إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن
قصص الأنبياء فيها العِبر والقدوات، نعتبرُ بما حدثَ للأممِ قبلَنا ونأخذُ منهُم الدروسَ، ونتعلمُ من…
اقرأ المزيدمن خصائص المجتمع المسلم أنَّه مجتمع يقوم على عقيدة الولاء والبراء: (الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراء من كل من حادّ الله ورسوله واتبع غير سبيل المؤمنين).
وهاتان الخاصيَّتان للمجتمع المسلم هما من أهم الروابط التي تجعل من ذلك المجتمع مجتمعًا مترابطًا متماسكًا، تسوده روابط المحبة والنصرة،
وتحفظه من التحلل والذوبان في الهويات والمجتمعات الأخرى، بل تجعل منه وحدة واحدة تسعى لتحقيق رسالة الإسلام في الأرض، تلك الرسالة التي تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودعوة الناس إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
موضوعنا اليوم: الولاء والبراء بين التساهل والتشدد، بين الوضوح والهلامية، بين الغلو والتفريط والوسطية.
لغة
الولاء: المحبة، والنصرة، محبة ما يحبه الله ومحبة شرع الله، والنصرة للمسلمين على أعدائهم، كما قال الله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}.
البراء: البغض، والعداوة، والبعد، والتنزه، قال رسول الله ﷺ : (أوثَقُ عُرَى الإيمانِ الحبُّ في اللهِ والبُغضُ في اللهِ)، فالبراء عكس الولاء تمامًا.
اصطلاحا
موالاة من والى الله ورسوله، ومعاداة من عادى الله ورسوله، وقد ورد في الأثر: متى أكون مؤمناً؟ وفي لفظ آخر- مؤمنا صادقاً-؟ قال: (إذا أحببت الله)، فقيل: ومتى أحب الله؟ قال: (إذا أحببت رسوله)، فقيل: ومتى أحب رسوله؟ قال:
(إذا اتبعت طريقته واستعملت سنته، وأحببت بحبه، وأبغضت ببغضه، وواليت بولايته، وعاديت بعداوته، ويتفاوت الناس في الإيمان على قدر تفاوتهم في محبتي، ويتفاوتون في الكفر على قدر تفاوتهم في بغضي، ألا لا إيمان لمن لا محبة له، ألا لا إيمان لمن لا محبة له، ألا لا إيمان لمن لا محبة له).
صنف الإسلام الناس في مستويين (مستوى الدنيا، ومستوى الآخرة)، وفي الدنيا إلى ثلاثة أصناف:
وفي الآخرة:
الأصل في التعامل مع المسلمين هو الولاء، أما مع غير المسلمين فهو البراء، لكن البراء من غير المسلمين لا يعني عدم المعاملة بالحسنى والأخلاق الحميدة، فلا نظلمهم، ولا نؤذيهم، لكننا نبرأ من فعلهم (فلا نحب كفرهم، ولا ننصرهم ضد الأبرياء سواء المسلمين أو غيرهم)، لكن إذا تعلق الأمر برفع الظلم؛ فلا مانع من التعامل مع غير المسلم.
الولاء والبراء في تقرير أصله عقدي، لكن إضفاء الحكم عليه من الناحية العملية وآثارها فهي مسألة فقهية (تتضمن الحلال والحرام)، ولهذا صنفه العلماء في قسم الفقه وليس العقيدة.
ومن الضروري معرفة أنه:
قد يسأل سائل فيقول: ما الفرق بين حسن المعاملة والموالاة؟ ونقول: الولاء شيء، والمعاملة شيء آخر، والأصل في هذا قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
فالموالاة الممثلة في الحب والنصرة للكافر شيء، والنفقة والصلة والإحسان للأقارب الكفار أو الجيران من أجل إسلامهم شيء آخر.
أنواع المحاربين: 1- محارب مسلم 2- محارب كافر 3- إرهابي
يجب قتالهم وصدهم وردعهم عن الظلم، إلا في حالة واحدة ذكرها الله في القرآن فقال: (الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)،
أي: إذا كانت قوة المسلمين تساوي نصف قوة الأعداء فيجب قتالهم، أما إذا كانت قوة المسلمين أقل من نصف قوة الكفار، فينتقل الحكم من وجوب قتال الكفار إلى التخيير.
ومن هنا فمسألة تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، لا تدخل في صلب العقيدة فلا نُكَفر المهنىء، لكنها تدخل في القضايا الفقهية فيأثم فاعلها.
ينبغي عدم التساهل في مسألة الولاء والبراء.
حال الأمة هو الذي يحدد التشدد أم التساهل، فالأمة الإسلامية الآن في حالة ضعف وهذا يحتم عليها محافظتها على هويتها، وتمسكها بها بشدة، أما إذا كانت الأمة قوية فيمكن لها التساهل لتأليف القلوب وتقريب وجهات النظر.
ولا ينبغي أن ندخل كلمة الولاء والبراء في كل جزئية، فكل قضية تدرس على حدى.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
الايمان وأهدافه و الانتحار تصرف فيما لا تملك و الإسلام ببساطة
موالاة من والى الله ورسوله ومعاداة من عادى الله ورسوله، وقد سأل رجل رسول الله: متى أكون مؤمناً؟ وفي لفظ آخر- مؤمنا صادقاً-؟ قال: (إذا أحببت الله)، فقيل: ومتى أحب الله؟ قال: (إذا أحببت رسوله)، فقيل: ومتى أحب رسوله؟ قال: (إذا اتبعت طريقته واستعملت سنته، وأحببت بحبه، وأبغضت ببغضه، وواليت بولايته، وعاديت بعداوته، ويتفاوت الناس في الإيمان على قدر تفاوتهم في محبتي، ويتفاوتون في الكفر على قدر تفاوتهم في بغضي، ألا لا إيمان لمن لا محبة له، ألا لا إيمان لمن لا محبة له، ألا لا إيمان لمن لا محبة له).
أساس التعامل مع الكافر هو العدل والإحسان مع البراء، فالأصل في التعامل مع المسلمين هو الولاء، أما مع غير المسلمين هو البراء، لكن البراء من غير المسلمين لا يعني عدم المعاملة بالحسنى والأخلاق الحميدة، فلا نظلمهم، ولا نؤذيهم، لكننا نبرأ من فعلهم (فلا نحب كفرهم، ولا ننصرهم ضد الأبرياء سواء المسلمين أوغيرهم)، لكن إذا تعلق الأمر برفع الظلم فلا مانع من التعامل مع غير المسلم.
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
·(وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ).
·(لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ).
(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).
·(تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ).
·(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).