أصحمة النجاشي – ملك ابن ملك – الملك الذي لا يظلم عنده أحد
روائع قصص التابعين ومواقفهم العظيمة، تقدم لنا عبر ونماذج نقتدي بها على مدى الزمان، من…
Read moreفي أعماق التاريخ، توجد قصص نساء خالدات تحمل في قلوبهن إيمانًا راسخًا وصبرًا لا ينضب. قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام لا تكتمل إلا بذكر زوجتيه العظيمتين، سارة وهاجر.
هاتان المرأتان اللتان مثلتا نموذجًا للإيمان بالله والتضحية من أجل رسالة الحق.
فما هي القصة الكاملة لهذين الرمزين النسائيين؟ انضموا إلينا في رحلة عبر الزمان لنكتشف قصصًا ملهمة ستبقى محفورة في الذاكرة.
أرسل ملك مصر الجنود وأمرهم أن يقتلوا الرجل الذي مع سارّة إنْ كان زوجها، فلما جاؤوا إلى إبراهيم وسألوه قال: (هي أختي -يقصد أخته في الإيمان-)، فأخذوها إلى هذا الملك ولما أراد أن يمدّ يده إليها: دعت الله عزّ وجل بدعاء الإيمان والشرف :
(اللهم إن كنت آمنت بك وبنبيك، وأحصنت فرجي إلا على زوجي، فاكفني هذا الفاجر)، وفعلًا استجاب الله دعائها فتجمّدت يده وخاف وفزع ورجاها أن تطلقه، فدعت الله خوفًا من أن يأمر بقتلها، ولكنه كرر محاولاته 3 مرات، فلما كانت المرة الثالثة دعا الحرس وقال:
(ما أدخلتم عليّ إنسانًا، أدخلتم علي شيطانًا، أطلقوها)، ثم أكرمها وأهداها أّمَة -خادمة- جميلة تدعى: (هاجر)، ورجعت إلى إبراهيم الذي كان قائمًا يدعوا فلما جاءته أخذها ورحل إلى فلسطين.
أقام إبراهيم عليه السلام في فلسطين مع زوجته سارة وخادمتها هاجر، وهناك كثر ماله ولكنّه كان يتمنّى الولد فقد كبر سِنّه، وبقي صابرًا لم يشتكي، أحسّت سارّة بزوجها فقدّمت له هاجر فتزوجها، وولدت له أبينا إسماعيل، عليهم جميعًا أفضل الصلاة والتسليم.
لما ولد إسماعيل عليه السلام؛ كان عمر سيدنا إبراهيم قد بلغ 86 عامًا، فأحبّه وسُرَّ به، ثم مضت الأيام وجاء الابتلاء العظيم:
أمر الله إبراهيم أنْ يأخذ ابنه إسماعيل وزوجته هاجر إلى الجزيرة، حتى وصل مكة التي كانت صحراء خالية، وادٍ بين الجبال.
ترك إبراهيم عليه السلام زوجته وابنه الوحيد ومضى، بدأت تصيح زوجته متعجّبة من ذلك، ولكنه لم يلتفت ثم قالت: (آلله أمرك، قال: نعم، قالت: إذن لن يضيّعنا).
الإسلام هو الاستسلام الكامل لأمر الله ونهيه بلا اعتراض، إذا استسلمنا لأوامر الله وانقدنا لمنهجه فلن يضيّعنا، الضياع في التمسك بغير منهج الله، حضارتنا وعزتنا ومستقبلنا في أوامر الله، وبمنهج الله لا خوف من فقر ولا جوع ولا تخلّف، ولا خشية من شرق ولا غرب.
بقيت هاجر مع ابنها في هذا المكان الموحش، وبعد أيام انتهى الزاد والماء وبدأ الصغير يبكي، فهرعت تجري حتى صعدت أقرب التلال لها (الصفا)، فلما لم تجد شيئًا ذهبت تجري لتل آخر (المروة).
ثم عادت إلى الصفا وهكذا كانت هذه الرحلة التي خلّدها الله سبحانه، وجعلها من أركان هذا الدّين (السّعيُ بين الصفا والمروة سبعًا)، فيه نخلد ذكرى المشاعر الإنسانية لامرأة، توكّلت وسَعَتْ دون اعتراض على أمر الله تعالى.
أخبروني: أيُّ دينٍ؟! أي مذهب؟! أي جماعة في الدنيا؟! خلّدت ذكر امرأة كما خلّدها الإسلام، جعل من ديننا أن نمشي كما مشت، أن نسعى كما سعَت، أن نهرول كما هرولت، جعل الكرامة للمرأة منهجاً لكل المسلمين، كرّم المرأة ليس بجعلها صورة على المجلّات؛ وإنما جعل فعلها دين ندين به لله ربّ العالمين.
