كل ما تود معرفته عن إرم ذات العماد
بعد أنْ نجّى الله تعالى نبيه نوحاً ومن آمن معه في السفينة، وأغرق كل ما…
اقرأ المزيدالتغيير ومنهجية التغيير : موضوعٌ كان يُطرح من سنين على شكل نصائح عامّة وملاحظات واقتراحات، أما اليوم فقد أصبح علماً يُدرّس، وصارت له أبحاث علمية، وتكتب به رسائل ماجستير ودكتوراه، وكما هو الحال في أي علم، فإنه يبدأ بسيطاً ثم يتطور إلى أن يتحوّل لمنهجٍ مُتكامل.
فما هو التغيير؟ وماهي مراحل التغيير؟ وكيف يتغيّر الفرد؟ هذا هو موضوعنا.
توصّلت الدراسات العلمية إلى قناعة غير عادية، وهي قول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ}، بمعنى أنَّ الإنسان لا يستطيع أن يُغيّر الآخرين، ولكنّه يستطيعُ أن يغيّر نفسه، كما يستطيع إيجاد مُناخ أو حافز أو دوافع للتغير بهدف التأثير على الآخرين كي يتغيّروا.
هو عملية تحوّل من واقع نعيش فيه، إلى حالة منشودة نرغب بها.
هناك عدّة أسئلة تقودنا لندرك أهمية التغيير، وهي:
يعتبر تغيير المبادئ من أهم الخطوات التي يجب أنْ يخطوها الإنسان في طريقه للتغيير؛ فالمتأمل في كل إنجاز أو حضارة وصل لها الإنسان يدرك أنَّ الأفكار هي الأساس.
ومرحلة اكتساب القيم وزرعها تكون في السنوات الستة الأولى من حياة الإنسان، وللوالدين الأثر الكبير في ذلك، وعندما يكبر الإنسان يستقلُّ في اختياره للقيم، ولكنّه مع هذا يتأثر: (بقيم أصحابه، وما يشاهده في الإعلام، وقيم مجتمعه).
لماذا أنت مسلم؟ سؤالٌ هامٌ ومشروع في ديننا.
ديننا قويٌّ في مَنْطقه، وكلُّ شيء فيه قابل للنّقاش والمُحاورة، فكثير من الناس يأخذون بعض المقولات ويُسلّمون بها على أنها قيمٌ ومبادئ، أحدها المثلُ القائل: (القناعة كنزٌ لا يفنى)، لماذا لا نقول: (الطموحُ كنزٌ لا يفنى)؟
إنَّ أهم ما يجب أن تُغيّرهُ؛ التغيير في المبادئ والقيم: أنْ تُعيد النظر في القيم والمبادئ، ولا تُسلّم بكل ما يأتيك من المجتمع المحيط إلا بالحُجّة والدّليل، فَسَلّم: يعني قلّد، وديننا ينهانا عن التقليد ويأمرنا بالتفكر.
السلوك نابعٌ من القرارات، والقرارات تنبع من المبادئ التي يتخذها الإنسان، والتغيير لا ينبعُ إلا من داخل النفس الإنسانية.
يستطيع الإنسان أن يقود الناس بالأوامر، ويستطيع أن يقودهم بالأخلاق والقيم، فهذا سيدنا أنس بن مالك يقول: (خدمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عشرَ سنينَ، فما قال لي أُفٍّ قطُّ، وما قال لي لشيٍء صنعتُه: لِمَ صنعتَه، ولا لشيٍء تركتُه: لِمَ تركتَه).
تغيير السكن، تغيير البيت، الزواج، كلها خيارات اجتماعية يستطيع الإنسان اتخاذ الأفضل فيها، فعلى سبيل المثال: اتخاذ قرار الزواج إذا كان مبنياً على أفكار وقيم خاطئة -الحُبّ من أوّل نظرة- فالنتيجة الطلاق.
ليس الغلط أن تكتشف أنك دخلت في تخصُّص غلط، وإنما الغلط أن تستمر فيه، ويجب على الإنسان أن يختار ما يوافق ميوله وهوايته، ولن يبدع الإنسانُ حتى يدخل مكاناً يعشقه.
الحياة تتغير مع تغير المسؤوليات، ونحن يجبُ أنْ نتغيّر معها، كما أنَّ تقييد الصلاحيات لن يصنع نجاحات ومشاريع.
هناك ضرورةٌ للتغيير؛ لأنه يمثل رغبة كامنة في نفس كل إنسان، ولكن تختلف الدوافع والأسباب من شخص لآخر، والتغيير ليس عملية سهلة وإنما هو عملية صعبة، وأصعب ما في التغيير هي الإرادة ثم يأتي بعدها العمل الجاد، فالإنسان لو أرادَ فإنه يصنعُ المستحيل، لكنَّ المُشكلة أنه لا يريد، ولا يتغيّرُ أحياناً إلا بردّ فِعل، وفرقٌ كبير بين التغيير الذي يأتي بردِّ فِعل، والتغيير النابع من الإرادة مع العمل.
للعملية التغييرية قواعد ينبغي التنبه إليها وإدراكها، ومن ثمّ مراعاتها وحسن التعامل معها، فلا يمكن للتغيير أن ينجح ويستمر بالكلام والخُطب؛ ولكن بالممارسة والتطبيق، ونقل الأهداف إلى مشاريع، ومن هذه القواعد:
التغيير صعب ولكن التعليم والتدريب على التغيير المراد اتخاذه سبب لقبوله والتآلف معه، وعندها ستحتاج للمساندين والمؤيدين.
عندما لا يشعر الإنسان بواقع نفسه أو أمته فلن يغير شيئاً.
