القيادة: فن التأثير والتحفيز
استكشف فن التأثير والتحفيز في القيادة. اكتشف كيف يمكن للقادة أن يكونوا ملهمين ومحفزين للفرق والأفراد. اقرأ المزيد في هذه المقالة
اقرأ المزيدقصص الأنبياء فيها الدروس والقدوة لنا في الفهم عن الله سبحانه وتعالى، نتحدث عن واحد من أولي العزم من الرسل إنه نبي الله نوح عليه السلام، نتعلم منه أساليب الدعوة إلى الله تعالى والصبر عليها، واللجوء إلى الله عزّ وجل بأدب الدعاء، ربّنا الذي يدبّر الأمر ومكره فوق مكر الماكرين الظالمين.
النبي نوح هو حفيد النبي إدريس عليهما السلام، فإدريس جدّه الرابع.
نوح عليه السلام منْ أولي العزم من الرسل الذين ميّزهم الله، وهم:
كانت رعاية الغنم ؛هي مهنة جميع الأنبياء كما ورد على النبي ﷺ (ما من نبي إلا رعى الغنم)، ثم عمل نجّارًا عندما جاءه الأمر بصناعة السفينة.
ابناء نوح عليه السلام ثلاثة، وهم كنعان وسام وحام ويافث.
توفي نبي الله إدريس وازداد الفساد في الأرض، ثم بعد ألف عام من وفاة آدم ظهر الكفر لأول مرّة، بدأت قصة ظهور الكفر بـ 5 من الرجال الصالحين أحبّهم الناس، فلمّا ماتوا وسوس الشيطان لتلاميذهم أن يضعوا بأماكن هؤلاء الصالحين حجارة يخلّدون فيها ذكراهم.
ومع الأيام جعل الناس يتبرّكون بهذه الحجارة ويعظّمونها، ثم جاء جيل لم يعرف أصل القصة فعبدوها {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}.
هذا يبين لنا خطورة أن يبتدع الإنسان عبادة بعقله، فنحن نعبد الله عزّ وجل كما يحبّ هو لا كما نريد نحن، ولا اجتهاد في إنشاء العبادات، يتحسن العقل شيئًا ويبدأ الانحراف صغيرًا ثم يكبر ويصل بالإنسان إلى المهالك.
رغم كل ما بذله نوح عليه السلام في الدعوة فلم يؤمن له إلا (10) وفي أقصى رواية (80) رجل وامرأة، كما أن الملأ وهم علّية القوم بدأوا يجادلونه ويستهزؤون بمن اتّبعه { فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}.
فناقشهم نوح عليه السلام بالمنطق {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ}.
ثم إنهم سئموا منه وتتضجّروا {قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}، ثم أصدر ملكهم أمرًا يقضي بالابتعاد عن نوح عليه السلام وعدم الاستماع إليه {قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَارًا}.
ثم حاولوا مساومته واشترطوا عليه أنْ يطرد الضعفاء الذين اتّبعوه،
{وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَلَكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (30) وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (31) وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ}.
ثم انتقلوا معه إلى مرحلة التحدّي فقالوا: {قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}، فأجابهم أنّ الأمر بيد الله هو الذي يحدد العقوبة وموعدها {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ}.
ومن شدّة ما جرى منهم بدأ نوح يتحدّاهم ويواجههم حتى رموه بالجنون {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ}.
بعد هذه المرحلة جاء الوحي يخبر نوح عليه السلام {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}.
فلمّا علم أنهم لن يؤمنوا هنالك دعا عليهم فقال: {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (118) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، يقول الله سبحانه وتعالى عن حال نوح عليه السلام {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (10) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ}.
ثمّ إنه خاف على المؤمنين معه من شرورهم فدعا {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (27) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا}.
بدأ نصر الله لنبيه نوح عليه السلام، فجاء الأمر له أن يقوم بصناعة سفينة بتوجيه الله له ووحيه، وأن يتوقف عن دعوة قومه وطلب الرحمة لهم {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ}، توجّه عليه السلام إلى الجبل وبدأ بصناعة هذه السفينة الضخمة.
تعجّب قوم نوح من حاله؛ فبعد أن كان يدعوهم خلال تلك السنين الطويلة، ها هو يتركهم ويعمل على صناعة سفينة، وأين؟ على ظهر الجبل حيث لا ماء ولا بحار، فجاءوه ساخرين (صرت نجّارًا بعد أن كنت نبيًّا؟!)،
فأجابهم {وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ}، فلمّا أتمّ بناء السفينة جاءته الأوامر أن ينتظر العلامة وهي أن يفيض التنور بالماء، عندها فليذهب إلى السفينة مصطحبًا أهله ومن آمن معه.
يصفها المؤرخون: طولها (350) ذراعًا، مؤلفة من ثلاثة طوابق، مغطاة من الأعلى.
وفعلًا في أحد الأيام جاءت العلامة فانطلق بمن معه من المؤمنين تاركًا زوجته وابنه “كنعان” اللذين لم يؤمنوا، فلم وصل إلى السفينة إذا بالحيوانات مصطفة تنتظره من كل صنف زوجين، وبدأ الطوفان العظيم ففاضت الأرض بمياهها وأمطرت السماء
{فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (12) وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}، فأسرع نوح ومن معه فركبوا في السفينة {وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
بدأ الهلاك يعمّ جميع الأرض فغرق البشر والدواب، وفي هذا المشهد وجد نوح ابنه يسبح بجوار السفينة فتحرك مشاعر الأبوّة {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ}،
ولكنّ ابنه كان معاندًا في كفره وعصيانه {قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ}.
توجّه نوح إلى الله سبحانه بأدب الدعاء سألًا له عن وعده له بنجاة أهله فقال: {وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}، هنا جاء البيان الإلهي له وللناس من بعده أنّ الكفر يقطع الصلات والروابط مع المؤمنين، ولذلك فإن الكافر لا يرث، فروابط العقيدة تأتي أولًا،
{ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (47) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ}.
وعلى الموج وغرق كل ما على الأرض من مخلوقات الله، سوا من في السفينة مع نوح عليه السلام عاشوا فيها أشهرًا حتى قضي الأمر {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}،
فأرسل نوح الحمام فعادت تحمل غصن زيتون فصارت علامة للسلام، ثم رست السفينة على جبل أكثر الروايات أنّه جنوب تركيا اليوم.
بدأت الحياة من جديد {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وأراد الله سبحانه أنْ يصبح كل مع نوح عقيمين لا ينجبون باستثنائه هو، لذلك سميّ نوح عليه السلام: (أبو البشر الثاني) أو (آدم الثاني).
كان لنوح عليه السلام بعد الطوفان ثلاثة من الولد:
1- سام: وفي ذرّيته بياض وشيء من السمرة (العرب).
2- حام: وفي ذريته السواد (الأفارقة).
3- يافث: وفي ذريته الحمرة والشقرة (الأوروبيين).
{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (76) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (77) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ}.
رسالة نوح عليه السلام التوحيد، وعبادة الله، وتقواه وطاعته. قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
معنى اسم النبي نوح -عليه السلام أصله سامي ويعني الراحة، وله معنى آخر النواح أي البكاء والصراخ بصوت عالي. غالبًا ما يكون على فقدان شخص عزيز
عاقب الله قوم نوح عليه السلام بالطوفان، حيث قال الله في كتابه العزيز: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ*فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ".
عاش سيدنا نوح بعد الطوفان حيث رست السفينة على جبل أكثر الروايات أنّه جنوب تركيا اليوم.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
جزاك الله خيرا استفدنا من القصه