كيف تكون أب
قد يبدو العنوان مفاجئاً للكثيرين: كيف تكون أب؟ ولا شك أنّ المقصود لا ظاهر المعنى،…
Read moreالدعوة إلى الله سبحانه شرف تنوعت وسائل نشره في الأرض، وفي زماننا هذا انتشرت ظاهرة الدعوة إلى الله من خلال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، فظهرت أبحاث كثيرة تحاول:
إثبات أنّ القرآن الكريم والسنة الشريفة سبقت العلم الحديث بقرون في علوم: (الفضاء، والفلك، والطب والجيولوجيا، وعلم الأحياء)، وغيرها من العلوم، كما تحاول تفسير بعض الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة بما توصل له العلم الحديث.
[د. إبراهيم الهدهد]
القرآن الكريم كتاب هداية والعلم نور فلا انفصال بينهما، والإعجاز العلمي لا يعني اكتشاف الحقائق والنظريات، ولكنه يتجلّى في الإخبار عنها قبل حدوثها على لسان نبي أميّ.
[د. عبد الحي الفرماوي]
اتفق العلماء على أن القرآن الكريم كتاب هداية وإعجاز للبشرية كلها، وتحدى الله به المعاندين في جميع الأزمان، كلٌ في تخصصه ففيه: (إعجاز بياني لأهل البيان، وإعجاز بلاغي لأهل البلاغة، وإعجاز تاريخي لأهل التاريخ، وإعجاز علمي لأهل العلم).
[الشيخ بسيوني عبد الفتاح]
الإعجاز البلاغي هو الذي كان وقت نزول القرآن الكريم؛ لأن القرآن نزل بلسان عربي مبين متحديًا العرب وهم آنذاك أهل الفصاحة والبيان، أما الإعجاز العلمي فقد ظهر بعد الحقائق التي اكتشفت فيما بعد، والقرآن الكريم مليء بالإشارات العلمية لهذه الحقائق
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت:53].
وللعلم فإنّ الإعجاز العلمي لا يخرج عن الإعجاز البلاغي؛ لأن الإشارات العلمية جاءت بتركيب بلاغية، فكان بذلك رافدًا من روافد الإعجاز البلاغي.
[د. سمير أبو غانم]
أصبح العلم اليوم مرجعية للكثير من الناس في العالم، حتى وصل الأمر بالبعض إلى “العلماوية” أي تأليه العلم، وعليه سيكون من الفعالية بمكان تأثر الإنسان بالأشياء التي لها خصائص علمية، خاصة إذا استجابت ولبّت تطلعات روحية عنده.
[د. إبراهيم الهدهد]
نحن بحاجة لأن نعانق بين ما في الكون من اكتشافات وبين إعجاز القرآن الكريم؛ فخطاب القرآن الكريم خطاب عالمي.
[د. زغلول النجار]
نحن معشر المسلمين نؤمن أنّ القرآن الكريم كلام الله، وهو الصورة الوحيدة من كلام رب العالمين المحفوظة بين أيدي الناس اليوم، وبما أنه كلام الله فلا بدّ له من أن يكون مغايرًا لكلام البشر، لذلك فكل أمر من أموره معجز: (البيان، العقيدة، الأخلاق، المعاملات، الإشارات العلمية، الإشارات التربوية، الإشارات التاريخية..)، ومن ينكر ذلك إيمانه ناقص.
والقرآن في أصله كتاب هداية، ولكن ألف آية فيه أي ما يزيد على سدس مجموع آيات القرآن الكريم (6,236) تتحدث عن إشارات كونية، هذه الإشارات لا يمكن لها أن تفهم فهمًا صحيحًا في إطار اللغة وحدها، بل لا بد من توظيف الحقائق العلمية الثابتة حتى تفهم.
[د. زغلول النجار]
هل القرآن الكريم كتاب علمي؟
الإشارات العلمية في القرآن الكريم ليست مقصودة على أنها معلومة علمية، ولكنها تأتي في مقام الاستدلال على قدرة الله المبدعة في الكون، تشهد لله بالألوهية والربوبية والوحدانية، وتشهد أن الله الذي خلق قادر على إفناء خلقه وإعادة بعثه، وفيه إقامة للحجة على أهل زماننا الذين فتنوا بالعلم.
يخطئ من يقول إنّ القرآن الكريم فيه كل علم، لنفهم ذلك نضرب المثال الآتي: (أخبرنا رسول الله ﷺ أنه منّ على البشرية بـ 120 ألف نبي، واصطفى منهم 313 رسول، ولم يخبرنا القرآن الكريم سوا عن 25 منهم)، وهكذا الإشارات العلمية في القرآن الكريم مثلها مثل الإشارات: (التاريخية، والتربوية، والنفسية)، نماذج تشهد له أنه لا يمكن أن يكون صنعة بشرية.
[د. عبد الحي الفرماوي]
من خلال التجربة وبالاحتكاك المباشر: إنّ دخول معظم من أسلم في أمريكا وأوروبا وآسيا وكثير من أنحاء العالم في الإسلام، كان بسبب الإعجاز العلمي.
