طرق التعليم والمحاكاة وتمثيل الأدوار في الطرق التدريبية
طرق التعليم والمحاكاة وتمثيل الأدوار في الطرق التدريبية، فالتدريب فن وعلم له طرقه وقواعده التي…
اقرأ المزيدأُمتنا الإسلاميّة غنية بالرجالِ العظام، المبدعين والقدوات في كلّ مَيدان، نقفُ لنتعرّف على أحدِ هؤلاءِ القامات، إنّهُ “ابن قيِّم الجوزيّة”: (الإمام الفذ، والعلم المتبحّر، والمفسر المحدّث، طبيب القلوب وعللِها، وخبير النفوس وآفاتها، صاحب التصانيف الرائعة، والمصنّفات النافعة).
إنّ التعرّف على حياةِ هذا العالِم الجليل ومعرفة أسباب نبوغُه وعِلمه، هو استشفافٌ لنموذجٍ فريد لرجل أنجبهُ الإسلامُ العظيم. فمن هو؟ وكيفَ نشأ وتعلّم؟ وما أسبابُ نبوغه في علمه؟
هو شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي.
ولد في السابع من صفر سنة (691هـ).
عائلة “ابن القيم” عائلة علمية:
فوالده هو “أبو بكر بن أيوب بن سعد الزرعي”: كان قيّماً على (المدرسة الجوزية) بدمشق، وقد كان أحد معلّمي ابنه، وكان من علماء دمشق.
وأخوه هو “أبو الفرج زين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر”: أصغر من ابن القيم بنحو سنتين، وقد كان هو الآخر عالمًا.
و ابن أخيه “عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن زين الدين عبد الرحمن”: اقتنى أكثر مكتبة عمه ابن القيم.
وابنه “شرف الدين، وجمال الدين عبد الله”: كان عالمًا وخطيبًا، وقد درَّس في المدرسة الصدرية عقب وفاة والده.
وابنه “برهان الدين إبراهيم”: أفتى ودرَّس بالمدرسة الصدرية، وقد كان عارفًا بالنحو، وله شرح لألفية ابن مالك سمّاه “إرشاد السّالك إلى حلّ ألفيّة ابن مالك”.
كان والده رحمه الله “قَيِّمًا” على “المدرسة الجوزية” بدمشق، والقيّم هو الناظر أو الوصي، وهو ما يُشبه المدير في زمننا هذا، وأطلق عليه ابن قيم الجوزية؛ لأن أبوه قيّم المدرس الجوزية”.
والجدير بالذكر أنّ ابن القيم أو ابن قيم الجوزية ليس هو “ابن الجوزي”، فـابن الجوزي سبق ابن القيم بحوالي (150) عامًا، واسمه: أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن.
كان “ابن القيم” نابغة في العلم محبًا له، وقد اجتهد في تحصيله منذ صغره، وتعلم العلوم بمختلف مجالاتها منذ بداية مسيرته العلميّة، فوصل إلى مراتب عالية في العلم، حيث برع رحمه الله تعالى في: (علوم الحديث، والفِقه، والتفسير، والسيرة، والفرائض، والأصول، والعقيدة)، كما أنه أجاد العربية وفنونها؛ فكان هذا بابًا لسعة فهمه لعلوم الشريعة، من خلال فهم كلام الله تعالى، وحديث رسوله عليه الصلاة والسلام.
يصفه الإمام “ابن حجر” فيقول: (كان جريء الجنان، واسع العلم، عارفًا بالخلاف ومذاهب السلف).
كان ابن القيِم من المفتين في المذهب الحنبلي: (برع، وأفتى، ولازم شيخه ابن تيمية حتى كان يعتبر وريثه في العلم)، فمن أعظم النعم على أي عالم من العلماء: أنْ يعطيه الله عز وجل تلميذًا عاقلًا ذكيًا مبدعًا، كما وفق الله تعالى “ابن تيمية” بتلميذه “ابن القيم”.
عاش ابن قيم الجوزية متبعًا لشيخه “ابن تيمية”، ومحافظا على مسلكه في الدّين والعلم، يتعلم من علماء عصره ويأخذون عنه، وكانت مدة ملازمته لابن تيمية (17) عامًا.
بعد وفاة ابن تيمية سار ابن قيم على نهج شيخه في الدعوة إلى القرآن الكريم، وإلى سنّة رسول الله ﷺ، وأخذ يدافع عن مذهب السّلف الصالح، ويحارب البدع أينما وُجدت، وكتب الكثير من المؤلفّات التي تخدم الشريعة الإسلاميّة، وقام بمناظرة أهل البدع والهوى، حتى توفاه الله تعالى.
