صراع الأنبياء مع بني إسرائيل
نتوقف في هذه المحطة مع ثلاثة أنبياء بينهم قرابة ونسب، عاشوا معًا وأرسلهم الله إلى بني إسرائيل، إنهم: انبياء بني اسرائيل زكريا ويحيى وعيسى بن مريم عليهم أفضل الصلاة والسلام
اقرأ المزيدالشريعة الإسلاميّة نظام شامل ومتكامل لجميع جوانب الحياة، وفهم وشرح هذا النظام بصورة شاملة يجعلنا نفهم الأجزاء بشكلٍ أوضح، كما نستطيع من خلاله فهم الأهداف والغايات والمرامي لكلِ حكم من الأحكام، كما أنّ الشريعة هي جزء من أجزاءِ الإسلامِ الثلاث: (الإيمان – الشريعة – الأخلاق).
الشريعة الإسلامية : هي مجموعة القواعد والنظم والأحكام التي تنظم حياة الناس، ومقصدها: إقامة الحياة الكريمة، وتصريف مصالح الناس، وتحقيق العدل بينهم.
في الشريعة قواعد ثابتة، وفيها أحكام تتغير بتغير الأحوال؛ وفقًا لمصالح الناس، وبما لا يتناقض مع مقاصدها الرئيسية، وأساسها سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.
إنّ كثيرًا منَ العلماء وطلاب العلم يخلطون بين مقاصد الشريعة ومقاصد الإسلام، فالشريعة جزء من الإسلام وإذا حققنا مقاصدها نكون قد حققنا جزءًا من مقاصد الإسلام وليس كلّها،
فالإسلام يتكون من ثلاثة أجزاء: (إيمان – أخلاق – شريعة)، فإذا فهمنا هذه الأجزاء الثلاثة، وفهمنا مقاصد كل منها على حدً سواء، عندها تكون أهداف الإسلام مجموع كامل هذه الأهداف والمقاصد.
مقاصد الشريعة إذا نظرنا لها من باب الشريعة فهي: أهداف الشريعة، وإذا نظرنا لها من جهة الإسلام الذي هو أشمل وأوسع فعندها تُصبح مقاصد الشريعة وسائل.
عرفت الدراسات المقاصدية نموًا سريعًا بدأت بكتاب (الموافقات) للشاطبي، ثم كتاب ابن عاشور (مقاصد الشريعة الإسلاميّة)، وهو الكتاب الذي دعا فيه إلى تأسيس علم جديد، قال: “ونسميه عِلمَ مقاصدِ الشريعة”.
سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة هي الهدف الرئيسي لمقاصد الشريعة، وتتحقق بأمرين:
1) التوحيد والعبادة: فالإنسان دون إيمانه بإله يشعر بوجوده ويصدق به عقله يصبح في قلق، يقول الإمام ابن القيم: (إنّ في القلب لوحشة لا يملأها إلا الأنس بالله تعالى).
2) تطبيق الشريعة: فلا بدّ من العدل والحرية للناس، والمساواة والرحمة، لعمارة الأرض.
قام التشريع الإسلامي على أسس ثلاثة كلّية هي:
أمّا المقاصد الجزئية للشريعة فتتألف من ثلاثة أقسام: (حفظ الضروريات – تحقيق الحاجيات – التحسينات)، والتي يمكننا أن نشرحها وفق الآتي:
وهي الأمورُ التي ترعى العلاقةَ بين الفردِ والمُجتمع، وبدونِها تختلُ حياةُ البشر، أما عن عددها فهي خمس:
يُقصدُ به الإيمان والشعائر التعبديّة، كالنطقِ بالشهادتين والصلاةُ والصيام والزكاة، وشرّع لحفظهِ الجهادُ في سبيلِ الله فهو مُقدم على حفظِ النفس، ولكن هُناك حالة يقدّم فيها حفظُ النفس، والمعيارُ في ذلكَ هو:
(إذا كانَ التهديدُ يمسّ الأمّة فيكون حفظُ الدّين مُقدم على النفس، أما إذا كانت المسألة تهديدٌ لفرد واحد قدّم حِفظ النفس كما في قصةِ عمار بن ياسر رضي الله عنه، وهذا التقديمُ للنفس يجوزُ لعامةِ الناس ولا يجوزُ للقادةِ والعُلماء الذين يتبعهم الناس فيضلوا بسببهِم).
الجسد مُلكٌ لله تعالى، والله أعطانا هذا الجسد لنستخدمهُ وفقَ أوامرِ المالك، ولفهم ذلكَ ينبغي معرفة الأحكام الآتية: (الوشمُ الدائم حرام؛ لأنني غيّرت هذا الجسد دون إذن مالكهِ، والانتحارُ حرام وعقوبتهُ شديدة؛ لأنّ الله أعطاهُ أمانة وهو بيأسه دمرّ هذه الأمانة)، وبالمُقابل كما أمرنا بحفظِ النفس فهُناكَ حالات أمرنا بها المالكُ أن نبذلها (الجهادِ في سبيل الله).