[د. عمرو الورداني]
الخطاب الحضاري هو الأكثر فعالية من أدوات الخطاب الديني، أما الإعجاز العلمي فيعطي الإبهار ولا يقدم للإنسان منظومة متكاملة في الحياة، فيتشكل انطباع عند المسلمين الجدد أنّ الأمة قد وصلت إلى أعالي المعرفة، ولكن سرعان ما يصيبه انتكاسة كبيرة لما يأتي ويعيش معها، فيجد حالها الذي نعرف جميعًا.
[د. زغلول النجار]
إن كل فرد من الناس له مدخل مختلف عن الآخر: فالذي له خلفية علمية تهزه الحقائق العملية، ومن لديه مشكلة أخلاقية وسلوكية تهزه القيم الأخلاقية، والإبهار بوابة لتعريف الناس بالإسلام.
أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة لندن البروفسور “آرثر اليسون”، كان يهتم بالبحث عن الإجابة على التساؤل الآتي: هل يحدث فرق في وزن الإنسان عند الموت؟ وبالتالي هل للروح البشرية وزن؟
كان معه طالب دراسات عليا من مصر، فقال له: الإسلام يقول الوفاة كالنوم {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
بدأ البروفيسور بالتجارب فقاس الفرق بين وزن الإنسان في صحوه ونومه، ووجد فرقًا يساوي الفرق بين وزنه في حياته وموته، فجاء إلى القاهرة وأعلن إسلامه.
[د. عمرو الورداني]
لدينا مشكلة في استخدام مصطلح الإعجاز العلمي، فالصحيح أن نقول: الدلائل العلمية على صدق الإسلام، لماذا؟
لأن إبطال مادة الإعجاز يؤدي إلى إبطال صدق القرآن، فالمعجزة ملازمة للتحدي، وإذا تحدينا بشيء فبطل؛ بطل المتحدى به، بخلاف إبطال الدليل فإنه ليس إبطالًا للقرآن؛ لأن القاعدة المنطقية تقول: (إبطال الدليل لا يستلزم منه إبطال المدلول)، فإذا بطل استدعينا له دليلًا آخر.
[د. سمير أبو غانم]
الإعجاز العلمي واحد من أدوات الخطاب الإسلامي في هذا العصر، ولا يجب أن يكون أهمها وأكثرها استخدامًا، فخطاب الوحي والهداية والقيم يتسم بالخلود ويستعصي على الزمان والمكان والتغيير، أما المعرفة الإنسانية فتتطور بشكل نسبي: فما يصح اليوم قد يثبت غدًا بطلانه، وهي أيضًا معرفة تراكمية: فما يكون اليوم متقدمًا قد يغدوا غدًا متجاوزًا.
[د. عمرو الورداني]
[د. عمرو الورداني]
سئل سيدنا عمر بن الخطاب عن تفسير “الأبّ” في قوله تعالى {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس:31]، فقال: (ويح أم عمر، أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني؛ إذا تكلمت في القرآن بغير علم)، وسئل الإمام أحمد عن كلمة في القرآن فلم يعرفها فقال:
(شقينا إذا تكلمنا في القرآن بغير علم)، ثم نسأل اليوم عن أشياء فنفسرها بأشياء لم يصل إليها العلم، إذن لماذا نتكلم فيها؟
هذا النص القرآن المعجز نرجو ألا يصير ألعوبة، فيصبح له تفسير يشبه التفسير الباطني، تنكر فيه المعاني الأصلية للآيات، وتثبت فيه المعاني العلمية.
[د. زغلول النجار]
[د. طارق السويدان]
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
البطانة الفاسدة و القيادة الفردية المستبدة و الايمان وأهدافه
أصبح العلم اليوم مرجعية للكثير من الناس في العالم، وعليه سيكون من الفعالية بمكان تأثر الإنسان بالأشياء التي لها خصائص علمية، خاصة إذا استجابت ولبّت تطلعات روحية عنده.
الإعجاز العلمي لا يعني اكتشاف الحقائق والنظريات، ولكنه يتجلّى في الإخبار عنها قبل حدوثها على لسان نبي أميّ.
هل يحدث فرق في وزن الإنسان عند الموت؟
القرآن يقول الوفاة كالنوم {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
بدأ البروفيسور "آرثر اليسون" بالتجارب فقاس الفرق بين وزن الإنسان في صحوه ونومه، ووجد فرقًا يساوي الفرق بين وزنه في حياته وموته.
- أن يجعل له ضوابط من أهل التخصص العلمي واللغوي .
- لا يترك لأي فرد بل لا بدّ فيه من الرجوع لهيئة محكمة.
- لا يجوز أن يدخل فيه إلا إنسان متكامل المعرفة.
القرآن الكريم ثابت الورود ولكن دلالته ومعناه قد يكون: واضح، أو غير واضح، وفي جانب العلم يوجد: حقائق ونظريات، وعليه نكون أمام الحالات الآتية:
1. إذا كان المعنى القرآني واضح، والعلم يستند لحقائق: فلا مشكلة في الدمج بينهما فلن يتعارضا.
2. إذا كان القرآن معناه واضح الدلالة، والعلم نظرية: فلا يجوز تفسير شيء واضح بآخر نظري.
3. إذا كان العلم ثابت وحقيقي، والنص القرآني غير واضح الدلالة: عندها نفسر بالحقيقة العلمية.
4. في الحديث الشريف نضيف شرط آخر: وهو أن يكون الحديث صحيح لا شك فيه.