كيف تكون زوج صالح
الرجل والمرأة قوام الأسرة المستقرة، وعلى عاتق كل منهما مسؤوليات وواجبات، ولكي تستطيع كزوج القيام…
Read moreأمتنا الإسلامية غنية بالرجال العظام، المبدعين والقدوات في كل ميدان، نقف لنتعرّف على أحد هؤلاء القامات، إنه أبو الطب العربي أبو بكر الرازي الطبيبٌ والكيميائي والفيلسوف والرياضيّاتيٌّ المسلم، من علماء العصر الذهبي للعلوم، وصفته (سيغريد هونكه) في كتابها “شمس العرب تسطع على الغرب“ أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق.
هو محمد بن يحيى بن زكريا الرازي، ولد أبو بكر بالري نحو سنة 250هـ ، وعُرِفَ منذ نعومة أظفاره بحب العلم؛ فاتجه منذ وقت مبكر إلى تعلم الموسيقى والرياضيات والفلسفة، والطب والكيمياء.
بعد إتمام دراساته الطبية في بغداد، عاد الرازي إلى مدينة الري بدعوة من حاكمها، منصور بن إسحاق، ليتولى إدارة مستشفى الري، وقد ألّف الرازي لهذا الحاكم كتاب ( المنصوري في الطب ) وبعده ألف كتاب (الطب الروحاني )، وكلاهما متمم للآخر:
وبسبب هذين الكتابين، وإدارته لمستشفى الري نال الرازي شهرته، فطلب منه الخليفة العباسي المعتضد بالله الانتقال إلى بغداد ليتولى رئاسة مستشفى المعتضدي الجديد، الذي أنشأه الخليفة ، وصار رئيساً على أعظم مستشفى في العالم الإسلامي.
وتنقل الرازي عدة مرات بين الري وبغداد، بعضها لأسباب سياسية، وأحياناً أخرى ليشغل مناصب مرموقة في هذين البلدين، ولكنه أمضى الشطر الأخير من حياته بمدينة الري، وكان قد أصابه الماء الأزرق في عينيه، ثم فقد بصره وتوفى في مسقط رأسه في سنة 313هـ .
كانت شهرة الرازي نقمة عليه؛ فقد أثارت عليه غيرة حساده، وسخط أعدائه، فاتهمه في دينه كل من خالفه، ورموه بالكفر ووصفوه بالزندقة، ونسبوا إليه آراءً خبيثة وأقوالاً سخيفة، وهي دعاوى باطلة، وافتراءاتٍ ظالمة، وللرازي نفسه من المصنفات ما يفند تلك الدعاوى، ويبطل تلك الأباطيل.
وقد كتب كتاب ذكر في خلاصته: أن للعالم خالقاً حكيماً، وأظهر حكمة الله في جسد الإنسان، وكتب كتاب آخر ذكر فيه أنَّ للإنسان خالقا متقنا حكيما، وأظهر إتقان قدرة الله في خلق الإنسان.
كان الرازي مؤمناً باستمرار التقدم في البحوث الطبية، ولا يتم ذلك، على حد قوله، إلا بدراسة كتب الأوائل، فيذكر في كتابه «المنصوري في الطب» ما هذا نصه:
(هذه صناعة لا يتمكن الإنسان الواحد إذا لم يحتذ فيها على مثال من تقدمه، لا يستطيع أن يلحق فيها كثير شيء ولو أفنى جميع عمره فيها لأن مقدارها أطول من مقدار عمر الإنسان بكثير،
وليست هذه في صناعة الطب فقط بل في جل الصناعات، وإنما أدرك من أدرك في هذه الصناعة إلى هذه الغاية، ألوف من الرجال في ألوف من السنين، فإذا اقتدى المقتدي أثرهم صار أدركهم كلهم في زمان قصير، وصار كمن عمر تلك السنين وعنى بتلك العنايات).
ولذلك أصبح الرازي طبيب العرب الأول.
يعد الرازي من الرواد الأوائل للطب ليس بين العلماء المسلمين فحسب، وإنما في التراث العالمي والإنساني بصفة عامة.
كان في أحد الأيام يسير في طريقٍ وخلفه تلاميذه بالعشرات، يتبعونه و يكتبون عنه فمرَّ على امرأة عجوز، فتعجبت! من هذا الذي وصل إلى هذا المستوى؟ فقالت لأحد تلاميذه: يا بني من هذا؟ فغضب التلميذ، وقال: أما عرفتيه؟
هذا الإمام الرازي الذي عنده كتاب فيه ألف دليل ودليل على وجود الله، فقالت العجوز: يا بني لو لم يكن عنده ألف شكٍ وشكٍ في وجود الله ما احتاج إلى ألف دليل، هل في الله شك؟ سمع الرازي مقولتها وقال: اللهم إيماناً كإيمان العجائز.
ومن وراء هذه الحادثة صار من أعظم علماء السنة.
