قصة فتح خيبر على يد الإمام علي بالتفصيل
غزوة فتح خيبر، من الغزوات التي قادها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وذلك في السنة 7هـ، وخبير مدينة كبيرة منيعة تعجُّ بالحصون، تقع إلى جهة الشمال من المدينة المنورة، سكّانها من اليهود
Read moreصاحب الاجتهاد العظيم والورع والزهد والمكانة، شخصية تشعُّ نوراً وتفيض بركة، وتتفجّر علماً، وتتدفق ورعاً، وتسمو تواضعاً، وتصمد دفعاً عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أمثاله في التاريخ نوادر.
الامام احمد بن حنبل رابع الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي.
اشتُهر بعلمه الغزير وحفظه القوي، وكان معروفاً بالأخلاق الحسنة كالصبر والتواضع والتسامح.
أثنى عليه كثير من العلماء منهم الإمام الشافعي فقال: (خرجتُ من بغداد وما خلَّفتُ بها أحداً أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل).
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
ويلتقي في نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في جدّه نزار.
جده: حنبل واحد من أعيان قبيلة شيبان، كان والياً على مدينة سرخس وما حولها من أعمال خراسان، واشترك في إسقاط دولة بني أمية وصعود بني عباس، ونسب الإمام له بدل أبيه لشهرته.
أمه: «صفيّة بنت ميمونة بنت عبد الملك بن سوادة بن هند الشيبانية»، كان جدها عبد الملك بن سوادة من وجوه بني شيبان، وكانت قبائل العرب تنزل عليه فيضيفهم، تفرغت لرعاية ابنها وتنشأته، وكانت تهتم به وتحنوا عليه ودفعته لطلب العلم.
قبيلته: وُصفت قبيلة بني شيبان بأن فيها همّة وإباء وحميّة، وكان منها المثنى بن حارثة الشيباني قائد الجيوش الإسلامية الغازية للعراق في عهد أبي بكر الصديق، يقول صديق الإمام أحمد ورفيق حياته الإمام يحيى بن معين: (ما رأيت خيراً من أحمد بن حنبل ما افتخر علينا بالعربية قط ولا ذكرها).
لم يتزوج الإمام أحمد بن حنبل إلا بعد أن بلغ الأربعين؛ بسبب اشتغاله بالعلم، فكانت أولى زوجاته:
ولد الإمام أحمد بن حنبل في ربيع الأول سنة 164 هـ، قيل إنه ولد في منطقة مرو بخرسان مشرق الدولة الإسلامية، وقيل إنه ولد في بغداد وكانت أمه حاملاً به لمّا وصلت إلى مدينة السلام، وهذا القول هو الراجح عند جمهور المؤرخين.
فقد ابن حنبل أباه وهو طفل صغير، يقول: «لم أرَ جدي ولا أبي»، قد ذُكر أن أباه مات شاباً في الثلاثين من عمره في العام الذي ولد فيه ابنه، وكان قائداً من قادة المسلمين في خراسان كما يقول الأصمعي.
كان أحمد وأمه في منتهى الفقر، إذ أن أمه كانت تعمل في الخياطة، وكان أحمد بالإضافة إلى تعلمه كان يعمل في لقط الحب، ولكنه مع ذلك استطاع التغلب على كل أقرانه من أولاد الأغنياء الذين كانوا يتعلمون في الكتاتيب، وكرس الإمام أحمد حياته لطلب العلم والتفرغ بالذات لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب المقولة العظيمة: (مع المِحبرة إلى المقبرة).
كان حسن الوجه، طويلاً، أسمراً شديد السُّمرة، حسن الوجه، يخضِبُ بالحنّاء خضاباً ليس بالقاني، في لحيته شعرات سود.
قال أحمد بن العباس بن الوليد النحوي، سمعت أبي يقول: (رأيت أحمد بن حنبل رجلاً حسن الوجه، ربعة من الرجال، يخضب بالحناء خضاباً ليس بالقاني، في لحيته شعرات سود، ورأيت ثيابه غلاظاً إلا أنها بيضاء، ورأيته مُعتمَّاً وعليه إزار).
