).