عمر بن الخطاب وفتح الأردن وفلسطين
أعظم ما قام به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد إقامة العدل الشامل في دولة…
اقرأ المزيدهل جسدي ملكي؟!.. هل أنت تملك جسدك؟!.. ومن منا يملك جسده؟!
للإسلام فلسفة خاصة للإجابة على هذا التساؤل، خلاصتها أن الإنسان لا يملك جسده، بل هو ملك لله تعالى جعله أمانة ووديعة عند الإنسان {إِنَّا لِلَّٰهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، لذا يجب عليه أن يجتهد لصيانة هذه الأمانة، ويتصرف بها في حدود توجيهاته سبحانه وتعالى.
التوازن بين مكونات الذات الإنسانية ضرورة يسعى الإنسان لتحقيقها، والإسلام يوازن بين حاجات الجسد والروح والعقل والعاطفة، بحيث لا يطغى جانب على جانب، وبهذا التوازن فقط يحيا الإنسان حياة مستقرة طيبة هنيئة.
والنبي ﷺ خير من طبق هذا التوازن، فشهدت له بذلك الدنيا، يقول المبرد: (لم يختلف أهل الحكمة والنظر من العرب والعجم أن الكمال في الاعتدال)، وللروح حظ وافر في هذا التوازن، فشرع الإسلام العبادة لترتقي بروح الإنسان، وبدونها يصير الإنسان في خواء تصيبه الأمراض النفسية، فقيل:
أقبل على الروح واستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
حرم الإسلام الانتحار، بل عدّه من أكبر الكبائر، وجعله سببًا موجبًا لدخول النار، لأن المنتحر ضيع الأمانة (الجسد) بعد أن استأمنه الله تعالى عليها، ومثله كمثل من يستعير سيارة من صديقه ثم يعمد إلى حرقها عمدًا، بل إن المنتحر بفعله يكون قد ضيع كل الأمانة التي ائتمنه الله عليها.
قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا} [النساء:29-31].
قال رسول الله ﷺ: «من تردّى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنّم يتردّى فيه خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن تحسّى سمًّا فقتل نفسه، فسمّه في يده يتحسّاه في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا» [البخاري].
قتل النفس من كبائر الذنوب، لكنه لا يخرج عن دائرة الإسلام، وقد جاءت السنة بجواز الصلاة على المنتحر من عامة الناس، لكن المشروع لأهل العلم والفضل ترك الصلاة عليه ردعًا وزجرًا لأمثاله، فعن جابر بن سمرة قال: (أُتِي النبي ﷺ برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه) [رواه مسلم].
قال ابن بطال في (شرح صحيح البخاري): أجمع الفقهاء وأهل السنة أن من قتل نفسه لا يخرج عن الإسلام، ويصلى عليه، وإنما إثمه عليه كما قال مالك، ويدفن في مقابر المسلمين، ولم يكره الصلاة عليه إلا عمر بن عبد العزيز، والأوزاعي، في خاصة أنفسهما، والصواب قول الجماعة،
لأن الرسول ﷺ سن الصلاة على المسلمين، ولم يستثن منهم أحدًا، فيصلى على جميعهم الأخيار والأشرار إلا الشهداء الذين أكرمهم الله بالشهادة.
لماذا هذا التشدد؟! حتى وصل الأمر عند الفقهاء لبحث الصلاة على المنتحر ودفنه؟!
لأن الجسد أمانة كبيرة جدًا، والله جعل الإنسان مؤتمن عليها فهي ليست ملكه، فقام هذا الإنسان بتهوره أو بيأسه بتدمير كامل هذه الأمانة، مما جعله يستحق أشدّ العقوبة بخلاف إذا أتلف بعضها الذي يستحق عقوبة دون المنتحر.
وماذا عن كلمة الحق من الأئمة والعلماء عندما يطغى الحكام؟
رخصة من (أكره) المذكورة في الآية لا تجوز للعلماء ولمن يقود الناس، إذا كان بسببها وقوع الناس في الضلال، لأنه بانحرافهم ينحرف دين الناس، فالحفاظ على بيضة الدين ضرورة تبذل لحفظها الأنفس والأهل والأموال، ولذلك جاء في الحديث: «من أعظم الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام ظالم فأمره ونهاه فقتله».
إقرا أيضا: النهضة والبناء الحضاري
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
الرسول الإنسان و الإسلام ببساطة و السيرة النبوية الشريفة
الإنسان لا يملك جسده، بل هو ملك لله تعالى جعله أمانة ووديعة عند الإنسان
التوازن بين مكونات الذات الإنسانية ضرورة يسعى الإنسان لتحقيقها،
والإسلام يوازن بين حاجات الجسد والروح والعقل والعاطفة، بحيث لا يطغى جانب على جانب، وبهذا التوازن فقط يحيا الإنسان حياة مستقرة طيبة هنيئة.
حرم الإسلام الانتحار، بل عدّه من أكبر الكبائر، وجعله سببًا موجبًا لدخول النار
حفظ الدين مقدم على حفظ النفس، ومن هنا نفهم مشروعية الجهاد، فإذا كان دين الأمة والمجتمع مهددًا يصبح حفظه مقدمًا على حفظ النفس، وعليه كان واجبًا على الإنسان أن يضحي بنفسه من أجل دينه وأهله ووطنه، أما إذا كانت المسألة متعلقة بإنسان واحد يقدم عندها حفظ النفس