الزكاة في رمضان: فرصة لتحسين حياة المسلمين ودعم المحتاجين
ركن عظيم من أركان الإسلام، كان سبباً عظيماً من أسباب حروب الردة التي قام بها…
اقرأ المزيدتخيل أنك ولأوّل مرة في حياتك تقف أمام حشد من الأشخاص المتحمسين! ينتظرون بفارغ الصبر أنْ تشاركهم فكرة ملهمة، ترى هل ستشعر بالخوف والتوتر؟ أم بالحماس والرغبة في العطاء؟
تُعتبر مهارات التعامل مع الجمهور من الصفات الأساسية للقادة والنجوم، فسواء كنت تلقي عرضاً تقديمياً في الجامعة، أو تتحدث أمام جمهور كبير، أو حتى تشارك في المناقشات والحوارات؛ فإتقانك لمهارات التواصل والتفاعل مع الجمهور بطريقة فعّالة هي مفتاح نجاحك.
إذ إنَّ مهارات التعامل مع الجمهور لا تقتصر على الكاريزما الشخصية، بل تتضمن الاستعداد والتخطيط الجيد، وفهم احتياجات وتوقعات الجمهور، واستخدام تقنيات الاتصال الفعّالة، فالقدرات يصنعها الإنسان والمهارات يكتسبها، نعم هناك مواهب ولكن بالتدريب نتجاوز الكثير فيها.
إذا كنت مستعداً لاكتشاف عالم مهارات التعامل مع الجمهور والتأثير الإيجابي، فانطلق معنا في هذه الرحلة المثيرة لتتعلّم كيفية تحويل الكلمات إلى قوة تجذب الجمهور وتؤثر فيهم.
التعامل مع الجمهور مسألة حساسة تحتاج إلى شعرة معاوية رضي الله عنه الذي يقول: “إنّي لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا أضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أنَّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت؛ كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها”.
وحتى تكون علاقة القائد والنجم مع الناس جيدة يحتاج النجم إلى حسن الخلق أولاً، ويُكمّله الذوق الراقي فكل حركة ولفتة محسوبة، ويعكس ذلك المظهر الحسن الذي يجعله مقبولاً للناس منذ النظرة الأولى إليه.
كل ما سبق سيدعم إحداث قوة تأثير القائد والنجم ويوجد حوله جاذبية، تساعده في التأثير من أجل زراعة قيم تحرك الناس للعمل من أجل نهضة الأمة.
إنَّ (ألف باء) إدارة التعامل مع الجمهور هو حسن الخلق، فهناك من لا يصلح لمخاطبة الجمهور رغم امتلاكه العلم والمهارات والتخصص، فيسقط في فخ الاستعلاء والتكبّر على الناس مما يبعدهم وينفرهم عنه، وقد لخّص لنا رسول الله ﷺ ذلك بمعادلة اجتماعية هامة فقال: “إنكم لا تسعون الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه (الابتسامة) وحسن الخلق”. [رواه الحاكم].
ثم تأتي مهارات التعامل مع الجمهور لتمكنك من التواصل بفعالية مع الأفراد والجماهير في مختلف مجالات الحياة، وتساعدك في بناء علاقات قوية وتحقيق أهدافك ونجاحك في نواحي حياتك.
إنَّ تأثير مهارات التعامل مع الجمهور على النجاح الشخصي والمهني يتمثل في جوانب عدة، منها:
والنصيحة: استثمر في تطوير مهارات التعامل مع الجمهور لديك، سواء عن طريق التدريب أو الممارسة المستمرة، أو من خلال الاستفادة من الفرص التعليمية والتدريبية المتاحة، ستكتسب بذلك القدرات اللازمة لتكون: (قائدًا فعّالاً، ومتحدثاً مقنعاً، وشخصية مؤثرة في حياتك الشخصية والمهنية).
يتحلّى المتحدثون الجيدون والمحاورون المتميزون بالقدرة على معرفة متى يجب عليهم التحدث، ومتى يجب عليهم الاستماع والصمت، ولكلٍّ من هاتين المهارتين طريقتها الخاصة وفنونها المميزة.
إننا نمارس الاستماع أكثر من الكلام والقراءة والكتابة، وتؤكد الدراسات أنَّ مهارات الاستماع أكثر ضرورة للتفوق العلمي من مهارات القراءة، لذلك احرص على إتقان هذه المهارة.
كما أنّ الاستماع الفعّال وفهم احتياجات ومتطلبات الجمهور يعزز التواصل الفعّال، ويعزز بناء علاقة قوية ويزيد من فاعلية الرسالة وتأثيرها على الجمهور المستهدف، ويساهم في تحقيق أهداف المتحدث سواءً كانت: (توعوية أو تسويقية أو تعليمية).
ويعينك على إتقان هذه المهارة أمور بالغة الأهمية:
عندما يفهم القادة والنجوم احتياجات جمهورهم ويستجيبون لها بشكل فعّال؛ فإنهم يبنون الثقة والولاء والتأثير لديهم، وبالمقابل يأخذون منهم فهمهم للتحديات والاحتياجات التي يتعرضون لها، ويقدمون لهم الدعم اللازم والتقدير.
