قابيل وهابيل – تقديم القرابين ونشأة البشرية
ذكر لنا القرآن الكريم قصصاً كثيرة أثناء حديثه عن الأنبياء والرسل، لعلّ أبرزها قصة قابيل وهابيل ابني آدم عليه السلام، قصة تجلّى فيها الحسد بين الإخوة.
اقرأ المزيدأعظم ما قام به أمير المؤمنين بعد إقامة العدل الشامل في دولة الإسلام: هو الفتوحات الإسلامية في بلاد الفرس والروم، وأعظم بجيش كان بإيمانه القوي بالله قادر على تحرير بلاد شاسعة، والقضاء على دول وممالك طال بها الزمن، وهدفه الأسمى تحرير البشر من حياة العبودية، وإرشادهم إلى طريق السعادة والكرامة، والفوز بالدارين.
عندما كان أبو عبيدة يحاصر حمص سنة 15هـ، فبدأ هرقل بحشد كل قواته في منطقة أنطاكية وشمال الشام استعداداً لمعركة حاسمة، تحرك الجيش الامبراطوري البيزنطي من أنطاكيا.
كانت الخطة كالآتي: جيش “جبلة بن الأيهم” من العرب النصارى ينطلق إلى حمص من حلب، ويحتجز الجيش الرئيسي للمسلمين في حمص، يقوم القائد “ديرجان” بتحركات ملتوية ما بين الساحل وطريق حلب حيث يصل إلى حمص من الغرب، ويتحرك القائد “غريغوري” إلى حمص من الشمال الشرقي، ويسير قناطير بمحاذاة الطريق الساحلي إلى بيروت، إلى دمشق ويفصل الجيش الرئيسي للمسلمين في حمص، وجيش القائد “ماهان” قوة احتياطية خلف جبلة وتصل حمص عن طريق حماة.
عرف أبو عبيدة مبكراً من خلال استخباراته تحركات الروم كلها، فجمع قادة جيشه واستشارهم، فأشار عليه خالد أن يخرج من حمص ويجمع كل الجيوش المنقسمة في الجابية، فأخذ أبو عبيدة برأي خالد، وأرسل إلى يزيد فأخلى دمشق، وأرسل إلى شرحبيل في الأردن، وإلى عمرو بن العاص في فلسطين، فاجتمعوا كلهم في هضبة الجابية، لقربها من جهة الجزيرة العربية، وهناك أقر أبو عبيدة بتولية خالد قائداً عاماً للمعركة.
كان الروم منضوين تحت خمسة جيوش، وصل عددهم (240) ألف مقاتل، فيهم (40) ألف فارس.
قادة جيش الروم: “ماهان” ملك أرمينيا القائد العامّ للجيوش البيزنطية، و“قناطير” (أمير روسي) على رأس جيش روسي سلافي، و“جبلة بن الأيهم” ملك الغساسنة على رأس جيش من نصارى العرب، بالإضافة إلى “جريجوري” و”ديرجان” على رأس جيشين.
جيوش المسلمين كانت قليلة بالمقارنة مع الجيوش البيزنطية، حيث تألفت قوات المسلمين الأصلية التي دخلت الشام للفتح من أربعة جيوش عددهم (24) ألف مقاتل، ثم ازدادوا قليلاً بعد وصول خالد من العراق للنجدة في معركة أجنادين، ثم وصلوا إلى (40) ألف: فيهم ألف من أصحاب رسول الله ﷺ، فيهم نحو من مائة من أهل بدر رضي الله عنهم، أما عدد فرسانهم (10) آلاف.
قادة جيش المسلمين: أبو عبيدة بن الجراح، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان.
بدأ بمبارزات دامت لمنتصف النهار كان النصر فيها لصالح المسلمين، حيث قتل عبد الرحمن بن أبي بكر، خمسة من قواد الروم، مما دعا القائد العام للجيش البيزنطي “ماهان” لبدء القتال، حرصاً على معنويات جيشه، وبدأ بتراشق النبال العنيف الذي تسبب بإصابات كبيرة في صفوف المسلمين ليلتحم الطرفان بعدها.