وكانت تعلوه سكينة ووقار وخشية، وكان نظيفاً في ملبسه، أنيقاً في هيئته، وقد وصفه تلميذه عبد الملك بن عبد الحميد الميموني بقوله: (ما أعلم أني رأيت أحداً أنظف ثوباً، ولا أشدّ تعاهداً لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوباً وشدة بياض، من أحمد بن حنبل).
العبادة والزهد والتقوى:
إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقل خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيبُ
العلم وقوة الحفظ:
قال الإمام علي بن المديني: (ليس فينا أحفظ من أبي عبد الله بن حنبل).
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زرعة يقول: (كان أحمد بن حنبل يحفظ ألفَ ألفِ حديث)، فقيل له: (وما يدريك؟)، قال: (ذاكرتُه فأخذتُ عليه الأبواب).
بلغ عددهم 414 شيخ حسب ما ذكره الإمام ابن الجوزي، ومن أبرزهم:
وصل الإمام أحمد بن حنبل إلى مكانة نادرة من العلم، ولكنه من حرصه على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لم يُحدِّث عنه حتى بلغ الأربعين من عمره، وهو العمر الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم.
جلس يحدث في المسجد الكبير بمدينة بغداد، وجاءه طلبة العلم من كل مكان حتى وصل عدد طلاب حلقته 5000، والذين يكتبون ما يقوله 500.
من الصعوبة بمكان أن يُحصى تلاميذ مدرسة الإمام أحمد بن حنبل، ولكن أبرزهم:
ينتمي الإمام أحمد بن حنبل في مذهبه لمذهب أهل الحديث، كما أن شيوخه وأصحابه كانوا جميعاً أهل حديث وحتى أشهر مؤلّفاته “المُسند” كتابٌ في الحديث، لذلك يعتبر أكثر الأئمة تبنياً لإصدار الأحكام بناءً على الأحاديث، ويُعتبر أعلى من الإمام مالك بن أنس في ذلك.
أقام مذهبه على الأصول الآتية:
(القرآن الكريم ثم السنة الشريفة ثم أقوال الصحابة ثم القياس عند الضرورة ثم الإجماع بشكل ضيّق)، ويصفه البعض بالشّدة في مسائل العبادات، لكنه من أيسر المذاهب فيما يتعلق بمصلحة الناس وتعاملاتهم.
قيّض الله تعالى لمذهب الإمام أحمد بن حنبل رجلاً لم يصحبه وليس من تلاميذه، إنه الإمام أبو بكر الخلال، الذي قام بجمع فقه الإمام وترتيبه، ورحل في ذلك إلى فارس والشام والجزيرة، وأعظم ما ألّفه كتابه “الجامع الكبير” في 20 مجلداً، ثم جاء الإمام الخرقي الذي ألف أشهر كُتب المذهب وهو “المختصر”، والذي شرح لاحقاً الإمام ابن قدامة المقدسي بكتابه القيم “المغني”، ومن بعده حمل الراية الإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
نشأة فتنة “خلق القرآن” لما تولى المأمون الخلافة وأحاط به المعتزلة وأكرمهم أبلغ الإكرام، والسبب أنه كان تلميذاً لأبي الهذيل أحد رؤوس المعتزلة، وعندما أحسّ المعتزلة بهذه المنزلة زينوا له إعلان قولهم في خلق القرآن (إن القرآن مخلوق وليس كلام الله) نشراً لمذهبهم وليكتسبوا إجلال العامة واحترامهم.
بدا للمأمون أن يدعو الناس بقوة السلطان إلى اعتناق فكرة خلق القرآن، فأصدره أمره بأن العلماء اللذين لا يستجيبون له: (لا يتولون القضاء ولا المناصب، ولا تقبل لهم شهادة).
فانقسم علماء الأمة إلى ثلاثة أصناف:
صمد الإمام أحمد ابن حنبل، ومحمد بن نوح في وجه هذه الفتنة، وأخذا إلى المأمون في طرسوس في الشام، وعند وصولهم إلى المأمون، أقبل عليه خادم من خدام المأمون وهو يقول: (يعزّ علي يا أبا عبد الله، إنَّ المأمون قد سلّ سيفاً لم يَسِلّه قبل ذلك، وإنه يقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لإن لم تجبه إلى القول بخلق القرآن ليقتلنك بذلك السيف).
فجثى الإمام أحمد على ركبتيه ورمق بطرفه إلى السماء وقال: (سيدي غرَّ حلمك هذا الفاجر حتى تجرأ على أولياءك بالضرب والقتل، اللهم فإن يكن القرآن كلامك غير مخلوق فاكفنا مؤنته).
فما لبث أن جاء الصريخ بموت المأمون في الثلث الأخير من الليل.
توفي المأمون بعد أن أوصى أخاه المعتصم بالتمسك بقول المعتزلة في قضية خلق القرآن، ولكن المعتصم لم يكن رجل علم لذلك أوكل الأمر لوزيره أحمد بن دؤاد صاحب الفكرة في حمل الناس على ذلك القول بقوة السلطان وعنف الامتحان، وإنزال البلاء والسجن، والتقييد ووضع الأغلال.
تعرض الإمام أحمد بن حنبل للعديد من التحدّيات العصيبة: فخاض المناظرات مع المعتصم ومع من حوله من علماء المعتزلة، فعجزوا عن مواجهته بالحجة والبرهان، فما كان منهم إلا أن طلبوا من المعتصم قتل الإمام أحمد بن حنبل ووضع دمه في أعناقهم.
أخذوا يضربونه بالسياط المرة بعد الأخرى، ولم يُترك في كل مرة حتى يغمى عليه، وكان يردد قوله: (أعطوني شيئًا من كتاب الله، أو سنة رسول الله أقول به)، وتكرر ذلك مع حبسه نحواً من 28 شهراً، فثار الناس وضجوا بما يفعله المعتصم بالإمام، فأطلق سراحه وأعاده إلى بيته وقد أثخنته الجراح والإلقاء في غيابات السجن.
كان الواثق رجل علم حتى سُمّي بالمأمون الثاني، ولكنه في طبعه كان لدوداً في الخصومة، وكان مُحبّاً للأغاني واللهو حتى وصلت الألحان التي ألّفها لـ 100 لحن، ولكنه في موقف مع الإمام أحمد لم يضربه كما فعل المعتصم، إذ رأى أن ذلك زاده منزلة عند الناس، بل منعه فقط من الاجتماع بالناس، وقال الواثق له: «لا تجمعن إليك أحداً، ولا تساكني في بلد أنا فيه»، فأقام ابن حنبل مختفياً حتى مات الواثق.
ولي الخليفة المتوكل بعد الواثق فقام بإنهاء فتنة “خلق القرآن”، حتى قال فيه إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة: «الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق قاتلَ أهل الردّة حتى استجابوا له، وعمر بن عبد العزيز ردَّ مظالم بني أمية، والمتوكّل مَحا البِدع وأظهر السّنة».
جرى اللقاء الأول بين الإمام أحمد بن حنبل والخليفة المتوكل بعد أن دعاه إلى قصره في سامراء، وسُرّ الخليفة بهذا اللقاء سروراً عظيماً، وأكرم الإمام أيَّما إكرام، ولكن الإمام لم يسقط أمام هذا العزّ والعطاء، كما لم تسقطه المحن والفتن.
وانتهت فتنة خلق القرآن التي استمرت إلى أكثر من عشرين سنة، ولولا موقف الإمام أحمد بن حنبل الصامد فيها لانحرفت العقيدة، فَعَلَت بذلك مكانة الإمام بين الناس وصار قبلة لهم وإماماً.
كانت حياة الإمام أحمد بن حنبل حافلة بالخير لهذه الأمة، فأيقظت شعور الإعزاز بالإسلام عامّة وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم خاصّة، والدّقة في مسائل العقيدة، ولكن الموت حقّ، فمرض الإمام وجاءه الناس أفواجاً يودّعونه.
(بسم الله الرحمن الرحيم..
هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا الله في العابدين، وأن يحمدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين، وأوصي أني قد رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وأوصي لعبد الله بن محمد المعروف بفوران علي نحو من خمسين ديناراً، وهو مصدَّق فيما قال، فيُقضى ما له علي من غلة الدار إن شاء الله، فإذا استُوفي أُعطي ولدُ صالح كل ذكر وأنثى عشرة دراهم).