أولًا- الإسلام يحترمُ العقل فلا تعارضَ بين العقلِ والدين: ومعادلة التعاملِ في ذلك: نصوص الدين قسمين: (قطعي وظني الثبوت، قطعي وظني الدلالة)، وفي العلمِ يوجد (حقائق علمية، نظريات علمية)، فإذا تعارضَ الدين مع العقل:
أ- نُرجّح القطعيّ منهما: (ففي مسألةِ الخلق: الدين فيها قطعيّ أما العلم فقائمٌ على النظريات لذلكَ نرجحُ الدين، وفي مسألة كرويّة الأرض: العلمُ قطعيّ فنُفسّر الآيات المُحتملة على المعنى العلمي).
ب- يستحيلُ أن يتعارضَ قطعيّ الدين مع قطعيّ العلم: لأن كلاهما من عند الله تعالى.
ثانيًا- تحريمُ كل ما يُسكر العقل: تحريمُ الخمرِ والمخدرات فلا يجوزُ للإنسان أن يلعبَ بعقلهِ لأنهُ أمانةُ لله، فأوقعُ العلماء طلاقَ السكران عقوبةً له
المالُ مال الله وهو بيدي أمانة {وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ}، كما أنّ المال يشملُ كلّ ما له قيمةٌ مادية، وله أحكام: (لا يجوزُ اللعبُ به وإتلافهُ، فرضَ إخراجَ جزء منه بالزكاة والخراج، شجّع على الإنفاقِ والصدقة الإحسان، وضبطِ أحكامِ البيوع، وأحكام ِالميراث، وفي المال العام الحاكمُ مؤتمنٌ عليه ولا يملكه).
الأسرة قضية أساسيّة في الإسلام، ونختلفُ بها عن الفكرِ الغربي القائمِ على الفرديّة والماديّة، والفكرِ الإسلامي قائم على التوازن بين الفردِ والأسرة، ولنفهمَ ذلكَ علينا فهمُ مُصطلح “العاقلة”: وهُم كل شخصٍ في الأسرة مسؤول عن ضبطِ تصرفاتِ الفرد إلى درجةِ مسؤوليتهم عن دفعِ الديّة في حال عجزِه، فضوابطُ سلوكِ الفرد في الإسلام:
هذهِ الفلسفة غير موجودة لدى الفكرِ الغربي، فالأسرةُ كيانٌ اجتماعيّ وقانوني جاءت لهُ مجموعةٌ من الأحكامِ والضوابط (بر الوالدين – تربية الأبناء – تحريم الزنى – تحريم التبني وخلط الأنساب – الزواج).
وهي الأمورُ التي يستطيعُ الإنسان العيشَ دونها ولكن غيابها يؤدي إلى المشقّة، كنظامِ النقود وأحكامِ البيوع وأحكامِ الزواج وأحكامِ الرخص في السفر والمعاملاتِ بشكلٍ عام، وهناكَ بعضُ القواعد:
ما يتم بها إظهارُ الفرد والمُجتمع بمظهرٍ جميل، فجمالُ الفرد: قضايا الأخلاق، والزينة، والطهارة، وجمال المجتمع: إظهار المسلمين بمظهرِ القوة، مجتمعٌ طاهر من الفساد والفواحش،
و(سورة النور) تهدف لنشر النور الفردي والجماعي من خلالِ: (مسائل الإيمان، وأحكام الاستئذان، والإفك، وقذف المحصنات)، وللأسف المسلمين غيبوا كثيرًا هذا المقصد الأساسي.
الكمالُ والديمومة والواقعيّة والوسطية في الشريعة، جعلتها تتفوّق على القوانين الوضعيّة التي كانت دومًا وقتية محدودة بتطور تفكير البشر، ولنتعرفَ على الخصائص بالتفصيل:
مصدرُها الله سبحانهُ وتعالى، الذي أنزلَ الوحي على النبي ﷺ، وينقسمُ الوحي إلى قسمين:
وحيّ متلو: القرآنُ الكريم الذي نزلَ بلفظهِ ومعناه من الله تعالى.
وحيّ غير متلو: السنة النبويّة الشريفة التي معناها من الله تعالى ولفظها بتوفيقه للنبيّ ﷺ.
تكفّل المولى سبحانه بحفظ ِشريعتهِ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، ونزّه كتابهُ عن التحريف والتبديل {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.
طالما أنّ الشريعة مصدرُها الله فهي تتصفُ بصفة من صفاته بما كانَ غايةَ نزولها، فالله العالم بأحوالِ العباد جميعها {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، محيط ٌبكلّ حاجاتهم في كل مجال {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ}.