فلا بدَّ من تحديد مواضع الألم في مجالات الحياة كافّة:
من خلال تحديد فجوة الأداء بين الواقع والحلم، وكلما كانت الفجوة معقولة كلما كان التغيير ممكن وكلما كانت الفجوة خيالية فإن التغيير مستحيل.
يعلمنا عمر بن عبد العزيز ذلك فيقول: (إنَّ لي نفساً توّاقة كلما وصلت إلى أمر تاقت إلى ما هو أعلى منه، وقد وصلت إلى الخلافة وإنَّ نفسي قد تاقت إلى الجنة).
بعدما تقوم بتحديد الهدف تضع الأسباب التي منعتك من الوصول إلى الهدف.
تتلخّصُ منهجية التغيير: في تحويل الأهداف إلى مجموعة مشاريع للوصول إلى التغيير المنشود، ولتوضيح هذه المنهجية لدينا مثالٌ عملي وتطبيقّي حول التغيير في العلاقات، عنوانه: (فتورُ علاقة الإنسان بأبنائه وانشغاله عنهم):
سيجدُ الإنسان مقاومة قد تنبع من: داخل النفس (تأجيل المشروع من أحل عمل ما)، أو من الخارج (هذه الفترة الحجوزات قليلة)، وهنا يجب البحث عن التطوير والإبداع في استخدام الطرق المختلفة للتعامل مع القضية، والتغلب على الخوف من التغيير وأعظم طريقة هي التوكل على الله، والتوكل الصادق وهو اتخاذ الأسباب، علماً أن التغيير عملية صعبة، لكن يجب أن يكون الإنسان قادر ومندفع حتى تهبَّ عليه رياحُ التغيير التي يريد تحقيقها.
قالوا السّعـادة فــي السّكـونِ وفي الخُمـول وفـي الخمود
فـي العيـش بيـن الأهـــــل لا عيشَ المُهاجـر والطّـريد
فـي لُقمــــةٍ تـأتـي إليــــك بغيــر مــا جُهـــدٍ جَــهيــــد
فـي المشيِ خلـفَ الرّكْـبِ في دَعَـةٍ وفي خَطْـوٍ وَئيـــد
فـي أنْ تقــول كمـا يُقـــالُ فـلا اعـتــــراضَ ولا رُدود
فـي أنْ تسيـرَ مـع القطيـع وأن تُـــقــــاد ولا تــقـــــود
فـي أنْ تعيـشَ كمـا يُــراد ولا تعيـــشَ كمـــا تُـريــــدُ
قلتُ الحيـاةُ هــي التحرُّكُ لا السـُّكــونُ ولا الهمـــود
وهي التّفاعــلُ والتّطــورُ لا التّـحجُّـــر والجُـــمـــود
وهـي الجهادُ وهل يُجاهد مــن تــعـلّــــقَ بالقُعـــــود
وهي الشُّعور بالانتصـار ولا انتصــارَ بلا جُهــــود
وهـي التّلــذذ بالمتاعــب لا الــتـــلــذذُ بالـــرُّقــــود
هي أن تذودَ عن الحِياض وأيُّ حُــــــرٍ لا يَـــــــذود
أن تُحسَّ بأن كـأسَ الذلِّ مــــنٍ مـــاءٍ صَــــديــــــد
أن تعيشَ خليفةً في الأرض شــأنُـــــــك أنْ تَســـــــود
وتقــولَ لا وبمــلءِ فِيْـــك لكُـــــلِّ جبّـــــار عنيـــــد
هــذي الحيـــاة وشـــأنهـا مــن عهــد آدم والجُــدود
فـإذا رَكنْـت إلى السُّـكون فلـذْ بســكّـانِ الـــلُحـــــود
إنّ السعــادة أن تــعيـــش لـــفكــرةِ الحـــقّ التَــليــد
وتعــلم الــفكــر الســـويّ وتصنــعَ الـخُــلق الحميــد
لا تنسى مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء
كما يمكنكم الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات:
مهارات إدارة الوقت وتنظيمه بفاعلية
هو عملية تحوّل من واقع نعيش فيه، إلى حالة منشودة نرغب بها.
1- تغيير المبادئ والقيم.
2- التغيير في السلوك والتعامل مع الآخرين.
3- التغيير في أساليب الإدارة والقيادة.
4- التغيير الاجتماعي.
5- التغيير في التخصص والدارسة.
6- التغيير في المسؤوليات والصلاحيات.
التغيير ليس عملية سهلة وإنما هو عملية صعبة، وأصعب ما في التغيير هي الإرادة ثم يأتي بعدها العمل الجاد.
- الإحباط
- الملل
- كثرة المشاكل
- تكرار الفشل
- ضعف الإنتاج
- الروتين وضعف الإبداع
- الشعور بفقدان أهمية الحياة
- مقارنة الآخرين مع النفس
- الخوف على المكاسب.
- الخوف على العلاقات.
- الخوف من المجهول.
- الخوف من المعارضة.
الخوف من ضعف القدرات.
تتلخّصُ منهجية التغيير: في تحويل الأهداف إلى مجموعة مشاريع للوصول إلى التغيير المنشود، ولتوضيح هذه المنهجية لدينا مثالٌ عملي وتطبيقّي حول التغيير في العلاقات، عنوانه: (فتورُ علاقة الإنسان بأبنائه وانشغاله عنهم):
الألم: شعوري أن علاقتي مع أبنائي بدأت تفتر.
الهدف: أن أقضي معهم وقت أكثر.
السبب: انشغالي.
المشروع: سفر معهم.
تنفيذ المشروع: أسافر.