أرسل الله الفرج لهاجر عن طريق أعظم ملائكته “جبريل” الذي حفر لها نبع زمزم، ثم جاءت قبيلة (جُرهُم) ورأت الطير فوق مكة فأرسلوا رسولهم، فرأى هاجر وهي تجمع ماء زمزم وتقول:
(زم زم)، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله أم إسماعيل لو تركته لكان نهراً يجري»، ثم جاءت قبيلة جرهم واستأذنت من هاجر أن تبقى عند الماء، مقابل أن يقدموا لها أجراً على ذلك فوافقت.
كانت سارة قد كبرت في السنّ فبلغت 90 سنة، وزوجها إبراهيم قد بلغ 120 سنة، ولكنها تمنّت الولد فجاءتها البشرى مع الرسل الذي أرسلهم الله لتدمير قوم لوط -الذين خالفوا الفطرة الإنسانية في مسألة الشذوذ-.
استقبل أبو الضيفان سيدنا إبراهيم الرسل وهو لا يدري بأمرهم، ثم قدّم لهم عجلًا مشويًّا، ولمّا رأى أنهم لم يأكلوا استنكر أمرهم، فأخبروه بأمرهم:
{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلامًا قَالَ سَلامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (70) فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ (71) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}، ضحكت سارة فرحًا بهلاك قوم لوط الفاسدين، فبُشّرت بثلاث بشارات:
تعجّبت سارة! ولكن لا عجب إذا جاء أمر الله {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (73) قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}.
سارة وهاجر اسمان خالدان في التاريخ: نسأل الله أن تقتدي بهنّ نساؤنا.
قصة سارة مع الملك الظالم هي إحدى القصص الموجودة في التقاليد اليهودية والإسلامية، ولكنها ليست جزءًا من النص الكتابي للكتاب المقدس. وفقًا لهذه التقاليد:
هذه القصص تُظهر إيمان سارة وإبراهيم بالله وكيف يُمكن أن يوفر الحماية والعناية الإلهية في مواجهة الصعوبات والتحديات.
في الكتاب المقدس، سارة وهاجر هما شخصيتان مهمتان في قصة إبراهيم عليه السلام.
هذه القصص تعتبر جزءًا مهمًا من الأدب الديني ولها تأثير كبير على الديانات الإبراهيمية – اليهودية والمسيحية والإسلام – حيث تعتبر كل من سارة وهاجر شخصيات رئيسية في سلسلة الأحداث التي شكلت تاريخ هذه الديانات.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
المبشرون بالجنة من الرجال والنساء
سارة: هي زوجة سيدنا إبراهيم الأولى، وأم إسحاق. كانت امرأة صالحة ومؤمنة، ورزقها الله بالولد في سن متأخرة.
هاجر: هي زوجة سيدنا إبراهيم الثانية، وأم إسماعيل. كانت امرأة صبورة وقوية، تحملت الكثير من المشاق والصعاب في مكة المكرمة.
نعم، تشير بعض الروايات إلى أن سارة شعرت بالغيرة من هاجر بسبب حب إبراهيم لها ولابنها إسماعيل.
ترك إبراهيم عليه السلام زوجته وابنه الوحيد استجابة لأمر الله ومضى، بدأت تصيح زوجته متعجّبة من ذلك، ولكنه لم يلتفت ثم قالت: (آلله أمرك، قال: نعم، قالت: إذن لن يضيّعنا).
فإن سارة امرأة الخليل غارت من هاجر وابنها أشد الغيرة، فإنها كانت جارية فلما ولدت إسماعيل وأحبه أبوه اشتدت غيرة سارة، فأمره الله سبحانه أن يبعد عنها هاجر وابنها ويسكنها في أرض مكة لتبرد عن سارة حرارة الغيرة، وهذا من رحمته تعالى
بشرها الله بثلاث بشارات:
1- بشرى بإسحاق.
2- وبشرى بيعقوب.
3- بشرى أنها ستعيش حتى ترى أحفادها.
ال ابن عبد البر في التمهيد: وقد روى أبو إسحاق عن حارثة بن مضرب، عن علي، أن سارة لما وهبت هاجر لإبراهيم، فأصابها، غارت سارة، فحلفت ليغيرن منها ثلاثة أشياء، فخشي إبراهيم أن تقطع أذنيها، أو تجذع أنفها، فأمرها أن تخفضها، وتثقب أذنيها
وفقًا للكتاب المقدس، عاملت سارة هاجر بقسوة بعد أن حملت من إبراهيم، مما أدى إلى هروب هاجر.
لا يوجد دليل في الكتاب المقدس يشير إلى أن سارة كانت أخت لوط. لوط كان ابن أخ إبراهيم.
سارة أنجبت ابنًا واحدًا من إبراهيم، وهو إسحاق.