وأشهد على وصيّته الناس.
كان يغمى عليه ويفيق مراراً، ثم توفي في وقت الضحى من يوم الجمعة في 12 من شهر ربيع الأول سنة 241هـ، وعمره 77 سنة.
رحم الله الإمام أحمد بن حنبل وجمعنا به مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وجعلنا ممن يسيرون على نهجه وخطاه.
وختاماً: لا تنسى مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء..
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات: الإمام مالك بن أنس و الإمام الشافعي
من الصعوبة بمكان أن يحصى تلاميذ مدرسة الإمام أحمد بن حنبل، ولكن أبرزهم:
1- عبد الملك الميموني: صاحب الإمام أحمد 27 سنة، جمع حوالي 16 جزء.
2- أبو بكر المروذي: يثق به فكان يخدمه وصاحبه في كل الظروف التي مرّ بها.
3- مُهنئ بن يحيى: صاحبه 43 عاماً.
4- أبو بكر الأثرم: أكثرهم تشبّهاً بالإمام وهو رجل فطين.
5- إبراهيم بن إسحاق الحربي: إمام وفقيه وأديب وشاعر وزاهد.
6- صالح بن أحمد بن حنبل: عالم نقل عن الإمام أدقّ تفاصيل حياته.
7- عبد الله بن أحمد بن حنبل: رتّب كتاب أبيه المسند وأضاف له 10 آلاف حديث.
8- بقي بن مخلد: جاءه ماشياً من بلاد الأندلس.
الامام احمد بن حنبل كان من جيل تابعي التابعين، والتابعون هم من تبعوا صحابة رسول الله ﷺ.
بلغ عدد شيوخ الإمام أحمد 414 شيخ حسب ما ذكره الإمام ابن الجوزي، ومن أبرزهم:
1- الإمام الشافعي: أعظم شيوخه في الفقه.
2- سفيان بن عُيينة: أمير المؤمنين في الحديث.
3- القاضي أبي يوسف: صاحب أبي حنيفة.
4- أبو بكر بن عياش: الحافظ المحدث الذي كان يحدثه بعد صلاة الفجر.
5- هُشيم بن بشير: صاحب ثرونه العلمية فيقول أحمد: (حفظت كل شيء سمعته من هشيم وهشيم حيّ).
6- يحيى ابن آدم.
7- عبد الرحمن بن محمد.
8- وكيع ابن الجراح.
9- إسماعيل بن علية.
10- عبد الرحمن بن مهدي.
11- يحيى بن سعيد القطان.
12- يزيد بن هارون.
13- عبد الرزاق الصنعاني.
14- إبراهيم بن معقل بن منبه الصنعاني.
نعم الامام احمد كان احد تلاميذ الامام الشافعي.
ولد الإمام أحمد بن حنبل في ربيع الأول سنة 164 هـ،
1- المسند: أشهر المسانيد جعله المحدِّثون في الدرجة الثالثة بعد الصحيحين والسنن الأربعة، جمعه طوال أيام حياته، وضمَّنه 30 ألف حديث، انتقاها من 750 ألف حديث، رُويت عن أكثر من 700 صحابي، توفي قبل أن يُخرجه للناس بنفسه، فقام ابنه عبد الله على إعداده، وإضافة بعض ما سمع من أحاديث صحيحة نصَّ على أنه أضافها بعد وفاة أبيه.
2- مسائل الإمام أحمد: برواية ابنه عبد الله، وبرواية ابنه صالح، وبرواية أبي داود السجستاني.
3- العلل ومعرفة الرجال، برواية ابنه عبد الله.
4- أصول السنة.
5- العقيدة، برواية أبي بكر الخلال.
6- الورع، برواية المروزي.
ولد الإمام أحمد بن حنبل حسب الأقوال لدينا قولين، أول قول إنه ولد في منطقة مرو بخرسان مشرق الدولة الإسلامية، وقيل إنه ولد في بغداد وكانت أمه حاملاً به لمّا وصلت إلى مدينة السلام، وهذا القول هو الراجح عند جمهور المؤرخين.
ولد الامام احمد بن حنبل في ربيع الأول سنة 164