كان من أبرع علماء الفيزياء في الإسلام، في العصور الوسطى، ذُكِرَ في كتاب (عيون الأنباء): أن الرازي قلب نظرية الإبصار في كتاب (كيفية الإبصار)، هو الذي علم البشرية أن الإنسان يرى لأن الشعاع يأتي إلى العين وليس العكس، ومن خلال هذا نقض نظرية إقليدوس في المناظر.
هو اختراع في قياس الأوزان النوعية للسوائل، ومعرفة كثافتها.
صناعة الكيمياء في عصر الرازي، كانت للأثرياء، فمن يعمل بالكيمياء يصبح ثرياً، وقد نال كتابه (سر الأسرار) شهرةً عظيمةً جداً في الإسلام، وانتشر في أوروبا.
للرازي مؤلفات كثيرة في الطب والفلسفة والكيمياء والفيزياء والطبيعة وغيرها من العلوم، ففي مجال الطب يذكر كل من ابن النديم والقفطي أن الرازي كان قد دون أسماء مؤلفاته في فهرست وضعه لذلك الغرض.
ومن المعروف أن النسخ المخطوطة لهذه المقالة قد ضاعت مع مؤلفات الرازي المفقودة، ويزيد عدد كتب الرازي على المائتي كتاب في الطب والفلسفة والكيمياء وفروع المعرفة الأخر.
أشهر كتبه كتاب (الحاوي في الطب)، هو كتاب موسوعة عظيمة، يحتوي على ملفات غاية في الأهمية، استعان فيه بطب الإغريق والهنود، إضافة إلى ملاحظاته الدقيقة وتجاربه الخاصة، وكان إذا استفاد من أحد يذكره، ولا ينسب الأمور إلى نفسه.
فعرفت هذه المراجع من كتاب الحاوي، وقد ترجم الحاوي إلى اللغة اللاتينية وطبع في إيطاليا عام 1486 وقد أعيد طبعه مراتٍ كثيرة، وقد احتوى على (25) مجلد، واعتمدت عليه جامعات أوروبا، وبقي مرجعها الأول في الطب حتى القرن السابع عشر.
يقول عن هذا الكتاب: (بقيت في عمل كتاب الجامع الكبير (15 سنة)، أعمل فيه ليلاً ونهاراً، حتى ضعف بصري، وحدث فسخٌ في عضلات يدي، منعني من الكتابة والقراءة، وأنا على حالي لا أدعها، استعين بإرادتي، ثم إذا عجزت أستعين بمن يقرأ ويكتب لي).
أما مجموع الكتب والمقالات التي ألفها الرازي (200) كتاب ومقالة ما بين طب وفلسفة وغيرها من العلوم والفنون.
بقي الرازي يتنقل بين الري وبغداد، بعضها لأسباب سياسية، وأحياناً أخرى ليشغل مناصب مرموقة في هذين البلدين، ولكنه أمضى الشطر الأخير من حياته بمدينة الري، وكان قد أصابه الماء الأزرق في عينيه.
ثم فقد بصره وتوفى في مسقط رأسه في سنة 313 هـ رحمه الله تعالى، وترك مثالاً يحتذي به الأطباء والفلاسفة وغيرهم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
قصص الصحابة و الأئمة الأربعة و قصص التابعين
كان محبا للعلم منذ صغره ؛ فصب اهتمامه في تعلم الموسيقى والرياضيات والفلسفة، والطب والكيمياء.
كتاب الحاوي في الطب.
كتاب الجامع الكبير للرزاي
أنه يعد مبتكر خيوط الجراحة المعروفة بالقصاب.
أول من صنع مراهم الزئبق.
قدم شرحا مفصلا لأمراض الأطفال والنساء والولادة والأمراض التناسلية وجراحة العيون وأمراضها.
كان من رواد البحث التجريبي في العلوم الطبية، وقد قام بنفسه ببعض التجارب على الحيوانات كالقرود، فكان يعطيها الدواء، ويلاحظ تأثيره فيها، فإذا نجح طبقه على الإنسان.
كان من الأوائل الذين استفادوا من تحليل الدم والبول والنبض لتشخيص المرض.
اهتم بالنواحي النفسية للمريض، ورفع معنوياته، ومحاولة إزالة مخاوفه من خلال استخدام الأساليب النفسية المعروفة حتى يشفى.
أول من فرَّق بين مرض الجدري ومرض الحصبة، وأول من صنفهما في وصف دقيق مميز بالعلاجات الصحيحة.
كان من أبرع علماء الفيزياء في الإسلام، في العصور الوسطى، ذُكِرَ في كتاب (عيون الأنباء): أن الرازي قلب نظرية الإبصار في كتاب (كيفية الإبصار)، هو الذي علم البشرية أن الإنسان يرى لأن الشعاع يأتي إلى العين وليس العكس، ومن خلال هذا نقض نظرية إقليدوس في المناظر