كان تأليفه متقنًا جدًا، وهذه موهبة حباه الله إياها، فمن أسرار إبداع ابن القيم، منهجه في التأليف الذي يقوم على:
كان رحمه الله دائرة معارف تمشي على رجلين: فلم يتوقف عن التأليف حتى في أسفاره بعيدًا عن داره ومكتبته، وكان يحرص على أداء الحجّ ويكرره كلّ عام، والحجّ مناسبة عظيمة ليلتقي بعلماء البلاد البعيدة، إذ كانوا يجتمعون في موسم الحج، فيأخذوا من بعضهم، وفي الحجّ ومن خلال إقامة ابن القيم بجوار بيت الله الحرام، كان يشرع في تأليف كتبه.
وهذه بعض كتبه التي ألفها في أسفاره:
كان ابن القيم مغرماً بجمع الكتب، فحصل منها ما لا يحصر، ومما يدل على ذلك:
هذا الرجل العظيم: كان يجمع الكتب ويقرأ الكتب على الشيوخ ويؤلف الكتب.
إمامته “بالمدرسة الجوزية”: يقول “ابن كثير” عنه: (هو إمام الجوزية وابن قيّمها).
تدريسه “بالمدرسة الصدرية”: ويفيد “ابن كثير” فيقول: (وفي يوم الخميس درس بالصدرية صاحبنا الإمام العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي إمام الجوزية).
ويذكر أن هذه السجنة هي نفسها التي سُجن فيها مع شيخه ابن تيمية، وذلك بسبب ما أفتى به من المنع من شدّ الرّحل إلى قبور الأنبياء، حيث إنّه سجن مع شيخه ابن تيمية في سِجن القلعة، ولكن في حجرة أخرى وخرج من السجن عقب وفاة ابن تيمية.
يقول عنه تلميذه ابن كثير: “كان حسن القراءة والخلق، كثير التودد، لا يحسد أحدا ولا يؤذيه ولا يستعيبه، ولا يحقد على أحد، وبالجملة كان قليل النظر في مجموعه وأموره وأحواله، والغالب عليه الخير والأخلاق الفاضلة”.
كانت أخلاقه سمحة وهادئة، إلا في حالة الرد على المبتدعة فكان شديد الرد عليهم، وهذا خلق أستاذه “ابن تيمية” رحمه الله، وقد ألّف فيهم الكتب الشديدة، التي تبطل ادعاآتهم وزيف أقوالهم.
من أقواله التي تدل على عظيم أخلاقه: (من أساء إليك، ثم جاء يعتذر عن إساءته، فإن التواضع يوجب عليك قبول معذرته، حتى وإن كانت معذرته عن باطل، وتَكِل سريرته إلى الله عز وجل، كما فعل رسول الله ﷺ في المنافقين).
رحم الله الإمام العظيم “ابن القيم الجوزية” و”شيخه ابن تيمية”
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
قصص الصحابة و الأئمة الأربعة وقصص التابعين والمبدعون
كان والده "قَيِّمًا" على "المدرسة الجوزية" بدمشق، والقيّم هو الناظر أو الوصي، وهو ما يُشبه المدير في زمننا هذا، وأطلق عليه ابن قيم الجوزية؛ لأن أبوه قيّم المدرس الجوزية".
ليس هو "ابن الجوزي"، فـابن الجوزي سبق ابن القيم بحوالي (150) عامًا،
كان ابن القيِم من المفتين في المذهب الحنبلي: (برع، وأفتى، ولازم شيخه ابن تيمية حتى كان يعتبر وريثه في العلم)، ومن أعظم النعم على أي عالم من العلماء: أنْ يعطيه الله عز وجل تلميذًا عاقلًا ذكيًا مبدعًا، كما وفق الله تعالى "ابن تيمية" بتلميذه "ابن القيم".
كان تأليفه متقنًا جدًا، يقوم على:
1-التمكن والإحاطة بالموضوع الذي يؤلف عنه.
2-تدريس الموضوع الذي يؤلف عنه.
3-حسن التقسيم واختيار الفهرس والعناوين
التأليف، والإمامة والتدريس في المدرسة الصدرية، و تصدره للفتوى،
أفتى بالمنع من شدّ الرّحل إلى قبور الأنبياء، حيث إنّه سجن مع شيخه ابن تيمية في سِجن القلعة، ولكن في حجرة أخرى وخرج من السجن عقب وفاة ابن تيمية.