هو أحد قادة الجيش البيزنطي؛ خرج لمبارزة وكان خالد قد خرج له، فدار حديث جميل بينهما، فقال جرجة: يا خالد أصدقني ولا تكذبني فإن الحرّ لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفاً من السماء فأعطاكه فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟
قال خالد: لا، قال جرجة: فبِمَ سُمِّيت سيف الله؟ قال خالد: إن الله عز وجل بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا عنه ونأينا عنه جميعاً، ثم إن بعضنا صدقه وتابعه وبعضنا باعده وكذبه، فكنت فيمن كذبه وباعده وقاتله، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به فتابعناه، فقال ﷺ: «أنت سيف من سيوف الله سله الله على المشركين»، ودعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك، فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
قال جرجة: صدقتني، ثم أعاد عليه جرجة: يا خالد أخبرني إلامَ تدعوني؟ قال خالد: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، والإقرار بما جاء به من عند الله.
قال جرجة: فمن لم يجبكم؟ قال خالد: فالجزية ونمنعهم.
قال جرجة: فإن لم يعطها؟ قال خالد: نؤذنه بحرب ثم نقاتله.
قال جرجة: فما منزلة الذي يدخل فيكم ويجيبكم إلى هذا الأمر اليوم؟ قال خالد: منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا شريفنا ووضيعنا وأولنا وآخرنا.
ثم أعاد عليه جرجة: هل لمن دخل فيكم اليوم يا خالد مثل مالكم من الأجر والذخر؟ قال خالد: نعم وأفضل. قال جرجة: وكيف يساويكم وقد سبقتموه؟
قال خالد: إنا دخلنا في هذا الأمر، وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا، تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتب، ويرينا الآيات، وحق لمن رأى ما رأينا وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الأمر منكم بحقيقة ونية كان أفضل منا.
قال جرجة: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني ولم تألفني؟ قال خالد: بالله لقد صدقتك، وما بي إليك ولا إلى أحد منكم وحشة، وإن الله لولي ما سألت عنه.
فأسلم جرجة وقاتل إلى جانب المسلمين، واستشهد في ذلك اليوم.
بدأ هذا اليوم بمنازلة من غريغوري يطلب أبا عبيدة: وللعلم إن أبا عبيدة فارس صلب مغوار لكن ليس كصلابة غريغوري، فما كان من أبي عبيدة إلا أن توجه إلى خالد، وسلمه راية الجيش، وجعله أميراً للجيوش إن لم يعد، ثم خرج أبا عبيدة وتبارزا فترة من الزمن، فتظاهر عريغوري بالانسحاب فتبعه أبا عبيدة ثم استدار غريغوري فجأة ليباغت أبا عبيدة، فإذا بسيف أبي عبيدة يطعنه فيموت، فكبر المسلمون، وأعطى خالد الأوامر بالهجوم الشامل.
بدأت ميسرة جيش المسلمين بقيادة يزيد، والقسم الأيسر من القلب بقيادة أبي عبيدة بالقتال على جبهتيهما، هاجم خالد بسرية الخيالة الموحدة الميمنة البيزنطية، وفي الوقت نفسه شطر قِسماً من مجموعة الخيالة لمهاجمة الطرف الأيسر من الميسرة البيزنطية، بينما قام عمرو بن العاص بشن الهجوم على الميسرة الرومية البيزنطية التي كانت بقيادة قناطر.
قام ماهان باستدعاء كافة الخيالة الروم للتجمع خلف قلب الجيش البيزنطي؛ لتنظيم هجوم معاكس ضد الخيالة المسلمين، ولكن ماهان لم يكن سريعاً فقد تقدم خالد سريعاً لمهاجمة الخيالة أثناء تجمعهم من الجهتين الأمامية والجانبية بينما كانوا في مناورات التحضير للهجوم المعاكس، وذلك لأن فرسان المسلمين مسلحين بشكل خفيف فكانوا يستطيعون الهجوم والتراجع بسرعة والعودة للهجوم مرة أخرى، فهربالخيالة البيزنطيين بإتجاه الشمال في فوضى والعشوائية تاركين المشاة لمصيرهم،
ثم اتجه خالد إلى قلب جيش الروم البيزنطيين بقيادة ماهان، وهاجمهم من الخلف، وكان الأرمن من المقاتلين الأشداء الذين كانوا على وشك النصر على المسلمين قبل يومين عندما قاموا باختراق جيش المسلمين، ولكن تحت الضغط من إتجاهات ثلاثة: (فرقة الخيالة بقيادة خالد من جهة الخلف، وجنود عمرو من اليسار، وجنود شرحبيل من الأمام)، ودون دعمٍ من الفرسان الروم، لم يكن للأرمن أي فرصة بالصمود فهزموا.
