العشر الأواخر من رمضان: أهميتها وفوائدها القيمة
تعريف العشر الأواخر من رمضان تعد الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أفضل 10…
اقرأ المزيدكانت خلافة أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه سدًا منيعًا أمام الفتن، وكان عمر نفسه بابًا مغلقًا لا يقدر أصحاب الفتن الدخول إلى المسلمين في حياته، ولم تقدر الفتن أن تطل برأسها في عهده.
عن سعيد بن المسيب رحمه الله: أن عمر لما نفر من منى أناخ بالأبطح فكوم كومة من بطحاء، فألقى عليها طرف ثوبه، ثم استلقى عليها، ورفع يديه إلى السماء فقال:
“اللهم كُبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيّتي، فأقبضني غير مضيِّع، ولا مفرط، اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد نبيك”، فسمعته ابنته حفصة أم المؤمنين وزوج رسول الله ﷺ: فقالت: أنى يكون هذا؟ قال: يأتي به الله إذا شاء.
فلم تمض سنة بعد ذلك، إلا وعمر يسقط شهيدًا في مدينة رسول الله ﷺ.
كان من سياسة عمر أنه لا يسمح للسبي بدخول المدينة المنورة، عاصمة دولة الإسلام، فكان يمنع مجوس العراق وفارس، ونصارى الشام ومصر من الإقامة في المدينة إلا إذا أسلموا ودخلوا في هذا الدين، وهذا الموقف يدل على حكمته وبعد نظره؛
لأن هؤلاء القوم المغلوبين المنهزمين يضمرون الحقد على الإسلام وأهله، قلوبهم مبغضة، كثيروا التآمر والكيد ضد الإسلام والمسلمين، ولذلك منعهم من الإقامة فيها لدفع الشرِّ عن المسلمين، إلا أنّ بعض الصحابة رضي الله عنهم كان لهم رقيق من هؤلاء السبايا، وكان الفاروق يكره بقائهم.
كان المُغِيرَة بنُ شُعْبَة واليًا على الكوفة، فكتب إلى عمر يذكر له غلامًا عنده صانعًا، ويستأذنه في أن يدخله المدينة، ويقول: “إن عنده أعمالاً تنفع النَّاس، إنه حدَّادٌ نقَّاشٌ نجَّارٌ”؛ فأَذِنَ له، وكان المغيرة يأخذ منه كل يوم أربعة دراهم، فلقي أبو لؤلؤة عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، إن المغيرة قد أثقل عليَّ غلتي، فكلِّمه أن يخفف عني.
فقال عمر: اتق الله، وأحسن إلى مولاك، ونية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه يخفف عنه، فغضب العبد، وقال: وسع كلهم عدله غيري؟! فأضمر على قتله، فاصطنع خنجرًا له رأسان، وشحذه، وسمّه، ثم أتى به الهُرْمُزان، فقال: كيف ترى هذا؟ قال: أرى أنك لا تضرب به أحدًا إلا قتلته.
عمر بن الخطاب، الخليفة الثاني من الخلفاء الراشدين، توفي نتيجة لعملية اغتيال. في العام 23 هـ، وبينما كان يؤم المسلمين في صلاة الفجر بالمسجد النبوي، تعرض لطعنات قاتلة من قبل أبو لؤلؤة المجوسي (فيروز)، وهو عبد فارسي كان يحمل حقداً وغضباً تجاه عمر بسبب بعض الشكاوى الشخصية.
أبو لؤلؤة تسلل إلى المسجد في الظلام وطعن عمر بن الخطاب عدة طعنات أثناء أدائه للصلاة. عمر أصيب بجروح بالغة وبقي يعاني منها لأيام قليلة قبل أن يتوفى متأثرًا بجراحه. وقد حدثت وفاته في العام 644 ميلادي/23 هجري. ويُذكر عمر بن الخطاب لحكمته، عدله، وإصلاحاته الكبرى التي أحدثها في الدولة الإسلامية خلال فترة خلافته.
يقول ابن عباس: دخلت على عمر حين طُعنْ، فقلت: “أبشر بالجنة، يا أمير المؤمنين: أسلمت حين كفر الناس، وجاهدت مع رسول الله ﷺ حين خذله الناس، وقبض رسول الله ﷺ وهو عنك راضٍ، ولم يختلف في خلافتك اثنان، وقُتلت شهيدًا”.
فقال عمر: أعد عليَّ، فأعدت عليه، فقال: (والله الذي لا إله إلا هو، لو أن لي ما في الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت به من هول المطلع).
أما ما ذكرت من صحبة رسول الله ﷺ ورضاه، فإن ذلك من الله جل ذكره منَّ به علي، وأما ما ترى من جزعي، فهو من أجلك وأجل أصحابك، والله لو أن لي طِلاع الأرض ذهبًا؛ لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه.