هناك طرق عديدة يستخدمها القادة والنجوم لتحليل وفهم توقعات واحتياجات جماهيرهم، منها:
ينبغي على القادة والنجوم أن يكونوا قدوة ومثال يحتذى به للجمهور، بأن يظهروا القيم والمبادئ التي يؤمنون بها وأن يعبّروا عنها بصدق وشفافية، ويعينهم على ذلك:
التواصل غير اللفظي هو وسيلة تواصل بين الأشخاص تعتمد على تفسير المعاني والمعلومات والرسائل المنقولة بصورة واضحة دون الحاجة لاستخدام الكلمات، إذ يتضمن هذا النوع من التواصل الرسائل الضمنية، سواء كانت مقصودةً أم لا، والتي يتم التعبير عنها من خلال السلوكيات غير اللفظية.
يشمل التواصل غير اللفظي عدة جوانب، منها: (تعبيرات الوجه ونبرة الصوت والإيماءات التي يتم عرضها من خلال لغة الجسد والحركات، بالإضافة إلى المسافة الفعلية بين المتحدثين والتي تعرف بـ “proxemics“).
تعتبر الإشارات غير اللفظية مؤشرات على معلومات إضافية وتعزز المعنى الشفهي للتواصل، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تعبّر التعبيرات الوجهية عن المشاعر والتفاعلات العاطفية التي قد يكون صاحبها يعاني منها، بينما تعكس لغة الجسد الحركات والإيماءات التي تظهر الرغبة أو الاهتمام أو الرفض، وأهم ما تقوم به لغة الجسد هو:
يمكن استخدام الاستدارة والملامح الصوتية لنقل الرسائل بفعالية، فعلى سبيل المثال:
إنَّ فهم هذه الإشارات يعتمد على الثقافة والسياق، فقد تختلف التفسيرات من شخص لآخر، لذلك من الضروري أنْ تكون حساسًا لتفاصيل الاستدارة والملامح الصوتية وتأخذ بالحسبان السياق العام والمعلومات المحيطة في الاعتبار عند تفسيرها والاستجابة لها بشكل مناسب.
الاستجابة للمواقف الصعبة والنقد يمكن أن يكون تحديًا، ولكن هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التعامل معها بفعالية، لذا سنتعرف عليها معاً.
القادة والنجوم عرضة باستمرار للأذية والغدر والخيانة والغيبة والتلفيق، لكن المشكلة الأكبر هو عدم استعدادهم لذلك وسقوطهم ضحية فقدان الثقة بكل الناس مع أول موقف من هذا النوع، فالناس بشكل عام جيدون والسيئون هم الاستثناء، لذلك المطلوب تحمل ألم هكذا مواقف والنهوض السريع والاستمرار.
يقول فرنسيس بيكون: “الشخص الحكيم يصنع الفرص أكثر مما يجدها”، مهارات التطور يحتاجها الإنسان بشكل عام فما بالكم بالنجوم والقادة؟! وأول هذه المهارات هي مهارة الإبداع حتى يرى ما لا يرون، وحتى يرى المألوف بطريقة جديدة غير مألوفة.
الجمهور ينتظر منك الجيد في كل يوم، وكلما كنت مبدعاً قادراً على التجديد كلما كنت حاضراً في عقول وقلوب الجمهور، وتذكر أنّ هناك الكثير من الناس استطاع الوصول إلى قيادة الناس والتأثير فيهم؛ لكنهم لم يستطعوا أنْ يحافظوا على ذلك؛ لأنهم بدأوا بتكرار أنفسهم فاختفت نجمهم.
واعلم أنّ هناك 4 أشياء لا يتوقف عنها القائد والنجم حتى آخر عمره هي:
وكان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: “مع المحبرة إلى المقبرة”.
تعلّم كيف تتعلم وأتقن مهارة ذاتية التعلم، يقول المثل الشائع: “لا تعطني سمكاً وعلمني كيف أصطاد”، هذا المثل غير صحيح على إطلاقه فلو هاج البحر فترة من الزمن لجعت، الأعلى والأرقى منه: “لا تعطني سمكاً ولا تعلمني كيف أصطاد، وإنما علمني كيف أتعلم تفح لي كل الأبواب“.
وكلما قرأ الإنسان أكثر زاد علمه، وكلما اتسعت ثقافته ازدادت حكمته، ومن أعظم طرق الحصول على الحكمة هي التجربة، والتجربة تكون من خلال 3 طرق:
1- الطريقة الشخصية المباشرة: وهي أضعف الطرق لأن الإنسان لا يستطيع تجربة كل شيء بنفسه.
2- التّعلّم من تجارب الآخرين بالتحليل والمراقبة واستنتاج العِبر.
3- التعلُّم من التاريخ: فالتاريخ فيه تجارِب لا يمكن لأيّ إنسان مهما عاش أن يحصل عليها، وهو فوق ذلك معلّم للحكمة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بتعلمها.
يُعرّف فن التعامل مع الآخرين على أنّه مجموعة من السلوكيات والتصرّفات الصحيحة والمناسبة التي يمارسها الفرد في المجتمع خلال تعامله مع الآخرين في مختلف مواقف الحياة اليوميّة، ويمكن تعريفه أيضاً بأنّه المبادئ والأسس التي تشير إلى الطريقة الصحيحة والمهذبة للتعامل مع الآخرين.
إنّ تعلّم فن التعامل مع الآخرين يساعدنا في محاولة فهم الآخرين بشكلٍ أكبر ويقلّل من المشاكل والنزاعات، كما يحسن من قدرتك على التفاوض وحل المشكلات.
إنّ التعامل مع الآخرين بطريقة صحيحة يؤدّي لإقامة علاقات يسودها الود، والمحبّة، والاحترام المُتبادل بين الطرفين.
إنّ تعلم فن التعامل مع الآخرين يوضّح لنا الأسس الصحيحة في التعامل مع مُختلف الفئات من الناس.