إنّ أهمّ مصدرين للشريعة: القرآنُ الكريم والسنةُ النبويّة الصحيحة، وهذا يجعلُها مرتبطةً ارتباطًا وثيقًا بالوحي الإلهي، لتكونَ صالحةً لكلِ زمانٍ ومكان، فصلاحيةُ دينِ الإسلام لكلِ زمان ضرورة كونهُ خاتمةَ الأديان، قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.
الواقعُ أنّ أحكام الشريعة يتمُ طرحُها من الأدنى إلى الأعلى، وهذا يؤدي إلى ضياعِ الأهداف في كثيرٍ من الأحيان، فمثلًا يدرسُ حكمَ الوشم: (الوشم حرام)، ولكن لماذا هو حرام؟ وما هو الهدف من تحريمه؟ وما هي الصورةُ الشاملة للإسلام؟
الحلال دائرة واسعة كبيرةٌ في الإسلام بينما الحرام دائرة ضيقة، ولكن للأسف يسعى بعضٌ من العلماء لتوسيعِ دائرة الحرام باسم سدّ الذرائع، فلماذا؟ وما هي الأسباب؟
الحرامُ صغير ويجب أن يبقى كذلك، فأبقوهُ صغيرًا تنجو بإذن الله تعالى.
تطبيق الشريعة هدفٌ يجب على المسلمين العمل وبذل الجهدِ لتحقيقه، ولكن حتى يسيرَ بمنهجٍ صحيح يجبُ مراعاة الشروط الآتية:
1- فهم وسطي معتدل : فهم للإسلام وللشريعة يبدأ بالأولويات.
2- إقامة الحريات : جميعِ أنواعِ الحرّيات (الحرية الدينية، الحرية المذهبية، الحرية السياسية، حرية التعبير..)، والشيءُ الوحيد المرفوض هو الفسادُ الأخلاقيّ فلا حريةَ فيه، سواء كانَ في الأدبِ أو الفن أو الإعلام.
3- إقامة العدل : سواء على الحاكم وعلى المحكوم، فلا أحدَ فوقَ القانون، مسلمًا كانَ أو غيرَ مُسلم وعلى الجميع.
4- التسامح : تقديمُ العفو على العقاب في المسائلِ المشكوكِ بها، والحدودُ تدرئ بالشُبهات.
5- توفير احتياجات الناس قبل العقاب.
6- حرية اختيار الحاكم : فلا استبدادَ ولا طغيان.
7- شريعة تدعم التطور : تتعاملُ مع الواقعِ والعصر وتستفيدُ منه وتوجهه.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
الرسول الإنسان و الإسلام ببساطة و علمتني الحياة
الشريعة الإسلامية : هي مجموعة القواعد والنظم والأحكام التي تنظم حياة الناس،
ومقصدها: إقامة الحياة الكريمة، وتصريف مصالح الناس، وتحقيق العدل بينهم.
في الشريعة قواعد ثابتة، وفيها أحكام تتغير بتغير الأحوال؛ وفقًا لمصالح الناس، وبما لا يتناقض مع مقاصدها الرئيسية، وأساسها سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.
-الكمالُ والديمومة والواقعيّة والوسطية في الشريعة، جعلتها تتفوّق على القوانين الوضعيّة التي كانت دومًا وقتية محدودة بتطور تفكير البشر.
-مصدرُها الله سبحانهُ وتعالى.
-تكفّل المولى سبحانه بحفظ ِشريعتهِ.
-الكمال والشمول والخلود، طالما أنّ الشريعة مصدرُها الله فهي تتصفُ بصفة من صفاته بما كانَ غايةَ نزولها،
-صلاحية تطبيق الشريعة الإسلامية حسب الزمن.
الحلال دائرة واسعة كبيرةٌ في الإسلام بينما الحرام دائرة ضيقة
1- فهم وسطي معتدل : فهم للإسلام وللشريعة يبدأ بالأولويات.
2- إقامة الحريات : جميعِ أنواعِ الحرّيات (الحرية الدينية، الحرية المذهبية، الحرية السياسية، حرية التعبير..)، والشيءُ الوحيد المرفوض هو الفسادُ الأخلاقيّ فلا حريةَ فيه، سواء كانَ في الأدبِ أو الفن أو الإعلام.
3- إقامة العدل : سواء على الحاكم وعلى المحكوم، فلا أحدَ فوقَ القانون، مسلمًا كانَ أو غيرَ مُسلم وعلى الجميع.
4- التسامح : تقديمُ العفو على العقاب في المسائلِ المشكوكِ بها، والحدودُ تدرئ بالشُبهات.
5- توفير احتياجات الناس قبل العقاب.
6- حرية اختيار الحاكم : فلا استبدادَ ولا طغيان.
7- شريعة تدعم التطور : تتعاملُ مع الواقعِ والعصر وتستفيدُ منه وتوجهه.