استشهد يوم الأربعاء في شهر ذي الحجة، سنة (23هـ)، وهو ابن (63) سنة على الصحيح.
قال عمر لابنه عبد الله: انطلق إلى عائشة أم المؤمنين، فقل: يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست اليوم للمؤمنين أميرًا، وقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه، فسلم واستأذن، ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي: فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه؟
فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرن به اليوم على نفسي، فلما أقبل قيل هذا عبد الله بن عمر قد جاء قال: ارفعوني فأسنده رجل إليه، فقال عمر: ما لديك؟، قال: الذي تحب يا أمير المؤمنين، أذنت، قال:
الحمد لله ما كان من شيء أهم إلي من ذلك، فإذا أنا قضيت فاحملوني ثم سلم فقل يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي فأدخلوني، وإن ردتني ردوني إلى مقابر المسلمين، فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي فسلم عبد الله بن عمر، قال: يستأذن عمر بن الخطاب، قالت: أدخلوه، فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه.
أُتي عمر بنبيذ (المراد بالنبيذ المذكور، تمرة نبذت في ماء، أي نقعت فيه، كانوا يفعلون ذلك، لاستعذاب الماء) فشربه، فخرج من جوفه، ثمّ أتي بلبن فشربه فخرج من جُرْحه، فعلموا أنه ميت.
قال: أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا، الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم، أن يقبل من محسنهم، وأن يعفى عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا،
فإنهم ردء الإسلام، وجباة المال، وغيظ العدو، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم، وأوصيه بالأعراب خيرا، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام، أن يؤخذ من حواشي أموالهم ويرد على فقرائهم، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله ﷺ، أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم.
اهتمَّ عمر بوحدة الأمة ومستقبلها حتى اللحظات الأخيرة من حياته، وقد ابتكر طريقة جديدة لم يسبق إليها في اختيار الخليفة الجديد، وكانت دليلا على فقهه في سياسة الدولة الإسلامية:
مضى قبله الرسول ﷺ ولم يستخلف بعده أحدًا بنص صريح، ومضى أبو بكر الصديق واستخلف الفاروق بعد مشاورة كبار الصحابة، فلما طُلب من الفاروق أن يستخلف وهو على فراش الموت، فكر في الأمر مليًا، وقرر أن يسلك مسلكًا آخر يتناسب مع المقام، جمع فيه بين تصرف رسول الله ﷺ وتصرف أبو بكر.
قال: ياعبد الله بن عمر انظر ما عليّ من الدَّين، فحسبوه فوجدوه (86) ألفًا أو نحوه، قال: إن وفى له مال آل عمر، فأدّه من أموالهم، وإلا فسل في بني عدي بن كعب فإن لم تف أموالهم، فسل في قريش، ولا تعدهم إلى غيرهم، فأدّ عني هذا المال، فلما مات نقل ابنه عبد الله ما كان على أبيه ووضعه في ذمته.
عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل أن يصاب بأيام بالمدينة، وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف قال: كيف فعلتما؟ أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق؟ قالا:
حملناها أمرًا هي له مطيقة ما فيها كبير فضل، قال: انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق؟ قال: قالا لا فقال عمر: لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق، لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدًا، قال فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب.
وفي روايةٍ: “فظنَّ عمر أن له ذنبًا إلى النَّاس لا يعلمه، فدعا ابن عباس، وكان يحبُّه ويُدْنِيه، فقال: أحبُّ أن تعلم عن مَلاءٍ منَ النَّاس كـان هذا؟ فخـرج، لا يمرُّ بمَلاءٍ من النَّاس إلا وهم يبكون، فكأنما فقدوا أبكارَ أولادهم، فأخبره، قال ابن عباسَّ: فرأيت البِشْرَ في وجهه.
حتى إنَّ القوم قالوا: “لوددنا أن الله زاد في عمركَ من أعمارنا، من محبَّتهم له “.
إقرا أيضاً: علاقة عمر بن الخطاب مع أهل بيته
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
سيرة خالد بن الوليد ومعركة القادسية وجميع معارك المسلمين مع الروم
طعنه أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي بالناس في مسجد رسول الله ﷺ.
أبو لؤلؤة المجوسي صانع المغيرة بن شعبة.
سنة (23هـ)، وهو ابن (63) سنة.
كان المغيرة يأخذ منه كل يوم أربعة دراهم، فلقي أبو لؤلؤة عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، إن المغيرة قد أثقل عليَّ غلتي، فكلِّمه أن يخفف عني، فقال عمر: اتق الله، وأحسن إلى مولاك ونية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه يخفف عنه، فغضب العبد، وقال: وسع كلهم عدله غيري؟! فأضمر على قتله،
في حجرة رسول الله إلى جوار رسول اللهﷺ وأبي بكر الصديق.
ماشاء الله عليك