بعد هزيمة الأرمن هُزمت الآن كافة الجيوش البيزنطية، فتشتت البعض بشكل عشوائي مرعوبين، والبعض تراجع بانتظام بإتجاه الغرب نحو وادي الرقاد.
عندما وصلت قوات البيزنطيين إلى المعبر الضيق على النهر، كانت مجموعة من فرسان المسلمين بقيادة ضرار بن الأزور بانتظارهم، كجزء من خطة خالد الذي كان قد أرسل في الليلة السابقة سرية من الخيالة ً تقدر بـ (500) رجل لسد المعبر الضيق الذي يبلغ عرضه (500) متر فقط.
فتقدم جنود المشاة المسلمون من الشرق، وفرسان خالد بن الوليد من جهة الشمال ليصلوا إلى الوحدة الخيالة المسلمين التي تراقب المعبر الضيق من جهته الغربية، وإلى الجنوب كان هناك الوادي والتي تراجعت إليه القوات البيزنطية وبدأ الحصار.
بدأت المرحلة النهائية من المعركة: عندما اندحر القسم الأكبر من القوات البيزنطية بإتجاه الوادي تحت تأثير القتال من جهة الأمام، بينما كانوا يتراجعون بإتجاه المركز نتيجة الهجوم من الجانب، حيث نجم عن ذلك اختلال التوازن في الجيش.
فقد الجيش الرومي المتحالف كل المعلومات والارتباطات، فهوى بعضهم في الجرف، بينما سقط الآخرون قتلى أو أسروا لتنتهي بذلك معركة اليرموك.
استأذن خالد أبا عبيدة بمتابعة فلول ماهان المتجهة إلى دمشق، وقد كانت المعارك تنتهي بهرب الجيش المنكسر، لم يكن يتوقع ماهان وجنوده المنهزمون متابعة خالد لهم، لكن خالد فاجأهم واشتبك معهم ليقتل ماهان.
كانت معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية، وأبعدها أثرا في حركة الفتح الإسلامي:
وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء.
كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات
تاريخ الأندلس و معارك المسلمين مع الروم و الخلافة العثمانية – دولة حملت الراية
عندما كان أبو عبيدة يحاصر حمص سنة 15هـ، فبدأ هرقل بحشد كل قواته في منطقة أنطاكية وشمال الشام استعداداً لمعركة حاسمة، تحرك الجيش الامبراطوري البيزنطي من أنطاكيا.
جيش المسلمين (40) ألف: فيهم ألف من أصحاب رسول الله ﷺ، فيهم نحو من مائة من أهل بدر رضي الله عنهم، أما عدد فرسانهم (10) آلاف.
جيش الروم كان الروم منضوين تحت خمسة جيوش، وصل عددهم (240) ألف مقاتل، فيهم (40) ألف فارس.
قادةجيش المسلمين: أبو عبيدة بن الجراح، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وشرحبيل بن حسنة، ويزيد بن أبي سفيان.
قادة جيش الروم: ماهان" ملك أرمينيا القائد العامّ للجيوش البيزنطية، و"قناطير" (أمير روسي) على رأس جيش روسي سلافي، و"جبلة بن الأيهم" ملك الغساسنة على رأس جيش من نصارى العرب، بالإضافة إلى "جريجوري" و"ديرجان" على رأس جيشين.
قام بتقسيم جيشه إلى كتائب: (36) كتيبة كل كتيبة تضم (800-900) مقاتل، وثلاثة كتائب للفرسان (200)، وتولى هو قيادة الحرس المتحركة (4,000) وجعلها كقوة احتياطية.
نشر خالد المشاة صفوفا ثلاثة فقط للمشاة، لقلة عدد المسلمين مقابل 30 صف للروم.
هو أحد قادة الجيش البيزنطي؛ خرج لمبارزة وكان خالد قد خرج له، فدار حديث جميل بينهما، انتهى بإسلام جرجة وقتاله في صف المسلمين ونيله الشهادة في أول يوم للمعركة.
استمرت ستة أيام، وانتهت بنصر المسلمين على الروم
1-لقي جيش الروم هزيمة قاسية.
2-واستقر المسلمون في بلاد الشام، واستكملوا فتح مدنه جميعا، ثم واصلوا مسيرة الفتح إلى الشمال الإفريقي.
3-فقد الروم على أقل تقدير (70.000) قتيل، وبعض المؤرخين أوصل العدد إلى (120.000) قتيل، وهذه ليست معركة وإنما مجزرة بحق الروم.
أما عدد شهداء المسلمين فكان لا يتجاوز (4000).