عمر بن الخطاب وفتح الشام
أعظم ما قام به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعد إقامة العدل الشامل في دولة…
Read moreالإسلام لم ينتقص من مكانة المرأة؛ وإنما رفع من شأنها ومكانتها، وصار شأنها قرآنًا يُتلى، وصارت مكانتها خالدة في التاريخ، نتحدث في هذا المقال عن زوجتين من زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، كانتا ابنتين لسيدين، السيدة جويرية بنت الحارث من (بني المصطلق) من سادة العرب، وصفية بنت حيي بن أخطب من سادة اليهود.
السيدة جويرية بنت الحارث من: (بني المصطلق)، وهي قبيلة عربية معروفة بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدُّ العدّة لغزو المسلمين في المدينة، فاستعدّ وباغتهم في ديارهم وسيطر عليهم قبل أن يتحركوا، ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد مقابل 10 قتلوا منهم، ووقعت القبيلة في الأسر وفرّ سيدها الحارث.
وقعت السيدة جويرية في الرّق حسب نظام الحرب في ذلك الزمان، وكانت من سهم سيدنا ثابت بن قيس في الغنائم، فساءها ذلك وهي ابنة سيد القوم، فلجأت إلى (المكاتبة): وهو نظام يجعل من حقّ أي عبد أو أمة، طلب الاعتاق والتحرر من سيّده مقابل مال يدفعه له.
جاءت السيدة جويرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته بأمرها، فأعجب بها وبعقلها وفهمها فعرض عليها أن يحررها ويتزوّجها، فوافقت رضي الله عنها، وغيّر اسمها من “بَرّة” إلى جويريّة؛ حتى لا يُقال عندما يخرج من عندها: (خرجَ من برّة) أي غادر من عند التقية.
شقّ على رسول الله أن تقع قبيلة عربية أصيلة في الأسر، فكان يبحث عن طريقة يحررهم بها مع كسب ودّهم، وإزالة العداوة من نفوسهم، فكان زواجه من جويّرية رضي الله عنها سبيلاً لذلك، فبعد أن تزوّجها بدأ المسلمون يتحدثون: (أصهار رسول الله أسرى وعبيد)، فأخذ كل واحد يطلق ويحرر من عنده منهم، ففوجئ بنو المصطلق بهذه المعاملة والأخلاق الحسنة ودخلوا في دين الله أفواجًا، تقول السيدة عائشة: (فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها من جويرية).
أسلمت جويرية رضي الله عنها، وعاشت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت محبّة للعبادة، وكانت تُكثر من التسبيح، فحدث وأتاها رسول الله غدوةً وهي تسبّح، ثم انطلق إلى حاجته، ثم رجع قريباً من نصف النهار، فقال: «أما زلت قاعدة؟»، فقالت: «نعم»، فقال عليه الصلاة والسلام: «ألا أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلنهن، ولو وَزن بهن وزنتهن -يعني جميع ما سبّحت-: سبحان الله عدد خلقه، ثلاث مرات، سبحان الله زنة عرشه، ثلاث مرات، سبحان الله رضا نفسه، ثلاث مرات، سبحان الله مداد كلماته، ثلاث مرات».
عاشت رضي الله عنها حياة كريمة مع رسول الله، وتوفيت عام 56هـ وعمرها يتجاوز السبعين، رحم الله أم المؤمنين جويرية العابدة الفطنة الذكية التي كانت بركتها سبباً في تحرير أهلها وإسلامهم.
لما بعث رسول الله كان حُيي بن أخطب في المدينة، وكان اليهود يترقبون ظهور نبي آخر الزمان، تقول صفية سمعت أبي (حُيي) مع عمي ياسر يسأله عن رسول الله: (أهو النبي المرسل؟ أهو هو؟ قال: نعم، قال كيف عرفت؟ قال: كل العلامات ماثلة فيه، قال على ماذا عزمت؟ قال: عزمت على عداوته أبد الدّهر).
قاتل الله اليهود: عرفوا نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاربوه؛ لأنه كان من العرب وليس منهم، وراحوا يحيكون المؤامرات ضد الإسلام، وكان لهم دور خبيث في تأليب الأحزاب في غزوة الخندق، فقرر النبي صلى الله عليه وسلم إنهاء خطرهم؛ فتوجه نحو فتح خيبر وتم له ذلك، وكان من بين الأسرى السيدة صفية، فاصطفاها رسول الله وتزوّجها وأسلمت.
تتحدث السيدة صفية رضي الله عنها عن رؤيا رأتها قبل زواجها من رسول الله، قالت: (إني رأيت كأن القمر أقبل من يثرب، فسقط في حجري، فقصصت المنام على أمي فلطمتني، وقالت: تتمنين أن يتزوجك ملك العرب).
كان في زواج رسول الله من صفية تقرير حكم جواز الزواج من نساء أهل الكتاب المحصنات العفيفات، ويعلمنا حسن المعاملة معهنّ، فقد كان يعتب على نسائه الذين يذكرن أن صفية كانت يهودية، فقد جاءته يومًا تشكو إحداهن في ذلك، فقال: «رديّ عليها»، قالت: ما أقول؟ قال: «قولي زوجي نبي، وأبي هارون عليه السلام نبي، وعمّي موسى نبي»، ففرحت بذلك أشدّ الفرح.
شاركت رضي الله عنها في الأحداث التي تهمّ المسلمين، فمن ذلك: أنها حاولت أخذ الماء لخليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه لمّا حاصره أهل الفتنة في داره، فلما وصلت داره منعوها وأساؤوا لها، فأمر عثمان رضي الله عنه أن يتم إخراج أمهات المؤمنين إلى مكة؟ خوفاً عليهن.
السيدة جويرية بنت الحارث من: (بني المصطلق)، وهي قبيلة عربية معروفة بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدُّ العدّة لغزو المسلمين في المدينة، فاستعدّ وباغتهم في ديارهم وسيطر عليهم قبل أن يتحركوا، ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد مقابل 10 قتلوا منهم، ووقعت القبيلة في الأسر وفرّ سيدها الحارث.
جاءت السيدة جويرية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته بأمرها، فأعجب بها وبعقلها وفهمها فعرض عليها أن يحررها ويتزوّجها، فوافقت رضي الله عنها، وغيّر اسمها من “بَرّة” إلى جويريّة؛ حتى لا يُقال عندما يخرج من عندها: (خرجَ من برّة) أي غادر من عند التقية.
هي صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي الحبيب بن النضير بن النحام بن ناخوم
صفية بنت حيي بن أخطب، وبعد زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم أسلمت وحسن اسلامها
-لحل مشكلة سياسية: زواجه من السيدة جويرية.
- لبيان مسألة شرعية: زواجه من السيدة صفية.
- لإظهار مكانة أحد أصحابه: زواجه من السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق، ومن السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم أجمعين.
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات: